التحسينات الحديثة في جراحة القلب: تكنولوجيا تنقذ الأرواح
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
تعد جراحة القلب من أهم التخصصات الطبية التي شهدت تطورًا هائلا في العقود الأخيرة. باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، تم تحقيق تقدم كبير في إجراءات جراحة القلب، مما ساهم في تحسين نتائج العمليات وتقليل المخاطر. في هذا المقال، سنتناول التحسينات الحديثة في جراحة القلب وكيف تساهم التكنولوجيا في إنقاذ الأرواح.
جراحة القلب من أهم التخصصات الطبية1.القلب الصناعي وأجهزة الدعم:
من بين التقنيات الحديثة، تأتي القلوب الاصطناعية وأجهزة الدعم التي تساعد في تعويض وظائف القلب المتضررة. يتيح هذا النوع من التكنولوجيا للأطباء تقديم حلًا مؤقتًا أو دائمًا للمرضى الذين يعانون من قصور في وظائف القلب.
2. الجراحة بواسطة الروبوت:تقنية الجراحة بواسطة الروبوت أحدثت ثورة في مجال جراحة القلب. تسمح هذه التقنية بإجراء عمليات دقيقة ودقيقة باستخدام آلات ذكية تساعد الأطباء في تحسين دقة العمليات وتقليل مدة النقاهة.
3. القسطرة والتشخيص التصويري:تحسينت تقنيات القسطرة والتشخيص التصويري، مما يسهم في تحديد أماكن التدخل الجراحي بشكل أكثر دقة. يُستخدم التصوير بالأشعة السينية والصوتية لتحديد تفاصيل القلب والأوعية الدموية، مما يُسهم في تقديم علاج فعّال ومحدد.
4. القلب الافتراضي ونماذج الطباعة ثلاثية الأبعاد:استخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في صناعة نماذج القلب يسمح للجراحين بفهم هيكل القلب بشكل أفضل قبل إجراء العمليات الجراحية. يعزز هذا الفهم العميق من نتائج العمليات ويقلل من المضاعفات المحتملة.
5. العلاج بالتبريد:تقنية التبريد تُستخدم لتقليل تأثير الإصابة الخلوية أثناء العمليات الجراحية. يمكن تطبيق هذا النهج للقلب أثناء فترات العلاج القلبي، مما يقلل من تلف الأنسجة ويعزز عمليات الشفاء.
6. مراقبة عن بُعد وتكنولوجيا الاتصال:استخدام تكنولوجيا الاتصال يمكن الأطباء من مراقبة حالة المرضى عن بُعد، مما يسمح بالتفاعل السريع في حالات الطوارئ. هذا يساهم في تقديم الرعاية الفعّالة حتى في المناطق النائية.
7. البحوث في مجال الخلايا الجذعية:تقنيات الخلايا الجذعية تفتح أفقًا جديدًا لعلاج القلب وإعادة بناء الأنسجة المتضررة. تسعى البحوث المستمرة في هذا المجال إلى تقديم حلًا فعّالًا للمشاكل القلبية.
جراحة الأوعية الدموية.. أمل جديد للمرضى الذين يعانون من اضطرابات الأوعية الدموية اختبارات الفيزيولوجية الكهربائية للقلب.. فحص دقيق لتشخيص اضطرابات ضربات القلبفي الختام، يبرز تقدم جراحة القلب والتكنولوجيا المتقدمة تأثيرًا كبيرًا في تحسين نوعية الحياة وزيادة فرص الشفاء للمرضى. يظهر التفاني المستمر للباحثين والأطباء في تحسين هذا المجال، وبالتالي تعزيز الأمل في مستقبل خالٍ من المخاطر للمرضى الذين يحتاجون إلى جراحة القلب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جراحة القلب جراحة القلب التكنولوجيا جراحة القلب فی تحسین
إقرأ أيضاً:
مجزرة عائلة العقاد.. حين مزق الصاروخ قلب العائلة وتناثرت الأرواح تحت الركام
كانت الخيمة تضيق على قلبها، لكنّها لم تتوقع أن يضيق بها الهواء حرفيًا، وينهار عليها السقف القماشي المثقل بالغبار واللهيب. عند الفجر، في حي المنارة بمدينة خان يونس، كانت إيناس العقاد (36 عامًا)، النازحة مع أطفالها الخمس وزوجها، تستعد ليومٍ آخر من القلق، حين سقط بقايا الصاروخ، الذي استهدف منزل عائلة العقاد فجأة، دون إنذار، ودون رحم، على خيمتهم.
«كان يبتسم وهو يموت في حضني».. قصة إيناس العقاد
«كنا نائمين في الخيمة... دفننا الصاروخ تحتها»، تقول إيناس وعيناها تطفحان بدموع لا تنضب، وكلماتها تتهدج وكأنها تحاول أن تُنطق جرحًا لا يتكلم. حين دوّى الانفجار، احتضنت أبناءها بكل ما تبقى فيها من جسدٍ وروح، ونادت على زوجها بصوتٍ مكسور: «أشرف! أشرف! ردّ عليّ». لم يجب. سقط عمود الخيمة على ظهرها، ومع ذلك واصلت النداء.
تروي لـ«عُمان»: «وجدته نائمًا على التخت.. تبسّم لي، كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. انقطع عمره... راح». دم يسيل من خاصرته، من كُليته تحديدًا، كما لو أن القذيفة قررت أن تقتلع الحياة من أكثر موضع يوجع. «يا ليت الله أخذ الكلية وأعطاه عُمرًا»، تقول وهي تضرب صدرها بكفيها.
تمتمت في أذنه الشهادتين، حمله الجيران إلى المستشفى، لكنه استشهد في الطريق. بقيت وحدها، وسط لهيب ونار، والخيمة التي كانت تغطيهم احترقت تمامًا، ولم يتبقَ منها شيء سوى هاتفه. تُشير إلى الهاتف المتفحم، وتبكي: «كان نصيرًا للمظلومين... أفتخر باستشهاده، وسأكمل رسالته في أولاده».
كانوا قد نزحوا سابقًا إلى رفح، ثم اضطروا للنزوح مجددًا إلى خان يونس بعد توغل الاحتلال. لا بيت يحميهم، ولا جدار يردّ عنهم القذائف، سوى خيمة، خيطت من خوفٍ وأمل. والآن، حتى تلك الخيمة لم تصمد.
المجزرة التي دقّت أبواب القلوب
في الصباح، انسكب الدم بغزارة في حي المنارة بمدينة خان يونس. لم تكن ضربة عسكرية عادية، بل قصف متعمد استهدف منزلًا لآل العقاد مكونًا من ثلاثة طوابق، يقطنه نازحون، وتحيط به خيام لمن شردتهم الحرب. الصاروخ لم يفرّق بين حجرٍ وبشر، بين أمٍّ تحتضن طفلها وعمود أسمنتي ينهار على رأسه. المجزرة أودت بحياة 25 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، وعشرات المفقودين الذين ما زالوا تحت الركام.
تحولت الأجساد إلى أشلاء، والمكان إلى ما يشبه مسرح مجزرة كُتبت بالدم لا بالحبر. هذه المجزرة، التي هزّت قلوب الغزيين، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام القصف مستمرًا بلا حساب، وما دام الصمت الدولي يغلف المذبحة بوشاحٍ من اللامبالاة.
محمد أبو ذكري: «قطع لحم.. لا أكثر»
كان محمد أبو ذكري من أوائل من وصلوا إلى الموقع. يسكن بجوار دار العقاد، وعلى بعد أمتار من المنزل والخيام المستهدفة. يقول: «لم نرَ شيئًا. كان الأمر سريعًا، لم نسمع سوى صوت انفجار ضخم جدًا.. صوت يُشبه قيام الساعة. عندما اقتربت، لم أصدق عيني: أجساد مفككة، قطع لحم متناثرة، عظام ممزوجة بالتراب».
أشار إلى كيس أسود ملقى بجوار أنقاض منزل آل عقاد: «دول طفلين... قطع لحم. وده الأب انقسم نصين، وجسد الأم تناثر لقطع صغيرة».
لم يكن المشهد دمويًا فقط، بل مهينًا للإنسانية يقول لـ«عُمان»: «في عيلة كاملة من خمس أفراد، لم نجد لهم شكلًا. كلهم بقوا أنصاف... أشلاء ممزقة».
يروي والدمعة تسبق الكلمات: «محمود أحمد العقاد (33 عامًا)، صديقي وأخويا ورفيق دربي... الله يتقبله. زوجته: هناء، وأولادهم: حامد، علي، وأحمد. هؤلاء راحوا خلاص، انمسحوا من السجل المدني».
محمود العقاد: «أبي غطى نفسه ولقيته ميت بس بيضحك»
في شهادة مفعمة بالبراءة والغضب، قال محمود، ابن الشهيد أشرف العقاد، إنه استيقظ فجأة ليجد نفسه مطروحًا في خيمة الجيران. يتحدث وهو لا يزال مذهولًا: «كنا نائمين بأمان الله، فجأة حسيت نفسي طاير في الهوا... حرفيًا، طرت».
بحث عن والده بين الحطام، ووجده كما هو: نائم على السرير، متغطٍ ببطانية، لا يزال يحتفظ بابتسامته الأخيرة: «مسكت يده... دمه ملاء يدي، لكنه كان يضحك. لم أنسى ضحكته هذه، ستبقى في بالي طول العمر».
يؤكد لـ«عُمان» أن القصف لم يكن موجهًا لمسلحين: «إحنا نازحين! خيام! لا في عتاد، ولا أي حاجة. بس الاحتلال عايز يموت أكبر عدد ممكن، وبس».
«نحن لا نُخرج جثثًا بل نُطارد أشلاء».. شهادة خبير دفاع مدني
في تصريح لـ«عُمان»، قال المهندس أحمد الكحلوت، ضابط في الدفاع المدني الفلسطيني بمحافظة خان يونس، إن القصف الذي طال منزل عائلة العقاد والخيام المجاورة له في حي المنارة، يحمل بصمات قنابل شديدة الانفجار تُستخدم مؤخرًا بكثافة غير مسبوقة في جنوب القطاع.
يؤكد الكحلوت أن طبيعة الدمار الذي خلّفه القصف، والانفجار الهائل الذي هزّ المنطقة، لا يُمكن أن يكون ناتجًا عن قنابل تقليدية. يقول: «هذه قنابل خارقة للتحصينات، تزن أكثر من ألف كيلوغرام، وتخترق الخرسانة قبل أن تنفجر، فتنسف كل ما فوقها وما بجوارها. في بعض المواقع، وجدنا أشلاءً على أسطح المباني المجاورة وعلى مسافات بعيدة من موقع الاستهداف».
ويتابع بصوت يحمل مزيجًا من التعب والغضب: «منذ أسابيع، نلاحظ استخدامًا مكثفًا لقنابل شديدة التدمير، تُطلق من الطائرات الحربية وتُحوّل الحي إلى حفرة. لا جثث كما تعودنا، بل أشلاء مبعثرة، وجثامين تنقسم إلى نصفين أو تتناثر كما لو كانت أوراقًا في مهب الإعصار».
بحسب الكحلوت، فإن طواقم الدفاع المدني تبذل جهدًا شاقًا لتجميع الأشلاء: «لا ننتشل الشهداء من مكانهم، بل نُطارد أجزاءهم في كل اتجاه. نضع كل جزء في كيس مختلف، ونُجري المطابقات في المستشفيات. هذه ليست حربًا، هذه مجازر تُنفذ بأدوات جهنمية، يُختبر فيها صبر الإنسان وقدرته على البقاء».
ويختم قائلًا: «نحن نُواجه قنابل تُستخدم في تدمير الملاجئ تحت الأرض، فكيف تُستخدم ضد خيام من قماش؟! الاحتلال لا يبحث عن مقاومين، بل عن أكبر عدد ممكن من الضحايا، وهو ما حدث تمامًا في مجزرة عائلة العقاد. كنّا هناك، رأينا الأجساد وهي تتطاير في الهواء... حرفيًّا».