لاشك أن صلى الله عليه وسلم    تعد أحد صيغ الصلاة على النبي المختصرة والشائعة بين الناس ، وهو ما يطرح السؤال عن هل الصلاة على النبي بقول صلى الله عليه وسلم تبلغنا فضلها ونفحاتها وبركاتها، أم أن ثوابها أقل ، ولعل ما يطرح أهمية السؤال عن صيغة صلى الله عليه وسلم  هو أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  تعد أمرًا إلهيًا ورد ذكره في القرآن الكريم، فقد خاطب الله تعالى المؤمنين في كتابه الحكيم في أكثر من آية وأكثر من موضع ليحثّهم على الصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم  ، فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، بما يدل على أن فضل الصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم  عظيم، ويوجب البحث عن أفضل صيغة ومن بينها هل الصلاة على النبي بقول صلى الله عليه وسلم ثوابها أقل أم هي الأفضل؟.

هل الصلاة على النبي بقول صلى الله عليه وسلم 

تعد عبارة صلى الله عليه وسلم أحد صيغ الصلاة على النبي المختصرة، وقد ورد فيها أنه لا حرج في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصيغة: «صلى الله عليه وسلم»، ويرجى لصاحبها الثواب الكثير بذلك، ولو اقتدى بالمأثور فلا شك أنه أفضل وأفصح، وبالنسبة لقول سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهذا أجازه المذهب الشافعى وعليه يمكن قول سيدنا أو عدم قولها"، ولفظ السيادة قول " سيدنا " يجوز قوله ويجوز عدم قوله في التشهد.

ووردت صلى الله عليه وسلم باعتبارها أحد صيغ الصلاة على النبي المختصرة، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام بلا شك، وبإجماع أهل العلم؛ لأنه قال عليه الصلاة والسلام: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، فهو سيد ولد آدم وأفضلهم عليه الصلاة والسلام؛ لما خصه الله بهذه الرسالة العامة، والنبوة، والعبودية الخاصة، والفضل العظيم الكثير الذي جاءت به الأحاديث، ودل عليه القرآن الكريم، فهو أفضل عباد الله، وهو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، ولا بأس ولا حرج في أن يقول الإنسان: اللهم صل على سيدنا محمد ، هذا كله لا حرج فيه.

أفضل صيغ الصلاة على النبي

وردت العديد من الصيغ عن الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عباده المؤمنين بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جل ثناؤه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب:56).

هناك عدة صِيغ للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهمية : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

فضل الصلاة على النبي 

أولًا: يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.

ثانيًا: يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.

ثالثًا: يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.

رابعًا: سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.

خامسًا: يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.

سادسًا: تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.

سابعًا: الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.

ثامنًا: سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.

تاسعًا: تنقذ المسلم من صفة البخل.

عاشرًا: سبب من أسباب طرح البركة.

الحادي عشر: سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.

الثاني عشر: التقرّب إلى الله تعالى.

الثالث عشر: نيل المراد في الدنيا والآخرة.

الرابع عشر: سبب في فتح أبواب الرحمة.

الخامس عشر: دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.

السادس عشر: سببٌ لدفع الفقر.

السابع عشر: تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.

الثامن عشر: سببٌ لإحياء قلب المسلم.

التاسع عشر: التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.

العشرون: لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.

حديث فضل الصلاة على النبي

ورد حديث فضل الصلاة على النبي ،  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: "مَا شِئْتَ". قُلْتُ: الرُّبُعَ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: الثُّلُثَ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: النِّصْفَ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: الثُّلُثَيْنِ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: أَجْعَلُ صَلاتِي كُلَّهَا. قَالَ: "تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ».

وورد أن معنى الصلاة هنا «الدعاء»، فإذا جعل الإنسان وقتًا يصلي فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا، فالله -جل وعلا- يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك». إذا أكثر من الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام-، وهذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة، وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيجمع بين الأمرين.

فضل الصلاة على النبي

ورد فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -  ، عن عمر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشرًا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة» [رواه مسلم]. قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي» [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا» [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].

وروي عن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: «أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكرًا لله» [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه، وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا» فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: «إن شئت» قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: {إن شئت}. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: {إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة» رواه الجهضمي.

وجاء عن عبدالله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام» [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات» [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم]. وعن ابن مسعود مرفوعًا: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة» [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان]، وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة» [رواه البخاري في صحيحه].

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله عليه وسلم هل الصلاة على النبي هل صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي أفضل صيغ الصلاة على النبي فضل الصلاة على النبي صیغ الصلاة على النبی فضل الصلاة على النبی علیه الصلاة والسلام صلى الله علیه وسل م یوم القیامة المصلی على رسول الله ع ل ى آل

إقرأ أيضاً:

هل رؤية النبي في المنام بشرى لرؤيته في اليقظة أو الآخرة؟.. «الإفتاء» ترد

أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن حب النبي صلى الله عليه وسلم هو شعور ينبض في قلب كل مسلم، ويتجلى في كل جوانب حياته اليومية. 

حب لا يغيب عن القلوب
بدأ عبد السميع حديثه بالتأكيد على أن حب النبي صلى الله عليه وسلم هو أمر متأصل في قلوب المؤمنين، قائلاً: "كيف لا نحبه؟ وكيف لا نسير على منهجه؟ حب النبي صلى الله عليه وسلم يزداد مع مرور الأيام، ويتعمق في النفوس بفضل ما تركه لنا من هدي وسيرة عظيمة".

وأضاف أمين الفتوى أن العلماء والعارفين كانوا دائمًا يصفون مدى تعلقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بقول أحدهم: "لو غاب عني رسول الله طرفة عين، ما عددت نفسي من الأحياء"، وهو ما يعكس درجة العشق الروحي التي قد يصل إليها المؤمن الحق.

رؤية النبي في المنام ودلالاتها
وحول الحديث الشريف: "من رآني في المنام فقد رآني حقًا، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي"، أوضح الدكتور عبد السميع أن العلماء اختلفوا في تفسير هذا الحديث.

 وبيّن أن هناك فريقًا من العلماء يرى أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قد تكون بشرى لرؤيته في الحياة اليومية، مثل لحظات الذكر أو الصلاة، مستشهدًا بحادثة رواها نجل الشيخ الشعراوي حول رؤية والده للنبي في لحظة خاصة قبيل وفاته.

وفي تفسير آخر، أشار عبد السميع إلى أن بعض العلماء يعتبرون رؤية النبي في المنام بشرى لرؤيته في الآخرة، خاصة عند الحوض يوم القيامة، حيث ينتظر المسلمون لقاء النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الحديث الشريف: "أنكم ستردون علي الحوض وأنا أزود الناس عنكم كما يزود الرجل إبل الرجل عن إبله".

وأكد عبد السميع أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على المشاعر أو الأقوال فقط، بل يظهر في الأعمال والاقتداء بمنهجه وسنته في كل تفاصيل الحياة. 

وقال: "حب النبي لا يتوقف عند الكلمات، بل يجب أن يكون في أفعالنا واتّباعنا لسنته، لأن من رأى النبي في المنام فقد رآه حقًا".

واختتم عبد السميع، حديثه، برسالة عميقة لكل المسلمين: "ازدادوا حبًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وأظهروا هذا الحب في أعمالكم وسلوكياتكم، لأن محبتكم ستقودكم لرؤيته في الدنيا أو الآخرة، فتلك نعمة لا تقدر بثمن".

مقالات مشابهة

  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة
  • لا نعرفها.. أمين الفتوى يكشف سر حياة النبي في قبره
  • هل رؤية النبي في المنام بشرى لرؤيته في اليقظة أو الآخرة؟.. «الإفتاء» ترد
  • أمين الفتوى: سيدنا النبي محمد حي في قبره
  • الوفاء وحفظ الجميل.. دروس من القرآن والسنة النبوية
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • حقيقة قصة النبي ﷺ مع الرجل اليهودي
  • هل رؤية القمل في المنام رزق وخير أم شر ودين؟.. انتبه لـ17 حقيقة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم