موقع 24:
2024-07-06@11:56:39 GMT

حرب غزة.. وسوء التقدير الأمريكي

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

حرب غزة.. وسوء التقدير الأمريكي

وعد جو بايدن، خلال حملته الانتخابية، باستعادة مكانة الولايات المتحدة وزعامتها في الخارج.

غير أن دعم إدارته القوي لإسرائيل في وقت تدمّر فيه هذه الأخيرة غزة وتقتل المدنيين الفلسطينيين بشكل عشوائي يمثّل أحدثَ تذكيرٍ بأن الحكومة الأميركية، سواء بقيادة «ديمقراطي» أو «جمهوري»، كثيراً ما تسيء التقدير في الشؤون الخارجية، وليست المدافع القوي عن الديمقراطية والحرية كما تدعي.


والواقع أنه لطالما كان هناك خلافٌ حول ما إن كانت الولايات المتحدة تلعب دوراً إيجابياً في الشؤون العالمية. ففي السنوات الأخيرة، ساهم قرارا أميركا بغزو العراق وانتخاب دونالد ترامب رئيساً في إضعاف الحجة القائلة بأن لدى الولايات المتحدة أخلاقاً وقيماً قويةً تنتصر لها وبالتالي فإنه يجدر بالدول الأخرى أن تتبع قيادتها في شؤون العالم.
بايدن، الذي يجرّ خلفه عقوداً من الخبرة والعلاقات مع القادة حول العالم، بدا كما لو أنه قادر على أن يكون ليس مجرد رئيس أحسن مقارنة مع ترامب، بل رئيساً عظيماً في السياسة الخارجية. والحق أنه قام ببعض الأشياء الجيدة. ومن ذلك، مثلاً، أن الولايات المتحدة قادت في عهده ائتلافاً لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بعد الغزو الروسي، وذلك في إطار جهود الإدارة الحالية من أجل «نظام دولي قائم على القواعد»، تحترم فيه الدول حول العالم القانونَ الدولي والهيئات العالمية مثل الأمم المتحدة.
ولكن الشهرين الماضيين شهدا عدداً من الأمثلة البارزة على سوء التقدير التي تمحو الذكريات الإيجابية لسياسات بايدن الخارجية - ربما للأبد. فأولاً، أوضحت الولايات المتحدة أنها لن تدافع عن القواعد والأعراف الدولية في حال انتُهكت من قبل أحد أقرب حلفائها. وإذا كان المسؤولون الأميركيون ندّدوا بروسيا بشدة بسبب قصفها مدارس ومباني سكنية في أوكرانيا، فإنهم لم ينتقدوا إسرائيل بالقدر نفسه، أو حتى بقدر قريب منه، بسبب قيامها بالشيء نفسه في غزة. فكل يوم، تُصدر «منظمة العفو الدولية» و«أطباء بلا حدود» و«هيومن رايتس ووتش» والعديد من المنظمات الأخرى تقارير وبلاغات تبيّن كيف تنتهك الأعمال العسكرية الإسرائيلية القانونَ الدولي، وتؤدي إلى قتل الأطفال والجوع الجماعي وتدمير مؤسسات كبيرة للثقافة والسلطة الفلسطينية ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص.
وفي مقال بصحيفة «نيويورك تايمز» هذا الأسبوع، كتب قادة منظمة «اللاجئين الدولية» والفرع الأميركي من منظمة «إنقاذ الطفولة» وأربع منظمات إنسانية كبيرة أخرى أنه «لم يسبق للمدنيين في أي حرب أخرى يمكن أن نفكر فيها أن كانوا محاصَرين لهذا الحد، دون أي سبيل أو خيار للهرب من أجل إنقاذ أنفسهم وأطفالهم».
وفي غضون ذلك، بدأ المسؤولون الأميركيون يشتكون علناً بشأن عدد المدنيين الذين يُقتلون، ومن ذلك تعليق لبايدن هذا الأسبوع كان من بين أكثر التعليقات انتقاداً لإسرائيل منذ أن أطلقت حملتها العسكرية في غزة. غير أن الإدارة الأميركية مستمرة في تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، وهي أشياء أهم من الكلمات. فالأسبوع الماضي، التفّت إدارة بايدن على الكونجرس وباعت لإسرائيل بشكل أحادي ما قيمته 100 مليون دولار من ذخيرة الدبابات. وهذا الشهر، كانت الولايات المتحدة الدولةَ الوحيدةَ من بين الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التي عارضت مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. وفي الأثناء، اعترف مسؤولون من إدارة بايدن مؤخراً لصحيفة «واشنطن بوست» بأنهم «لا يقومون بتقييمات في الزمن الحقيقي لمدى التزام إسرائيل بقوانين الحرب»، على حد تعبير الصحيفة (يذكر هنا أن الحكومة الأميركية أعلنت استنتاجها بأن روسيا ترتكب جرائم حرب بعد شهر واحد فقط من غزو أوكرانيا).
وعلى غرار كثير من الأميركيين، فإنني لا أتابعُ الشؤون الخارجية عن كثب مثلما يفترض بي أن أفعل على الأرجح. ذلك أنني كنتُ أفترض بشكل عام أن الولايات المتحدة تلعب دوراً إيجابياً عموماً في الخارج، ولاسيما مع وجود بايدن في الرئاسة. غير أن مشاهدة مسؤولين أميركيين كبار يتبنون مقاربة معيبة جداً ثم يدلون بتصريحات مضللة بشأنها جعلني أكثر قلقاً وتشككاً إزاء تصرفات أميركا في أجزاء أخرى من العالم. وإذا كان فريق بايدن مراوغاً بشأن ما يحدث في غزة إلى هذا الحد، فهل أثق في كلماته بشأن أوكرانيا أو السودان أو الصين؟
وإنصافاً لإدارة بايدن، ينبغي أن أعترف بأن هذه ليست قضية بسيطة. فحتى لو قررت الولايات المتحدة سحب دعمها الدبلوماسي لإسرائيل، فإن الحكومة الإسرائيلية قد تُواصل عملياتها في غزة. كما أنه من غير الواضح كيف يمكن إضعاف «حماس» بشكل دائم تفادياً لتكرار هجوم مروع مثل الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر مرة أخرى. على أن الطريق إلى السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين يبدو أقل وضوحاً من ذلك.
بيد أنه سيكون من السهل والمنطقي بالنسبة للولايات المتحدة أن تنضم إلى الدعوات الصادرة من حول العالم لوقف إطلاق النار والتوقف عن تزويد إسرائيل بمزيد من الأسلحة. فكل يوم تواصل فيه الولايات المتحدة دعم أعمال إسرائيل في غزة يتسبب في تآكل المزيد من مصداقية أميركا في الشؤون الخارجية.
وبالنظر إلى أنها تجمع القوة العسكرية والثقافية والسياسية، تُعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر أهميةً ونفوذاً في العالم. والأكيد أن الولايات المتحدة تستطيع أن تقود العالم في اتجاه أفضل، غير أن الناس لا يستمعون إليك حينما تتخذ قرارات سيئة باستمرار - ولا ينبغي لهم أن يفعلوا. وخلاصة القول إن الولايات المتحدة ترتكب حالياً أخطاء فادحة بخصوص موضوع كبير يتعلق بالسياسة الخارجية، مرة أخرى!.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة غیر أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

ديون العالم.. 91 تريليون دولار تدفع ثمنها الشعوب

بلغ حجم الديون المستحقة على الحكومات حول العالم نحو 91 تريليون دولار، وهو مبلغ يعادل تقريبا حجم الاقتصاد العالمي، ويهدد بخسائر فادحة يدفع ثمنها الشعوب، وفق "سي أن أن".

وزادت أعباء الديون جزئيا بسبب وباء كوفيد، وباتت تشكل الآن تهديدا متزايدا لمستويات المعيشة حتى في الاقتصادات الغنية، مثل الولايات المتحدة.

وكرر صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، تحذيره من أن "العجز المالي المزمن" في الولايات المتحدة يجب أن تتم معالجته بشكل عاجل.

وبينما وصف الصندوق أكبر اقتصاد في العالم بأنه "قوي وديناميكي وقابل للتكيف"، إلا أنه وجه انتقادات شديدة على نحو غير عادي تجاه الولايات المتحدة، أكبر مساهم فيه.

وخفضت المؤسسة، التابعة للأمم المتحدة، تقديراتها للنمو الأميركي هذا العام إلى 2.6 في المئة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن توقعات أبريل.

وفي فرنسا، أدت الاضطرابات السياسية إلى تفاقم المخاوف بشأن ديون البلاد، ما أدى إلى ارتفاع عائدات السندات، أو العوائد التي يطلبها المستثمرون.

وفي ألمانيا، كان الصراع الداخلي المستمر حول حدود الديون سببا في وضع الائتلاف الحاكم الثلاثي في البلاد تحت ضغوط هائلة.

وفي كينيا، كانت ردود الفعل السلبية إزاء المحاولات الرامية إلى معالجة عبء ديون البلاد البالغة 80 مليار دولار أسوأ كثيرا. وأثارت الزيادات الضريبية المقترحة احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، أودت بحياة 39 شخصا.

ويطالب المستثمرون حول العالم بعائدات أعلى لشراء ديون العديد من الحكومات مع تضخم العجز بين الإنفاق والضرائب.

ويعني ارتفاع تكاليف خدمة الدين توفر أموال أقل للخدمات العامة الحيوية أو للاستجابة لأزمات مثل الانهيارات المالية أو الأوبئة أو الحروب.

وبما أن عائدات السندات الحكومية تستخدم لتسعير الديون الأخرى، مثل الرهون العقارية، فإن ارتفاع العائدات يعني أيضا ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات، ما يضر بالنمو الاقتصادي.

ومع ارتفاع أسعار الفائدة، تنخفض الاستثمارات الخاصة وتقل قدرة الحكومات على الاقتراض لمواجهة الانكماش الاقتصادي.

وقالت كارين دينان، كبيرة الاقتصاديين السابقة في وزارة الخزانة الأميركية، والأستاذة الآن في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن معالجة مشكلة الديون الأميركية ستتطلب إما زيادة الضرائب أو تخفيض المزايا، مثل برامج الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.

ويوافق كينيث روجوف، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد، على أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول سوف تضطر إلى إجراء تعديلات مؤلمة. وقال لشبكة "سي أن أن" إن الديون "لم تعد مجانية".

ويقول التقرير إن مشكلة الديون يتجاهلها العديد من الساسة حول العالم رغم أهميتها.

ورغم القلق المتزايد بشأن ديون الحكومة الفيدرالية، لم يعد جو بايدن أو دونالد ترامب، المرشحين الرئاسيين الرئيسيين لعام 2024، بالانضباط المالي.

وتجاهل الساسة البريطانيون المسألة قبل الانتخابات العامة المقررة، يوم الخميس، ما دفع معهد الدراسات المالية في بريطانيا إلى استنكار "مؤامرة الصمت" بين الحزبين السياسيين الرئيسيين بسبب الحالة السيئة للمالية العامة.

وأصبح خطر حدوث أزمة مالية في فرنسا مصدر قلق جديا بين عشية وضحاها، بعد أن دعا الرئيس، إيمانويل ماكرون، إلى إجراء انتخابات مبكرة، الشهر الماضي.

ويشعر المستثمرون بالقلق من أن الناخبين الفرنسيين سينتخبون برلمانا من الشعبويين العازمين على زيادة الإنفاق وخفض الضرائب، ما يزيد من تضخم الدين المرتفع بالفعل وعجز الميزانية في البلاد.

مقالات مشابهة

  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • «بايدن» يفاجئ الحكام الديمقراطيين بشأن قدرته العقلية: أحتاج إلى النوم
  • الصراع الجيوسياسي في ليبيا والحراك الأمريكي
  • بالفيديو.. باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون الرئيس الأمريكي بذكرى الاستقلال
  • 91 تريليون دولار .. ديون العالم
  • ديون العالم.. 91 تريليون دولار تدفع ثمنها الشعوب
  • الخارجية الروسية: موسكو سترد على قرار فنلندا منح الولايات المتحدة حق استخدام قواعدها
  • مسئول فلسطيني: الولايات المتحدة شريك رئيسي لدولة الاحتلال على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني