مجلس الأمن يرجئ التصويت على مشروع قرار بشأن غزة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أرجأ مجلس الأمن الدولي مجددا، اليوم الأربعاء 20 ديسمبر 2023، التصويت على مشروع قرار هدفه تحسين الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، لتتواصل المفاوضات المعقدة حول النصّ.
وقال رئيس مجلس الأمن خوسيه خافيير دول لا غاسكا لوبيز-دومينيغيز إن "مجلس الأمن اتفق على مواصلة المفاوضات اليوم لإتاحة وقت إضافي للدبلوماسية.
وقبل أعضاء المجلس هذا التأجيل الجديد الذي جاء بناء على طلب الولايات المتحدة، بحسب مصادر دبلوماسية.
وبمواجهة انتقادات شديدة لعجزه عن التحرك منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يتفاوض الأعضاء الخمسة عشر منذ عدة أيام على هذا النص المكون من أربع صفحات والذي اقترحته الإمارات العربية المتحدة، آملة من خلاله أن يتمكن المجلس التابع للأمم المتحدة من "التحدث بصوت واحد".
وعلقت سفيرة الإمارات لانا زكي نسيبة "الجميع يريد أن يرى قرارا له تأثير وقابل للتطبيق على الأرض. وهناك مناقشات حول كيفية تحقيق ذلك".
وأعربت عن أملها في التوصل إلى نتيجة "إيجابية" من هذه المفاوضات لكسر الجمود، مؤكدة أنه حتى لو لم يحدث ذلك "فسيكون هناك تصويت" قد يشهد في هذه الحالة استخدام واشنطن حق النقض (فيتو) مجددا.
منذ بدء العدوان، لم يخرج المجلس عن صمته سوى مرة واحدة عندما تبنى في 15 تشرين الثاني/نوفمبر قرارا دعا إلى "هُدن إنسانية". غير أنه فشل في تبني خمسة مشاريع قرارات أخرى خلال شهرين، وآخرها يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار"، أسقطته واشنطن باستخدام حق النقض في 8 كانون الأول/ديسمبر.
ولكن رغم الفيتو الأميركي، باشرت الإمارات، متسلحة بتأييد الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة لوقف إطلاق النار، معركة جديدة في المجلس "للذهاب أبعد قليلا" من قرار تشرين الثاني/نوفمبر، وفق ما أوضحت سفيرتها لدى الأمم المتحدة.
وتدعو النسخة الأخيرة من مشروع القرار وما زال من الممكن تعديلها، إلى "تعليق عاجل للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية على نحو آمن ومن دون عوائق، وإلى اتخاذ تدابير عاجلة من أجل وقف دائم للأعمال القتالية".
وهي صياغة أخف لهجة من النسخة السابقة التي دعت إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية"، وتم تعديلها بناء على طلب أميركي بحسب مصادر دبلوماسية.
وفي حين تعارض إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية فكرة "وقف إطلاق النار"، فإن صياغة الدعوة إلى "وقف الأعمال القتالية" هي محور الانقسامات في المجلس منذ أكثر من شهرين، ما بين "توقف" أو "هدنة" أو "وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية"، وما زالت إحدى النقاط الرئيسية في المفاوضات الجارية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن "عملنا بشكل مكثف على هذا الملف. لقد كنت على الهاتف حول هذا الموضوع لمدة يومين"، مضيفا "آمل في أن نتمكن من الوصول إلى نتائج مرضية".
وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان لوكالة فرانس برس "الجميع ينتظر ليرى ما ستقرر الولايات المتحدة فعله. يبدو أن حتى الدبلوماسيين الأميركيين لا يعرفون كيف سينتهي كل هذا"، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين يمارسون ضغوطًا "على البيت الأبيض لاستخدام حق النقض".
وأضاف "في نهاية المطاف، سيكون أمام (الرئيس الأميركي جو) بايدن والمقربين منه خيار صعب، إما التعرض لمزيد من الضرر الدبلوماسي باستخدام حق النقض مرة أخرى، أو المخاطرة بإبراز الخلاف إلى العلن مع إسرائيل من خلال السماح بتمرير القرار".
وقال بايدن مؤخرا إن إسرائيل تخاطر بفقدان دعم المجتمع الدولي بسبب قصفها "العشوائي" لقطاع غزة، ما يجعل بعض المراقبين يأملون في أن يسمح الأميركيون بتمرير مشروع القرار رغم معارضة حليفهم الإسرائيلي.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
لوموند .. مشروع ترامب بشأن غزة هو مشروع تطهير عرقي
#سواليف
في افتتاحيتها اليوم الأربعاء / 5 / 2 / 2025 ، قالت صحيفة « #لوموند » الفرنسية، أن #مشروع دونالد #ترامب بشأن #غزة ، وترحيل سكانها منها ، هو مشروع #تطهير_عرقي.
وأضافت الصحيفة ، أنه عندما يطالب الرئيس الأمريكي بقيام سيطرة دائمة على قطاع غزة بعد #طرد سكانها الفلسطينيين منها، فإنه يتبنى بذلك رؤية أقصى اليمين العنصري المتطرف الإسرائيلي ويصرح عن جريمة حرب.
قبل أقل من شهر، عندما أدى اليمين القانوني، متعهداً بالدفاع عن دستور الولايات المتحدة، وعد دونالد ترامب بأنه سيقيس نجاحاته «ليس فقط من خلال المعارك التي انتصر فيها، ولكن أيضاً من خلال، وهذا ربما هو الأهم ـ من خلال الحروب التي لن يخوضها أبداً». ما الذي يمكن أن يُفكر فيه المرء بعد هذا التعهد الذي أعلنه في 4 شباط (فبراير) بالسيطرة الدائمة للولايات المتحدة على قطاع غزة، بعد القيام بطرد الفلسطينيين منه، بحجة أعادة بناء قد تتحول إلى عملية نهب عقا تقودها روح الربح، ويستثنى منها أولئك؟
وقالت ، أنه يجب الأعتراف بأن أحد ثوابت ترامب هي #الإنحياز_الأعمى للمواقف الإسرائيلية؛ وقد تجسد ذلك خلال ولايته الأولى (2017 ـ 2021) من خلال نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب إلى القدس، التي تعتبر من طرف أحادي، بأنها عاصمة الدولة العبرية، بما في ذلك الجزء الشرقي الذي تم الإستيلاء عليه بالقوة عام 1967، والإعتراف ـ أيضاً بصورة أحادية ـ بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية.
وتابعت لوموند، من خلال مطالبته، تحت غطاء اعتبارات إنسانية غامضة جداً، بجريمة حرب التي قد تشكلها عملية التهجير القسري للفلسطينيين خارج القطاع المدمر بالقنابل الإسرائيلية، يجتاز دونالد ترامب خطوة إضافية في هذا الإنحياز. لقد أصبح يتبنى من الآن فصاعداً الرؤية التي طورها أقصى اليمين العنصري المتطرف الإسرائيلي تجاه الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وبالمقدار نفسه، يمكن للضربة التي يوجهها لغزة أن تترافق قريباً، وفقاً للجمهوري، بإتخاذ موقف بخصوص عمليات ضم كثيفة محتملة في الضفة الغربية المحتلة.
وبينت أنه عندما يقوم دونالد ترامب، من خلال رفضه لحق الفلسطينيين المشروع في تقرير المصير، بجعل الرفضوية العقيدة الرسمية للقوة العالمية الأولى. وهذه الرفضوية محكومة بالفشل. لا يمكن الحصول على سلام دائم إلّا من خلال التسوية، ولكن ليس من خلال سحق شعب، مهما كان هذا ضعيفاً. إن مشروعاً كهذا بطبيعة الحال كارثي بالنسبة للفلسطينيين، وسوف يهيّج مسحانية إسرائيلية خطيرة. إن أي طرف لن يربح من مثل هذا المشروع.
وزادت ، أما وأن هذه الرفضوية قد تفتح المجال أمام مشروع تطبيع بين إسرائيل والقوة الإقليمية الرئيسة، المملكة العربية السعودية التي تشترط لذلك إنشاء دولة فلسطينية، فإن هذا، كما يبدو، لا يثير دهشة رئيس الولايات المتحدة. وليس بأكثر من الرفض الذي عبرت عنه مصر والأردن ليكونا متواطئين في مشروع التطهير العرقي من خلال إيوائهما للفلسطينيين الذين سيطردون من وطنهم. دونالد ترامب مقتنع بان القوة التي يلوّح بها منذ عودته إلى البيت الأبيض تتقدم على كل شيء.
وختمت لوموند افتتاحيتها فقالت : لقد دفعت هذه القناعة منذ أكثر من عقدين إدارة جمهورية أخرى ، بعد 11 أيلول (سبتمبر)، إلى اختيار طريق المغامرة الحربية في الشرق الأوسط. لقد أسقطت الولايات المتحدة صورتها في الهاوية بصفة دائمة، وخسرت آلاف الجنود والتهمت مبالغ خيالية مقابل نتائج تقف على النقيض من تلك النتائج التي كانت متوخاة. لقد دخل دونالد ترامب عالم السياسة قبل عقد من الزمن وذلك من خلال التنديد بتلك المتاهات والسياسات الخاطئة؛ وهو يدافع من الآن فصاعداً عن نيو ـ إمبريالية وعن سياسة استعمارية (كولونيالية) محتذية بالجزمة. وبدلاً من أن يعيد لأمريكا «عظمتها» كما يدّعي، فهو يخاطر، على النقيض من ذلك، بإعادتها إلى أخاديد الماضي الدموية.