الثورة نت:
2024-09-17@10:23:13 GMT

حلف الشر

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

عرف الناس الأحلاف في الماضي باعتبارها آلية وبدعة حسنة تؤدي إلى قهر الظلم والطغيان وإنصاف المظلوم، ومن ذلك حلف الفضول الذي أشاد به الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع أنه كان في الجاهلية، وقال (لو دعيت إلى حلف مثله اليوم لما ترددت )، ثم جاءت أحلاف الشر التي تبنتها دول العدوان وكان هدفها تسخير الدول الصغيرة لمحاربة نفسها وخدمة دول النفوذ والاستعمار، كما حدث في حلف بغداد، وها هي قرون الشر تتمدد حتى اليوم وتفرض أحلافاً على نفس النمط البعيد كل البُعد عن الخير، لأن أمريكا على ما يبدو أخذت درساً قاسياً لتدخلها المباشر في العراق، فعمدت إلى تقليم أظافر من يخرج عن طوعها عبر دول موجودة في الإقليم، كما حدث في ما سُمي بالتحالف العربي الذي سخرته أمريكا لتدمير اليمن ومقدراته والبُنية التحتية فيه، واكتفت هي بالدعم اللوجيستي والاستشارات وبيع الأسلحة والذخائر لأبرز دول العدوان في نفس الحلف ممثلة في السعودية والإمارات.


واليوم من المهازل التي لا يُمكن إنكارها أو التهاون معها يأتي وزير الدفاع الأمريكي إلى المنطقة ليُعلن عن إقامة حلف جديد لحماية الملاحة في البحر الأحمر، أليست مهزلة أن تصل الأمور إلى هذا المستوى من الخسة والدناءة للدول التي تتسابق للمشاركة في هذا الحلف؟! مع أن ما يخشونه في البحر الأحمر ليس عدواناً ولا تهديداً لأحد بل دفاعاً عن النفس ونصرة لإخواننا المظلومين في غزة وللشعب الفلسطيني بشكل عام، فكيف إذاً سيقف هؤلاء المتسابقون من الدول المنبطحة والمُسماة بدول الاعتدال وأنا لا أعتبره اعتدالاً وإنما انثناء وركوع لغير الله، فكيف سيعملون وهم يواجهون إخوانهم من ينتصرون لأقدس قضية للأمة العربية، لا تزال تأخذ المقدمة في اهتمامات الدول العربية منذ تم زراعة الكيان الصهيوني في فلسطين الجريحة، إلا أنها توارت وتقزمت لتُصبح قضية فلسطينية منذ أن سيطر النظام السعودي ومن ورائه بعض دول الخليج ودول الانبطاح العربي على الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، الهيئتان اللتان تأسستا من أجل القضية الفلسطينية خاصة منظمة التعاون الإسلامي فلقد تأسست باسم منظمة المؤتمر الإسلامي عقب مذبحة دير ياسين، وبدلاً من أن تسير على نفس التوجه وتتحول إلى قاعدة صلبة لانطلاق فكرة الجهاد ضد الصهاينة المحتلين، ها هي تستسلم للنزعات الأمريكية وتتحول إلى مطية وأداة لتنفيذ الرغبات الخبيثة لهذه الدولة الماكرة التي تحاول أن تطوع العالم لإرادتها والعيب ليس على أمريكا ذاتها ولكن على إخواننا المطبعين من عرب الجنسية وأعراب اللسان الذين لا يمتلكون إلا هذا المقوم للانتماء لهذه الأمة.
والأشد مرارة على النفس أن تسمع إعلام من يسمون أنفسهم بالشرعية ظلماً وعدواناً، يتباهون بدعوتهم لحضور هذا الحلف، وكأنهم المعنيون بقهر إرادة شعبهم، هذا إذا كانوا حقاً ينتمون إلى العروبة والإسلام وإلى اليمن على وجه الخصوص، وإن كنت أعتقد غير ذلك، المهم أننا أمام جوقة مستعدة لأن تعمل كل شيء خدمة للأسياد في واشنطن ولندن .
في هذا الجانب أعجبني تعليق لأحد أصحاب الحسابات الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، حينما شاهد المدعو طارق محمد عبدالله صالح يصعد إلى سفينة ويقول نحن سنتكفل بحماية البحر الأحمر والملاحة فيه، كتب أسفل التعليق لو كنت بطلاً كنت ستحمي عمك “يعني عفاش” ورغم أن التعليق بدائي وبسيط إلا أنه اشتمل على كل المعاني التي تجعل من الرجل بالونة منفوخة ليس له تأثير سوى خدمة أسياده في أبو ظبي والرياض، وهذا ما يجعلنا نرفع أكف الرجاء إلى المولى سبحانه وتعالى بأن يهدي هؤلاء الناس أو يخلصنا من شرورهم، فهم تحولوا إلى عبء على أنفسهم وعلى أسرهم وعلى قبائلهم إن كان لهم قبائل، قبل أن يكونوا مصدر خزي وعار لليمن واليمنيين، اللهم لا شماتة، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيما قضيت، ونقول لهؤلاء وأمثالهم اهتدوا بقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الذي جاء فيه ( إذا بُليتم فاستتروا ).. والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أسبيدس: إجلاء ناقلة نفط من البحر الأحمر

كشفت بعثة "أسبيدس" الأوروبية ، عن إجلاء ناقلة نفط تحمل العلم اليوناني من البحر الأحمر، مشتعلة منذ أسابيع بعد هجوم شنه الحوثيون، وفقًا لما أعلنته وكالة" روسيا اليوم".

موعد مباراة ريال مدريد وشتوتجارت في دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة وزير المالية: فرص كبيرة لتعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي


وبحسب بيان البعثة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم عملية أسبيدس، "السفينة "سونيون" تم سحبها بنجاح إلى منطقة آمنة بدون أي تسرب نفطي.. بينما تستكمل شركات خاصة في عملية الإنقاذ ستواصل أسبيدس مراقبة الوضع.
يأتي ذلك، بعد أيام من تصاعد الحرائق على متن السفينة "سونيون" الأسبوع الماضي، وابتعاد السفن اللوجستية من محيطها، وذلك غداة إعلان مهمة "أسبيدس"، تعثر عملية إنقاذ السفينة المحملة بـ 150 ألف طن من النفط الخام، مشيرة إلى أن "الشركات الخاصة المسؤولة عن عملية الإنقاذ توصلت إلى أن الظروف لم تكن مناسبة لإجراء عملية السحب وأنه ليس من الآمن المضي قدماً فيها"، مؤكدةً "دراسة حلول بديلة".

وفي 28 أغسطس الماضي، أعلنت حركة "أنصار الله"، موافقتها على قطر السفينة "سونيون"، مشيرة إلى تواصل جهات دولية عدة معها خصوصا الأوروبية، للسماح بسحب سفينة النفط التي تحترق منذ أغسطس الماضي.

وكان الحوثيون استهدفوا الناقلة "سونيون" اليوونانية بقذائف ونيران أسلحة، ونشروا مشاهد من إحراق السفينة في البحر الأحمر بعد "خرقها قرار الحظر" المفروض على الموانئ الاسرائيلية، وفق تعبيرهم.

وقد تم إنقاذ طاقم الناقلة المكون من 25 فردا بعد الهجوم.

مقالات مشابهة

  • المتحدث العسكري: القوات البحرية تنقذ 3 سائحين في البحر الأحمر
  • أسبيدس: إجلاء ناقلة نفط من البحر الأحمر
  • مصر: نحن أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر.. ويجب إنهاء حرب غزة
  • وزير الخارجية المصري: بلادنا أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر
  • ضبط مخدرات بقيمة مليونى جنيه فى البحر الأحمر
  • رأس بناس.. مصر تطرح وجهة سياحية واعدة للاستثمار
  • مصر تبدأ بوضع مخطط استثماري لمنطقة "رأس بناس"
  • فصل الكهرباء اليوم الأحد عن مرسى علم
  • اختتام فعاليات وأمسيات مهرجان الموالد والمدائح النبوية في ساحل البحر الأحمر
  • فرق الإنقاذ تبدأ محاولة جديدة لسحب ناقلة النفط "سونيون" التي فجّرها الحوثيون البحر الأحمر