ثلاث حقائق في الذكرى الخامسة لثورة ديسمبر المجيدة

محمد الأميـن عبد النبي

(1)

ان ثورة ديسمبر المجيدة مهرت بدماء ودموع وتضحيات عظيمة، ورفعت شعارات الحرية والسلام والعدالة، ستظل الثورة حية وفتية وسوف تنتصر بإذن الله ولو بعد حين، الدرس المستفاد والباقي انه متى ما توحدت إرادة وعزيمة هذا الشعب فإنه قادر على تحقيق ما يريده، وأن وحدة قوى الثورة والتغيير مهمة لا تقبل التأجيل، صحيح؛ بدأت ملامح التوحد في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” ولن تكتمل الوحدة الا بالتمسك بمقاصد الثورة واعلاء قيم السلام والحرية والعدالة، والاتفاق على إعادة تأسيس الدولة السودانية وفق مشروع وطني يعبر عن جموع السودانيين.

(2)

حـرب الخامس عشر من أبريل هي حـرب الكيزان بإمتياز، أشـعلونها بعد فشل إنقلابهم في الخامس والعشرين من أكتوبر؛ حينما رفض الدعم السـريع تنفيذ تعليمات قادة الكيزان في استمرار الانقلاب، فلا تعدو الحرب في نظرهم سوى عملية إخضـاع وإرجاع الدعم السـريع الي بيت الطاعة او القضاء عليه، وكان الأمر في ظنهم لا يتجاوز ساعات وبالكثير أيام، وصـورها إعلامهم بأنها حرباً للكرامة، واستخدموا الدعاية الحربية ضد قوى الثورة والانتقال الديمقراطي للنيل منها والقضاء على كل أثار وملامح ثورة ديسمبر المجيدة ضمن عملية تصفية واحدة، فقد كانت نتيجة هذا التفكير الجنوني هي الوطن الآن من كارثة إنسانية غير مسبوقة في العالم، بتشـريد الملايين، وقتل واسـع النطاق، وزرع الفتن القبلية والاثنية والتمايز الاجتماعي، وزرع الخوف والجوع، وتدمير البنية التحتية للدولة، وتعميق الانقسام المجتمعي، في المقابل دخل الدعم السـريع الحرب متمردا على تعليمات قادة الكيزان رافعا شعار الديمقراطية، ورافضا الانصياع من جديد لقيادة التنظيم الذي أسسه معلناً حربه على الكيزان، الإصرار على استمرار الحرب وإفشال اي مساعي لحل سياسي يؤكد بأن الامر بالنسبة للكيزان كأنه صراع داخلي حول القيادة العسكرية للتنظيم والذي يجب ان يحسم عسكرياً وليس سياسياً.

انفتاح الدعم السـريع على مدن السودان وتوسعة رقعة الحرب يشير الى تجاوز نطاقها المستهدف القوات المقاتلة والكيزان إلى استهداف للمواطنين، ونشر الهلع والفوضى والانفلات الأمني والنهب والسلب، كأن هناك إتفاق ضمني بتحويل المعركة ضد المواطن.

الواضح ان تمدد الحرب بهذه الصورة لم يكن مفأجاة ولكنه؛ يشير الي بداية نهايات الحرب، خاصة بعد زيادة القناعة بأن إستمرار الحـرب لن تكون نهايته سعيدة لمن أشعلها، وأن شعار #لازم_تقيف هو الأصوب، كما ان الاحباط الكبير نتيجة سقوط ولاية الجزيرة في يد الدعم السـريع كأكبر مدينة ايواء للنازحين، ومركز تجاري واقتصادي يؤمن البضائع والسلع لبقية أنحاء السودان، ويهدد الزراعة في مشروع الجزيرة، ناتج عن مضاعفة معاناة السودانيين.

(3)

ان التفاوض والحل السياسي هو المدخل الصحيح الذي يجنب البلاد الانهيار الكامل، ويفتح الباب أمام الاستقرار والسلام، ويوقف حمامات الدم، وعلى القوى المدنية تحمل مسؤوليتها بالتصدي لجرائم طرفي الحرب بتجريدها من اي مشروعية والاصطفاف المدني الواسع حول رؤية إنهاء الحرب وإستعادة المسار المدني. وعلى أطراف الحرب ادراك حقيقة ان لا مستقبل لحكم عسكري وأن الجرائم التي ارتكب لن تمر بلا محاسبة، وأن الاصلح لهما الاستجابة لوقف إنطلاق النار والعدائيات اليوم قبل الغد لتقليل الكلفة. وعلى المجتمع الإقليمي والدولي الخروج من دائرة إدارة الأزمة الي مواجهتها والعمل على حلها، وتحمل المسؤولية في حماية المدنيين وفق القانون الانساني والدولي.

wdalamin_2000@hotmail.com

الوسوماستخبارات الجيش الدعم السريع السودان القانون الإنساني ثورة ديسمبر المجيدة حرب الكيزان محمد الأمين عبد النبي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: استخبارات الجيش الدعم السريع السودان القانون الإنساني حرب الكيزان الدعم السـریع

إقرأ أيضاً:

خارطة طريق فرنسية من ثلاث نقاط: القرار 1701 فرئيس فمساعدات

سجل في اليومين الماضيين تحرك ديبلوماسي فرنسي تجاه بيروت، تمثل بزيارة وزير الخارجية جان نويل بارو، في محاولة للملمة الوضع ووقف دوامة العنف، في وقت ركزت جهود الدول الاخرى على تامين متطلبات عمليات اجلاء من تبقى من مواطنيها في لبنان، بناء على معطيات التقارير الاستخباراتية الواردة عن اتجاه نحو تصعيد كبير، سيستمر لاسابيع، قد يترافق مع حصار بحري وجوي، وحزام نار ارضي.

وكتبت" الديار": اوساط سياسية واكبت محادثات الوزير الفرنسي في بيروت، كشفت عن مضمون لقاءاته بالقيادات السياسية اللبنانية، حيث حاول طرح خارطة طريق، اكد انها تحظى بدعم من الخماسي الباريسي، ترتكز على ثلاث نقاط رئيسية:
-وقف فوري لاطلاق النار على الجبهة الجنوبية، والمباشرة بنشر الجيش اللبناني وتطبيق القرار 1701، من ضمن الامكانات المتوافرة، على ان يصار الى تامين الدعم اللازم للجيش اللبناني على مراحل للقيام بكامل مهامه، على ان تؤمن له قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في الجنوب الدعم اللازم له.
-انتخاب رئيس للجمهورية «انقاذي، سيادي، توافقي» كما ورد حرفيا على لسان الوزير خلال محادثاته، وهي مواصفات سبق وتم ذكرها في البيان الصادر عن الخماسية عقب اجتماعها في عوكر، وسط حديث عن لائحة دولية تضم اسماء اربعة مرشحين جديين، يترك للبنانيين الاتفاق على اسم منهم.
وقد رات الاوساط في اعلان الرئيس ميقاتي عن تاكيد رئيس المجلس نبيه بري الدعوة الى جلسة انتخاب ، فور وقف اطلاق النار، من دون ذكر طاولة الحوار، وفي الاشارة الى مرشح لا يشكل تحديا لاحد، تراجعا واضحا في النبرة وتخفيضا للسقوف العالية التي كان يضعها رئاسيا، وهو ما دفع «بهجمة» نيابية تجاه مقر الرئاسة الثالثة، للوقوف على صحة المتداول.
-تعهد فرنسي بالعمل على تامين الدعم الكامل للبنان، من خلال مؤتمر اصدقاء لبنان، والعمل على اقناع الدول الخليجية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بالانخراط في عملية اعادة الاعمار، لتمكين النازحين من العودة السريعة الى منازلهم، وتامين الدعم اللازم للاقتصاد اللبناني، لضمان ثبات سعر صرف الدولار.
غير ان الاوساط، نقلت اجواء عن عدم الارتياح في باريس، التي خرجت بقناعة ان طرفي الصراع، واصحاب القرار، ما عادوا يريدون القرار 1701، فتل ابيب راغبة في استثمار ما حققته «من انجازات»، وتسييله في قرار دولي او اتفاق برعاية دولية، فيما حارة حريك، المصرة على عدم الفصل بين لبنان وغزة، تسعى حاليا الى اعادة تفعيل قواعد الردع التي كانت قائمة سابقا، وتظهيرها في اتفاق دولي واضح.
 

مقالات مشابهة

  • تدشين المرحلة الخامسة للدورات العسكرية المفتوحة في مديرية وشحة بحجة
  • حجة.. تدشين المرحلة الخامسة من الالتحاق بالدورات العسكرية في مديرية مستبأ
  • خبير عراقيّ: الرد الإيراني أفرز ثلاث حقائق وواشنطن ستعيد حساباتها
  • مجزرة الحلفايا سوف تتكرر في اي منطقة تدخلها كتائب الكيزان!
  • مجزرة الحلفايا سوف تتكرر في أي منطقة تدخلها كتائب الكيزان!
  • خارطة طريق فرنسية من ثلاث نقاط: القرار 1701 فرئيس فمساعدات
  • الرئيس الصيني يتعهد بإعادة توحيد الصين مع تايوان عشية الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الصين الشيوعية
  • عن حرب الكذبة والفجار (لعنة الكيزان)!!
  • في الذكرى الـ 51 للانتصارت المجيدة.. مركز الحوار للدراسات ‏السياسية والإعلامية ينظم ندوة «أكتوبر معركة نصر»‏
  • موضوع تعبير عن حرب أكتوبر بالعناصر والمقدمة والخاتمة في الذكرى الـ51