لا حل إلا بالتفاوض
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أطياف
صباح محمد الحسن
لا حل إلا بالتفاوض
نشطت بالأمس الغرف الكيزانية وأذرعها الأمنية عبر منصات التواصل الاجتماعي في المطالبة بإقالة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان واتفقت جميعها على ضرورة القرار وحملته مسؤولية ما حدث في مدينة ود مدني
والفلول كلما أخفقت أو خسرت أو أفسدت أو ارتكبت جُرماً في حق الوطن والمواطن طرحت قضية هلامية للجدل لإلهاء الرأي العام، فبدلاً من أن تقر أنها فشلت في معركة (اللا كرامة) وبدلاً من أن تتحمل سياط النقد من الشعب السوداني، طفقت لتشغل الرأي العام عن القضية الجوهرية (حديث الساعة)، بحديث خواء فالبرهان نفسه يبتسم ساخراً عندما يكون بطلاً لهذه المسرحيات وماذا يغير في الواقع أن تمت إقالة البرهان أو استمر في منصبه!!
واجتياح الدعم السريع لمدينة ود مدني ولا أقول سقوط المدينة، فالمدن لا تسقط لأنها ترتقي بشعبها وإنسانها لا بالسلطة والحكومة والمقار العسكرية، ومدني مدينة التاريخ التي تعرفها الفلول جيداً، إنها عصية على الخنوع والركوع
وواهمة فلول النظام البائد إن ظنت أنها برفع الغطاء عن البرهان ستواري خيباتها الميدانية، فالشعب لا ينتظر إقالة البرهان من الكيزان حتى يأتوا ببرهان جديد فقيادات الجيش إن كانت تملك قرار إقالته لقررت منذ أول يوم حرب عندما أفلت البرهان يده من المؤسسة العسكرية وشدّ على يد كرتي فمنذ إعلان البرهان انقلابه تساءلنا في هذه الزاوية (أن من هو الذي دفع البرهان إلى الهاوية) حتى أدركنا أن الذي دفعه يسقط معه فقرار إقالة البرهان بيد الفلول فقط والفلول والبرهان (سمن على عسل)
ويظل الوطن واقفا وشامخا رغم كل هذا الدمار والخراب
لذلك إن انتظار أي تغيير في القيادة العسكرية تحت وطأة الحرب هو تغيير لصالح الكيزان، فما ينتظره الشعب السوداني والعالم أجمع هو إقالة الفلول بما فيهم البرهان ومحاسبتهم وعقابهم وهذا لن يحدث إلا بقرار ثالث يدعم عودة طرفي الصراع لطاولة التفاوض فإرادة الشعب القوية ستدعمها أدوات وآليات دولية ستحدث التغيير الحقيقي الشامل، فكل قرار خارج رحم المفاوضات لا يخدم الشعب ويطيل أمد الحرب
والمؤسسة العسكرية قررت مسبقاً عندما أعلنت خيار التفاوض عبر لسان قائدها الثاني الفريق الكباشي بدعم الوطنيين في المؤسسة فإن كانت تستطيع إقالة البرهان لفعلت ذلك من قبل
والكباشي مازالت تصفه المصادر أنه الثابت حتى الآن على موقف التفاوض عكس قائد الجيش المتزحزح في موقفه وفي قراره، الأمر الذي يجعله عرضة للطوفان مع مجموعة (المركب المثقوب)
فالشعب الآن ليس في انتظار أن يطرق الجيش أبواب التفاوض من جديد، الأبواب مازالت مشرعة ولا بديل للحوار إلا الحوار، وجدة كانت ومازالت هي الخيار فقد تختلف طرق العودة إليها ولكن الوجهة واحدة.
طيف أخير:
#لا_للحرب
دعا الكونغرس أمس إدارة بايدن إلى تعيين مبعوث خاص للسودان بشكل طارئ وتطوير استراتيجية شاملة لفرض عقوبات على الطرفين والأطراف التي تزودهما أو تسهل تزويدهما بالسلاح والعتاد.
الجريدة
الوسومأطياف الحرب الدعم السريع السودان الفلول الكباشي الكونغرس جدة صباح محمد الحسن علي كرتيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطياف الحرب الدعم السريع السودان الفلول الكباشي الكونغرس جدة علي كرتي إقالة البرهان
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط: السيد حسن نصر الله هزم كيان العدو ودمّر أسطورة الجيش الذي لا يُقهر
أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن شهيد الإسلام السيد حسن نصر الله، كان منذ بداياته المبكرة وحتى آخر العهد به، نسْجاً في عصره فريداً، ودليلاً واقعاً على صوابيّة النهج الحسينيّ في الحياة العزيزة على الحقّ، وفي الشهادة مسك الختام، وذروة سنام الشّرف.
وقال الرئيس المشاط في مقال بعنوان “في مقام سيد المقاومة وشهيد الإسلام”: “لقد كان في كلّ الأوقات لكل الأحرار أباً، ولكلّ الأخيار من زمننا قائداً وأخاً، ولكلّ الناس مُحباً عطوفاً كريماً متواضعاً، وفي سبيل الله عاش، وانطلق مجاهداً حتى نالها شهادةً على منوال جدّه الحسين، عليه السلام، وعلى طريق القدس ويا لها من مسيرة”.
وأشار إلى أن حياة السيد حسن نصرالله جسّدت سبل الاستقامة والجهاد وإغاظة الكفار والانتصار والفخر وخدمة الإسلام وقيم العزة والكرامة والفداء، لافتاً إلى أنه حقّق في حياته الحافلة وفي وقت قياسي إنجازات لم يحققها أحد غيره في هذه الحقبة التي استحكم فيها الباطل وتنكّر فيها للحق واشتدّ البلاء وعظم الاستهداف.
وأَضاف فخامة الرئيس: “لقد حقّق الشهيد السيد حسن نصرالله في حياته كل ما يريد، حرّر بلاده وهزم كيان العدو الإسرائيلي، ودمّر أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ونصر المستضعفين وأقام العدل وبعث الأمل، إنه التجسيد المثالي لما ينبغي أن تكون عليه حياة الإنسان المسلم، ثم إنه ختم حياته بشهادة في مواجهة عدو الأمة، ونصرة لأشرف قضية”.
واستطرد قائلا “لقد مثّلت شهادة السيد حسن نصرالله أعلى تجسيد للوحدة الإسلامية، فانتصر حتى بدمه على المشروع التفريقي الصهيوني، الأمريكي بين المسلمين سنّة وشيعة، وشارك في معركة إسناد فلسطين وأبناء غزة منذ اليوم الأول، وقدّم المئات من الشهداء، ولم يبخل بقيادات حزب الله من الصف الأول، وختمها بروحه ودمه، ليثبت في نفوس المسلمين، بدمه، أجلى معاني الوحدة الإسلامية، وأبلغ برهنة على أن عدو هذه الأمة – على اختلاف مذاهبها وطوائفها وبلدانها- واحد”.
وتابع فخامة الرئيس : “رغم الألم الكبير والفقد العظيم ونحن في مناسبة تشييع واحد من أشرف البشر في هذه الحقبة، إلا أننا ممتلئون رضا ويقيناً وأملاً وتفاؤلاً تعلّمناه من كتاب الله، وسيرة أهل البيت عليهم السلام، وكرّسه في عصرنا واقعاً الشهيد سماحة السيد، فطالما كانت كلماته العزاء ومبادئه السراج والنور الذي يسير عليه كل مجاهد على دربه، كيف لا وهو من ظلّ يتمنى الشهادة ويطلبها ويقتحم كل غمار الأخطار والصعاب، ولا يخشى في الله لومة لائم”.
وأردف قائلا : “إنه بحق شهيد الأمة، والإنسانية، وشهيد القدس وفلسطين، وشهيد لبنان، وليمن، وشهيد الحق والعدالة، وكل القيم النبيلة في الدنيا، عاش مدافعاً عن قيم ومبادئ الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ولم يجد المستضعفون نصيراً مثله طوال عقود من لبنان إلى فلسطين، ومن البوسنة إلى أفغانستان، ومن سوريا إلى العراق إلى كل أرجاء الدنيا”.
وأوضح الرئيس المشاط، أنه “وإذ تجاوز نطاق نصرة المسلمين خاصة، إلى نصرة كل مظلوم في الأرض، فقد كان شهيد الإنسانية مجسّداً روح تعاليم الدين الحنيف، منذ البدء الحسن، وحتى الخاتمة ذروة السنام.”
وقال “ومن مثله شهيداً على طريق القدس وفلسطين، والذي لم يقدّم كما قدّمه أحد، ولم يبذل كما بذله أحد، ولم يَصدق فلسطين بقلبه قبل اللسان، وبدمه قبل البيان أحد، لتكون شهادته في نصرة غزة أبلغ بيان عن كيف ينصر المرء أهله”.
ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أن “شهيد لبنان أفنى عمره دفاعاً عن لبنان وطلباً لاستقلاله وحريته ومنعته وقوته، وشهيد اليمن في وقت خذله الأقربون والأبعدون، كان هو أكثر من وقف وتضامن وناصر اليمن.”
واعتبر شهادة المجاهد الكبير السيد حسن نصرالله مصاب الأمة جمعاء لما له من دور عظيم ورمزية إسلامية وتأثير عالمي وإقليمي.
وأضاف :”عزاؤنا الوحيد أن الله اصطفاه في ختام حياته شهيداً إلى جوار النبيين والصديقين ورفاق دربه ممن سبقوه على هذا الدرب، وأنه قد تتلمذ على يديه وفي مدرسته المئات والآلاف من المجاهدين والأبطال والقادة الذين سيكملون دربه ومسيرته على أكمل وجه حتى يتحقق على أيديهم ونحن معهم وكل مجاهدي العالم، إن شاء الله، الوعد الإلهي الذي لطالما وعدنا وبشّرنا به سماحته رضوان الله عليه في طرد الكيان المؤقت والصلاة في المسجد الأقصى”.
وعبر فخامة الرئيس عن عظيم العزاء لأهل ومحبي ومريدي سماحة شهيد الإسلام في لبنان والوطن العربي والعالم، مجدداً العهد على المضي على نهجه، والبقاء على عهده حتى يجمعنا الله به في مقعد صدق عند مليك مقتدر”.