موقع 24:
2025-03-10@12:48:32 GMT

بايدن في مواجهة أزمات الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

بايدن في مواجهة أزمات الشرق الأوسط

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن مأزقاً سياسيا جدياً على المستويين الداخلي والخارجي على حد سواء.

فعلى المستوى الداخلي تؤكد استطلاعات الرأي تدني وتآكل مستوى شعبيته في مقابل تزايد شعبية غريمه التقليدي دونالد ترامب على الرغم من كثرة القضايا المرفوعة ضد ترامب في المحاكم الأمريكية. أما على المستوى الخارجي، فإن الرصيد الإيجابي الذي كان يتمتع به بايدن على خلفية قيادته لتحالف غربي قوي ضد روسيا ومحاولة شيطنتها بعد اجتياحها لشرق أوكرانيا، ذهب أدراج الرياح نتيجة دعمه الكامل لحرب إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ وهي الحرب التي أثارت صورها المرعبة موجة غير مسبوقة من الشجب والتنديد في كل أصقاع العالم، بما في ذلك في كبريات المدن الأمريكية والأوروبية.

ومن الواضح أن الصراع في الشرق الأوسط، شوّه بشكل لافت سمعة أمريكا؛ وكأن أمريكا القوة العظمى الأولى بكل قضها وقضيضها بدأت تغرق في أزمات الشرق الأوسط، كما أنها باتت تبدو في أعين الرأي العام العالمي تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية ثقيلة في مقتل آلاف المدنيين العزل في غزة، بسبب استخدامها لحق الفيتو ضد عدة قرارات أممية تطالب بوقف الحرب.
ويرى المراقبون أن حظوظ بايدن في الفوز بولاية رئاسية ثانية تبدو ضئيلة للغاية، بوصفه مرشح الدولة العميقة وشركات تصنيع السلاح وشركات التقنية في وادي السليكون.
ويمكن القول إن الأمريكيين الذين صوّتوا لصالح بايدن سنة 2020، كانوا ينتظرون منه أن يكون متوازناً في سياساته الداخلية والخارجية، وأن يكون ممثلاً لكل شرائح الشعب الأمريكي في مواجهة سياسات اليمين، لكنه وبعد حصاده السياسي خلال الفترة الماضية، فإن الأمريكيين السود وأولئك المنحدرين من أصول لاتينية، قد فقدوا الثقة في قدرته على تسيير شؤون الولايات المتحدة في هذه الظروف الصعبة التي تتميز بتحولات جيوسياسية كبرى تتطلب قيادة سياسية قوية قادرة على مواجهة التحديات، وعلى إعادة الانسجام والتعايش داخل المجتمع الأمريكي.
هناك في السياق نفسه ما يشبه الإجماع لدى المتابعين للشأن الأمريكي، بأن بايدن خيّب كل التوقعات بشأن سياسته الخارجية، لاسيما في أوروبا التي استبشر قادتها بفوزه بالانتخابات الرئاسية وبعودة واشنطن إلى زعامة الغرب وحلف الناتو أما بالنسبة لسياسته مع الصين، فإنها لم تكن مختلفة من حيث الجوهر عن سياسة سلفه ترامب.
لقد أضاع بايدن موعده مع التاريخ وخذل حلفاءه الأوروبيين وقام بتصعيد التوتر مع موسكو حتى قبل أن يُقدم بوتين على اجتياح أوكرانيا، وبقيت سياسته تجاه المنطقة العربية حبيسة لرؤية إدارته التقليدية ولا تملك سياسة خارجية مستقلة؛ ووصلت الأخطاء السياسية إلى الذروة عندما لم تنجح إدارته حتى الآن في إدارة الصراع بالشرق الأوسط باحترافية وحيادية، ووفرت في المقابل الغطاء السياسي والدعم العسكري لقتل المدنيين الأبرياء في غزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بايدن

إقرأ أيضاً:

غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر

أعلنت الصين، يوم الجمعة، تأييدها الكامل لخطة استعادة السلام وإعادة إعمار قطاع غزة، التي طرحتها مصر وعدد من الدول العربية، مؤكدة موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق حل عادل وشامل.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الصيني وانج يي، في مؤتمر صحفي عُقد على هامش الدورة السنوية للهيئة التشريعية الوطنية. وشدد وانج على أن "غزة أرض تنتمي إلى الشعب الفلسطيني، وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية"، رافضًا أي محاولات لتغيير وضعها بالقوة، حيث أكد أن مثل هذه المحاولات لن تحقق السلام، بل ستؤدي إلى مزيد من الفوضى والتوترات في المنطقة.

مطالب بوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار

ودعا وانج يي إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة، مع تعزيز المساعدات الإنسانية، والتأكيد على مبدأ "حكم فلسطين للفلسطينيين"، في إشارة إلى ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من إدارة شؤونه بنفسه بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

وشدد الوزير الصيني على أهمية إعادة إعمار القطاع، الذي شهد دمارًا واسعًا جراء العمليات العسكرية الأخيرة، مؤكدًا استعداد بكين للمساهمة في الجهود الدولية لإعادة بناء البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين.

الصين تؤكد مركزية القضية الفلسطينية

وأوضح وانج يي أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال في صلب قضايا الشرق الأوسط، مطالبًا المجتمع الدولي بزيادة التركيز على هذه المسألة والعمل بجدية لتحقيق تسوية عادلة تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأضاف أن جميع الفصائل الفلسطينية مطالبة بالالتزام بإعلان بكين، الذي يهدف إلى تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، كما دعا دول الشرق الأوسط إلى تجاوز الخلافات الداخلية ودعم جهود إقامة الدولة الفلسطينية.

واختتم الوزير الصيني تصريحاته بالتأكيد على التزام بلاده بالسعي لتحقيق العدالة والسلام والتنمية في المنطقة، مشددًا على أن بكين ستواصل جهودها لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز التعاون الدولي في هذا الشأن.

واشنطن تلمّح إلى تحركات قادمة

وشهدت السياسة الأمريكية تحولًا لافتًا إزاء الخطة المصرية، حيث أشاد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بالمبادرة، معتبرًا أنها تمثل "خطوة أولى بحسن نية من المصريين".

ورغم أن ويتكوف لم يعلن تأييدًا رسميًا لكافة تفاصيل المقترح، إلا أنه شدد على ضرورة إجراء "مزيد من النقاش حول الخطة المصرية"، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب نجحت في تشجيع أطراف أخرى في الشرق الأوسط على تقديم مقترحات استباقية قد تكون جزءًا من الحل المستقبلي.

وفي سياق آخر، علّق ويتكوف على منشور لترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، أشار فيه إلى احتمال وجود تحرك مشترك ضد حركة حماس، قائلاً: "أعتقد أن هناك تحركًا قادمًا، وقد يكون بالتنسيق مع الإسرائيليين".

وأضاف أن طبيعة هذا التحرك لا تزال غير واضحة، لكنه وجه رسالة لحماس قائلاً: "لديهم فرصة للتصرف بعقلانية واتخاذ القرار الصحيح، وإلا فلن يكون لهم أي دور في أي حكومة مستقبلية هناك".

 

يأتي الدعم الصيني للمبادرة العربية في ظل تزايد الضغوط الدولية لإيجاد حل مستدام للقضية الفلسطينية، في وقت تبدو فيه الإدارة الأمريكية منفتحة على مقترحات جديدة.
 ومع تصاعد التوترات، تظل الأنظار متجهة إلى التحركات الدبلوماسية القادمة، والتي قد تشكل مستقبل المنطقة خلال المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
  • قراءة إسرائيلية في مواقف ماليزيا تجاه حرب غزة وعلاقتها مع حماس
  • الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
  • أوزغور أوزيل: نقف إلى جانب القضية الفلسطينية
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • لأول مرة في الشرق الأوسط.. أبوظبي تستضيف المؤتمر العالمي لسياحة الحوافز
  • غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر
  • خطة مصر بشأن غزة تعزز مكانتها في المنطقة