حزب الاستقلال ينظم لقاء تواصليا للتعريف بمضامين برنامج الملكي للدعم الإجتماعي المباشر باقليم الرحامنة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
نظم حزب الاستقلال بإقليم الرحامنة يوم الأحد 10 دجنبر 2023 بجماعة بوشان، لقاء تواصليا هاما للتعريف بمضامين برنامج الملكي للدعم الإجتماعي المباشر، وذلك برئاسة عبد اللطيف أبدوح عضو اللجنة التنفيذية والمنسق الجهوي للحزب بجهة مراكش – آسفي، بمعية عبد الحليم المنصوري النائب البرلماني للحزب عن دائرة الرحامنة، بحضور منتخبي الحزب ومناضليه وفعاليات المجتمع مدنية وإقبال نوعي وعددي كثيف من المواطنين.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أبرز عبد اللطيف أبدوح أن “برنامج الدعم الاجتماعي المباشر” الذي يشكل ثورة اجتماعية غير مسبوقة ببلادنا وثورة هادئة إنسانية بقيادة وهندسة جلالة الملك، كما يمثل قفزة نوعية تهدف إلى تحقيق جيل جديد من التعاقد بين الدولة والمواطنين، معتبرا أن هذا البرنامج الملكي للمساعدة الاجتماعية يأتي برؤية استشرافية من أجل مجتمع أكثر انصافا وعدالة اجتماعية، ويتوخى الرفع من القدرة الشرائية للأسر الهشة والفقيرة للتأسيس لركائز وأسس الدولة الاجتماعية الذي يريدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما أكد أبدوح على انخراط حزب الاستقلال بكل مكوناته من أجل إنجاح هذا البرنامج الملكي الذي يدخل في إطار تكريس الدولة الاجتماعية لتحصين الفئات الاجتماعية الأكتر هشاشة وتحقيق كرامة المواطن المغربي، حيث حث كل من يرى أنه معني بهذا الدعم أو من الفئات أو الأسر المستهدفة على التسجيل من أجل الاستفادة منه، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال له شرف تنزيل هذه المشاريع الملكية الاجتماعية الكبرى مع شركاءه في الحكومة والتي تتلاءم ومبدأ التعادلية الاقتصادية والاجتماعية التي ينادي بها الحزب، حيث شرح وبسط في عرض مفصل كل الإجراءات والحيثيات المتعلقة بالتسجيل.
ومن جهته، أكد البرلماني عبد الحليم المنصوري بدوره على أهمية ’’البرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر’’ الذي كان حلما وأصبح حقيقة بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك، مستعرضا مرامي وأهداف الحماية الاجتماعية ومذكرا بالسياقات والتحديات التي مرت بها بلادنا من أزمة الجفاف وتداعيات جائحة كورنا وزلزال الحوز الأليم الذي ضرب بلادنا مؤخرا والذي كلف بلادنا 120 مليار درهم من أجل اعادة الاعمار والتنمية، مبرزا أنه بقيادة جلالة الملك استطاعت بلادنا أن تحول هذه التحديات إلى فرص حقيقية لإقرار التحولات الاقتصادية والاجتماعية المنشودة مما عزز ثقة المنتظم الدولي في بلادنا وهو ما أكدته مؤسستا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالبقاء على تنظيم لقاءهما بمراكش رغم تداعيات الزلزال وضمان احتضان الملاعب الوطنية لتظاهرتين كبيرتين هما كأس العالم 2030 وكأس افريقيا 2026 .
وذكر البرلماني المنصوري بالمراحل التي مر منها تنزيل برنامج الحماية الاجتماعية، والذي انطلق في شقه الأول بتعميم التأمين الاجباري عن المرض ومواصلة تأهيل المنظومة الصحية، وفي الشق الثاني مع إعطاء الانطلاقة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر، حيث استعرض الفئات المستهدفة والتي ستحصل على الدعم الاجتماعي الشهري المباشر.
واختتمت أشغال اللقاء بأسئلة هادفة حول طرق التسجيل أو بعض الإشكالات التقنية، حيث ثمن الحضور هذه المبادرة الملكية الاجتماعية الكبرى.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: برنامج الملکی حزب الاستقلال من أجل
إقرأ أيضاً:
اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
"إذ نؤمن بضرورة رفع المعاناة عن كاهل شعبنا والتوصل إلى حلول للأزمة السودانية، تنهي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من إبريل 2023، والتي يستلزم وقفُها تكاتف أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناته وانتماءاته. وإذ نقرّ بأن الأزمة السودانية منذ الاستقلال هي أزمة سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية شاملة يجب الاعتراف بها وحلّها حلاً جذرياً. وإذ ندرك أنّ الحرب الحالية قد سبّبت خسائر مروّعة في الأرواح ومعاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل، من حيث اتّساع النطاق الجغرافي، وأنها دمّرت البنيات التحتية للبلاد، وأهدرت مواردها الاقتصادية، لا سيّما في الخرطوم ودارفور وكردفان. وإذ نؤكد رغبتنا الصادقة في تسوية النزاع المستمر على نحوٍ عادل ومستدام عبر حوار سوداني/ سوداني، يُنهي جميع الحروب والنزاعات في السودان بمعالجة أسبابها الجذرية، والاتفاق على إطار للحكم يضمن لكل المناطق اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعزّز الحقوق الجماعية والفردية لكل السودانيين" ... بهذه الديباجة، وأكثر، تبدأ اتفاقية المنامة الموقّعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 20 يناير/ كانون الثاني 2024، وجاءت بعد خمسة أيام من رفض قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتأكيده أنه لا حاجة لأيّ تفاوض جديد، بل يجب تنفيذ نتائج قمة "الإيقاد"، التي عُقدت في جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على نحوٍ طارئ لمناقشة حرب السودان. وخلصت إلى التزام من قائد الجيش وقائد "الدعم السريع" بالاجتماع الفوري ووقف الأعمال العدائية.
في خطابه إلى القمة العربية الطارئة، أكد البرهان أن أولوليات حل الأزمة (الحرب) هي الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإزالة معوقات تقديم المعونات الإنسانية، وتعقب ذلك عملية سياسية شاملة للتوصل إلى توافق وطني لإدارة المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات، لكن في 20 يناير 2024، وفي يوم توقيع اتفاق المنامة الذي وقّعه عن القوات المسلّحة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وعن الدعم السريع "الفريق"(!) عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، الذي حصل مثله ومثل غيره من قادة المليشيات على رتب عسكرية من الجيش السوداني، في اليوم نفسه، جمّد السودان عضويته في منظمة الإيقاد! وتحوّلت المنظمة التي كانت قبل أيام "صاحبة دور مهم في الوصول إلى السّلام" إلى "منظمة الجراد" في الخطابات الشعبوية التي تطلقها السلطة العسكرية.
مرّ اتفاق المنامة من دون ضجيج. وربما لو لم يتسرّب خبر التفاوض الذي أكده بعد ذلك تصريح أميركي، لظلّ الأمر في دائرة الشائعات. رغم الحضور الدولي والمخابراتي في التفاوض.
اتفق الطرفان، في البند السابع من وثيقة المنامة، على "بناء وتأسيس جيش واحد مهني وقومي، يتكوّن من جميع القوات العسكرية (القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وحركات الكفاح المسلح)، ولا يكون له انتماء سياسي أو أيديولوجيّ، يراعي التنوع والتعدّد، ويمثل جميع السودانيين في مستوياته كافّة بعدالة، وينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي"، واتفق الطرفان في البند 11 على "تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 في مؤسسات الدولة كافّة"، أما البند 19 فقد نصّ على "حوار وطني شامل للوصول إلى حل سياسي، بمشاركة جميع الفاعلين (مدنيين وعسكريين)، دون إقصاء لأحد، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاته، بما يؤدي إلى انتقال سلمي ديمقراطي".
بمقارنة اتفاق المنامة بين الجيش و"الدعم السريع" مع إعلان أديس أبابا الموقّع بين تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية و"الدعم السريع" في 2 يناير 2024 (قبل 18 يوم من توقيع اتفاق المنامة) يصعب فهم إدانة الجيش إعلان أديس أبابا! فالإعلان نصّ على أن التفاهمات الواردة فيه "ستطرح بواسطة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية لقيادة القوات المسلحة لتكون أساساً للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب"، وهو الحل السلمي نفسه الذي نصّت عليه اتفاقية المنامة قائلة: "نجدّد قناعتنا بأن التفاوض هو السبيل الأفضل والأوحد للتوصل إلى تسوية سياسية، سلمية شاملة للنزاعات والحروب في السودان"، وهو ما أكده قائد الجيش في خطابه إلى قمة "الإيقاد"، قبل أن ينقلب على المنظمة ويجمّد عضوية السودان فيها، مدّة قاربت العام.
... سيبقى ما حدث لغزاً للسودانيين فترة طويلة، ضمن ألغاز أخرى تحيط بهذه الحرب. كيف دار هذا التفاوض؟ لماذا لم يجرِ الإعلان عنه، لماذا وقّع عليه نائبا البرهان وحميدتي ثم تجاهله الجميع؟
نقلا عن العربي الجديد