قال خبراء اقتصاديون إن الوضع الاقتصادي بتونس يواجه صعوبات حادة ويوصف بالحرج مؤكدين أن قانون المالية لسنة 2024 غير قابل للتطبيق.

واعتبر الخبراء خلال ندوة "المالية العمومية والاقتصاد إلى أين؟" أن الموارد الخارجية المضمنة في قانون المالية والمقدرة بـ 16,4 مليار دينار أي ما يقدر بـ 5,3 مليار دولار، من المستحيل الحصول عليها والسبب الرئيسي في ذلك الفتور الكبير في العلاقة مع صندوق النقد الدولي والذي تعثرت المفاوضات معه منذ أكثر من سنتين.





ورجح الخبراء أن تكون السنة المقبلة صعبة للغاية اقتصاديا واجتماعيا على التونسيين وأن فقدان المواد الأساسية سيزيد عما هو عليه.

وقد عرفت الأسواق التونسية خلال العام الجاري اضطرابا كبيرا في التزود بالمواد الأساسية والمحروقات ووصلت حد النفاذ في أغلب الأحيان.

نمو سلبي

وقالت الخبيرة في الاقتصاد جنات بن عبد الله إن "كل المؤشرات الاقتصادية تؤكد أن الوضع صعب وصعب جدا، يكفي أن نعود لنسبة نمو الناتج المحلي للثلاثي الثالث من هذه السنة والذي سجل وفق أرقام رسمية نموا سلبيا بـ0.2 بالمئة بما يعني أن كل القطاعات المنتجة في المنطقة السلبية".





وأوضحت بن عبدالله في حديث خاص لـ"عربي21"، "نسبة النمو السلبية تعكس بكل وضوح الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، فالنمو السلبي يؤكد أن مجال خلق مواطن الشغل أصبح منعدما وبالتالي دخلنا مرحلة تدمير مواطن الشغل".

وأشارت المختصة إلى أن "الوضع حرج جدا وهو ما يعكسه أيضا عجز الميزان التجاري والذي يصل في حدود 32.9مليار دينار أي 10.6مليار دولار، مشيرة إلى تواصل العجز زاد من انزلاق الدينار التونسي وهو ما جعلنا اليوم ننتج التضخم ونقوم بتوريده".



وحذرت محدثتنا من أن السنة الجديدة ستكون أكثر صعوبة وستتفاقم الصعوبات خاصة مع توريد كامل الاحتياجات من الحبوب.

وعن تواصل فقدان المواد أجابت الخبيرة "نعم ستتواصل الأزمة والفقدان سيستمر، سنة صعبة جدا بانتظار التونسيين".

وشهدت تونس على كامل السنة الحالية صعوبات اقتصادية أثرت بشكل كبير على وضع التونسيين خاصة في ما يتعلق بالتزود بالمواد وأساسا الخبز والسميد والأرز والقهوة والسكر.

وتفاقم سوء الوضع بسبب الجفاف الكبير والذي جعل الدولة تسجل تراجعا في محصول الحبوب بأكثر من 60 بالمئة.

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن نسبة التضخم سجلت خلال تشرين الثاني ‏/ نوفمبر الماضي 8.3 بالمئة.

بدوره قال الأستاذ الجامعي المختص في الاقتصاد أرام بالحاج إن "قانون المالية غير قابل للتطبيق فالحديث عن موارد خارجية لتمويل الميزانية بهذا الحجم القياسي بأكثر من 16مليار دينار شبه مستحيل ".

وفسر المختص في تصريح خاص لـ"عربي21"، "كيف نحصل على تمويل خارجي في ظل هذا الفتور في العلاقة مع صندوق النقد الدولي؟، وأيضا وزيرة المالية اعترفت بصعوبة تطبيق بعد فصول القانون اذا سنكون في حاجة لقانون مالية تعديلي".

وشدد بالحاج على أن "الوضع صراحة صعب للغاية وهو ما تعكسه أرقام النمو الضعيفة والتي تتوقع الدولة أن تكون في حدود 2.1 بالمئة عام 2024 فيما يقول صندوق النقد أنها ستكون في 1.8 بالمئة".

وعن الحلول لتحقيق نمو أفضل رأى الخبير أنه لا بد من اتخاذ إجراءات إنعاشية تكون صلب قانون المالية.

وختم آرام بالحاج: "ستكون السنة الجديدة صعبة على التونسيين واقتصاد البلاد ".

وتُقدّر موازنة الدولة للسنة القادمة بـ77،868 مليار دينار، أي ما يعادل 25 مليار دولار، وذلك بزيادة نسبة 9.3 بالمئة، مقارنة بموازنة سنة 2023.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاديون التونسيين اقتصاد تونس سعيد المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قانون المالیة ملیار دینار

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد الأمريكي يواجه شبح الركود وسط تباطؤ النمو والتوترات التجارية

ارتفعت نسبة احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة إلى 45 بالمئة، بحسب ما كشفه استطلاع اقتصادي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال بمشاركة عدد من كبار المحللين الاقتصاديين.

وتمثل هذه النسبة قفزة مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت عند حدود 30 بالمئة، ما يعكس تنامي المخاوف بشأن مستقبل النمو في الولايات المتحدة وسط تباطؤ النشاط الصناعي واضطرابات السياسة التجارية.

ووفقاً للتقرير، تراجعت توقعات النمو الاقتصادي الأمريكي من 2 بالمئة إلى 0.8 بالمئة فقط، مدفوعة بتأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة السابقة، على الرغم من تعليق بعضها مؤخرًا. ورغم هذه التعديلات، فإن حالة عدم اليقين المستمرة في السياسات الاقتصادية تضعف من ثقة الأسواق وتعرقل الاستثمارات، خاصة في القطاعات الإنتاجية.

وكان بنك غولدمان ساكس قد أعلن خفض توقعاته لاحتمالات الركود من 65 بالمئة إلى 45 بالمئة، مشيرًا إلى أن قرار الرئيس دونالد ترامب بتعليق الرسوم الجمركية ساهم في تهدئة نسبية للمخاوف، لكنه لم يلغها كليا، في ظل مؤشرات تباطؤ واضحة في السوق الأمريكية.


ولفت البنك إلى أن الاقتصاد قد لا يسجل نموا يتجاوز 0.5 بالمئة خلال هذا العام، وهي نسبة تُعد ضعيفة مقارنة بمعدلات ما قبل الجائحة.

في المقابل، نفى البيت الأبيض وجود مؤشرات فعلية على دخول البلاد في ركود اقتصادي، مؤكدًا أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يسير في مسار قوي ومستقر، وأن معدلات التوظيف والإنتاج تظل في مستويات جيدة.

وأشار بيان رسمي إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية، خصوصًا ما يتعلق بالضرائب والاستثمار، ساعدت على تخفيف الضغوط التضخمية وتحسين استقرار الأسعار داخل السوق.

وتسعى الإدارة الأمريكية إلى مواجهة هذا التباطؤ المحتمل من خلال الإسراع في تنفيذ خطط لتوسيع البنية الصناعية، إذ أُعلن عن حزمة من الإجراءات تشمل تبسيط التراخيص وتسريع عمليات بناء المصانع وتوفير حوافز ضريبية للشركات، في محاولة لتعزيز الإنتاجية ودعم النمو على المدى القريب.

مقالات مشابهة

  • توقعات بانتعاش الاقتصاد الليبي خلال 2025
  • الخطيب" يلتقي وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
  • الأونكتاد تدق ناقوس الخطر.. الاقتصاد العالمي على مسار ركودي
  • المالية: موازنة السنة الجديدة تخصص 150 مليار جنيه لدعم المواد البترولية والكهرباء
  • العراق يستحدث المحافظة الـ19.. تخصيصات حلبجة تصل لـ375 مليار دينار وتساؤلات حول "الجدوى"
  • ٩٠٠ مليار دينار للانتخابات بين إقرار الصرف وفرصة البناء المهدورة
  • الاقتصاد الأمريكي يواجه شبح الركود وسط تباطؤ النمو والتوترات التجارية
  • تقرير برلماني: زيادة 1460.7 مليار جنيه في الصادرات
  • بقيمة 174 مليار دينار.. عقيلة يتسلم مشروع “ميزانية موحدة”
  • "أوبك" تخفض توقعاتها لزيادة الطلب على النفط في 2025 جراء رسوم ترامب الجمركية