الحرة:
2025-02-22@11:16:38 GMT

مراهقون أمام معضلة تحديد الحقيقة في حرب غزة

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

مراهقون أمام معضلة تحديد الحقيقة في حرب غزة

منذ بدء النزاع بين إسرائيل وحماس قبل حوالي ثلاثة أشهر، تواجه مادي ميلر، 17 عاما، معضلة في تحديد المحتوى الحقيقي من الزائف من بين آلاف المنشورات التي تظهر على شاشة هاتفها يوميا.  

تقول المراهقة التي ترتاد المدرسة في دالاس بولاية تكساس الأميركية لشبكة "سي بي إس": "عندما أفتح تيك توك أو إنستغرام أجد منشورا يقول: 'مقطع يظهر ما يحصل في إسرائيل أو فلسطين'، في بعض الأحيان يتوجب علي أن أجلس لعشر دقائق حتى أستوعب ما يحصل، من الصعب تحديد ما هو حقيقي".

  

واجتاحت مئات الصور والقصص والأخبار والمعلومات المزيفة على مدى شهرين من الحرب مواقع التواصل الاجتماعي، واكتسبت انتشارا عالميا مرتبطا بالمتابعة الواسعة لمجريات النزاع الذي اندلع في السابع من أكتوبر، عقب هجوم حماس على إسرائيل.  

كان أمرا متوقعا، بالنسبة لمدققي المعلومات، الذين اعتادوا على ازدياد منسوب الأخبار الزائفة وحملات التضليل في أوقات الأزمات والحروب، حيث يتسنى لها عبور أسهل في زحمة الأخبار وكثافة المعلومات، بحسب ما يؤكد الصحفي ومدقق المعلومات في منصة "صواب" العاملة على مكافحة الأخبار الزائفة، ميغال حدشيتي.

وقال في تقرير سابق لموقع "الحرة" إنه في وقت الأزمات والحروب "تصبح هذه الأخبار تفاصيل في المشهد العام، لا قدرة على التوقف عندها وتدقيقها بصورة كاملة".

وفي فبراير 2022، بدأت الحرب في أوكرانيا على تيك توك وإنستغرام، ليصبح الصراع في الشرق الأوسط الآن هو "الحرب الثانية" التي يمكن مشاهدتها "في مقالات قصيرة مفعمة بالحيوية، وغالبًا ما تكون حميمة، على وسائل التواصل الاجتماعي"، وفق تعبير "سي بي إس".

ويحصل 51 في المئة من المراهقين الأصغر سنا من "الجيل Z" على أخبارهم من السوشال ميديا، وفق استطلاع أجرته شركة "Deloitte". كما أثارت الحرب بين إسرائيل وحماس موجة عارمة من المعلومات الخاطئة والمضللة، والتي تصل إلى المراهقين الأميركيين مثل ميلر.

الثقافة الإعلامية في الولايات المتحدة 

وفي قاعة صفية مكتظة في مدرسة هايلاند بارك الثانوية، تأخذ ميلر و30 من زملائها دروسا في الثقافة الإعلامية، وهي مادة غير مفروضة على كثير من الطلاب الأميركيين، وفق ما تنوه إليه "سي بي إس". 

وتشير الشبكة إلى أن تكساس تعد واحدة من أربع ولايات فقط توفر الثقافة الإعلامية كمادة أساسية ضمن مناهج كافة مدارسها العامة، بدءا من الروضة، في حين توفر 14 ولاية أخرى دروسا شبيهة بالثقافة الإعلامية أو روابط تثقيفية لطلاب المدارس العامة يمكن الأخذ بها بشكل اختياري. 

حرب إسرائيل وغزة نموذجا.. حجم تضليل وتزييف الذكاء الاصطناعي "لم يتوقعه أحد"  تشكل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس في غزة، وما يتخللها من معارك تأثير واستقطاب وتلاعب بالرأي العام، أحدث ميادين الاختبار للدور الذي تلعبه الأخبار الزائفة وحملات التضليل في تشكيل الروايات والسرديات حول أحداث الحرب والمأساة الناجمة عنها، فضلاً عن التلاعب بانطباعات المتابعين وعواطفهم، لاسيما وان ذلك المحتوى يأتي مدعّما هذه المرة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومعتمد عليها بصورة كاملة في بعض الحلات.  

وفي حصصه بالمدرسة ذاتها في تكساس، يعلم براندون جاكسون طلابه كيفية استخدام الأدوات اللازمة لتحديد المحتوى الخاطئ (misinformation)، والذي قد يكون كاذبا أو مُضلِّلا، والمحتوى المزيف (disinformation)، الذي يكون خادعا بشكل مقصود. 

كما يقدم جاكسون أمثلة حقيقية على مقاطع فيديو مزيفة حظيت بانتشار واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويختبر طريقة تحليل تلك الفيديوهات مع طلابه. 

ويقول لطلابه: "يتعلق الأمر كله بكيفية تحليل الأحداث الإخبارية الكبرى.. كيف تتغير المعلومات لدى الاطلاع عليها عبر السوشال ميديا؟ هل تحمل عنصرا فيه تلاعُب؟". 

ورغم الإمكانيات التكنولوجية الهائلة التي تحظى بها الأجيال الجديدة مقارنة بالسابقة، يرى الباحثان في جامعة ستانفورد، سام واينبرغ وجويل بريك ستون، أن المراهقين يجدون صعوبة في تحديد المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

ويقول واينبرغ لشبكة "سي بي إس": "مقاطع الفيديو تحمل شعورا بالإلحاح، لكن يجب علينا أن نساعد الأشخاص بفهم كيفية تحليل الفيديو". 

وينصح الباحث بطرح الأسئلة التالية: "هل الشخص الذي زود بالفيديو يعد مصدرا موضوعيا؟ هل هناك أي تبعات مترتبة على سمعة الشخص الذي يروج للفيديو إن كان ذلك المقطع خاطئا؟ أم أنه شخص 'عشوائي' يحاول الاتجار بالغضب من المستخدمين مستعينا بفيديوهات مثيرة للمشاعر؟". 

تجربة تعكس "الواقع"

وأظهرت تجربة أجرتها شبكة "سي بي إس" سرعة انتقال المعلومات الخاطئة والمزيفة لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمراهقين، إذ قام فريق من الصحفيين بإنشاء ثلاثة حسابات مختلفة عبر إنستغرام وتيك توك. 

وتم إجراء بحث عبر أحد الحسابات باستخدام مصطلحات بسيطة مرتبطة بإسرائيل، فيما استخدمت مصطلحات فلسطينية عبر حساب آخر، أما الثالث استخدم كليهما. 

وفي كل حساب قام الصحفيون بمتابعة حسابات فاق عدد متابعيها ألف مستخدم، وضغطوا زر الإعجاب على عدد من المنشورات. 

وفي البداية، ظهر محتوى مرتبط بالمراهقين عبر الحسابات الوهمية، كمنشورات توفر نصائح لكيفية ارتداء ملابس أنيقة للمدرسة أو تعليما لوضع الماكياج، لكن وفي كلا المنصتين، إنستغرام وتيك توك، استعانت الخوارزميات بالبحث، وعقب إدخال المصطلحات في عملية البحث غمرت كل الحسابات منشورات مرتبطة بالحرب، تضمنت معلومات مضللة. 

دان إيفون من "News Literacy Project"، وهي مجموعة غير حزبية تدافع عن محو الأمية الإعلامية في المدارس، أمضى حياته المهنية في فك رموز الحقيقة من الخيال على وسائل التواصل الاجتماعي. 

ويقوم إيفون بتعليم الشباب كيفية اكتشاف المعلومات الخاطئة والمضللة، والمفتاح لذلك هو ما يسميه "تحديد الخطأ المسبق"، أي "تزويدهم بالأدوات اللازمة للمساعدة في تحديد المعلومات الخاطئة قبل أن يقعوا في فخها"، وفق ما يؤكده لشبكة "سي بي إس". 

ويضيف "نفس النصيحة التي أقدمها في كل مرة هي أخذ الأمور بروية.. ابحث عن الموثوقية، ابحث عن المصدر، ابحث عن الأدلة، ابحث عن المنطق، وابحث عن السياق". 

ماذا قالت ميتا وتيك توك؟ 

ناقشت "سي بي إس" نتائج تجربتها مع متحدثين باسم تيك توك، وبعد أن أرسل الفريق روابط الشركة لأمثلة من المعلومات الخاطئة، تمت إزالة تلك المنشورات.

وقال متحدث باسم تيك توك إن المنصة: "تعمل .. بلا هوادة لإزالة المعلومات الخاطئة الضارة، وتتعاون مع مدققي حقائق مستقلين يقومون بتقييم دقة المحتوى بأكثر من 50 لغة". 

وأضاف "لقد أزلنا أكثر من 131 ألف مقطع فيديو بسبب معلومات مضللة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس وقمنا بتوجيه الأشخاص الذين يبحثون عن محتوى متعلق بالصراع إلى رويترز". 

تجربة غير مسبوقة لمدققي المعلومات بحرب غزة في وقت باتت فيه الأخبار الزائفة وحملات التضليل معضلة ملازمة لأي أزمة أو حرب حول العالم، وبينما يزداد التأثير الكارثي للتزييف والتضليل، إلى حد بات يهدد حياة الناس بالموت ويضاعف معاناتهم، أصبح تدقيق المعلومات ضرورة من ضرورات الأزمات، حيث يرى مدققو المعلومات أن دورهم ما عاد يختلف عن أي دور حيوي في منظومات الطوارئ التي تعمل خلال الأزمات. 

من جهتها، قال متحدث باسم "ميتا"، المالكة لإنستغرام لـ "سي بي إس": "لقد اتخذنا خطوات مهمة لمكافحة انتشار المعلومات الخاطئة باستخدام استراتيجية من ثلاثة أجزاء، إزالة المحتوى الذي ينتهك معايير مجتمعنا، ووضع علامة على القصص التي تم تمييزها على أنها كاذبة من قبل مدققي الحقائق التابعين لجهات خارجية والحد من توزيعها .. نحن أيضا نصنف المحتوى ونبلغ الأشخاص حتى يتمكنوا من تحديد ما يقرؤونه ويثقون به ويشاركوه".

ومنذ السابع من أكتوبر، لم تتوقف عملية تدقيق المعلومات طوال 24/24 ساعة، حتى فترات الراحة كانت تعني تراكماً للأخبار لليوم التالي، بحسب ما أكد بحر جاسم، مدقق المعلومات العراقي المتحدث باسم منظمة "التقنية من أجل السلام"، المعنية بمحاربة التضليل في العراق والشرق الأوسط، والذي لم يشهد طيلة فترة عمله كمدقق منذ العام 2016، تزييفاً بهذا الزخم.

وأضاف في تقرير سابق لموقع "الحرة" أنه "نستسلم للتعب والنوم فجراً على سبيل المثال، بعد ساعتين أو ثلاث، أنهض فأجد الأخبار الواجب تدقيقها قد تراكمت بشكل كبير يفوق أحيانا قدرات الفريق وإمكاناته." 

"يجب أن تكون سريعاً لتتمكن من مواكبة سرعة التضليل"، تقول الإعلامية ومدققة المعلومات في قناة الجديد اللبنانية، حليمة طبيعة، وإلى جانب السرعة يجب أن تكون دقيقاً إلى أقصى الحدود، "لأن الخطأ في هذا المجال ممنوع". 

لم يكن هناك مجال في هذه الحرب للحاق بسرعة وحجم التضليل المنتشر، بحسب العاملين في المجال، خاصة في ظل التنوع الكبير جداً في مصادر هذا التزييف، من حول العالم، وبلغات مختلفة، وتقنيات متقدمة، وحملات منظمة. 

الذكاء الاصطناعي يعقّد المشهد 

وفرض الذكاء الاصطناعي بقدرته على تغيير الواقع أو خلق واقع مغاير تماما تحديات جديدة ضمن معارك التأثير والاستقطاب والتلاعب بالرأي العام.

وعلى الرغم من الدور الذي سبق ورُصد لتلك التقنيات في تزييف الواقع وبث المعلومات المضللة خلال أزمات سابقة شهدها العالم، كزلازل تركيا والمغرب وكارثة ليبيا فضلاً عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تشهد الحرب بين إسرائيل وحماس اليوم، التجلي الأبرز والأحدث، والاستثمار الأوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة التأثير على الرأي العام.

وكانت هذه الإساءة في استخدام تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي متوقعة منذ إنشائها، بحسب ما تؤكد سجى مرتضى، مديرة الشبكة العربية لمدققي المعلومات من فريق  أريج، "لكن أحداً لم يكن يتخيل أن تصل الأمور إلى هذا الحد".  

وتضيف في حديثها لموقع "الحرة"، أن "الحرب في غزة جاءت لتبين هذا الأمر بشكل أوضح، وتثبت أن الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي بما يخص انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة، يمكن أن تكون أكبر مما يمكن توقعه".

أدوات تصديق في تراجع

وكانت هناك بعض الأدوات التي كان بإمكانها المساهمة في التحقق من صحة المعلومات، مثل علامة التصديق الزرقاء لتويتر (إكس حاليا)، إلا أن سياسات الشركة التي طُبِّقت بعد أن استحوذ عليها الملياردير إيلون ماسك بفرض قيمة مادية مقابل الحصول عليها، ساهم أيضا في تعقيد القدرة على التحقق من صحة المعلومات. 

التأثير الأكبر لسياسات "أكس" الجديدة، ظهر بصورة أوضح خلال الأزمات المتلاحقة التي شهدها العالم على مدى الأشهر الماضية، وأحدثها خلال الحرب الجارية في غزة، عقب هجوم حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر الماضي، وأبرزها شهدته الحرب في السودان، وبينهما شكلت الكوارث العالمية، مثل فيضان ليبيا وزلزال تركيا والمغرب، أرضاً خصبة لبث المعلومات والأخبار الزائفة، وكان للعلامة الزرقاء دوراً بارزاً في عملية التضليل. 

ويؤكد ذلك مسؤول خدمة تقصّي صحة الأخبار باللغة العربية في وكالة فرانس برس، خالد صبيح، في حديث سابق لموقع "الحرة"، إذ أن السياسات الجديدة المتعلقة بمنح العلامة الزرقاء، "زادت نظرياً من انتشار التضليل والأخبار المزيفة"، خاصة بعدما زاد الوعي بالأخبار الزائفة ومفهوم تدقيق المعلومات خلال السنوات الماضية. 

العلامة الزرقاء على "أكس".. من أداة للتوثيق إلى فخ للتضليل والأخبار الزائفة في وقت كانت فيه واحدة من أبرز مؤشرات الثقة والمصداقية على مواقع التواصل الاجتماعي، يلجأ إليها المستخدمون من أجل التثبت من صحة تصريح أو معلومة أو بيان صادر عن شخصية أو جهة رسمية، تحولت العلامة الزرقاء ولاسيما على منصة "أكس" (تويتر سابقاً)، إلى ركن أساسي تعتمد عليها حملات التضليل وبث الأخبار الزائفة، وذلك بعد التغيير الذي طرأ على سياسات المنصة في منحها لعلامة التوثيق الزرقاء للحسابات في نوفمبر 2022. 

كان الناس يبحثون عن العلامة الزرقاء، بحسب صبيح، كردة فعل أولية في تدقيقهم بالمعلومة التي يتلقونها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتمدون عليها كسبيل للتأكد من أن الحساب رسمي. 

لكن بعدما أتيحت هذه العلامة مقابل بدل مادي، أحدث الأمر "ارتباكا كبيراً"، وفق صبيح، "ضاع الناس بسبب ذلك، ورأينا صحفيين ضاعوا أيضا"، إذ اعتمدوا على العلامة الزرقاء في نقلهم لتصريحات وبيانات، تبين لاحقاً أنها مزيفة ومضللة. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی مواقع التواصل الاجتماعی المعلومات الخاطئة بین إسرائیل وحماس الذکاء الاصطناعی الأخبار الزائفة العلامة الزرقاء سی بی إس تیک توک ابحث عن

إقرأ أيضاً:

أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها

قال الصحفي والناشط الحقوقي الأوكراني مكسيم بوتكيفيتش الذي قضى أكثر من عامين في الأسر الروسي ليورونيوز: "كل من هو في الأراضي المحتلة هو رهينة لدى النظام الروسي".

اعلان

أمضى الصحفي الأوكراني وأحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان في البلاد، مكسيم بوتكيفيتش، أكثر من عامين في الأسر الروسي.

التحق بالجيش الأوكراني في فبراير 2022، عندما بدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا. شارك بوتكيفيتش في الدفاع عن كييف، وعندما أُبعدت القوات الروسية عن العاصمة، أُرسل إلى شرق البلاد.

في يونيو 2022، أسره الجيش الروسي بالقرب من بلدتي زولوتي وهيرسكي المحتلتين في منطقة لوهانسك في شرق أوكرانيا.

نشرت وسائل الإعلام الروسية خبر القبض عليه في 24 يونيو، ونشرت مقطع فيديو دعائي لعملية استجوابه. وفي سبتمبر من العام نفسه، اعترفت وزارة الدفاع الروسية رسميًا باحتجازه.

حكمت السلطات الموالية لروسيا في منطقتي لوهانسك ودونيتسك المحتلتين على بوتكيفيتش بالسجن لمدة 13 عامًا بتهم ملفقة في مارس 2023.

في 18 أكتوبر 2024، عاد إلى أوكرانيا في إطار عملية تبادل لأسرى الحرب.

وبعد فترة قصيرة من إعادة التأهيل لمدة أربعة أسابيع، عاد بوتكيفيتش إلى ما كان يرغب دائمًا في القيام به: وهو الدفاع عن حقوق الإنسان. إذ يركز على حماية حقوق المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني وأسرى الحرب، ومكافحة الدعاية الروسية وخطاب الكراهية.

التقت يورونيوز مع بوتكيفيتش في بروكسل في اليوم الذي عقدت فيه روسيا والولايات المتحدة أول لقاء مباشر بينهما حول صفقة محتملة حول أوكرانيا - دون أوكرانيا، "وهو ما يصب في صالح الأيديولوجية الروسية"، كما قال بوتكيفيتش.

ويضيف: "الأيديولوجية الروسية الحديثة، وقد رأيتها من الداخل، سواء في السجن أو في الأسر، هي: كل شيء تقرره الدولة وقادة الدولة. الناس مجرد مواد مستهلكة وأدوات لا إرادة لهم. والواقع أن المقاومة التي أبدتها أوكرانيا في بداية الغزو الشامل كانت تثير غضب الروس".

ويقول بوتكيفيتش: إن روسيا تحاول نشر رواية أن أوكرانيا والأوكرانيين "أداة" يتحكم فيها الأمريكيون والأوروبيون. وفي الوقت نفسه، تعتقد روسيا أنها تابعة لموسكو وتحاول استعادتها تحت سيطرتها.

"والأداة، هذه الأداة أظهرت إرادتها فجأة. أصبحت الأداة فجأة مستقلة ونشطة وقالت إنها مجتمع من الناس الذين يريدون أن يكونوا أحرارًا."

هذا الواقع، كما يقول، يتعارض مع أيديولوجية "روسكي مير"، أو "العالم الروسي"، حتى أنه تسبب في غضب حراس السجون الروسية في طريقة تعامل حراس السجون الروس مع الأوكرانيين.

ويوضح بوتكيفيتش: "حقيقة أن الشعب هو المسؤول عن اتخاذ القرارات، الشعب المسؤول عن مستقبله، تسبب سوء الفهم والغضب بين أولئك الذين أسرونا وأولئك الذين يحرسوننا".

اجتماعات حول أوكرانيا لكن دون أوكرانيا.. "نهج امبريالي"

وقال: "أخشى أن الجهات الفاعلة الدولية الأخرى واللاعبين الدوليين الذين يعاملون أوكرانيا بهذه الطريقة الآن يظهرون نفس النهج - دعنا نسميه ما هو عليه - النهج الإمبريالي الذي يحرم أوكرانيا، والأوكرانيين من ذاتيتها".

"وفي هذه النظرة إلى العالم، هم قريبون جدًا من (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، مجرم الحرب، الذي قام بأسوأ مذبحة وأكثرها دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية."

اعلانتبادل أسرى الحرب في مكان غير معلوم، أوكرانيا. 18 أكتوبر 2024 أب

ولهذا السبب يرى أسير الحرب السابق إنه لا يمكن إجبار أوكرانيا على أي تنازلات إقليمية فيقول: "إذا وافقنا على إعطاء أجزاء من الأراضي المحتلة حاليًا إلى الدولة المعتدية، فإننا في الواقع سنكون قد هزمنا النظام الأمني الذي تم إنشاؤه في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية."

ستكون هذه حالة "ناجحة" لدولة تغزو أراضي دولة مجاورة، "وتقتل العديد من الأشخاص، وتستولي على أجزاء من الأراضي وتحتفظ بها لنفسها. والجميع يوافق على ذلك."

لكن بالنسبة لبوتكيفيتش، الذي يحمل اسمًا حركيًا هو "موسى"، فإن الأرض ليست أكبر مخاوفه. إذ أوضح قائلاً: "ليس لديّ ولع بالأراضي"، مضيفًا أن قلقه الأكبر هو على ملايين الأوكرانيين الذين يعيشون على هذه الأراضي.

لقد كان بوتكيفيتش محتجزًا في مستعمرة عقابية في منطقة لوهانسك، وانطلاقًا مما رآه، خاصةً فيما يتعلق بالمدنيين المحتجزين لدى الروس، فإن "كل من هو في الأراضي المحتلة هو رهينة لدى النظام الروسي".

اعلان

هؤلاء هم الأشخاص الذين يعيشون في ظروف يمكن أن يُحرَموا فيها من حريتهم في أي وقت ويمكن أن تُنتهك فيها حقوقهم.

وقال بوتكيفيتش: "يمكن أن يحدث هذا على مستوى نظامي، ولا يحصلون على أي حماية". وعلاوة على ذلك، يمكن لآليات حقوق الإنسان أن تنقلب رأسًا على عقب، وربما ستُستخدم ضدهم، كما يقول.

Relatedالكرملين: بوتين مستعد للحوار مع زيلينسكيروبيو يزور السعودية لبحث إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وزيلينسكي في الإمارات لكنه غير مدعو للتفاوض؟لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي زيلينسكي: لن أبيع بلديالأسرى الأوكرانيون لدى روسيا

أكثر من 90% من أسرى الحرب الأوكرانيين لا يتلقون أي زيارات من المؤسسات الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبالتالي لا توجد أي مراقبة لظروف الاحتجاز.

وقد كشف مكتب المدعي العام الأوكراني العام الماضي أن ما يصل إلى 90% من جميع أسرى الحرب العائدين ذكروا أنهم تعرضوا للتعذيب في السجون الروسية.

اعلان

يقول بوتكيفيتش إنه والأوكرانيين الآخرين في نفس المستعمرة العقابية تم إخبارهم بشكل مباشر، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من احتجازهم، أنه لا أحد يستطيع الوصول إليهم سوى حراس السجن.

"لقد استخدموا ذلك كوسيلة لإضعاف معنوياتنا وأنهم يستطيعون فعل أي شيء معنا. فلن يعلم أحد بذلك، ناهيك عن محاسبتهم على ذلك. وكنا نعلم أن ذلك هو الحقيقة".

يقول بوتكيفيتش إنه في صيف عام 2022، بعد القبض عليه مباشرة، التقى بممثل بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وقبل الزيارة، تلقى الأسرى الأوكرانيون تعليمات و"تهديدات بعدم التفوه بشيء خاطئ".

ولم يلتق قط بممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو يقول إن أسرى الحرب كانوا يأملون في البداية أن يجتمعوا بهم.

اعلانجنود أوكرانيون يهتفون ”المجد لأوكرانيا“ حاملين الأعلام الوطنية بعد عودتهم من الأسر خلال عملية تبادل أسرى الحرب في مكان غير معلوم، أوكرانيا. أب

يعود بوتكيفيتش بذاكرته قليلا إلى الوراء فيقول: "أخذنا الأمر على سبيل المزاح ويعني زيارة الصليب الأحمر، لأنها ربما كانت المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي كان من المفترض أن تزورنا وهي المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي ينص القانون الدولي الإنساني على تفويضها. وهذا لم يحدث أبدًا".

ووفقًا للمتحدث، فإن الروس لا يذكرون اتفاقية جنيف إلا "كأداة للتنمر وتوجيه الاتهامات الباطلة".

وقد سمع بوتكيفيتش نفسه عن ذلك مرتين؛ يتذكر: المرة الأولى عندما تم نقله مع الجنود الأوكرانيين الآخرين إلى المستعمرة العقابية في منطقة لوهانسك.

قال: "أخبرنا الضباط الروس أننا لسنا أسرى حرب في الوقت الحالي، وأننا اختفينا للتو في منطقة الحرب وسنصبح أسرى حرب عندما يتم نقلنا إلى وجهتنا، وهذا يعني أننا يمكن أن نختفي ببساطة إذا تصرفنا بشكل غير لائق".

اعلان

ويقول الأسير السابق إنه سمع للمرة الثانية عن اتفاقية جنيف عندما تم اتهامه زورًا بانتهاكها. "كانت هذه هي المرة الثانية التي أرى فيها إشارة إلى اتفاقية جنيف، والمرة الرابعة التي أرى فيها إشارة إلى معاملة المدنيين في لائحة الاتهام في القضية الملفقة ضدي وفي الحكم الصادر بحقي".

"أي أنني اتُهمت بانتهاك اتفاقية جنيف، وعلى أساسها تم إقراري وإدانتي كمجرم حرب. هذا هو الشيء الوحيد الذي يستخدمون اتفاقية جنيف من أجله."

الأسرى المدنيون

قال بوتكيفيتش لـ"يورونيوز" إن تركيزه وأولويته الأولى هي المدنيون الأوكرانيون الأسرى في الأراضي التي تحتلها روسيا.

"إذا أخذنا في الاعتبار جميع أولئك الذين يبحثون عن أحبائهم ويكافحون من أجل العثور عليهم، فإن مئات الآلاف من الناس مهتمون بضرورة إطلاق سراح مواطنينا المدنيين الذين يقعون في الأسر. يجب إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن من خلال عملية تبادل أو غير ذلك".

اعلان

وحتى ذلك الحين، كما يقول، يجب أن تكون هناك آلية مراقبة مستقلة للتحقق من ظروف احتجازهم "لأنني، للأسف، أعرف ظروف الاحتجاز عن كثب من خلال تجربتي الخاصة". وقد أخبر البرلمان الأوروبي عن هذه التجربة في بروكسل.

"روسيا تريد تدمير القانون الإنساني الدولي"

قال بوتكيفيتش: "يهدف النشاط الروسي الآن إلى تأكيد وتدمير أسس القيم الأساسية وما تبقى من نظام القانون الإنساني الدولي ونظام الأمن الدولي، وهو أمر مهم لجميع الدول الأخرى في العالم".

"ولهذا السبب تحتاج أوكرانيا إلى المساعدة في حماية قيم هذا النظام."

قبل ثلاث سنوات، كان معظم العالم يظن أن أمام أوكرانيا بضعة أيام فقط قبل أن تسقط في يد روسيا.

اعلان

ومع ذلك، ومنذ ذلك الحين، "فاجأ الأوكرانيون الجميع مرات عديدة بالفعل، ولديهم موارد هائلة ليفاجئوا أي شخص لديه ذاكرة قصيرة"، كما أشار بوتكيفيتش.

ولكن هناك نقطة أخرى، كما يقول، أقل تفاؤلًا، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الدول الأوروبية فيقول: "إذا افترضنا وفشلت أوكرانيا، في تحقيق أهدافها دون مساعدة من الخارج، فإن هذا يعني أن "العالم الروسي" سيأتي إليهم، وسيتفاجأون بذلك، ولكن بعد فوات الأوان".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يتحدث للإسرئيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربعة رهائن ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السعودي أجهزة الأمن الإسبانية والبرتغالية تكشف عن شبكة غسيل أموال تابعة للمافيا الروسية محادثات - مفاوضاتفلاديمير بوتينالغزو الروسي لأوكرانياأسرىالحرب في أوكرانيا حقوق الإنساناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext النازحون في شمال غزة يكافحون البرد والأمطار وسط خيام متهالكة يعرض الآنNext من سيمثل أوروبا على طاولة المفاوضات: ماكرون أم كوستا أم ميلوني؟ يعرض الآنNext نتنياهو يتحدث للإسرئيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربعة رهائن يعرض الآنNext قوانين أوروبية جديدة للحد من النفايات.. الغذاء والموضة السريعة أول المستهدفين يعرض الآنNext لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي اعلانالاكثر قراءة ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار كاتانيا قطر بسمائها ورمالها وبحرها: السياحة الشتوية في أفضل صورها بالمشاركة مع Media City اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong حب وجنس في فيلم" لوف" ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيقطاع غزةفلاديمير بوتينألمانياروسياالحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبيلبنانأزمة إنسانيةضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • المعلومات الكاملة حول قمة الأهلي والزمالك في الدوري
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • مسلسل لام شمسية يطرح حلولا للحد من استخدام طفلك لمواقع التواصل الاجتماعي
  • حلقة التواصل الاجتماعي.. شراكة تؤسس إطارًا وطنيًا لبيئة رقمية آمنة
  • تغريدة الدويش الغامضة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • أوروبا وخطر المعلومات المضللة: 42% من الشباب يستقون الأخبار من وسائل التواصل
  • أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها
  • شاهد ماذا قالت المذيعة الشهيرة تسابيح خاطر عقب الهجوم الذي تعرضت له مع زوجها من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركتهما في تشكيل الحكومة الموازية
  • اعتداء سيدة على ممثل موالٍ لنظام الأسد.. الحقيقة الكاملة وراء المشهد
  • أنشأت صفحة على مواقع التواصل للنصب على المواطنين.. سيدة تواجه هذه العقوبة بالقانون