كتب ابراهيم بيرم في" النهار": بعد أقل من 24 ساعة على الجلسة التشريعية الأخيرة لمجلس النواب . وبعد النتائج النوعية التي تمخّضت عنها، أشاعت الدائرة السياسية المحيطة برئيس مجلس النواب نبيه بري اشارات ومناخات فحواها أن رئيس المجلس يعد العدة لإطلاق تحرّك نوعي جديد في الأيام الأولى من السنة المقبلة بهدف التأسيس جدّياً لتوافق وطني من شأنه أن يقود إلى طيّ نهائي لصفحة الفراغ الرئاسي المستمرة منذ أكثر من عام والتي ترفع من منسوب المعاناة في البلاد والاهتراء اللاحق بالإدارة.


يقرّ هؤلاء بأنهم لا يملكون حتى الآن تصوّراً واضحاً لما سيكون عليه هذا الحراك شكلاً ومضموناً، ولكنهم يشددون في هذا الإطار على أربعة أسس وهي:
الأول أن الرئيس بري استمد ولا شك حوافز وتشجيعاً مما حصل في الجلسة التشريعية الأخيرة في المجلس النيابي، حيث من المعلوم أنها أفضت وإن بعد مخاض عسير إلى إنجاز نوعي هو التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون من خلال إقرار مشروع اقتراح يقضي برفع سن التقاعد لحامل رتبة العماد واللواء (قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان) سنة إضافية واحدة، ما أنهى سجالاً مستمراً منذ أشهر ووقى رأس هرم المؤسسة العسكرية شغوراً داهماً.

الثاني أن الرئيس بري مطلِق الدعوات الثلاث المعلنة للحوار الوطني بغية إقرار تفاهم على صيغ وآليات تسمح بانتخاب رئيس جديد، لم يكن قد انسحب نهائياً من موجبات هذه المهمة الشاقة عندما اضطر قبل أشهر تحت وطاة موجة الرفض وعدم التجاوب إلى إعلان تجميد دعوته الأخيرة للحوار، بل أعلن حينها أنه قرر وضع تلك المبادرة على الرف بانتظار ظروف موضوعية أفضل تبيح إعادة بعث الروح فيها وتطلقها من جديد.

الثالث أن ثمة قناعة ظلّت تسكن وجدان سيد عين التينة ولم تبارحها لحظة واحدة، جوهرها أن كل الذين أبدوا اعتراضاً على مبادرته الحوارية وسارعوا إلى محاصرتها بتهم ونعوت شتّى سيأتي حين من الدهر ويجدون أنفسهم مخطئين وسيتيقّنون أن رهاناتهم سرابية بلا فائدة، وأكثر من ذلك سيعودون إلى تلبية النداء والاستجابة للدعوة، لأن الحوار والتفاهم ممر إجباري لا بديل من العبور فيه، لإنجاز استحقاق وطني بحجم استحقاق انتخاب رئيس جديد في ظروف مثل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة عموماً.

الرابع، كان لا بد من أن يمر وقت لكي تبرد الحماوة في رؤوس عدد من النواب الجدد الذين أغوتهم لبعض الوقت شعارات وحسابات معيّنة وأفرطوا في البداية في لعبة إثبات الحضور و"عرض العضلات" والتعطيل والسعي إلى فرض وقائع جديدة. وكان لا بد لشخصية مخضرمة مثل الرئيس بري أن تنتظر بعض الوقت لكي يعودوا من رحلتهم تلك إلى واقعية سياسية كان عليهم أن يقرّوا بها ذات يوم.
بناءً على كل هذه المعطيات والأسس يؤكد عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم في اتصال مع "النهار" أن الرئيس بري يفصح أخيراً عن تفاؤل مسبق بنتائج أكبر هذه المرة يفوق المرات السابقة عندما يقارب هذه المسألة ويؤكد عزمه على المضيّ بهذه المبادرة الجديدة – القديمة.

ويقول هاشم: "لا شك في أن الرئيس بري يستند في موجة تفاؤله تلك إلى نتائج الجلسة التشريعية الأخيرة للمجلس، إذ إن تلك الجلسة أظهرت عناصر إيجابية وواعدة، إن لجهة حجم المشاركة فيها أو لجهة عودة بعض الكتل عن مقاطعتها لجلسات المجلس تحت حجج وتفسيرات معيّنة، وثمة عنصر آخر مشجع يتمثل في أن هذا الشتات النيابي المختلف قد وجد قاسماً مشتركاً واستحقاقاً وطنياً يتقاطع عليه وهو حماية المؤسسة العسكرية من سلبيات الشغور في رأس هرمها القيادي".

وردّاً على سؤال أجاب هاشم: "إن كان أكيداً أن الرئيس بري قرر الانطلاق في القريب العاجل في حراك جديد لإنهاء الشغور في قصر بعبدا، لكنه لم يبدِ بعد أن تصوّره لهذه المبادرة صار جاهزاً ومكتملاً عنده، فهو في طور بلورة الأفكار والرؤى والآليات الكفيلة بتحقيق ذلك. ونحن اعتدنا من الرئيس بري أن يمضي دوماً في ما يريد بلوغه على أسس ثابتة ومنتجة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجلسة التشریعیة

إقرأ أيضاً:

عقيلة صالح: مدينة درنة انتصرت وعجلة الإعمار والتنمية لن تتوقف

عقد مجلس النواب جلسته الرسمية اليوم الاثنين في مدينة درنة، برئاسة رئيس مجلس النواب المستشار “عقيلة صالح”، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب “فوزي النويري” والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب “مصباح دومة”، وبحضور عدد من أعضاء مجلس الدولة.

وفي مستهل الجلسة ألقى رئيس مجلس النواب المستشار “عقيلة صالح”، كلمة أكد خلالها أن “مدينة درنة انتصرت في معركة الحياة ضد الموت، ومعركة الأمل ضد اليأس، ومعركة البناء ضد الهدم، وبهمة أبنائها وأبناء ليبيا تخطت أحزانها ودمارها وألمها وهي اليوم المدينة النموذج في استعادة الحياة ونشاطها وبريقها بجهود الخيرين  الذين واصلوا الليل بالنهار، وتحدوا المركزية و البيروقراطية ، وتجاوزوا المعوقات والخلافات، ونجحوا في إعادة الإعمار في وقت وجيز، مضيفاً بأن حضورنا اليوم لمدينة درنة كمجلس للنواب أردنا أن نؤكد لأهلنا أننا عند وعدنا، وأن عجلة الإعمار والتنمية لن تتوقف”.

وأكدت عضو مجلس النواب عن مدينة درنة “انتصار شنيب”، “أن انعقاد جلسة مجلس النواب في مدينة درنة للمرة الأولى في تاريخها يُعد حدثاً تاريخياً يشرف المدينة وأهلها بأن تكون حاضنة لكل نواب ليبيا من مختلف مناطقها ومدنها، وتلتها كلمات للسادة أعضاء مجلس النواب والسادة أعضاء مجلس الدولة”.

كما تم خلال الجلسة “التصويت بالإجماع على مقترح إصدار قرار يُكلف بموجبه صندوق التنمية وإعادة الإعمار ببناء متحف يخلد ذكرى الإعصار الذي تعرضت له مدينة درنة، وكذلك تم استدعاء  الحكومة الليبية المكلفة من قبل مجلس النواب،  للمساءلة عن ما تم إنجازه في سنة 2024 .م و ما ستقدمه خلال سنة 2025 .م وبذلك عُلِّقت الجلسة”.

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يعقد جلسة في درنة لدعم الإعمار ومساءلة الحكومة
  • عقيلة صالح: مدينة درنة انتصرت وعجلة الإعمار والتنمية لن تتوقف
  • ميقاتي في الجنوب مجددا اليوم وتراجع زخم الاتصالات السياسية على خط الملف الرئاسي
  • سياحة النواب: الملف المصري في حقوق الإنسان أصبح مرجعية ونموذجًا
  • وصول عدد من أعضاء مجلس النواب إلى درنة استعدادًا لانعقاد الجلسة الرسمية
  • تحضيراً لعقد الجلسة الرسمية.. وصول أعضاء مجلس النواب إلى درنة
  • برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة
  • رئيس «سياحة النواب»: ملف حقوق الإنسان في مصر نموذجا لقوة إرادة الدولة
  • الدقائق الأخيرة لبشار الأسد داخل القصر الرئاسي.. ماذا كان يفعل؟
  • حماوة عالية في الملف الرئاسي من دون اتضاح افق التسميات والمرشحين