مخاوف من فشل الوساطات الغربية والإحتلال يستبيح كامل جنوب الليطاني
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
فيما يتوقع ان تنكفئ كل "الحراكات" الداخلية والخارجية المتصلة بالازمة الرئاسية الى ما بعد نهاية السنة الحالية بما يفرغ المشهد السياسي تماما من أي تطورات بارزة حتى مطلع السنة الجديدة المقبلة ، عاد الوضع الميداني عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل يرسم معالم القلق والتوجس الى مستويات عالية للغاية.
وبحسب" اللواء" فقد وسعت قوات الاحتلال من دائرة تحركاتها المعادية الى مسافة لا تقل عن 45 كلم، وهي المنطقة التي تطل على تخوم نهر الليطاني لجهة جنوب النهر.
وكتبت" النهار" : لعل اللافت في التطورات التي حصلت في الأيام الثلاثة الأخيرة انها شكلت تصعيدا عنيفا في وقت تكثفت فيه المساعي والجهود الديبلوماسية في محاولات تبريدية للجبهة الجنوبية بما يحول دون تعاظم خطر انتقال الحرب الواسعة الى لبنان . واستوقف عدد من المراقبين ان التصعيد حصل مواكبا الزيارات الأميركية لإسرائيل كما التحرك المكوكي لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بين إسرائيل ولبنان الامر الذي يستدل منه ان الديبلوماسية الساخنة الحيوية لم تفلح بعد في نزع فتيل خطر انزلاق لبنان ، وبالأحرى توريطه ، نحو مواجهة شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" . واتسم العنف الميداني امس في الجنوب بدلالات خطيرة كان من ابرز معالمها تكثيف الغارات الإسرائيلية فيما سجل تطور بارز من جهة "حزب الله" تمثل بادخاله صواريخ ارض – جو الى المواجهة .
ولفت المراقبون الى ان ثمة اختبارا دقيقا سيضع الوضع على الجبهة الجنوبية امام محك مهم وهو العمل الجاري بقوة لاحلال هدنة بين عيدي الميلاد ورأس السنة في غزة ، وهي هدنة يفترض ان تنسحب على الجنوب اللبناني اسوة بما حصل لدى اعلان الهدنة السابقة في غزة . فاذا ظلت المواجهات مستمرة في الجنوب رغم الهدنة سيشكل ذلك مؤشرا مثيرا للقلق لجهة تبلور حسابات حربية مختلفة حيال الجبهة اللبنانية سعيا الى فصل الربط القائم بين الجبهتين .
وكتبت"نداء الوطن": أبلغت مصادر ديبلوماسية الى «نداء الوطن» أنّ هناك «تبايناً أميركياً إسرائيلياً واضحاً، فالأميركي يقترح وقفاً لإطلاق النار على الحدود الجنوبية، ثم الضغط لتنفيذ القرار 1701، بالتوازي مع إطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البرية. فيما يصرّ الإسرائيلي على إدخال تعديلات على القرار تنقله إلى الفصل السابع، ما يعطي الإسرائيلي ضمانة أميركية بسيادة الهدوء على طول الجبهة الجنوبية طيلة التفاوض على الحدود».
وأوضحت المصادر أنّ إيران التي «استفادت اقتصادياً وسياسياً إلى الحد الأقصى، بسبب الحرب في غزة، وعلى الحدود اللبنانية، وصولاً إلى اليمن، ليست في وارد التورط أو الدخول في حرب، حتى لو أشعل نتنياهو جبهة لبنان». وقالت: «كل تركيز إيران، كان ولا يزال على حماية «حزب الله»، وهي تعتبر أنّ الكلفة التي دفعها الحزب، خصوصاً على المستوى البشري عالية جداً في معركة تعاطى مع نتائجها ولم يكن شريكاً في أسبابها».
وكتبت" البناء": أنّ استخدام حزب الله لسلاح جديد هو سلاح الجو ضد طائرات الإحتلال الحربية، يؤشر الى أنّ الحزب يرفع السقف ما يعني أننا سننتقل إلى مرحلة جديدة مليئة بالأوراق والمفاجأت التي ستظهر بشكل تدريجي»، وأوضحوا أن لدى المقاومة قدرات كبيرة في سلاح الدفاع الجوي، لكن لم تكشف عنها في السابق وتركتها لمفاجأة العدو في الوقت المناسب، لكن بعد أن لاحظت المقاومة تمادي العدو باستخدام طائراته الحربية لقصف المنازل والمدنيين في القرى الجنوبية وسقوط شهداء مدنيين، قررت فتح المواجهة الجوية، لردع الطائرات الحربية»، وتوقع الخبراء أن يخفض جيش الإحتلال طلعاته وحركته الجوية باتجاه الأجواء الإقليمية اللبنانية تحسباً من أن يكون لدى المقاومة صواريخ لإسقاط الطائرات الحربية، لذلك قد يعمل العدو الى استهداف القرى الجنوبية من الأجواء الفلسطينية وليس من الأجواء اللبنانية».
وعلمت «البناء» أنّ إتصالات مكثفة على الخطوط الدولية – الإقليمية – اللبنانية، لمنع الإنزلاق الى حرب واسعة بين حزب الله وجيش الإحتلال، وقد أجرت قيادة قوات اليونيفيل سلسلة اتصالات بالمسؤولين الذين تلقوا اتصالات ورسائل جديدة على هذا الصعيد. وكرر المسؤولون والحكومة في لبنان موقفهم بأن لبنان ملتزم بالقرار 1701 وإسرائيل خرقته آلاف المرات منذ الـ2006 حتى الآن ولم تمتثل للقرارات الدولية ولا لمناشدات قوات اليونيفيل، وكيف يطلب من حزب الله ولبنان تطبيق القرار في ظلّ العدوان الإسرائيلي الكبير على غزة الذي يصيب بتداعياته المنطقة برمتها، فضلاً عن الاعتداءات اليومية على لبنان، واستمرار العدو باحتلال أراضٍ لبنانية لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر. وجددت الحكومة تأكيدها بأنها تسعى جاهدة لضبط الوضع وتطبيق القرار 1701 لكن لا يمكن تطبيق ما تطلبه إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود، فمن المستحيل إبعاد حزب هو جزء لا يتجزأ من بيئة شعبية جنوبية ووطنية حاضنة للمقاومة».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
تناول سيث جاي. فرانتزمان، زميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله، والذي بدأ في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد أكثر من عام من الصراع المكثف.
عودة حزب الله إلى المنطقة قد تقوض وقف إطلاق النار
وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي تم تحديده في البداية لمدة ستين يوماً، في أعقاب العملية البرية التي شنتها إسرائيل في لبنان في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2024، والتي استهدفت قادة حزب الله ومستودعات الصواريخ.
وتهدف الاتفاقية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي ظل غير مفعَّل منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.
تحديات الحفاظ على وقف الناروسلط فرانتزمان، مؤلف كتاب "حرب السابع من أكتوبر: معركة إسرائيل من أجل الأمن في غزة" (2024)، الضوء على تحديات الحفاظ على وقف إطلاق النار والديناميكيات الجيوسياسية وإمكانية تجدد الصراع.
ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في غضون 60 يوماً بينما من المتوقع أن ينتشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود لمنع عودة حزب الله.
Can The Israel-Hezbollah Ceasefire Hold? https://t.co/m1NzQB7I9a
by @sfrantzman via @TheNatlInterest
With a new administration in Washington and a renewed focus on the West Bank, it is in Israel’s interests to maintain the ceasefire in Lebanon.
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن التأخير في انسحاب إسرائيل واستمرار وجود حزب الله في جنوب لبنان يعقد الوضع. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار،
With a new administration in Washington and a renewed focus on the West Bank, it is in Israel’s interests to maintain the ceasefire in Lebanon, writes Seth J. Frantzman.https://t.co/Yal2uIO9GB
— Center for the National Interest (@CFTNI) January 29, 2025لكنه شدد على أن الأمن يظل أولوية غير قابلة للتفاوض. لذا، في الوقت نفسه، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها بالقرب من الحدود، وصادرت الأسلحة وفككت البنية التحتية لحزب الله.
وما يزال حزب الله، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال الصراع، قوة فعالة. فقد استغلت الجماعة تاريخياً فراغ السلطة في جنوب لبنان، كما رأينا بعد انسحاب إسرائيل في عامي 2000 و2006.
عودة حزب الله تقوض وقف إطلاق الناروحذر فرانتزمان من أن عودة حزب الله إلى المنطقة قد تقوض وقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، واجه دعم إيران لحزب الله انتكاسات بسبب سقوط نظام الأسد في سوريا، والذي سهّل في السابق نقل الأسلحة إلى الجماعة.
اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية الليلة الماضية في جنوب لبنان على معدات هندسية يستخدمها حزب الله لإعادة بناء "البنية التحتية العسكرية" في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.وتعهد نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل، نافياً السيطرة المباشرة على حزب الله لكنه أكد على الدعم الأيديولوجي لإيران.
تحديات تواجه لبنانوتناول فرانتزمان أيضاً السياق الإقليمي الأوسع، بما في ذلك جهود الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية الليلة الماضية في جنوب لبنان على معدات هندسية يستخدمها حزب الله لإعادة بناء "البنية التحتية العسكرية" في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.وقال إن الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام يواجهان التحدي الفوري المتمثل في نشر الجيش اللبناني على الحدود ومنع عودة حزب الله.
ومع ذلك، فإن نفوذ حزب الله الراسخ في لبنان يشكل عقبة كبيرة أمام هذه الجهود.
ويشكل الانتشار الأخير للجيش اللبناني في كفر شوبا في جنوب لبنان خطوة إلى الأمام، لكن قدرة الجماعة على إعادة التجمع تظل مصدر قلق.
اتفاق غزةعلى الجانب الإسرائيلي، يتزامن وقف إطلاق النار مع حزب الله مع هدنة مؤقتة مع حماس في غزة، والتي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) 2025. وتبدي الحكومة الإسرائيلية اهتماماً بتحويل انتباهها إلى مكافحة الجماعات الإرهابية في الضفة الغربية، كما يتضح من إطلاق "عملية الجدار الحديدي".
وصاغ وزير الدفاع يسرائيل كاتس العملية على أنها رد على التهديدات المدعومة من إيران، مما يشير إلى تصميم إسرائيل على معالجة التحديات الأمنية على جبهات متعددة.
مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي في الضفة الغربية - موقع 24قتل 10 فلسطينيين مساء اليوم (الأربعاء) بقصف إسرائيلي في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية.وأوضح الكاتب أن الحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان يتماشى مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، خاصة وأن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب تسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وتعزيز جهود التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
مدى نجاح وقف إطلاق النارومع ذلك، يرى الكاتب أن نجاح وقف إطلاق النار يتوقف على قدرة الحكومة اللبنانية على فرض سيطرتها على جنوب لبنان ومنع إعادة تسليح حزب الله. إن سقوط نظام الأسد وتولي قيادة لبنانية جديدة ووقف إطلاق النار في غزة كلها عوامل تخلق مجتمعةً فرصةً لاستمرار وقف إطلاق النار في لبنان إلى ما بعد فترة الستين يوماً الأولية.
ولفت الكاتب النظر إلى الطبيعة الهشة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مشيراً إلى التفاعل المعقد بين العوامل العسكرية والسياسية والإقليمية.
وفي حين يوفر وقف إطلاق النار هدنة مؤقتة من الصراع، فإن قابليته للاستمرار على المدى الطويل يعتمد على قدرة كل من إسرائيل ولبنان على معالجة المخاوف الأمنية الأساسية ومنع عودة حزب الله إلى الظهور.