ثلاث ملاحظات.. واحفظوا هذا الاسم: يائير غولان
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
كل واحدة من الملاحظات الثلاث جديرة بأن تكون مقالا واسعا، كذلك هو موضوع يائير غولان.
الملاحظة الأولى خاصة برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبما يتخبط به لإنقاذ نفسه من دفع فاتورة إذلال وإهانة إسرائيل وجيشها "الذي لا يقهر"، وكل أجهزة أمنها العسكري والمدني "التي تعرف كل شيء عن كل دولة وحاكم ومسؤول في شمال الكرة الأرضية وجنوبها".
بدأ نتنياهو، من أول يوم لهذه الحرب، بتحميل قيادة جيش الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي وأجهزة الأمن المسؤولية عن الفشل الإسرائيلي المدوي، وعن نجاح القيادة العسكرية الميدانية لكتائب عز الدين القسام، ومن معها، في "طوفان الأقصى"، في تحطيم أسطورة ذلك الجيش القادر على حماية من يتحالف معه ويحتمي به، ضد أي عدو حقيقي، أو مُتوهم.
لم تمضِ بضعة من الأسابيع العشرة على تفجر هذه الحرب، حتى بدأ نتنياهو بتحميل المسؤولية لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أريئيل شارون، بسب قرار تفكيك المستوطنات/المستعمرات في قطاع غزة، والانسحاب منه.
ثم تلا ذلك تحميل المسؤولية لرئيس الحكومة الأسبق، اسحق رابين، واتفاقية أوسلو.
لن يكون من المستبعد أن يعيد نتنياهو المسؤولية عن فشله وفشل حكومته وجيشه وأجهزته الأمنية، الى دافيد بن غوريون، لقبوله بقرار التقسيم لسنة 1947، ولتوقيع اتفاقيات الهدنة 1949. بل قد يشتط في خياله الخصب، وتخيلاته، لتحميل المسؤولية لإبراهيم الخليل وأساطير توراته، لرحيله من ما بين النهرين الى فلسطين.
يعرف نتنياهو أن أمريكا، حامية إسرائيل، (والأمريكيون بشكل عام)، لا تحب الخاسرين. ويرى نتنياهو كيف تعاملت مع رئيس أوكرانيا، فولودومير زيلينسكي، عندما اندلعت حرب أوكرانيا، وتصدى لها مرتديا الـ"تي شيرت" بدعم واحتضان وتقدير غير مسبوق، ويقارن ذلك بالكيفية التي تعاملت وتتعامل معه هذه الأيام، بعد الفشل المدوي لهجومه المعاكس. ومن التجربة الإسرائيلية، يعرف نتنياهو أن أمريكا التي عاقبت إسرائيل على اشتراكها مع بريطانيا وفرنسا، (من وراء ظهر أمريكا)، في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، وأجبرتها على الانسحاب من شبه جزيرة سيناء ومن قطاع غزة، ولكنها أُعجبت بقدرات إسرائيل العسكرية في ذلك العدوان، وبدأت في بناء تحالف معها ومدها بكل ما تحتاجه من دعم عسكري ومادي، وتحويل ذلك التحالف من تحالف عادي الى تحالف استراتيجي، مكنها من إحراز انتصارها المذهل في حرب حزيران/يونيو 1967.
الملاحظة الثانية خاصة باليمن وباب المندب والبحر الأحمر:
انتصار الشعب اليمني الشقيق، وقواته العسكرية ومقاتليه، دعما لفلسطين وشعبها، عمليا وليس لفظيا ببيانات إدانة واستنكار و"مناشدة"، ليس مفاجئا. هذه هي طبيعة الشعب اليمني الذي لم يخضع لأي استعمار أو احتلال على مدى تاريخه، وهذه هي طبيعة نظرته وأسلوب تعامله مع شعبنا الفلسطيني. أذكر في لقاءات عديدة، كان لي فيها شرف مرافقة الزعيم الفلسطيني الخالد، أبو عمار، مع الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، (أيام كان اليمن يمنين: الشطر الشمالي، والشطر الجنوبي)، تكرار أبو عمار للتوضيح: "لا تنسَ يا أخي علي أن فلسطين هي الشطر الثالث"، وكان الرئيس اليمني يصادق على هذا التوصيف ويؤكده، هذا ما تكرر مرات عديدة في اللقاءات مع قيادات اليمن الجنوبي (عدن). وبلغ حد التضامن اليمني مع شعب فلسطين وثورته ومنظمة التحرير الفلسطينية، أن وضع "جزيرة كَمَران" اليمنية، مقابل ميناء الصليف، شمال الحديدة، تحت تصرف القيادة الفلسطينية.
يقول العرب: "لكل من اسمه نصيب". ويبدو أن "لكل بحر من اسمه نصيب" أيضا. وهذا التحشيد العسكري الأمريكي في "البحر الأحمر" لمواجهة القرار اليمني الشجاع بمناصرة أهل غزة وفلسطين، وضرب المصالح الإسرائيلية، يمكن له أن يتطور ليصبح "البحر الأحمر" قانيا. ومن المفارقات، في هذا السياق، أن اسم البحر الأحمر باللغة العبرية "يام سُوف" التي تحمل معنيَين: "بحر الشعاب المرجانية"، و"بحر النهاية".
من المفارقات، أيضا، أن "باب المندَب" باللغة العربية (الذي تعود تسميته الى ما يوحي بالندب والبكاء)، هو، باللغة العبرية "شاعَر هَدمَعوت"، التي تعني "بوابة الدموع". إيحاء بالعدد الهائل من الضحايا الذين أغرقهم الزلزال الكبير الذي فصل آسيا عن إفريقيا، وشكل باب المندب، والصدع (الشق) الذي يبدأ من هناك ويمتد شمالا، ليُشكل البحر الأحمر، وخليج العقَبة، والبحر الميت ونهر الأردن وبحيرة طبريا وبحيرة الحولة، في فلسطين، وسهل البقاع، في لبنان، وينتهي الى منطقة حمص ونهر العاصي في سوريا.
أما الملاحظة الثالثة، فخاصة بالهزيمة الإسرائيلية على صعيد الرأي العام:
هيمنت الحركة الصهيونية العنصرية، وإسرائيل بعدها، منذ إنشائها، على تشكيل الرأي العام العالمي، بفعل امتلاكها وسيطرتها شبه المطلقة على وسائل الإعلام: بداية بالصحافة المكتوبة، ثم الصحافة المسموعة (الراديو والترانزستور)، وبعدها الصحافة المرئية (السينما، ولاحقا التلفزيون والفضائيات).
لكن هذه السيطرة بدأت بالانحسار مع وصول التقنيات الحديثة الى ما هي عليه اليوم، حيث صار كل شاب أو فتاة، يحمل بيده هاتفا عبارة عن "وكالة أنباء" يبث من خلال هاتفه، عبر أي من وسائل التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)، ما يريد. وإذا كان بالإمكان التشكيك في ما يقوله من كلام، فإن من المستحيل التشكيك في ما ينشره ويبثه من صور. فالصورة لا تكذب. وأصبحت وسائل الإعلام التقليدية، المُسيطر عليها، غير قادرة على تجاهل ما توثقه الهواتف المحمولة، بالصوت والصورة. وفي هذا ما يُفسر تجاوب وتعاطف الرأي العام العالمي، حتى في أكثر الدول عداء للشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين، مع أهل غزة وشعبنا الفلسطيني.
من الذاكرة، أقول: أقرت إسرائيل قبل خمس سنوات، تخصيص 300 مليون دولار من موازنتها السنوية لمواجهة هذا التطور في تشكيل الرأي العالمي، وبدء تآكل مفعول سيطرتها على كافة وسائل الإعلام التقليدية، التي يتشكل الرأي العام بناء لما تقوله وتنشره.
أخيرا، عن يائير غولان:
لم يصحُ الشارع الإسرائيلي بعد من هول وإهانة وانهيار السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي حطم في ست ساعات، أساسات وقواعد قامت عليها إسرائيل. ويبدو أن مفعول هذه الصدمة لن يزول لسنوات وعقود مقبلة. غير أن هناك علامات على بدء تشكل قناعات جديدة، مغايرة، ومناقضة أحيانا، لقناعات كانت راسخة ومستقرة، بأن من الممكن واليسير تجاوز الجسر الفلسطيني، والاستحقاقات الفلسطينية، وصولا الى "شرق أوسط جديد" تكون إسرائيل ليس مجرد جزءٍ منه، بل قائدة له ومهيمنة عليه.
من علامات بدء هذه الصحوة، بزوغ نجم جديد الى حد ما، في إسرائيل: يائير غولان. فمن هو؟ ولماذا؟
غولان هذا كان سنة 2016 نائبا لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي. وفي مناسبة إحياء إسرائيل لذكرى "المحرقة النازية"، ألقى كلمة قال فيها: "يخيفني وجود علامات في مجتمعنا، تشبه ما كان عليه وضع المجتمع في ألمانيا عشية المحرقة".
كشفت هذه القناعة لدى غولان مدى رفضه لممارسات المستوطنين والانزياح الكبير في المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين العنصري والفاشي. وكان من نتيجة ذلك أن استُبعد من تولي رئاسة الأركان، وأصبح هدفا دائما للتحريض عليه، وبعد إنهاء خدمته العسكرية، وفترة تقييد دخوله المعترك السياسي لثلاث سنوات، حسب القانون، انضم الى حزب "ميرتس"، وأصبح عضو كنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ثم نائب وزير، وفي الانتخابات الأخيرة، فشل في ترأُس حزب ميرتس، الذي فشل بدوره في أن يحتل أي من مقاعد الكنيست.
صباح السابع من أكتوبر، وبعد دقائق فقط من انفجار "طوفان الأقصى"، اتصل به صديق له، (وهو صحافي في جريدة هآرتس)، وطلب منه المساعدة في إنقاذ ابنه الذي كان في حفل في "غلاف غزة"، وكان غولان أول الواصلين الى هناك، ونجح في إنقاذ ابن صديقه، وعشرات آخرين، ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أخبار هذه الحقيقة، وعاد اسم غولان ليبزغ من جديد، مع كلمات التقدير له والإشادة به.
غولان اليوم هو المرشح الأوفر حظا لتوحيد حزب ميرتس وحزب العمل الإسرائيلي، وترؤسه. لكنه حتى الآن متمسك بموقفه في إقامة حزب جديد، وتعطيه كل الاستطلاعات الحصول على ما بين عشرة الى اثني عشر مقعدا في الكنيست، وهو ما يضمن استحالة تجاوزه في تشكيل أي ائتلاف بعد انتهاء وسقوط حكومة نتنياهو وائتلافه، المتوقع قريبا. ولا يكاد يمر يوم منذ السابع من أكتوبر دون أخبار ومقالات عن غولان، وكثير منها تشير إليه باعتباره مرشحا حقيقيا لتولي منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية، إن لم يكن المقبلة، فالتي تليها.
وأكثر ما يمثل حقيقة دورغولان المستقبلي، هو ما نشرته إحدى الصحف الإسرائيلية يوم الخميس الماضي، تحت عنوان: "البدائل أمام إسرائيل في اليوم التالي للحرب: إيتمار بن غفير أو يائير غولان".
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية نتنياهو الاحتلال إسرائيل امريكا احتلال نتنياهو مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وسائل الإعلام البحر الأحمر الرأی العام
إقرأ أيضاً:
ملاحظات لا بدّ منها برسم الرئيس المكّلف
سواء تشكّلت الحكومة العتيدة خلال 24 ساعة أو لم تتشكّل فإن ثمة ملاحظات سريعة لا بدّ منها توضع أمام الرئيس المكّلف القاضي نواف سلام، الذي يُفترض أن يكون صدره رحبًا وواسعًا ليتلقّى به ما يُقال له في السرّ أو في العلن، فيترك ما هو مسيء لحكم التاريخ، ويتفاعل مع ما هو مفيد وجيد، والذي يُقصد به الخير العام بعيدًا عن التجريح أو الإساءة بالشخصي وغير ذلك من انتقادات طابعها مصلحي أكثر مما تهدف إلى إصلاح بعض الاعوجاج.ومن بين هذه الملاحظات، التي توقفت عندها أوساط سياسية مراقبة، والتي استشفتها من كلام الرئيس المكّلف عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ثلاث:
أولى هذه الملاحظات تتعلق بمسألة توزير حزبيين. وقد سُجّل له نصف تراجع عن موقف سابق رافض في المطلق هذه المسألة، لكنه أدرك هذه المرّة "أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية"، بل أكد أنه "من المؤمنين بأن بلا احزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أي بلد"، لكنه "في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية، اخترت تغليب فعالية العمل الحكومي على مخاطر التجاذبات الحزبية داخل الحكومة". وهذا يعني في المنطق الأولي أن وجود الأحزاب داخل مجلس النواب مثلًا من شأنه أن يعطّل الحياة البرلمانية، ولذلك فإنه وفق منطق الرئيس المكّلف استبعاد الأحزاب عن المجلس النيابي والاتيان بأشخاص لا علاقة لهم بالأحزاب السياسية، وذلك خوفًا من تعطيل عمل المجلس النيابي، الذي توافق على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى تسميته رئيسًا مكّلفًا لتشكيل حكومة العهد الأولى على رغم التباينات بين أعضائه والخلافات بينهم، والتي أدّت إلى تعطيل الرئاسة الأولى سنتين وشهرين.
ولكن وعلى رغم هذه الخلافات فإن من بين بديهيات الأمور أن تعالج هذه الخلافات داخل المؤسسات الدستورية وليس خارجها بالطبع. وقد رأينا ما كانت نتيجة تفاعل الخلافات بين اللبنانيين في الشارع، ونحن على مقربة إحياء ذكرى مرور خمسين عامًا على بداية الحرب الأهلية وغير الأهلية على أرض لبنان.
ولتبيان أهمية وجود وزراء حزبيين داخل السلطة التنفيذية يمكن التوقف عند مسألة في غاية الأهمية، وهي تتعلق بجدول أعمال جلسات مجلس الوزراء، الذي يوزّع على الوزراء قبل 48 ساعة، والذي يتضمّن في الحالات العادية بنودًا كثيرة تحتاج إلى دراستها والتمحيص فيها الوقت الكافي لكي يستطيع أي وزير أن يكون على اطلاع وافٍ وكافٍ في أي قرار قد يتخذ في شأن هذه البنود الموضوعة على جدول الأعمال، وهو يفوق قدرة شخص واحد على القيام بما يفترض القيام به لكي تبنى القرارات على دراسة معمقة ومشبعة درسًا، وهو أمر متعذّر، ولكنه ممكن بالنسبة إلى الوزراء الحزبيين، الذين يتكلون على اللجان المختصة داخل أحزابهم، التي تنكب على دراسة هذا الجدول بالتفصيل والخروج بخلاصات تساعد كثيرًا في أن يكون الوزير الحزبي على بينة مما يجري حوله وخلفه وأمامه.
ثاني هذه الملاحظات تتعلق بما قاله الرئيس المكّلف، الذي طمأن إلى "أنني أعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها، ومتلزمة مبدأ التضامن الوزاري، وهذا الأمر ينسحب على كل الوزراء من دون استثناء، وأكرر من دون استثناء". والمقصود بتكرار كلمة "من دون استثناء" هم الوزراء الذين سماهم كل من "الثنائي الشيعي" وحزب "القوات اللبنانية". فالتضامن الوزاري والانسجام بين الوزراء بأعلى درجة لا يعني تخّلي الوزراء عمّا يرونه مناسبًا لتقويم الاعوجاج، وهذا الأمر يقود حتمًا إلى تضارب في الآراء وإلى التناقض في المقاربات؛ وهو أمر يجب ألا يخيف، بل هو ظاهرة صحية، خصوصًا إذا أدّت النقاشات إلى خلاصات تصب في خانة المصلحة الوطنية. وهذا ما اعترف به نواب ووزراء من "القوات اللبنانية"، يتوافقون مع نواب ووزراء في "الثنائي الشيعي" على أمور كثيرة. ولعل أهم ما توافقوا عليه هو تمديد تسريح قائد الجيش لمرتين.
أمّا الملاحظة الثالثة، وهي شكلية أكثر منها جوهرية، وتتعلق بالعمل الإعلامي. ويُفترض بالرئيس المكّلف أن يكون على دراية تامة بـ "مهنة المتاعب" كون عقيلته السيدة سحر بعاصيري لا تزال تحّن إلى الأسرة الإعلامية، التي تنتمي إليها طوعًا وعفويًا أكثر من أي مهمة أخرى تولتها بعد اقترانها بالقاضي نواف سلام.
فالإعلاميات والاعلاميون الذين يؤدّون دورهم بكل حرفية ومهنية عالية وينتظرون ساعات في مكان الحدث للحصول على "سكوب" صحافي يستحقون أن يُعاملوا بتقدير واحترام، وعدم اعتبارهم صندوقة بريد. فمن حقهم الطبيعي أن يسألوا، ومن حق المسؤول أن يجيب أو لا يجيب، ولكن هذا الأمر لا ينفي ما يمكن أن يُستنتج من عملية السؤال والجواب من معلومات تتمظهر من خلال الأجوبة العفوية، التي تختلف ظاهريًا عن البيانات المعدّة سلفًا.
المصدر: خاص لبنان24