وقعت مدينة ود مدني، المعروفة بولاية الجزيرة في يد قوات الدعم السريع بعد أيام من القتال، وسط إشارات استفهام كبرى حول كيفية وقوعها في ليلة وضحاها.

وتعد المدينة ثاني مدن السودان مساحة بعد الخرطوم، وتشتهر بأنها عاصمة زراعية مهمة جدا، وتضم أكبر مشروع زراعي بالري الانسيابي في العالم، بحسب ما قاله الكاتب الصحفي السوداني والمحلل السياسي الدكتور ياسر محجوب لـ "عربي21".



وانتقل إليها جزء كبير من النشاط التجاري والاقتصادي بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل / نيسان الماضي، فيما تبعد 86 عن الخرطوم كيلو مترا جنوبا.  




ووصلت الحرب إليها السبت الماضي، حيث قامت قوات الدعم السريع، التي تتهم بارتكاب جرائم حرب، بمهاجمة المدينة في محاولة للسيطرة عليها.

وتمكنت تلك القوات من السيطرة على المدينة، ونشرت مقاطع فيديو لتجول عناصرها داخل المدينة، ونشرت عبر حسابها على "إكس": "قوات الدعم السريع تحرر اللواء الأول مشاة مدني ورئاسة الاحتياطي المركزي، وتسيطر على مدخل كوبري (جسر) حنتوب من الشرق".

اشاوس قوات الدعم السريع يدحرون الفلول في منطقة حطاب ويتوعدون بحسم أي تحركات جديدة#معركة_الديمقراطية #مطار_مروي #الطريق_إلى_الشمال #السودان #بل_بس #قوات_الدعم_السريع #الجيش_انتهي #ود_مدني #الاحتياطي_المركزي #سنار #الكيزان_لمزبلة_التاريخ #شندي pic.twitter.com/Ac6vWw3x1L — الخبر السريع - Quick News (@Quick_news12) December 20, 2023


"خلل لا خيانة"

وكان يتواجد في ود مدني، الفرقة الأولى مشاة في الجيش السوداني والتي كانت بقيادة اللواء أحمد الطيب، إلا أنه بعد يومين من المعارك، انسحبت الفرقة على حين غرة، وسط تفاجؤ الأهالي.

عقب ذلك، أكد الجيش السوداني انسحاب قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني، مشيرة إلى أنه "يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق العسكرية، وسيتم رفع نتائج التحقيق فور الانتهاء منها لجهات الاختصاص، ومن ثم نشر الحقائق للرأي العام".

بسم الله الرحمن الرحيم

القيادة العامة للقوات المسلحة

الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣م

تعميم صحفي

إنسحبت يوم أمس الإثنين الموافق ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني.
يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لإنسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق… pic.twitter.com/XCwXcTrFgl — القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) December 19, 2023

الإنسحاب خلق جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل المغردون عن السبب وراء الإنسحاب أدنى مقاومة، وما طبيعة الانسحاب؟

العميد طبيب الهادي كجاب الحدث في مدني ما خيانة من الجيش الخيانة من أولاد المنطقة البتعاون مع الدعامي ويدخله إلى قرى الجزيرة.#السودان #السودان_تلغراف pic.twitter.com/6912bErhT9 — السودان تلغراف sudan Telegraph (@Alsudantelgraph) December 19, 2023

ويتبين من بيان الجيش السوداني أن الإنسحاب لم يكن بأمر منهم، وهو ما يرجح أن القرار جاء من قبل اللواء قائد الفرقة.

هذا الترجيح، فتح باب الاتهام للواء أحمد الطيب، وقالوا بأنه ارتكب "خيانة عظمى" مع ضباطه بترك مدينة مدني بيد الدعم السريع، مطالبين بمحاكمته علنا، لمعرفة الأسباب الحقيقية خاصة لعدم استهدافهم لقوات الدعم السريع بواسطة الطائرات الجوية.

انسحاب قائد الفرقة الأولى مشاة وضباطه من مدني، دون قتال مع ترك السلاح والذخيرة في مخازن الفرقة، خيانة عظمى وطعنة نجلاء في خاصرة الشعب قبل الجيش.
هذا عارٌ لن يغسله سوى تحرير مدني وطرد الجنجويد وقائدهم المجرم كيكل عاجلاً غير آجل.#السودان#مدني_لازم_ترجع — الهندي عز الدين (@elhindiizz) December 19, 2023



من جانبه، يرى الدكتور ياسر محجوب، أن تصريحات القيادة العامة للجيش السوداني تنفي وجود أي خيانة.

واستدرك أن "قائد فرقة الجيش في مدني استبدل بقائد آخر، مما يشير إلى وجود خطأ ما أو تقصير"، حسب قوله.




وأضاف لـ"عربي21": "الحرب كر وفر، لذا لا يمكن نسب أي إخفاق إلى كونه خيانة ما والحقيقة تنشد الدعاية المضادة من قبل المليشيا لتسويق ذلك تثبيطا للروح المعنوية لمقاتلي الجيش وللمواطنين على حد السواء".



وأشار إلى أن الخلل يكمن في إعلام الجيش السوداني الذي "لم يرتق حتى الآن لمستوى الأخطار الأمنية التي تواجهها البلاد"، وفقا لرأيه.

كما انتشر مقطع صوتي للفريق أول ياسر العطا، يعلق فيه على ما حصل في مدني، قائلا: "الجيش لن يخون ولن يبيع، ومعركة مدني ليست آخر المطاف، والحرب سينتصر فيها الجيش عاجلا غير آجل".




"سيتم إخلاء مدني بعد نهبها"

واستبعد المحلل السياسي السوداني، أن يكون لدى الدعم السريع منهج حرب احترافي يعتمد عليه في قتاله، مبينا أنه يركز على "الغنائم"، عن طريق هي سرقة وسلب اموال المواطنين.

#غنائم_مدني
البل الشامل للفلول pic.twitter.com/bL9oJEYzh7 — علي دخرو (@Ali_Aldakharo) December 16, 2023


وذكر محجوب أن تلك القوات "استطاعت إحداث اختراق في الروح المعنوية للجيش والمواطنين باعتبار أن الدعم الشعبي للجيش يعتبر أهم مصادر تفوق الجيش عليها"، كما قال.




ولفت إلى أن قوات الدعم السريع التي يصفها محجوب بـ "الميليشيا"، سوف "تخلي بعد نهبها، وهو ما يجري اليوم".

وتابع: "ستكتفي بإرسال رسالة بأنها قادرة على التخريب واحراج الجيش وربما تعتقد أن ذلك يقوي موقفها في أي تفاوض يتم لاحقا".

مدني ???? الله يعوض التجار .#السودان#sudan pic.twitter.com/W6wIKX7hqi — Hilal Nouri (@HelalNori) December 20, 2023


وكانت لجان المقاومة في مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة بالسودان، قد اتهمت قوات الدعم السريع بشن حملات نهب وسلب واسعة عقب سيطرتها على المدينة بعد اشتباكات ضارية مع الجيش السوداني.




وأظهرت مقاطع مصورة عناصر من الدعم السريع خلال قيامهم بعمليات نهب في المدينة التي شهدت موجة نزوح كبيرة مع احتدام الاشتباكات، كما وثقت مشاهد أخرى لحظات إضرام النار في أحد المصارف.

سرقة مليشيا الدعم السريع لبيوت المواطنين
وسياراتهم #السودان #مدني #مليشيا_الدعم_السريع_تستبيح_الجزيرة #الامارات_تقتل_السودانيين

pic.twitter.com/bq8S08fFsO — HOOD (@HOOD888888) December 19, 2023

كما وثقت مقاطع مصورة استيلاء عناصر من "الدعم السريع" على أمول البنك المركزي في "ود مدني".


ومع انتشار هاشتاغ #أنقذوا_السودان، نشر المعلق الجزائري حفيظ دراجي، منشورا مؤثرا عبر "إكس" عن تفاقم الأوضاع في السودان، قال فيها: “اللهم نستودعك أهلنا في السودان، الذين يعيشون منذ أشهر أجواء حرب مفروضة عليهم من طرف ميليشيات قوات الدعم السريع المدعومة بالسلاح والمال من أنظمة عربية عينها على ذهب السودان و خيراته”.










وأردف: "الدعم السريع" تستبيح دماء السودانيين وتنهب البيوت و الممتلكات، وتمارس ابادة جماعية وتصفية عرقية لأهلنا، ما أدى الى تهجير 6 ملايين سوداني من مدينة الخرطوم، وتوقف 19 مليون طفل عن التعليم في السودان الذي صارت فيه الحياة لا تطاق، بسبب انعدام المياه، وانقطاع الكهرباء أمام أنظار جامعة عربية لا ترى ولا تسمع ولا تتحرك لإنقاذ شعب عظيم يتألم بعيدا عن عدسات الكاميرات وشهادات ناس يخافون على أرواحهم إذا نشروا معاناتهم في حساباتهم.

الإمارات عايزه السودان كله الشمال والشرق، مشروع الإمارات في السودان هو مشروع السيطرة على المواني والذهب،ودا بيفسر ليه الدعم السريع هاجم مدني تزامنا مع إفتتاح مطار للقوات الجوية الأثيوبية وحصول أثيوبيا على طائرات f16 وطائرات مسيرة من طراز Akinie التركية الصنع،الجبهة الشرقية في خطر pic.twitter.com/yXYROyqi4s — شهيرة طاهر (@shahenaz_taher) December 17, 2023

ويخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، حربا متواصلة منذ منتصف نيسان /أبريل الماضي، ما تسبب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ود مدني الدعم السريع السودان الجيش السوداني البرهان حميدتي السودان الجيش السوداني حميدتي الدعم السريع البرهان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الجیش السودانی الفرقة الأولى فی السودان pic twitter com ود مدنی

إقرأ أيضاً:

الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم

يواصل الجيش السوداني معاركه مع قوات الدعم السريع في عدة جبهات متفرقة حيث يسعى للسيطرة على مركز العاصمة الخرطوم، كما كثف هجماته الجوية على معاقل الدعم في الفاشر ويسعى للسيطرة على طرق رئيسية بولاية شمال كردفان، بعد أن حقق تقدما بولاية النيل الأبيض حيث توفي 100 شخص هناك بسبب وباء الكوليرا.

وتستمر المعارك بوتيرة متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ يسعى الجيش عبر محور وسط الخرطوم إلى السيطرة على مركز العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي، ومرافق حكومية سيادية.

وفي ولاية شمال كردفان تدور مواجهات بين الجانبين ويسعى الجيش من خلالها للسيطرة على طرق رئيسية.

وجنوبا، تتواصل المعارك أيضا بولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق حيث أعلن الجيش سيطرته على مدن وبلدات تقع على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان.

وفي ولاية شمال دارفور، استهدفت قوات الدعم السريع بالمسيّرات مواقع بمدينة المالحة شمالي الولاية اليوم الأحد.

الأزمات تلاحق اللاجئين من السودان إلى جنوب السودان (الأوروبية) معارك الفاشر

وفيما يتعلق بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قال الإعلام العسكري في بيان له "إن الطيران الحربي للجيش السوداني نفذ غارات جوية دقيقة، مستهدفا تجمعات العدو ـفي إشارة لقوات الدعم السريعـ بالمحور الشمالي الغربي مساء أمس مما كبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح".

إعلان

وأضاف البيان أن مدينة الفاشر تشهد حالة من الاستقرار الأمني وأن القوات المسلحة تواصل تقدمها بثبات في جميع المحاور، وسط انهيار واضح في صفوف العدو وأن المعركة مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل واستعادة أمن واستقرار البلاد وفقا للبيان".

وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن مدرعات الفرقة السادسة مشاة بالفاشر "نفذت عملية عسكرية محكمة في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، أسفرت عن تدمير عربة جرار محملة بالأسلحة والذخائر تابعة لمليشيا آل دقلو المتمردة، إضافة إلى تدمير 3 عربات لاندكروزر كانت تتولى حراستها، دون نجاة أي من العناصر التي كانت على متنها".

كما نقلت عن الفرقة السادسة مشاة قولها إن "الضربات المدفعية الثقيلة مستمرة بمعدل 4 حصص يوميا، بالتزامن مع حملات التمشيط والرمايات الدقيقة، مما أجبر عناصر المليشيا على الانسحاب الواسع من المدينة، بينما فر بعضهم سيرا على الأقدام نحو المناطق النائية".

بعيدا عن أجواء الحرب اجتمع نفر من أبناء دنقلا عاصمة الولاية الشمالية على إفطار رمضاني جماعي (الفرنسية) ضحايا الكوليرا

وخلال هجمات قوات الدعم السريع في الولاية في 16 فبراير/شباط الماضي، أصابت قوات الدعم السريع محطة توليد الطاقة في ربك، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطيل محطات المياه.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود وفاة نحو من 100 شخص بسبب وباء الكوليرا في غضون أسبوعين منذ بدء تفشي الوباء المنقول بالمياه في ولاية النيل الأبيض.

وقالت المنظمة، الخميس الماضي، إن 2700 شخص أصيبوا بالمرض منذ 20 فبراير/شباط، كما لقي 92 آخرون حتفهم.

وقالت المنظمة إن أهالي المنطقة اضطروا إلى الاعتماد بشكل أساسي على المياه التي يتم الحصول عليها من عربات تجرها الحمير، لأن مضخات المياه لم تعد تعمل.

وقالت مارتا كازورلا، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان "إن الهجمات على البنية التحتية الحيوية لها آثار ضارة طويلة الأمد على صحة المجتمعات الضعيفة".

إعلان

وبلغ تفشي الكوليرا في الولاية ذروته بين 20 و24 فبراير/شباط الماضي، عندما هرع المرضى وأسرهم إلى مستشفى كوستي التعليمي، مما أدى إلى إرهاق المنشأة بما يتجاوز قدرتها.

ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، كان معظم المرضى يعانون من الجفاف الشديد، وقدمت المنظمة 25 طنا من المواد اللوجستية مثل الأَسِرة والخيام إلى كوستي للمساعدة في استيعاب المزيد من مرضى الكوليرا.

كما استجابت وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض لتفشي المرض من خلال توفير إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة للمجتمع وحظر استخدام عربات الحمير لنقل المياه. كما أدار مسؤولو الصحة حملة تطعيم عندما بدأ تفشي المرض.

وقالت وزارة الصحة السودانية يوم الثلاثاء الماضي إن هناك 57 ألفا و135 حالة إصابة بالكوليرا، بما في ذلك 1506 حالات وفاة، في 12 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان.

وأعلنت وزارة الصحة رسميا تفشي الكوليرا في 12 أغسطس/آب من العام الماضي بعد الإبلاغ عن موجة جديدة من الحالات بدءًا من 22 يوليو/تموز من العام نفسه.

وانزلق السودان إلى الحرب منذ ما يقرب من عامين عندما تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقتلت الحرب في السودان ما لا يقل عن 20 ألف شخص، كما دفعت الحرب أكثر من 14 مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، ودفعت أجزاء من البلاد إلى المجاعة، وتسببت في تفشي الأمراض.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • انسحاب كبير لـ “الدعم السريع” من الفاشر.. الجيش يكشف التفاصيل
  • شركة أسلحة تركية ساعدت في تأجيج الحرب الأهلية الوحشية في السودان، قامت بتهريب الأسلحة سرًا إلى الجيش السوداني وفقًا للسجلات
  • وزير الدفاع السوداني: الجيش قطع شوطا طويلا ضد الدعم السريع
  • طائرات الجيش السوداني تستهدف ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني: لا هدنة مع الدعم السريع ولا خيار غير الحسم