رقم قياسي: لماذا تمكنت الولايات المتحدة من خفض أسعار النفط عالميًا
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
نجح قطاع استخراج النفط الأمريكي بتحقيق أرقام غير مسبوقة، مخالفا كل التوقعات. حول ذلك، كتب دميتري ميغونوف، في "إزفيستيا":
في أوائل ديسمبر، وصل إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي، بلغ 13.3 مليون برميل يوميا. وهذا أكبر قليلاً من أعلى مستوى آخر تم تسجيله على الإطلاق في العام 2019. تمكنت صناعة النفط الأمريكية، وخاصة صناعة النفط الصخري، من تحقيق مفاجأة: على الرغم من عدم كفاية الاستثمار، وانخفاض عدد الحفارات، مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، والرغبة في تثبيت الأرباح، والعلاقات العدائية مع الإدارة الأمريكية الحالية، فإن إنتاج النفط ينمو بشكل مطرد.
بحسب مدير معهد الطاقة والمالية مارسيل صالحوف، يمكن تحديد عدة أسباب رئيسية: أولا، الزيادة في كفاءة حفر الآبار الأفقية، والتي جرى تسهيلها من خلال توحيد الصناعة ومشاركة اللاعبين الكبار. وقد أدى ذلك إلى زيادة في الأحجام وخفض تكلفة تمويل الاستثمارات، حتى في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة الحالية؛ ثانياً، سياسة أوبك+ لخفض الإنتاج تساعد شركات النفط الصخري الأمريكية على زيادة الإنتاج دون خوف من انخفاض قوي في الأسعار؛
وثالثا، الوضع في الاقتصاد الأمريكي موآت للغاية، على الرغم من تشديد السياسة النقدية. على سبيل المثال، في الربع الثالث، سجل الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة نمواً بنسبة 4.9% على أساس سنوي.
وقال صالحوف إن الاقتصاد القوي يؤدي إلى زيادة استهلاك المنتجات البترولية ويدعم الإنتاج المحلي.
فماذا سيحدث بعد؟
في الوقت الحالي وخلال الأشهر القليلة المقبلة، سيهيمن النفط الأمريكي على السوق، ما يؤدي تدريجياً إلى تآكل حصة الموردين الآخرين، بما في ذلك أوبك+. لقد أصبح من الواضح لماذا توقفت أسعار النفط عن الارتفاع، على الرغم من الجهود المتواصلة التي يبذلها الكارتل وأقرب حلفائه للحد من الإنتاج. فضلاً عن ذلك، فإن نمو الاستهلاك لا يزال يبدو ضعيفًا إلى حد ما، نظرًا للانكماش في الصين، وضعف حالة الاقتصادات الأوروبية، والتباطؤ التدريجي في الولايات المتحدة ذاتها.
وستعتمد التوقعات بعيدة المدى على العديد من العوامل، بدءا من تطورات أسعار الفائدة في البنك المركزي إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: النفط والغاز الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تذبذب أسعار النفط وسط ضغوط العرض وتطورات المشهد الجيوسياسي
"عُمان" و"وكالات": تشهد أسعار النفط حالة من التذبذب في ظل تقلبات الأسواق العالمية، حيث انخفض سعر نفط عُمان الرسمي تسليم يونيو إلى 67.77 دولار للبرميل، وسط انخفاضات أسبوعية في خامي برنت وغرب تكساس، مدفوعة بمخاوف من فائض المعروض والغموض المحيط بالتوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. يأتي هذا في وقت تتفاعل فيه الأسواق مع مؤشرات على تهدئة محتملة في الحرب التجارية، وتطورات في النزاع الروسي الأوكراني قد تفتح الباب أمام تغيرات في تدفقات النفط العالمية.
على صعيد متصل بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يونيو القادم 67 دولارًا أمريكيًّا و77 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا 50 سنتًا مقارنة بسعر يوم الخميس والبالغ 68 دولارًا أمريكيًّا 27 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أبريل الجاري بلغ 77 دولارًا أمريكيًّا و63 سنتًا للبرميل، منخفضًا دولارين أمريكيين و63 سنتات مقارنةً بسعر تسليم شهر مارس الماضي.
على الصعيد العالمي ارتفعت أسعار النفط اليوم للجلسة الثانية على التوالي بدفعة من خفض محتمل للتصعيد في الحرب التجارية الصينية الأمريكية لكنها تتجه لتسجيل خسارة أسبوعية في ظل مخاوف تتعلق بفائض في المعروض. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتا إلى 66.98 دولار للبرميل، ومن المتوقع أن تسجل تراجعا أسبوعيا 1.4 بالمائة. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 42 سنتا إلى 63.21 دولار للبرميل، ومن المتوقع أن يسجل انخفاضا أسبوعيا 2.3 بالمائة.
وقال آنه فام المحلل في مجموعة بورصات لندن: "بالنسبة لليوم (أمس)، ارتفعت أسعار النفط قليلا مع استجابة السوق لمؤشرات على تراجع التوتر بشأن رسوم -الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- الجمركية ولتحول محتمل في سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي وهو ما سيسهم في تعافي الأسواق على نطاق أوسع".
وأضاف "لكن على أساس أسبوعي، انخفضت الأسعار بفعل مخاوف من زيادة إمدادات أوبك بلس فيما يكتنف توقعات الطلب الغموض بسبب التوتر التجاري القائم. وزاد ارتفاع الدولار أيضا من الضغط على أسعار الخام".
وقال ترامب الخميس: إن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين جارية في رد على تصريحات صينية نفت وجود أي مناقشات جارية في هذا الصدد بين الطرفين. وتدرس الصين إعفاء بعض السلع الأمريكية من رسومها الجمركية البالغة 125 بالمائة، وتطلب من الشركات تقديم قوائم بالسلع التي قد تكون مؤهلة لذلك، في أكبر مؤشر حتى الآن على مخاوف بكين من التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية. وزادت الصين رسومها الجمركية بعد أن أعلن ترامب زيادة الرسوم على السلع الصينية. وتتزايد المخاوف حيال فائض الإمدادات من الخام في السوق. وذكرت رويترز قبل أيام أن أعضاء في أوبك بلس سيقترحون تسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني في يونيو.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع سي.بي.إس نيوز: إن الولايات المتحدة وروسيا تسيران في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن لا يزال يتعين الاتفاق على بعض النقاط. حيث قد يسمح وقف الحرب الروسية الأوكرانية وتخفيف العقوبات المفروضة عليها بتدفق المزيد من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية. وروسيا العضو في مجموعة أوبك بلس من أكبر منتجي النفط في العالم إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية.