سلط موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الضوء تحرك ائتلاف غير حزبي، من 40 منظمة مدنية، لتغيير مسار الإدارة الأمريكية بشأن بيع أسلحة جديدة للمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فشل في تنفيذ وعوده بشأن إجبار السعوديين على "دفع الثمن" بشأن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن بايدن بذل، بعد تعليق مبيعات أسلحة معينة للسعودية لأول مرة، قصارى جهده لمغازلة الرياض ومواصلة علاقة أمريكا الوثيقة مع المملكة، مشيرا إلى أن التقارير تفيد بأنه رغم الادعاءات المستمرة بانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، فإن البيت الأبيض يريد منح المملكة ضمانات أمنية وحتى تكنولوجيا نووية من أجل تشجيعها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

لكن ائتلافا غير حزبي يسعى إلى تغيير هذا المسار، ففي رسالة إلى مجلس الشيوخ، حثت أكثر من 40 منظمة حقوقية ومؤسسة بحثية المشرعين على "الدعوة للتصويت على علاقة الولايات المتحدة مع حكومة السعودية" وتنفيذ وعد الحملة الانتخابية، الذي أطلقه بايدن قبل 4 سنوات وأخلفه.

وتدعو الرسالة مجلس الشيوخ إلى منع صفقة بيع الأسلحة المعلقة إلى السعودية، والتي أخطرت وزارة الخارجية الكونجرس بها في 4 ديسمبر/كانون الأول، ولم يتبق سوى أيام قليلة لتمرير قرار بعدم الموافقة عليها قبل العطلة.

يأتي ذلك بعد أشهر قليلة فقط من سماح وزارة الخارجية بصفقة بقيمة 500 مليون دولار لتوريد قطع غيار لمجموعة من المعدات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك بعض الأسلحة التي استخدمها حرس الحدود السعوديون لقتل "ما لا يقل عن مئات" من المدنيين الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود اليمنية السعودية، وفقا لتقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش".

ومن بين المنظمات والمؤسسات الموقعة على الرسالة: منظمة الديمقراطية للعالم العربي الآن  (DAWN)، والمعهد الليبرالي، ومنتدى تيجراي لحقوق الإنسان، وقدامى المحاربين من أجل السلام، ولجنة التحالف اليمني، والمؤسسة اليمنية للإغاثة وإعادة الإعمار، ومعهد كوينسي.

تعقيد يمني

وتأتي هذه الجهود في وقت أزمة بالنسبة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ بات ينظر إلى إدارة بايدن على أنه الميسر الرئيسي لعدوان إسرائيل الوحشي على قطاع غزة، والذي خلف أكثر من 20 ألف قتيل فلسطيني وعدد لا يحصى من الجرحى.

وأدى تصعيد جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) إلى تعقيد الوضع من خلال مهاجمة السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، إذ تقول المجموعة إن هذه الهجمات ستتوقف إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار وسمحت بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما أورد تقارير أن الولايات المتحدة تدرس رداً عسكرياً من شأنه أن يخاطر بإعادة إشعال الصراع في اليمن أو حتى إشعال حرب أوسع نطاقاً.

وقالت جيهان حكيم، من لجنة التحالف اليمني: "بايدن يقضي فترة ولايته منخرطاً في حروب الشرق الأوسط، مشددة على أن الولايات المتحدة عليها "إنهاء تواطؤها" في هذه الصراعات و"إعطاء الأولوية للدبلوماسية على العمل العسكري".

اقرأ أيضاً

إحداهما الصين.. عقبتان أمام تزويد السعودية بأسلحة أمريكية متطورة

ووفق رسالة المنظمات المدنية، فإن الكونجرس يمكنه أن يجبر بايدن على تغيير مساره بشأن بيع الأسلحة للسعودية بموجب المادة "502 ب" من قانون المساعدة الأمنية، وهو القانون الذي يجعل من غير القانوني للولايات المتحدة إعطاء أسلحة لمنتهكي حقوق الإنسان.

وتسمح تلك المادة للكونجرس بطلب تقرير يستهدف حول أوضاع حقوق الإنسان في بلد معين ثم إصدار قرار مشترك بعدم الموافقة على استمرار أو تقييد أو إنهاء المساعدة الأمنية للدولة محل الانتهاكات الحقوقية.

ومن شأن إقرار ذلك، تفويض وزارة الخارجية الأمريكية لتقديم تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان بالسعودية في غضون شهر، واعتمادًا على النتائج يمكن للمشرعين التصويت على منع أو تقييد مبيعات الأسلحة إلى المملكة.

عواقب وخيمة

وفي السياق، قالت عائشة جمعان، من مؤسسة الإغاثة وإعادة الإعمار اليمنية: "من المهم للغاية بالنسبة للكونجرس أن يطبق القوانين الأمريكية عندما يتعلق الأمر بالحرب. ليس من المنطقي حقًا أن نخرق قوانيننا".

وأوردت رسالة المنظمات المدنية اقتراحا بفرض تصويت على قرار صلاحيات شن حرب في اليمن، الأمر الذي قد يمنع إدارة بايدن من الدخول مباشرة في حرب مع الحوثيين.

وبحسب عائشة جمعان، فإن أي تجدد للأعمال العدائية في اليمن يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على البلاد، التي أعادت مؤخراً فتح ميناء ومطار رئيسي في الشمال والغرب.

ووفقاً للأمم المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 17 مليوناً من سكان اليمن البالغ عددهم 33 مليوناً من انعدام الأمن الغذائي.

وأشار "ريسبونسبل ستيتكرافت" إلى أن دفع بايدن للوقوف في وجه السعودية يمكن مجلس الشيوخ الأمريكي من المساعدة في إعادة بناء بعض المصداقية التي فقدتها الولايات المتحدة في الجنوب العالمي من خلال وقوفها بشكل وثيق إلى جانب إسرائيل خلال عدوانها الوحشي في غزة.

اقرأ أيضاً

إحداهما الصين.. عقبتان أمام تزويد السعودية بأسلحة أمريكية متطورة

المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية مجلس الشيوخ جو بايدن حقوق الإنسان البيت الأبيض الولایات المتحدة حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

الحملة الشعبية لإدانة مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية ترحب بالعقوبات الأمريكية على قائد التمرد

رحبت الحملة الشعبية لإدانة مليشيات الدعم السريع منظمة إرهابية بقرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على المجرم محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في خطوة تُعد انتصارًا مبدئيًا لضحايا الجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه المليشيات بحق الشعب السوداني.وأكد المستشار مجدي أحمد المصطفى، رئيس الحملة، في إفادة صحفية أن هذه العقوبات تمثل نقطة تحول مهمة في مسار الكفاح من أجل العدالة، لكنها مجرد بداية في مواجهة التحدي الحقيقي: تحميل مليشيات الدعم السريع ومن تواطأ معها كامل المسؤولية عن الجرائم المروعة التي ارتكبوها.وأضاف المصطفى: “اليوم، يجد المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، نفسه أمام إختبار حقيقي للانتصار لقيم العدالة الدولية وإرادة الشعوب المقهورة ، مبينا إن السودانيين الذين عانوا من ويلات الإرهاب والانتهاكات لن يقبلوا بأقل من إدانة كاملة لهذه المليشيات وتقديم قادتها وشركائها للمحاكمات العادلة”.وأشار إلى أن الحملة ستواصل جهودها لجمع المطالبات الشعبية السودانية والدفع بها أمام المحافل الدولية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لأن يتحمل العالم مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه المأساة السودانية.واختتم المصطفى قائلاً: “نُخاطب الضمائر الحية في العالم. نُخاطب الأمم المتحدة، الحكومات، ومنظمات حقوق الإنسان قضيتنا عادلة، وشعبنا لن يتوقف حتى تتحقق العدالة ويُحاسب كل من امتدت يداه لنهب مقدرات السودان وقتل شعبه وإن قرار وزارة الخزانة خطوة، لكن النضال من أجل الحرية والكرامة مستمر، ولن ينتهي إلا بنصر كامل لحقنا المشروع”.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لماذا لا نطالب بمحاكمة الإرهابي الأمريكي بايدن؟
  • اقتحام ونهب واعتقال.. مفوضية حقوق الإنسان تفتح النار على الحوثيين
  • وثائق بريطانية تكشف عن عرض القذافي التخلي عن أسلحة الدمار الشامل مقابل تخفيف الضغوط الأمريكية
  • منظمة حقوقية: ينبغي إدراج إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة
  • غزة.. خطر يواجه الجنود الإسرائيليين الذين خدموا في القطاع خلال سفرهم للخارج
  • الحملة الشعبية لإدانة مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية ترحب بالعقوبات الأمريكية على قائد التمرد
  • بالأرقام.. حجم المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا بعهد الرئيس «بايدن»
  • القيادة الوسطى الأمريكية تُعلن استهداف منشآت تخزين أسلحة تابعة للحوثيين
  • بالفيديو.. إسرائيل تدمّر أسلحة لـحزب الله
  • مباحثات أمريكية-فيتنامية لتوسيع نطاق التعاون في قضايا حقوق الإنسان