الخليج الجديد:
2024-10-06@11:06:40 GMT

رذيلة الكذب تترسخ في النظام الأمريكي

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

رذيلة الكذب تترسخ في النظام الأمريكي

رذيلة الكذب تترسخ في نظام الحكم الأمريكي

أصبحت أمريكا مؤخراً أبرز من يمثل ظاهرة الكذب بكل ألوانها ومستوياتها وألاعيبها.

ترسخت رذيلة الكذب في النظام السياسي والأمني الأمريكي وأصبح النظام نظاماً كذاباً.

منذ الحرب العالمية الثانية، تمارس أمريكا الكذب لتبرر كل صراعاتها وحروبها وابتزازاتها وتلاعبها باقتصاد العالم واستقراره المالي النقدي.

نثق في العدالة الإلهية بأن هذا النظام سيكتب عند الله أيضاً نظاماً كذاباً، ويواجه مستقبلا عدالة الأرض وعدالة السماء. ويا ويلهم عندما يتمكن العالم كله منهم بمباركة من عدالة السماء.

* * *

إذا كان من رذيلة تتميز في هذا الزمن الذي نعيشه، فهي رذيلة الكذب الذي أصبح مرض العصر بصورة وبائية قاتلة، والذي لا يبدو أن له علاجا في الأفق القريب.

وقد أصبح لهذه الرذيلة جماعات ودول ومراكز إعلام ومؤسسات بحوث تدعم بعضها بعضا، وتغطي مساوئ بعضها بعضا، وتطوع الأزلام لنشرها على نطاق واسع جنوني بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي، التي لا تترك أحداً إلا وتغويه وتنهكه لتصديق ذلك الكذب.

وإذا كان لا بد من تسمية جهة قيادة لذلك التوجه في عالمنا فإن الأصابع تتجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أصبحت مؤخراً أفضل من يمثل ظاهرة الكذب بكل ألوانها ومستوياتها وألاعيبها. فهذه الدولة، منذ الحرب العالمية الثانية، وهي تمارس الكذب لتبرر كل صراعاتها وحروبها وابتزازاتها وتلاعبها باقتصاد العالم واستقراره المالي النقدي.

فقد خاضت حروب فيتنام وكوريا وكمبوديا وهندوراس، وخططت وأشرفت على قتل مئات الألوف في إندونيسيا، وغزت ودمرت أفغانستان والعراق، وتآمرت على سوريا وليبيا والسودان واليمن، وتدخلت في شؤون أمريكا الجنوبية على نطاق واسع، ودمرت كل محاولات دولها للخروج من تحت عباءتها، وأدخلت مؤخراً العالم في جحيم الحرب الأوكرانية، وافتعلت الحروب الاقتصادية مع الصين وروسيا وغيرهما.

فعلت كل ذلك، وغيره الكثير، تحت أغطية ومبررات من الكذب والادعاءات وأصباغ الفضيلة التي لا توجد إلا في شعاراتها المخادعة، تارة باسم حماية العالم الحر، وتارة باسم حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية الأقليات والمحافظة على السلم الأهلي والعالمي، بينما الجميع كان يعرف أنها كانت حروب نهب واستعمار.

ولم تعتذر قط عن كل تلك الأفعال التي قامت بها والتي قادت إلى موت الملايين وإلى حرق أراضي الغير، وإلى تدمير بنيتها التحتية وأنظمتها السياسية والأمنية والاقتصادية، بل بالعكس، كانت وما زالت تنصب نفسها الدولة المسؤولة عن أمن ونظام هذا العالم، وبالتالي يحق لها أن تكون القاضي والمحامي والسجّان، بينما هي في كثير من الأحيان الجاني الذي يجب أن يحاكم ويحاسب.

نضطر أن نذكّر بكل ذلك، رغم احترامنا الشديد للشعب الأمريكي، لنقول بأن المسؤول الأول هو نظام الحكم الأمريكي، والدولة العميقة التي تملكه وتحركه وتوظّفه ليفعل كل ذلك باسم أمريكا، وأمريكا التي نعرفها جيداً براء من كل ذلك، وإنما هي أيضاً ضحية من ضحايا نظام الحكم ذاك ودولته العميقة.

ونبرز كل ذلك لنقول بأن تلك القائمة من الممارسات الأمريكية المجنونة واللاأخلاقية والمستهترة بكل القيم الإنسانية والحقوقية، والمتدثّرة بألف كذبة وكذبة، تلك القائمة قد وصلت خلال الشهرين الماضيين إلى أقبح صورها وأكثرها إجراماً وتوحشاً في المشهد الفلسطيني الحزين، يفضحها ويعرّيها مشهد الألوف من أطفال فلسطين ونساء فلسطين وكبار السن في فلسطين، المدنيين العزّل، المستنجدين يطلبون الرحمة، بينما يقوم نظام الحكم في أمريكا بإمداد المجرم الصهيوني، جيشاً ومستوطنين، بالسلاح والعتاد والمال والدعم الأعمى السياسي والمعنوي في كل محفل من محافل العالم.

وهذا الدعم كله يتم تحت عباءة الكذب الأمريكي الشهير، فهي تدّعي أنها ضد موت المدنيين وضد تجويع ملايين الفلسطينيين، وضد تدمير المستشفيات والمدارس والمساجد، وضد إلقاء القنابل العشوائية لتدمير مئات المباني على رؤوس ساكنيها… إنها ضد كل ذلك، وهي تحاول إقناع الكيان الصهيوني بعدم ممارسة كل ذلك… لكنها لا ترى تعارضاً بين إمداد الكيان بكل ما يسمح له بارتكاب جرائمه، ومنع العالم من إيقاف الحرب.

ما على من يريد أن يعرف طبيعة الكذب المتأصّلة في نظام الحكم الأمريكي، إلا أن يقارن بين ما تقوله وتفعله وتعد به لتطمين الكيان الصهيوني، والدروس والتهديدات والفهلوانية التي تمارسها تجاه من يتجرأ لمساعدة الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم، وتجاه أي محاولة دولية لإيقاف الحرب الإجرامية المجنونة في غزة.

كنا نعرف بأن كتب العالم ووسائل المعرفة فيه قد كشفت منذ زمن طويل ترسخ رذيلة الكذب في النظام السياسي والأمني الأمريكي وسمّت النظام نظاماً كذاباً. لكننا الآن نثق في العدالة الإلهية بأن هذا النظام سيكتب عند الله أيضاً نظاماً كذاباً، وسيواجه في المستقبل، طال الزمن أو قصر، عدالة الأرض وعدالة السماء. ويا ويل أمريكا عندما يتمكن العالم كله منها، بمباركة من عدالة السماء.

*د. علي محمد فخرو سياسي بحريني، كاتب قومي عربي

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا الكيان الصهيوني المشهد الفلسطيني نظام الحکم کل ذلک

إقرأ أيضاً:

معتصم اقرع: أعترف، أنا بليد

أعترف، أنا بليد:
أكتشفت أني أبلد زول في العالم. عارضت نظام الإنقاذ ثلاثين عاما بالتمام والكمال وحرمت نفسي من العودة للبلد سبعة عشر عاما من خوف.

ولكن للامانة حين قررت أن أزور السودان كل عام لم يضايقني نظام البشير إطلاقا لا في دخول ولا في خروج ولا في أي إجراء حكومي رغم سلاطة لساني داخل وخارج السودان المدونة عند أجهزة أمنه الاخطبوطية.

ولم يكن هذا الإمتياز حصريا إذ عم جميع المغتربين المعارضين تقريبا، بالذات مع بدايات الألفية. وحتي المعارضين من الداخل، كانوا يسافرون عبر مطار الخرطوم في رحلات ممولة من منظمات أجنبية، ليشتموا النظام في محافل حقوق الانسان الخارجية ثم يعودون عبر مطار البشير ليمارسوا حياتهم العادية وكنا نكرمهم ما أستطعنا حين ياتوا لشتم النظام بتكاليف مدفوعة من أجانب. هذه حقائق علي أهميتها لا تعني أن النظام كان لينا أو مراعيا لحقوق الإنسان.

وبلغت معارضتي درجة القول بان البشير حين ذهب إلي الحج قد رجمه الشيطان ولم يحدث العكس. هكذا عارضت النظام حينما ملك الكيزان سيف المعز وذهبه.

ولكن من بلادتي الغير مسبوقة قراري بان أتحول إلي كوز بعد أن سقط البشير وفقد السيف والذهب وصعد إلي السلطة خصومه الذين أكرمناهم سابقا وصار الكيزان مطاردين ومستهدفين من الاستكبار بما في ذلك إستهداف من جماعات تقتل ولا يرمش لها جفن.
وأتي أطرف تفسير لبلادتى من كاتب استنارة كثيرا ما قابلني في رحلاته الممولة لشتم نظام البشير. قال هذا الكاتب أن تحولي يمكن تفسيره باني أطمع في وظيفة كبيرة بعد أن يعود الكيزان للسلطة بعد الحرب ولكن ورعه منعه من تحديد الوظيفة: سفير أم وزير أم حامل إبريق مستنير؟

المهم، إما أنا بليد وصرت كوزا في الزمن الخطأ أو أن كبار كتاب تقدم الذين عمدونى كوزا قوم فاجرون في الخصومة والوقاحة والجرأة علي الحق بلا حياء. وشارك في الفجور من يعرفون الحقيقة ولكنهم سكتوا علي كذب كتابهم. ومن يكذب ويعرف أنه يكذب ويردد الكذب إنسان لا يؤتمن علي شوال دقيق دع عنك وعي أمة ومصيرها.

بالنسبة للمعلقين المحتملين من فاقدي القدرة علي فهم النصوص، هذا البوست ليست دفاعا عن الذات فانا لا أخشي التهم ولا أحتاج لصوتك في إنتخابات قادمة ولا أحلم بوظيفة سودانية غير عمل مجاني بلا أجر. غرض النص كشف وتعرية جماعات فاجرة، كاذبة ما زالت تحلم بتزييف وعي المواطن بما يمهد لصعودها إلي قمة السلطة محمولة علي أكتاف الخارج وبنادق الجنجويد المنتصبة في إستعداد دائم للإغتصاب.

* منعا لعسر التفسير بحسن نية أو غيره لاحظ أن هذا بوست لا ينفي سوء نظام البشير ويقول كنت ضد نظام البشير من مهده إلي لحده ويفضح الفجور والكذب من قبل كتاب الحلف الجنجويدى.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل تصبح اليمن ‘‘درة’’ النظام الإيراني القادمة!
  •  غزة: عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي
  • حربا غزة ولبنان تسرعان تصدع النظام العالمي بقيادة أمريكا
  • أحاديث عن السياسة.. الكذب!
  • الريشة التي حركت ضمائر العالم
  • السنيورة: الفيتو الأمريكي أبرز معضلة تواجه العالم العربي والقضية الفلسطينية
  • “الأنظمة الإرستقراطية وسقوطها في العالم المعاصر “
  • الخارجية الفلبينية: لا فلبينيين على متن ناقلة النفط التي هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر
  • المستجدات ومنطق السياسة
  • معتصم اقرع: أعترف، أنا بليد