40 منظمة مدنية تطالب الشيوخ الأمريكي بوقف بيع أسلحة أمريكية للسعودية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
سلط موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الضوء تحرك ائتلاف غير حزبي، من 40 منظمة مدنية، لتغيير مسار الإدارة الأمريكية بشأن بيع أسلحة جديدة للمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فشل في تنفيذ وعوده بشأن إجبار السعوديين على "دفع الثمن" بشأن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان.
وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن بايدن بذل، بعد تعليق مبيعات أسلحة معينة للسعودية لأول مرة، قصارى جهده لمغازلة الرياض ومواصلة علاقة أمريكا الوثيقة مع المملكة، مشيرا إلى أن التقارير تفيد بأنه رغم الادعاءات المستمرة بانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، فإن البيت الأبيض يريد منح المملكة ضمانات أمنية وحتى تكنولوجيا نووية من أجل تشجيعها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن ائتلافا غير حزبي يسعى إلى تغيير هذا المسار، ففي رسالة إلى مجلس الشيوخ، حثت أكثر من 40 منظمة حقوقية ومؤسسة بحثية المشرعين على "الدعوة للتصويت على علاقة الولايات المتحدة مع حكومة السعودية" وتنفيذ وعد الحملة الانتخابية، الذي أطلقه بايدن قبل 4 سنوات وأخلفه.
وتدعو الرسالة مجلس الشيوخ إلى منع صفقة بيع الأسلحة المعلقة إلى السعودية، والتي أخطرت وزارة الخارجية الكونجرس بها في 4 ديسمبر/كانون الأول، ولم يتبق سوى أيام قليلة لتمرير قرار بعدم الموافقة عليها قبل العطلة.
يأتي ذلك بعد أشهر قليلة فقط من سماح وزارة الخارجية بصفقة بقيمة 500 مليون دولار لتوريد قطع غيار لمجموعة من المعدات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك بعض الأسلحة التي استخدمها حرس الحدود السعوديون لقتل "ما لا يقل عن مئات" من المدنيين الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود اليمنية السعودية، وفقا لتقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش".
ومن بين المنظمات والمؤسسات الموقعة على الرسالة: منظمة الديمقراطية للعالم العربي الآن (DAWN)، والمعهد الليبرالي، ومنتدى تيجراي لحقوق الإنسان، وقدامى المحاربين من أجل السلام، ولجنة التحالف اليمني، والمؤسسة اليمنية للإغاثة وإعادة الإعمار، ومعهد كوينسي.
تعقيد يمني
وتأتي هذه الجهود في وقت أزمة بالنسبة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ بات ينظر إلى إدارة بايدن على أنه الميسر الرئيسي لعدوان إسرائيل الوحشي على قطاع غزة، والذي خلف أكثر من 20 ألف قتيل فلسطيني وعدد لا يحصى من الجرحى.
وأدى تصعيد جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) إلى تعقيد الوضع من خلال مهاجمة السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، إذ تقول المجموعة إن هذه الهجمات ستتوقف إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار وسمحت بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما أورد تقارير أن الولايات المتحدة تدرس رداً عسكرياً من شأنه أن يخاطر بإعادة إشعال الصراع في اليمن أو حتى إشعال حرب أوسع نطاقاً.
وقالت جيهان حكيم، من لجنة التحالف اليمني: "بايدن يقضي فترة ولايته منخرطاً في حروب الشرق الأوسط، مشددة على أن الولايات المتحدة عليها "إنهاء تواطؤها" في هذه الصراعات و"إعطاء الأولوية للدبلوماسية على العمل العسكري".
اقرأ أيضاً
إحداهما الصين.. عقبتان أمام تزويد السعودية بأسلحة أمريكية متطورة
ووفق رسالة المنظمات المدنية، فإن الكونجرس يمكنه أن يجبر بايدن على تغيير مساره بشأن بيع الأسلحة للسعودية بموجب المادة "502 ب" من قانون المساعدة الأمنية، وهو القانون الذي يجعل من غير القانوني للولايات المتحدة إعطاء أسلحة لمنتهكي حقوق الإنسان.
وتسمح تلك المادة للكونجرس بطلب تقرير يستهدف حول أوضاع حقوق الإنسان في بلد معين ثم إصدار قرار مشترك بعدم الموافقة على استمرار أو تقييد أو إنهاء المساعدة الأمنية للدولة محل الانتهاكات الحقوقية.
ومن شأن إقرار ذلك، تفويض وزارة الخارجية الأمريكية لتقديم تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان بالسعودية في غضون شهر، واعتمادًا على النتائج يمكن للمشرعين التصويت على منع أو تقييد مبيعات الأسلحة إلى المملكة.
عواقب وخيمة
وفي السياق، قالت عائشة جمعان، من مؤسسة الإغاثة وإعادة الإعمار اليمنية: "من المهم للغاية بالنسبة للكونجرس أن يطبق القوانين الأمريكية عندما يتعلق الأمر بالحرب. ليس من المنطقي حقًا أن نخرق قوانيننا".
وأوردت رسالة المنظمات المدنية اقتراحا بفرض تصويت على قرار صلاحيات شن حرب في اليمن، الأمر الذي قد يمنع إدارة بايدن من الدخول مباشرة في حرب مع الحوثيين.
وبحسب عائشة جمعان، فإن أي تجدد للأعمال العدائية في اليمن يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على البلاد، التي أعادت مؤخراً فتح ميناء ومطار رئيسي في الشمال والغرب.
ووفقاً للأمم المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 17 مليوناً من سكان اليمن البالغ عددهم 33 مليوناً من انعدام الأمن الغذائي.
وأشار "ريسبونسبل ستيتكرافت" إلى أن دفع بايدن للوقوف في وجه السعودية يمكن مجلس الشيوخ الأمريكي من المساعدة في إعادة بناء بعض المصداقية التي فقدتها الولايات المتحدة في الجنوب العالمي من خلال وقوفها بشكل وثيق إلى جانب إسرائيل خلال عدوانها الوحشي في غزة.
اقرأ أيضاً
إحداهما الصين.. عقبتان أمام تزويد السعودية بأسلحة أمريكية متطورة
المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية مجلس الشيوخ جو بايدن حقوق الإنسان البيت الأبيض الولایات المتحدة حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
عماد الدين حسين: إسرائيل قلقة من الحوار الأمريكي المباشر مع حماس
أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أن إسرائيل تشعر بقلق بالغ من التقارب الأمريكي مع حماس، حيث اعتادت على أن تكون الوسيط الحصري الذي ينقل الرواية الفلسطينية إلى الولايات المتحدة، قائلاً إن جلوس واشنطن مباشرة مع حماس دون الاعتماد على الفلتر الإسرائيلي يعني أن الولايات المتحدة قد تستمع إلى رؤية مختلفة، ما قد يؤثر على السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح حسين خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك جدلًا تاريخيًا حول طبيعة العلاقة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن بعض الخبراء يرون أن إسرائيل مجرد أداة في يد الولايات المتحدة، بينما يعتقد آخرون أن اللوبي الصهيوني يلعب دورًا كبيرًا في التأثير على السياسة الأمريكية.
واستشهد حسين بعدة أمثلة تؤكد قدرة واشنطن على فرض قراراتها على تل أبيب، مثل إجبار إسرائيل على حضور مؤتمر مدريد عام 1991، رغم معارضة بعض قادتها، منع حكومة إسحاق رابين من مواصلة بناء المستوطنات عبر وقف ضمانات قروض بقيمة 10 مليارات دولار، إجبار إسرائيل على عدم الرد على صواريخ صدام حسين خلال حرب الخليج، وفرض إدارة ترامب على نتنياهو قبول بعض السياسات التي رفضها سابقًا.
صدمة إسرائيليةوأشار حسين إلى أن الصحافة الإسرائيلية مليئة بالتحليلات التي تعكس الصدمة الإسرائيلية من التقارب الأمريكي مع حماس، لكن إسرائيل لا تستطيع الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل الإدارة غير التقليدية لترامب، التي تختلف عن الإدارات السابقة، والتي غالبًا ما كانت أكثر انحيازًا لإسرائيل.