بكى وأبكى الجمهور.. ممثل تركي يجسد شخصية بطل روح الروح
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
جسّد الممثل التركي إسماعيل حقي شخصية الجد الفلسطيني خالد نبهان صاحب المقولة الشهيرة "روح الروح" التي أطلقها على حفيدته الطفلة الشهيدة ريم التي تعد واحدة من أشهر ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة.
لحظات عاطفية تخيلها وعاشها الممثل التركي خلال الفعالية التي نظمتها "مبادرة فلسطين" في صالة طه أكغول الرياضية في العاصمة التركية أنقرة الاثنين.
كانت أصعب اللحظات تلك التي لعب فيها الممثل إسماعيل حقي دور الجد الفلسطيني خالد نبهان، وهو يتذكر وداع حفيدته ريم حيث بكى الممثل وبكى الجمهور أيضا، في مشهد مؤثر جاءت تفاصيله كالتالي:
ابنتي كانت روحي..
واليوم أصبحت روح الروح..
ريم قبل موتها طلبت تفاحا وموزا، لم يكن لها نصيب، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل..
من المحزن أن أقول أنني عشت أصعب لحظات حياتي وأنا أقبل عيني ريم..
آه يا صغيرتي ريم آه..
آه يا روح الروح..
آه لو تعلمين كم اشتقت إليك..
هل أخبركم شيئا؟ أنا محظوظ بالنسبة للعائلات الأخرى التي فقدت أولادها..
حتى لو كانت ميتة فجسدها موجود وقطعة واحدة الحمد لله..
على الأقل سيكون له قبر..
في الصباح سمعنا أصوات القذائف والانفجارات في منطقة سكن ابنتي..
كما يقولون أولا روحي أولا ومن ثم حياة بقية الناس..
ولكن عندما يتعلق الأمر بأحبائي فإنني أخرج بلا وعي إلى الشوارع..
وأنا أركض دخلت للشوارع المليئة بالدخان والغبار..
ومع بزوغ الشمس أدركت أنني أمام منزلي الذي أصبح عبارة عن كومة من الدمار..
بدأت برفع الأنقاض بيدي وبمساعدة من حولي من الأشخاص..
في البداية سمعت صوت أنين ابنتي وقلت آه الحمد لله في نفسي..
لأنه عادة ما ينام طارق وريم مع ابنتي..
لكن عندما سمعت صوت أنين طارق وريم قلت أيوه -أيوه (كناية عن تعجب وخوف) سألت ابنتي ميساء أين هم؟ قالت في الغرفة الثانية..
كانوا يريدون النوم وخائفين من القنابل ولم أستطع إقناعهم أن يناموا بجانبي، لحسن الحظ استطعنا إخراج ابنتي، ومن ثم بدأنا البحث بالقرب من الغرفة المجاورة..
بعد ذلك رأيت ريم وطارق بدآ وكأنهما نائمان بجانب بعضهما بعد القصف هكذا اعتقدت للوهلة الأولى..
معقول نايمين؟ ناديت ريم وهزت بكتفها هكذا بدا لي وكأنها فتحت عينيها وقالت لي جدي ماذا حدث؟..
حاولت مجددا على أمل أن ترد علي لكن لم تجب.. لم تجب..
ريم وطارق أصبحا من طيور الجنة..
عندما احتضنت ريم بين ذراعي التقط معظم الموجودين الفيديو بهواتفهم..
لا يمكنني التعبير عن كيف قبلتك وكيف شممت رائحتك..
أستطيع أن أقسم أنك لم تموتي.. تلك الرائحة الجميلة والطريقة التي تستلقي بها بين ذراعي بل أنتِ شهيدة وقلت ما أجمل الشهداء يا ربي..
ما أروع رائحتهما..
شعرها أنا قمت بتجديله..
لقد تركت طارق وريم لخير الأمناء وإنا لله وإنا إليه راجعون..
Filistin İnisiyatifi tarafından Ankara'daki Taha Akgül Spor Salonu'nda düzenlenen programda duygu dolu anlar yaşandı.
Oyuncu İsmail Hakkı'nın sahnede, torunu Rim'e olan vedasıyla hafızalara kazınan Halid Dede'yi canlandırdığı anlar izleyiciyi gözyaşlarına boğdu.
— Yeni Şafak (@yenisafak) December 18, 2023
"روح الروح"وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، انتشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يوثق وداع الجد الفلسطيني خالد نبهان لحفيدته ريم (5 سنوات)، وهو ما قوبل بتعاطف عالمي.
وأظهر الفيديو لحظات صعبة عاشها الجد خلال وداع حفيدته التي وصفها بـ"روح الروح"، إذ كان ممسكا بيدها ويضعها بين ذراعيه، ويحاول مداعبتها حتى بعد استشهادها عندما كان يضعها في الكفن.
وأصبح الجد الفلسطيني وحفيدته حديث مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قام البعض برسم لوحات فنية تجسد الجد الفلسطيني وحفيدته وقد دُوّن عليها عبارة "روح الروح"، كما ظهر الجد الفلسطيني بعدها في مقطع فيديو وهو يتحدث عن احتفاظه بقرط حفيدته ذكرى للأبد.
أما الممثل التركي إسماعيل حقي الذي جسّد موقف الجد الفلسطيني، فقد ولد في إسطنبول عام 1976، وعمل في مسرح قونية الأناضول بين عامي 1986 و1989 ثم عمل كمنتج برامج في قناة "كون تي في" -أول قناة تلفزيونية محلية في تركيا- والتي أسهم في إنشائها بين عامي 1991 و1995.
درس حقي العلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا بين عامي 1991 و1998، كما درس السينما الوثائقية في أكاديمية لودفيغسبورغ للسينما في ألمانيا بين عامي 1998 و1999.
شارك في عدة مسلسلات تلفزيونية منها "الثمن"، و"الشيطان يكمن في التفاصيل"، و"غازي"، و"عائلة كبيرة"، و"ساكاريا الفرات"، و"قلب شجاع"، كما شارك في العديد من الأفلام من بينها "رجب إيفديك"، و"كلمة المرور"، و"رجل حر"، و"حكاية طويلة"، و"موسكو".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجد الفلسطینی روح الروح بین عامی
إقرأ أيضاً:
في ذكراه.. كارل شبيتلر شاعر التمرد الهادئ وفيلسوف الروح الأوروبية
يعتبر الشاعر السويسري كارل شبيتلر، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، أحد أكثر الأصوات الشعرية تعقيدًا وتفردًا في الأدب السويسري الحديث، لم يكن شبيتلر مجرد شاعرٍ رمزي، بل كان مفكرًا وجوديًا مبكرًا، ينحت في اللغة مفاهيمه الخاصة عن الإنسان، القدر، والهوية.
ولد في بازل عام 1845، في زمنٍ كانت فيه أوروبا تموج بالتحولات الفكرية والسياسية، وكانت سويسرا في مفترق طرق بين هويتها الثقافية المتعددة وصراعاتها الداخلية الهادئة، في هذا السياق، نشأ شبيتلر كشاعر يبحث عن المعنى، لا في الأحداث السياسية، بل في أعماق النفس البشرية.
فلسفة شبيتلر في عصر الصخب الجماهيري
بينما كان معاصروه من الكتاب يتجهون نحو الواقعية والانخراط في القضايا الاجتماعية والسياسية، كان شبيتلر يبتعد عن كل ذلك بخطى ثابتة، آمن بأن وظيفة الشعر ليست في الانخراط اللحظي، بل في كشف جوهر الإنسان عبر الرمز والأسطورة.
في رائعته "ربيع أوليمبي" (Olympischer Frühling)، التي استغرق في كتابتها ما يقارب عشرين عامًا، استخدم الأساطير اليونانية ليتحدث عن قضايا إنسانية معاصرة، مثل الصراع بين الإبداع والتقاليد، وبين الحرية الفردية والإرادة الجمعية.
ليس من قبيل الصدفة أن يُلقّب بـ"شاعر الفردية"، إذ رأى أن الإنسان الحقيقي لا يُقاس بحضوره الجماهيري بل بقدرته على مقاومة الانصهار في المجموع، وعلى بناء نفسه ككائن مستقل.
ملحمة ضد التيار
في زمن كانت أوروبا فيه تتأرجح بين الحروب العالمية والصراعات الفكرية، وقف شبيتلر موقفًا معقدًا، لم يكن عدائيًا تجاه التغيير، لكنه رفض أن يُجرّ وراء العواطف الجماعية.
أعماله، خاصةً "كونراد الراعي" (Conrad the Shepherd)، عبّرت عن تشكيكه العميق في مفاهيم الانتماء الوطني عندما تتحول إلى عبادة جماهيرية، هذا الموقف وضعه أحيانًا في خانة "المنعزل"، لكنه هو نفسه كان يرى في ذلك نوعًا من الوفاء للصدق الإبداعي.
نوبل 1919.. تكريم لصوت داخلي
في عام 1919، حصل شبيتلر على جائزة نوبل في الأدب، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة، في وقت كان فيه العالم يلهث خلف أصوات تصالحية وروح نقدية، كانت لجنة نوبل قد أدركت أن في صوته المنعزل حكمة تحتاجها الإنسانية المدمّرة بالحرب: صوت الإنسان العاقل، المتأمل، الذي لا تذوب روحه في الجماهيرية.
مؤلفات شبيتلر
كان أول عمل شعري لشبيتلر هو الملحمة الأسطورية "بروميثيوس وإبيميثيوس 1881" أما ثاني أعماله هو الملحمة الشعرية "الربيع الأولمبي 1900-1905" وهو العمل الذي نال عنه جائزة نوبل في الأداب عام 1919، تم مراجعته مرة أخرى عام 1910، حيث وجد مجالاً كاملاً للاختراع الجريء والقوة التعبيرية الواضحة، وقد كرس السنوات الأخيرة من حياته لإعادة كتابة عمله الأول، وكان أكثر إحكامًا في التكوين من النسخة المبكرة، ومثل الربيع الأولمبي، في أبيات مقفاة، ظهر في عام 1924 تحت عنوان “بروميثيوس طويل المعاناة”
تنتمي الأعمال الهامشية المتنوعة على نطاق واسع إلى الفترة الوسطى من حياة شبيتلر، فقد أنتج في الشعر: "إكستراموندانا 1883" (سبع أساطير كونية من اختراعه)، 1896، الأمثال الأدبية 1892، ودورتين من كلمات الأغاني، و"الفراشات 1889"، أغاني العشب والجرس 1906، كما كتب قصتين "اثنان من كارهي النساء الصغار 1907"، وهي قصيدة طفولة مستوحاة من تجربته الخاصة؛ و"كونراد دير ليوتنانت 1898"، رواية قصيرة مكتملة درامية تناول فيها المذهب الطبيعي الذي كان يكرهه في السابق، وقد عكست رواية "إماجو 1906" الصراع الداخلي بين موهبته الإبداعية الرؤيوية وقيم الطبقة المتوسطة بشكل حاد لدرجة أنها أثرت على تطور التحليل النفسي، فقد نشر مجلداً من المقالات المحفزة بعنوان "أجراس الإنذار 1898 - 1909" بالإضافة إلى عمل آخر بعنوان "الحقائق الضاحكة"، والأعمال السيرية الساحرة، بما في ذلك "تجاربي الأولى 1914"، وفي عام 1914 نشر مقالاً مؤثراً سياسياً بعنوان: "موقفنا السويسري"، وهو كتاب موجه ضد وجهة نظر أحادية الجانب مؤيدة لألمانيا بشأن الحرب العالمية الأولى، ظهرت ترجمة إنجليزية لقصائده المختارة في عام 1928.