الجزيرة:
2024-07-03@17:49:14 GMT

مواقف لم يتعرض لها جيش الاحتلال من قبل

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

مواقف لم يتعرض لها جيش الاحتلال من قبل

عنوان مقالي هو تصريح قاله جيش الاحتلال في تبريره مقتلَ رهائنه على يد جنوده. وأنا – في مقال سابق عن السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل – قلت: انتصرنا، رغم أني كنت مندهشًا لما حصل؛ لأنه كانت هناك "مواقف لم أتعرض لها من قبل"، ولم يسبق لي أن شاهدت أو قرأت عن معجزة كمعجزة "طوفان الأقصى"، رغم كوني جنرالًا عراقيًا.

وعندما أقول: أنا عراقي لا أقصد مدح العراقيين أو جنرالاتهم، بل لتوضيح حالة أن الجنرال العراقي يكون قد حمل موروث القتال في فلسطين لحروب أربع، كانت أولاها؛ معركته في جنين التي قادها "القائد العراقي عمر علي بيرقدار في حرب 1948، حين حُوصر فوج من القوة الآلية العراقية في منطقة جنين وقلْعتها، يوم صلى الفجر بفوجه كله وصاح: "العالي الفوج الثاني العالي"، وتبعها "الله أكبر" لمرات ثلاث، وتسابق مع جنوده ليفكّ الحصار، فانهزم العدو تاركًا 300 قتيل في أرض المعركة وكَميّة كبيرة من الأسلحة والآليات.

ولعله من الجدير بالذكر أنّ العراق كان يمتلك ستة ألوية، فشارك بخمسة ألوية، واحتفظ بلواء واحد يحمي العراق كله. وفي حرب "تشرين" شارك بخمس فرق، ثلاث منها مدرعة وآلية، وأبقى فرقتَي مشاة راجلة.

كانوا يتصورون أن هدم المساكن سيوفر ساحة رمي ورصد للدبابة، ولم يتخيلوا أن المساكن المهدمة ستكون خير ملجأ، وظنوا أن الميركافا 4 -التي سعرها 150 مليون دولار- ستحل المشكلة

كما أنه لا يوجد جندي عربي دخل حربًا لثلاثة آلاف يوم عدا العراقي، والمقاوم الفلسطيني، وخاض حربًا لمرتين مع تحالفين دوليين كبيرين، وعرف ما معنى القتال ضد طيران كونيّ دون أن يكون لديك ما يردّ عليه، وجرّب الغزو والاحتلال وجرائمه، وقاوم ببسالة منقطعة النظير، وقتل 4500 جندي أميركي. ولعلّ أهلنا في فلسطين الحبيبة يفخرون بتلك المقاومة.. إلا أني أعترف أني لم أرَ من الأميركان وحلفائهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية كالتي تحصل في غزة العملاقة، إلا في مدن الموصل والفلوجة والرمادي خلال الحرب ضد داعش.

وكوني درست التاريخ، يمكنني الجزم بأنّ التاريخ لم يحمّل أحدًا العار الذي حمّله للاحتلال الإسرائيلي خلال حرب غزة، وحمّله لحلفائه الغربيين وللمنظمات الدولية، وحمّل المجتمع الدولي والإنسانية عارًا لم يحمّله لها تيمورلينك أو جنكيزخان.

فقد تعرض شعبنا الفلسطيني إلى "مواقف لم يتعرض لها من قبل"، بل لم يتعرض لها أي إنسان على سطح الأرض من جرائم ضد الإنسانية، ومعها جرائم الإبادة الجماعية، مما جعل كوكب الأرض بسكانه يغار من بطولاته وصموده، إلى حد أن قناة للاحتلال أعلنت أن 9% فقط من المقالات التي نشرت عن غزة منذ بدء "الطوفان" كانت لصالح الاحتلال، مع العلم أن صديقًا لي يعيش في الخارج ترجم مقالي الأخير للإنجليزية، ومع ذلك لم يفلح في نشره، فترجمه للعبرية، وفشل أيضًا .

في الوقت نفسه كان يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المجيد الذي جعل سلطة الاحتلال الإسرائيلي تتعرض لموقف "لم تتعرض له من قبل"، ولمست أن المقاومة الفلسطينية لم تعد كما عرفتها بعد أن طال الزمن باضطهاد وظلم واحتلال غاشم.

فقد أسقطت المقاومة المشروع الإسرائيلي وكسرت هيبته، وكان عليهم أن يتقبلوا الهزيمة بشجاعة ويقولوا؛ "نلجأ إلى المفاوضات"؛ لأنهم "تعرضوا لموقف لم يتعرضوا له من قبل". ولكن أن يهربوا إلى الأمام ويلجأوا إلى الهجوم البري على أبناء فلسطين التاريخية، متصورين -وهْمًا- أن ذراعهم الطويلة ستنال من الشعب الذي أنجب عمالقة القسام.

يتوهّم نتنياهو بكل عمى -فالحقد والرعب يجعلان الإنسان أعمى- أن أبطال السابع من أكتوبر/ تشرين الأول سيندحرون في مِنطقة سكنية تصبح الدبابة فيها عبئًا على راكبها، وتجعل جندي المشاة يترقّب من أي نافذة في البناية التي أمامه أو يساره ستأتيه النيران، خصوصًا أن المدافعين يكمنون تحت الأرض وفوقها.

كانوا يتصورون أن هدم المساكن سيوفر ساحة رمي ورصد للدبابة، ولم يتخيلوا أن المساكن المهدمة ستكون خير ملجأ، وظنوا أن الميركافا  4- التي سعرها 150 مليون دولار – ستحل المشكلة.

بكل صفاقة وبعد قتل جنوده للرهائن، بقي يصر على أن "الضغط على حماس سيؤدي إلى عودة الرهائن"، وكأنه فعلًا يضغط على حماس، أو كأنه لا يريد إبادة شعب كامل مع سبق الإصرار والترصد ليعيد الرهائن، كون عجز جيشه بات يتعزّز يومًا بعد يوم. ولا أدري -حقيقةً- كيف يقتنع من حوله بأن القصف الوحشي العشوائي على كل شبر من غزة سيعيد الرهائن.

وعليه، هناك هدفان معلنان لإبادة شعب فلسطين، هما: "تحرير الرهائن والقضاء على المقاومة"، وما أشبه الليلة بالبارحة، فالأهداف المعلنة لغزو الأميركان للعراق كانت كذبتَين أيضًا: الأولى علاقة العراق الحميمة مع بن لادن، والثانية امتلاكه الأسلحة النووية.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من قبل

إقرأ أيضاً:

هكذا تعيد المقاومة تدوير الذخائر غير المنفجرة (شاهد)

#سواليف

لا تدخر #المقاومة في قطاع #غزة جهدا لاستغلال كل ما يقع بين يديها من إمكانيات، لصالح دعم مجهودها العسكري في مواجهة قوات #الاحتلال التي تواصل التوغل والعدوان في عدد من مناطق القطاع.

في هذا السياق، تعيد #المقاومة #تدوير #القنابل و #القذائف التي ألقاها الاحتلال على رؤوس المدنيين في عموم قطاع #غزة، ولم تنفجر، رغم انطواء هذه الخطوة على مخاطر كبيرة، إذ إن جزءا منها مخصص أساسا لنصب أفخاخ، بحيث تنفجر عقب ساعات أو أيام من إطلاقها

#كمائن بقنابل إسرائيلية
استخدمت المقاومة #قنابل_إسرائيلية غير منفجرة مرات عديدة في نصب كمائن لجنود وأرتال قوات الاحتلال في قطاع غزة، وقبل يومين أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، عن نصبها كمينا محكما لقوات الاحتلال في شارع بغداد بحي الشجاعية، باستخدام صاروخ كبير لم ينفجر، أطلقته طائرة “أف 16”.

واستخدمت كتائب القسام هذه الطريقة مرارا في عدد من الكمائن، كان آخرها نصب #كمين لدبابة إسرائيلية في حي تل السلطان برفح، بواسطة #ألغام_أرضية لم تنفجر، يستخدمها الاحتلال عادة في نسف المباني والمنشآت السكنية.

مقالات ذات صلة شهادات مروعة.. أسرى مفرج عنهم يكشفون تفاصيل تعرضهم للتعذيب الشديد في سجون الاحتلال 2024/07/01

لا يمكن لنا إلا أن نقف إجلالاً وتعظيماً لهؤلاء الشباب الذين يحفرون بأيديهم الأرض ليقاتلوا شرذمة البغي والعدوان.

إنه أمرٌ عظيم أن يحفروا أياماً وسط المعارك وقرب الدبابات والمدرعات والجنود وتحت أزيز الطائرات بمختلف أنواعها، بينما الاحتلال يبحث عنهم وعن أنفاقهم؛ نجحوا في حفر نفق… pic.twitter.com/nc5dLaacpD

— رضوان الأخرس (@rdooan) June 26, 2024

حجم القنابل التي ألقيت على غزة
ألقى جيش الاحتلال 79 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، الذي تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً، بما يعادل تقريباً 220 ألف كيلوغرام من المتفجرات لكل كيلومتر مربع، وهو ما يعادل تقريباً 5 أضعاف القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما باليابان، إبان الحرب العالمية الثانية في السادس من أغسطس 1945، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.


ما نسبة القنابل التي لم تنفجر؟
كشفت تقرير للأمم الأمم المتحدة، عن وجود ما يقرب من 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة في جميع أنحاء قطاع غزة بسبب العدوان المتواصل، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لإزالتها لما تمثله من خطر على المدنيين.

وقالت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، إن “هناك نحو 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة المتناثرة في جميع أنحاء غزة، الأمر الذي قد يستغرق ما يصل إلى 14 عاما لإزالتها”.

بدورها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال مؤخرا أن غزة تلقت منذ بدء الحرب أكثر من 50 ألف قنبلة، 5% منها لم تنفجر، لكن تقديرات عسكرية دولية تشير إلى 10- 15% من القنابل لا تنفجر عادة خلال الحروب.

وحذرت الإذاعة من أنه “يمكن لحركة حماس استخدام القنابل التي لم تنفجر لبناء صواريخ جديدة”، مشيرة إلى أنه في حال التوصّل إلى تهدئة طويلة في إطار صفقة تبادل فستنجح حركة حماس في بناء قدرات صاروخية كبيرة”.

ماهي أنواع القنابل التي ألقيت على غزة؟

قوات الاحتلال استخدمت نوعيات عديدة من القنابل الفتاكة في قصف قطاع غزة، معظمها أمريكية الصنع غالبيتها من طراز “MK” الأمريكية، وهي تحتوي على مواد شديدة الانفجار، ومنها أنواع متعددة الأحجام والأوزان، وهي “MK82″ ويبلغ وزنها 500 كيلوغرام، و”MK83″ ووزنها 750 كيلوغرامًا، و”MK84” بوزن طن، وهي الأكثر فتكا وتدميرا.

هذه الأنواع الثلاثة، ألقتها مقاتلات جيش الاحتلال بغزارة على غزة، ما أدى إلى تدمير أحياء وتغيير معالم مناطق مدنية بأكملها.

واستخدم جيش “الاحتلال” قنابل مجنحة من نوع “GPU31″، و”GPU38″، و”GPU10″، في قصف بعض الأحياء المدنية أيضا.

وإلى جانب هذه القنابل، تستخدم قوات الاحتلال بكثافة قذائف المدفعية الثقيلة من عيار “155 ملم”، والتي تضرب فيها الأحياء السكنية، وتشكل عبرها حزاما ناريا لعزل بعض المناطق.

ويضاف إلى هذه القنابل؛ الألغام المتنوعة التي تستخدم من قبل قوات الهندسة التابعة للاحتلال في نسف وتدمير المنشآت والمنازل في قطاع غزة.

كيف تعيد المقاومة استخدام هذه القنابل؟
ليس من السهل التعامل مع الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة، خصوصا أنها قنابل متطورة، وبعضها معد سلفا لنصب أفخاخ وكمائن، فمنها ما يمكن تفجيره عن بعد عقب إطلاقه بوقت طويل، ومنها ما يمكن أن ينفجر بمجرد محاوله نقله أو التعامل معه، وقنابل أخرى “توقيتية” تنفجر بعد وقت محدد من إطلاقها.

ورغم ذلك فقد أصبحت المقاومة في غزة تمتلك خبرة واسعة في التعامل مع هذه الذخائر، بل وتتمكن من الاستفادة منها، بحيث يجري إدخالها في تصنيع العبوات الناسفة، والقذائف الصاروخية مجددا.

وقال مصدر ميداني مطلع، إن المقاومة في غزة جمعت الكثير من هذه القنابل فعليا، وتتعامل معها بكفاءة عالية، حيث تستخلص المواد المتفجرة من داخل هذه القنابل، وتعيد حشوها في الرؤوس المتفجرة للصواريخ التي تصنعها، وقذائف الهاون، وتطلقها مجددا صوب قوات الاحتلال، أو تستخدم تلك المواد في صناعة العبوات الناسفة التي تستخدم ضد آليات الاحتلال العسكرية.

وأكد المصدر أن قنابل الاحتلال تمتلك ميزة فريدة كونها تحتوي على متفجرات عالية الجودة، وذات تأثير كبير، مثل مواد “C4″ المخصصة في عمليات النسف والتعامل مع المعادن والفولاذ، و”إف إكس-757″، و”بي بي إكس إن-114” شديدتي الانفجار.

ولفت إلى أن المعادن وحديد الفولاذ الخاص بهذه القنابل والقذائف يعاد صهرها أيضا وسكبها لصناعة الرؤوس المتفجرة، للصواريخ خصوصا قذائف الهاون.

وبثت كتائب القسام الأحد تسجيلا مصورا لعمليات تصنيع عبوات “العمل الفدائي” المضادة للمدرعات، وكان لافتا أن هذه العبوات صنعت من قذائف مدفعية عيار 105ملم إسرائيلية، جرى تدويرها وإعادة استخدامها مرة أخرى.

"من يرنو فنائي، يبحث عن سراب"..
رُفعت الأقلام وجفت الصحف

ألا بوركت سواعد رجال الإعداد والإمداد #كتائب_القسام pic.twitter.com/HyCjxe66Ts

— أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) June 30, 2024

مقالات مشابهة

  • حتى لا ننسى غزة
  • هنا الشجاعية يا نتنياهو.. هكذا علق نشطاء المنصات على أداء المقاومة
  • المقاومة في الضفة.. بين العبوات الناسفة وسلاح الحرائق
  • الشجاعية … ميدان الشجاعة
  • صحف سعودية: على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف حاسمة لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • جرادة: نحن من السعاة إلى الدولة وحمايتها ضرورة ملحة لدعم المقاومة
  • بزعم مساعدة حماس.. مستوطنون يقاضون 3 دول أمام الفيدرالية الأمريكية
  • التصنيع في زمن الحرب..المقاومة تصنع المعجزات
  • هكذا تعيد المقاومة تدوير الذخائر غير المنفجرة (شاهد)
  • بعد الإفراج عنه.. مدير "الشفاء": ما يتعرض له الأسرى لم يمر على شعبنا منذ النكبة