الثورة نت:
2025-02-19@23:10:41 GMT

موقف اليمن.. والكذب الأمريكي..!!

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

 

 

مؤسف أن نرى مسؤولي دولة عظمى- تزعم أنها تقود العالم ومسؤولة عن أمنه واستقراره- يمارسون سياسة الكذب السافر والوقح في تعاطيهم مع القضايا الدولية، بل ويوغلون في تسويق الأكاذيب عبر ماكينتهم الإعلامية التي سخروها لتسويق أكاذيبهم وتضليل الرأي العام الدولي.
تعامل بهذا السلوك الوقح يشعر المراقب وكأن هذه الدولة ومسؤوليها يسخرون من الرأي العام الدولي ومن المجتمع الدولي، هذا السلوك المتغطرس والمتعالي الذي تمارسه أمريكا يرتكز على سياسة الكذب فيما المستهدفين من أكاذيب إمبراطورية الشر بدورهم يقفون عاجزين عن فضح أكاذيب أمريكا نظرا لوقوع الماكينة الإعلامية الدولية تحت سيطرة الشركات العملاقة التي يرتكز عليها النظام الاستعماري الرأسمالي بقيمه الليبرالية المتوحشة، هذه الليبرالية التي زعموا أنها ملاذ الشعوب التواقة نحو الحرية والاستقلال، غير أنها أثبتت أنها نظرية الاستبداد والاستكبار والغطرسة والتعالي والوحشية والكذب السافر حد الوقاحة وازدراء الآخر المتلقي الذي يحسب حساباً لمواقف هذه الدولة العظمى غير أن هذه الدولة ومن خلال مواقفها وسلوكيات مسؤوليها تضع نفسها في الحضيض حين تعتمد الكذب منهجا وثقافة في خطابها السياسي وفي مواقفها حتى فيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية وبقضايا الشعوب الأخرى التي تعمل واشنطن جاهدة على ترتيبها وفق رؤيتها المستمدة من الأكاذيب وسياسة التضليل منهجا للتعامل مع هذه القضايا المتعلقة بمصير أوطان وشعوب كحال الشعب العربي في فلسطين وكيفية تعامل واشنطن مع قضيته التي يعترف العالم بعدالتها إلا واشنطن التي ترى الحق مع الاحتلال الصهيوني وترى العالم بكل قضاياه وتطلعاته وأحلامه بعيون الصهاينة، غير مكترثة حتي بمصالحها الجيوسياسية وبصورتها بنظر العالم.


يوم أمس تابعت منسق الأمن القومي الأمريكي- وهو منصب خطير وسيادي ومتكفل من يشغل هذا المنصب برسم سياسة أمريكا وعلاقتها الدولية- أقول خلال مؤتمره الصحفي سرد منسق الأمن القومي سلسلة من الأكاذيب عن موقف اليمن من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، إذ ذهب الرجل يُقْوِّل اليمن ما لم تقوله عن مواقفها فيما يتصل بالملاحة البحرية، إذ أكدت اليمن عبر مختلف مسؤوليها وعلى لسان سيدها وقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي _حفظه الله _ أن اليمن لا ولن ولم تستهدف أي سفينة تبحر بمياه البحرين المذكورين إلا سفن الكيان الصهيوني أو تلك التي تحمل بضائع إلى مؤانى الكيان، وربط هذا الإجراء برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر وإدخال المواد الإغاثية إلى القطاع من غذاء وأدوية ومياه ووقود، يعني الموقف اليمني هو موقف أخلاقي ومبدئي وإنساني وليس فيه أي اعتداء على الملاحة الدولية، غير أن أمريكا التي تعتمد على سياسة الكذب لتمرير مخططاتها التآمرية ذات الأهداف الاستعمارية تسوق أكاذيبها، وزعم منسقها للأمن القومي خلال مؤتمره الصحفي أن اليمن تهدد الملاحة التجارية الدولية ورغم تساؤلات الصحفيين وإلحاحهم عن السفن التي تستهدفها البحرية اليمنية والى أين تتجه وكانت التساؤلات موجهة ومقصودة من قبل الصحفيين غير أن المسؤول الأمريكي تمسك بكذبه وتهرب عن الإجابة..!!
طبعا الكيان الصهيوني هو صاحب فكرة ( أن مشكلته في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب هي مشكلة دولية)، أمريكا أخذت الفكرة وراحت تسوقها من أجل حشد حلفاء ضد اليمن تحت ذريعة ( حماية التجارة والملاحة الدولية المهددة من أنصار الله)!!
فيما أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية لم يهددوا الملاحة الدولية بل كان موقفهم واضحاً وصريحاً وتناقلته كل وسائل الإعلام الدولية، وهو منع مرور ( السفن الصهيونية، أو المتعاملة مع الصهاينة) فيما كل سفن العالم تمر بحرية وسلام وستقدم اليمن لها كل المساعدات المطلوبة، أمريكا قلبت الحكاية وراحت تزعم كذبا بأن اليمن تهدد الملاحة الدولية وأن كل سفن العالم أصبحت هدفا للقوات البحرية اليمنية، ثم تغمز من قناة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحملها كذبا ما لم يحتمل والهدف أن أمريكا سعت لإقناع المتحالفين معها بأن تجارتهم في خطر والحقيقة أن أمريكا تعمل على حماية الكيان الصهيوني وليس الملاحة الدولية..؟!
يوم أمس جدّد سيد اليمن وقائدها سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الموقف اليمني وبعث برسالة واضحة وصريحة وصادقة لكل العالم، تضمنت موقف اليمن محذرا واشنطن من تسويق الأكاذيب وإجبار دول العالم تحت ضغطها للدفاع عن الصهاينة الذين يرتكبون أبشع المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين وراح ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ ومدنيون عزل، وصحفيون وأطباء وفرق الدفاع المدني وتهديم القطاع على رؤوس مواطنيه ورافق هذا العدوان الوحشي حصار وتجويع، وأعتقد أن لا دولة في هذا العالم تقبل بما تقوم به دولة الاحتلال إلا أمريكا التي تصر علي إبادة الشعب الفلسطيني ومنع أي جهة تقف مناصرة لهذا الشعب العربي المظلوم وهو صاحب الحق والأرض ويواجه احتلالاً استيطانياً مجرماً تشاركه واشنطن في كل جرائمه..!!
إن من العيب أن تعتمد دولة عظمى بحجم أمريكا الكذب لتمرير مخططاتها التآمرية، ومن العار مشاركة أي طرف دولي معها في قتل الشعب العربي في فلسطين وإبادة أطفاله ونسائه بقذائف وصواريخ أمريكا أو بحصارها للقطاع وتهديد كل من يحاول مساعدة سكان القطاع بالعضلات الأمريكية وحشوداتها، وهذا قد لا يكون مناسبا مع صنعاء وقد تدفع أمريكا ومن يحالفها ثمنا غير متوقع إذا ما حاولت التمادي بمواقفها تجاه صنعاء التي لديها الكثير مما قد يربك أمريكا، نعم لسنا ندا لأمريكا، لكنا نعتز بسيادتنا وندرك أين نضع أقدامنا، وكيف ندافع عن قراراتنا ومواقفنا.. والأيام بيننا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

برفضه خطة التهجير.. اليمن يقف مجدداً في مواجهة أمريكا وإسرائيل

يمانيون/ تقارير في استهتار صارخ بالقواعد والقوانين والأنظمة الدولية ذات الصلة بسيادة واستقلال الدول، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة قرارات استفزازية وصدرت عنه تصريحات أكثر استفزازاً لا تقتصر على الدول المعادية للمشروع الأمريكي، وإنما شملت دولًا حليفة وصديقة للإدارة الأمريكية.

التصريحات والقرارات الأمريكية الصادرة عن ترامب، الذي عاد للبيت الأبيض في يناير المنصرم، في دورة انتخابية رئاسية ثانية، تضمنت تهديدات وعقوبات ضد الشعوب الرافضة والمناهضة للسياسة والهيمنة الأمريكية، بما فيها الشعب الفلسطيني الذي بلغت تهديداته مداها، تارة باحتلال غزة وأخرى بشرائها وامتلاكها وتهجير أبنائها، وكذا التهديد باحتلال كندا.

تصريحات وتهديدات ترامب بتهجير الفلسطينيين، لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت نتيجة طبيعية لما لاقته الإدارات الأمريكية المتعاقبة من تماهي من قبل معظم حكام الدول العربية والإسلامية المتخاذلين عن دعم القضية والشعب الفلسطيني وتنصلهم عن إسناد المقاومة في حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل بدعم أمريكي وأوروبي على قطاع غزة.

الشيء الإيجابي، الذي يستحق الإشارة إليه، أن تهديدات ترامب بشأن غزة وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، قُوبلت برفض عربي وتنديد دولي، نظراً لخروجها عن إطار العقل والمنطق، ولكونها ستعمل ليس على تعميق الصراع العربي الإسرائيلي فحسب، وإنما ستمثل بداية للإجماع العربي على رفض المشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة، في ظل مستجدات الأحداث الأخيرة التي كشفت بوضوح المخططات الاستعمارية لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل عبر ما يسمى بمشروع “الشرق الأوسط الجديد”.

ومع ذلك بقدر ما انخدع بعض الحكام المهرولين للبيت الأبيض، بسياسة الإدارة الأمريكية وتشدّقها بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل وغيرها من المشاريع التي في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، بقدر ما يحصدون اليوم ثمار صمتهم وتخاذلهم وتخلفهم عن مساندة الشعب الفلسطيني ومواجهة الاستكبار والهيمنة الأمريكية والصلف الصهيوني، والغطرسة الأوروبية، من صفعات وإهانات.

قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحدث عن هذه الحالة بالقول “نجد الفارق الكبير بين من يتحرك حُرّاً عزيزاً، لا يخضع للهيمنة ولا التبعية للأمريكي والإسرائيلي، وبين مواقف الآخرين الذين يخضعون للأمريكي، توظَّف حالة الخضوع من جهة الأمريكي لمصلحة الإسرائيلي؛ لأن الأمريكي يهمه المشروع الصهيوني، فيخضع من خضعوا له لخدمة المشروع الصهيوني”.

وأضاف “لذلك كانت نتيجة ما هم عليه من تخاذل وتواطئ خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة، على مدى 15 شهراً، بكل ما فيه من إجرام، ووحشية، وطغيان: أن يطمع الأمريكي منهم فيما هو أكثر؛ ولهذا نرى الجنون الأمريكي، عندما يطرح ترامب بأن على بعض الأنظمة العربية أن تستقبل الفلسطينيين على أراضيها، وكيف ستكون الأنظمة العربية في وضع حرج جداً، ومحرج للغاية، لأنه لا يمكن الاستجابة للطلب الأمريكي، إلا ويكونون في وضعية مهينة للغاية للغاية للغاية، قد تنازلوا كلياً عن كل قيمةٍ للقضية الفلسطينية”.

بالمقابل، يبقى الموقف اليمني، ثابتاً ومبدئياً مع القضية الفلسطينية منذ نجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر الفتية، بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وداعماً وسنداً للمقاومة الفلسطينية في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.

ومما لا شك فيه، أن الشعب اليمني عقب ثورة الـ 21 من سبتمبر التي جرفت عقوداً من التبعية لأمريكا والغرب وأدواتهم، وأرغمت المارينز الأمريكي على الخروج المذل من العاصمة صنعاء في الـ 11 من فبراير 2015م، قادر على إفشال الخطة الأمريكية بتهجير الفلسطينيين من بلادهم وكسر قيود الوصاية الأمريكية والغربية على المنطقة.

ومنذ عقد من الزمن، برز الموقف اليمني الرسمي والشعبي المناهض لأمريكا وإسرائيل والمساند للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وعززّ ذلك بمشاركة القوات المسلحة وتدخلها عسكرياً لدعم معركة “طوفان الأٌقصى” في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني، انطلاقاً من الثوابت الدينية والأخلاقية والإنسانية.

وفي ظل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وبروز الخطة الأمريكية، لتهجير الفلسطينيين، جددّ السيد القائد التأكيد على أن اليمن سيتدخل بالقوة العسكرية في حال اتجه الأمريكي والإسرائيلي لتنفيذ خطة التهجير بالقوة أو اتفقا مع الأنظمة العربية لتنفيذها.

وقال: “لن نتفرج أبداً إذا اتجه الأمريكي والإسرائيلي لتنفيذ الخطة العدوانية الإجرامية بالقوة، وسنواجه عدوانهم بالقوة وبالتدخل العسكري وبالجهاد في سبيل الله بكل الوسائل”.

خلاصة القول: اليمن قيادة وشعب لن يقف مكتوفي الأيدي إزاء خطة التهجير الأمريكية، وكما تحرك على مدى 15 شهراً في إسناد معركة الطوفان، سيتحرك في أداء مسؤوليته الجهادية للتصدي لأمريكا وإسرائيل، ونصرة فلسطين مهما بلغت التضحيات.

مقالات مشابهة

  • العوامل التي أجبرت أمريكا والكيان على التراجع وتأجيل تهجير أبناء غزة
  • اليمن يبحث مع الإمارات التعاون العسكري وتأمين الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر
  • رئيس الإمارات يُبلغ أمريكا موقف بلاده من تهجير الفلسطينيين
  • اليمن يقف مجدداً في مواجهة أمريكا وإسرائيل برفضه خطة التهجير
  • أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة صنعاء الدكتور مشعل الريفي : على أمريكا إدراك تمكّن اليمن من ردعها وتجاوز تصنيفها بطريقته الخَاصَّة
  • برفضه خطة التهجير.. اليمن يقف مجدداً في مواجهة أمريكا وإسرائيل
  • السلامُ مع اليمن صمام أمان العرب لمواجهة “أمريكا “
  • العاهل الأردني يستنكر وجود جهات تشكك في موقف عمّان تجاه القضية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق برفض التهجير
  • الأسطول الأمريكي يكشف حجم الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات “هاري إس ترومان”
  • صحف العالم| وزير الخارجية الأمريكي يصل للرياض قبيل بدء محادثات بشأن أوكرانيا وتناولت الوكالات الدولية تطورات الحرب والإبادة في غزة والصفقة والهدنة