تدهور أكبر للعلاقات بين تل أبيب وموسكو بسبب حرب غزة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
يرى خبراء ومراقبون أن المصالح المتباينة بين إسرائيل وروسيا منذ سنوات بشأن حماس وإيران وسوريا، أدت إلى تدهور بطيء في علاقاتهما تسارع فجأة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية.
يقول المؤرخ الإسرائيلي سيميون غولدين إن عدم إدانة موسكو للهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر رغم وجود مواطنين روس بين القتلى الـ 1140، «خيانة قذرة».
وأعلن باحث في الدراسات الروسية في الجامعة العبرية بالقدس أن روسيا التي استقبلت في موسكو قادة حماس لإجراء مفاوضات مباشرة بشأن إطلاق سراح الأشخاص الذين احتجزتهم الحركة الإسلامية رهائن في غزة «تقف إلى جانب المعتدي وليست إلى جانبنا على الإطلاق».
وشبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة بحصار النازيين لمدينة لينينغراد. وتدعم روسيا وقفا لإطلاق النار في الأمم المتحدة في الحرب التي يشنها الاحتلال في قطاع غزة ردا على هجوم 7 أكتوبر الذي خلف أكثر من 19450 قتيلا في الجانب الفلسطيني، بحسب حكومة حماس.
ويقول عالم اللغة الإسرائيلي سيريل أصلانوف «إنه حدث كبير كشف لنا لاحقا أن ما يسمى التقارب» منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991 «كان مجرد وهم».
وبعد تحولها الديمقراطي تعاونت روسيا مع إسرائيل في العديد من المجالات السياسية والثقافية. وأصبح عدد الرحلات إلى إسرائيل كبيرا. وشهدت التبادلات على كافة المستويات ازدهارا لعقد في محاولة للتغلب على الحملات المعادية للسامية في الاتحاد السوفياتي السابق الذي منع اليهود من الهجرة إلى بلد اعتبره متحالفا مع الغرب.
ويبدو الزمن الذي كان يكثف فيه أصلانوف رحلاته لنشر الثقافة اليهودية في الجامعات الروسية، بعيدا.
باتت إسرائيل تنصح بعدم السفر إلى بعض المناطق الروسية بسبب موجة حقد جديدة ومفاجئة حيال اليهود.
وصور مطار داغستان الذي اجتاحته حشود معادية قبل وصول طائرة آتية من تل أبيب في نهاية أكتوبر أعادت إلى الأذهان ذكريات سيئة: تلك المتعلقة بالمذابح في الإمبراطورية الروسية.
يقول السفير الإسرائيلي السابق في موسكو أركادي ميلمان إن الأخيرة أرادت الحفاظ على حرية التحرك في سوريا حيث «يسيطر الروس على المجال الجوي ويسمحون لإسرائيل» بضرب المقاتلين الموالين لإيران ومنع نقل الأسلحة التي تزودها إيران.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع عام 2022، تشكل محور إيراني- روسي بشكل واضح، بحيث قامت طهران بتسليم مسيرات لموسكو.
ويقول إدوارد وايسباند الباحث المشارك في كلية أوروبا الجديدة «من الواضح أنه في المقابل تريد إيران من روسيا تحييد إسرائيل في سوريا، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لإسرائيل».
في دليل على خطورة الوضع انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «التعاون الخطير بين روسيا وإيران» وأعرب عن استيائه من المواقف التي يتبناها الكرملين في الأمم المتحدة.
اقتربت إسرائيل من أوكرانيا، واتخذت روسيا «إجراءات ضد الفرع الروسي للوكالة اليهودية» المسؤولة عن مساعدة هجرة اليهود إلى إسرائيل، كما يقول ميلمان الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
ويضيف ويسباند إن موقف الكرملين المؤيد لقيام دولة فلسطينية يعزز طموحه في الظهور كقوة دافعة لدول الجنوب وحماية «الأرثوذكس» في الأراضي المقدسة».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: روسيا إسرائيل حماس قطاع غزة حرب غزة
إقرأ أيضاً:
تدهور الأوضاع الإنسانية بالخرطوم «جنوب الحزام» .. قصف طيران و مضايقات واعتقالات للمتطوعين
تعيش منطقة جنوب الحزام بالخرطوم أوضاعاً إنسانية قاسية منذ اقتحام قوات الدعم السريع للمنطقة في ظل اعتقالات ومضايقات للمتطوعين وقصف للطيران مع تدهور الخدمات وشح الأدوية والسيولة الأمنية.
التغيير ــ الخرطوم
وفي ديسمبر ٢٠٢٤ وصلت مساعدات إنسانية بدعم من برنامج الغذاء العالمي بالتنسيق مع غرفة طوارئ ولاية الخرطوم بهدف مساعدة المتضررين وتوفير المواد الغذائية والتموينية ورغم الجهود المبذولة إلا أن مشاكل المنطقة لا زالت مستمرة.
وتقسمت المطابخ الخيرية في جنوب الحزام لقطاعين هما النصر والأزهري، وتعمل جميع المطابخ في قطاع النصر بدعم من برنامج الغذاء العالمي.
غير أن مطابخ قطاع الأزهري متوقفة تمامًا منذ شهر في ظل انعدام دعم المانحين .
وتضم غرفة طوارئ جنوب الحزام ٨ وحدات إدارية منها ٤ في قطاع النصر ومثلها في الأزهري.
وفيما يتصل بالوضع الصحي يعمل المستشفى الوحيد في المنطقة وهو مشفى بشائر الذي بات شبه مغلق.
و كان بشائر يقدم خدمات مجانية للمرضى و لكن وبسبب التجاوزات المُتكررة من قوات الدعم السريع أصبح الوضع قاسيا على الأطباء والمتطوعين الذين يواجهون اعتداءات وضغوطات كبيرة من القوات الموجودة في المنطقة.
ودخلت الكوادر الطبية في إضراب أفضى لإن يغلق المستشفى أبوابه ما عدا أقسام الكلى والأطفال والحوامل.
واوقفت منظمة أطباء بلا حدود عملها في مستشفى بشائر منذ العاشر من يناير 2025 بسبب الهجمات المتكررة على المرضى والأطباء والتي كان آخرها حادثة إطلاق النار داخل قسم الطوارئ وتهديد الكوادر الطبية ما فاقم الوضع ليضطر طاقم المنظمة للانسحاب.
وعقب رحيل فريق منظمة أطباء بلا حدود من المنطقة، أصبح المستشفى في حالة يُرثى لها مع عدم وجود كوادر طبية كافية وندرة أو انعدام الأدوية و المستلزمات الطبية وغياب الدعم اللوجستي من ناحية الوقود و ترحيل العاملين و دعم الكوادر الطبية. وزادت الأوضاع سوءاً بعد سرقة سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى ونهب التموين الأساسي المخصص لغرفة الطوارئ في ظروف غامضة بسبب الفوضى الأمنية.
وبالنسبة للخدمات تعيش المنطقة في حالة سيئة مع انقطاع الكهرباء في كل أحياء جنوب الحزام.
ويواجه السكان معاناة كبيرة في سبيل الحصول على مياه الشرب مع شح في المواد التموينية بسبب عدم قدرة سيارات التجار على الدخول للأسواق بسبب انعدام المسارات الآمنة لدخول الإمدادات ما يشير إلى مهدد كبير باحتمالية حصول مجاعة في المنطقة.
وتعمل بعض الأسواق جنوبي الخرطوم غير أنها معرضة للإغلاق بسبب شح المواد التموينية والتزايد اليومي للأسعار.
وتتزامن الأوضاع السيئة مع غارات جوية نفذها طيران الجيش السوداني على المنطقة.
ووقع آخر قصف جوي الخميس الماضي الساعة 3 عصرا في جنوب الحزام بمنطقة «الجملون» قرب سوق قورو ونتح عنه مقتل مدنيين من حي مايو وحي عد حسين وأصيب العشرات.
وفيما يختص بأوضاع أصحاب الأمراض المزمنة تضم المنطقة مصابين بالسكر و الضغط والأنيميا والأزمة، مع وجود عجز في الادوية.
وعلى الرغم من أن المتطوعين في المطابخ يعملون بدون مقابل إلا أنهم يواجهون مضايقات من قبل قوات الدعم السريع.
و في حديثه لـ «التغيير» كشف أحمد فاروق الناطق الرسمي باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام عن وجود حالات اعتقال في أوساط المتطوعين .
وقال فاروق: «حالياً لدينا دكتور دانيال وهو مقبوض عليه منذ أكتر من ثلاثة أشهر في معتقلات الدعم السريع» .
وأضاف : «نحن في كل مواقفنا ثابتين، لا نتبع لأي طرف من أطراف الصراع، عملنا إنساني بحت ونحاول أن نعرض معاناة الناس في جنوب الحزام مع إدانة أي طرف ارتكب جرائم ضد المدنيين العزل».