ماكرون يعترف: أمريكا وأوروبا لديهما شكوك حول مستقبل أوكرانيا
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن هناك شكوكا في عدد من الدول الأوروبية وفي أمريكا بشأن مصير أوكرانيا المستقبلي، لكن فرنسا ترى أنه من المهم منع روسيا من الفوز.
وأضاف ماكرون، في مقابلة مع قناة “فرانس-5”: "نشعر أن بعض الدول الأوروبية بدأت تساورها الشكوك، تماما مثل الأمريكيين".
وأكد الرئيس الفرنسي، أن أوروبا محظوظة بوجود الإدارة الأمريكية الحالية.
ولفت إلي أنه “يتم حل مسألة قدرة أوروبا على العيش في سلام يتم تناولها في أوكرانيا”.
وفي وقت سابق، قال مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، ستيفن برين، إن استسلام أوكرانيا سيكون أول هزيمة كبيرة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” منذ تأسيس الحلف.
وحسب موقع “Weapons and Strategy” الأمريكي، قال برين: “إذا استسلمت أوكرانيا ، وهو ما تريده روسيا الآن، فإن الناتو سيعاني من هزيمة كبيرة، وهي الأولى منذ إنشاء الحلف في أبريل 1949”.
الصحة العالمية تكشف حقيقة عودة «الحظر» بسبب متحور كورونا في انفجار لغم.. استشهاد 7 عناصر للجيش السوري وإصابة 10 آخرينولفت إلى أن “الناتو، مثل أوكرانيا نفسها، يمر الآن بأوقات عصيبة: لا يمكن للدول المشاركة تجنيد العدد اللازم من الأشخاص لقواتها المسلحة، وقد أظهرت معداتها العسكرية نتائج سيئة خلال الصراع مع روسيا”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ماكرون أوكرانيا أمريكا اوروبا
إقرأ أيضاً:
شواهدُ هزيمة أمريكا أمام اليمن تتعاظمُ مع اقتراب وقف إطلاق النار في غزة
يمانيون../
مع اقترابِ دخولِ اتّفاقِ وقف إطلاق النار في غزة حيِّز التنفيذ، والذي من شأنه أن ينهي هذه الجولة من الصراع في حال التزم به العدوّ الصهيوني، برزت المزيد من حقائق ودلائل الهزيمة الأمريكية المدوية والتاريخية أمام اليمن، والتي تتوج عامًا كاملًا من التفوق التقني والعملياتي والتكتيكي للقوات المسلحة اليمنية في معركة كانت كُـلّ نتائجها صادمة وعكسية بشكل فاضح للولايات المتحدة التي واجهت حالة غير مسبوقة أبدًا من الفشل في تحقيق الأهداف وانهيار القدرة على الردع والعجز التام عن احتواء التهديد أَو حتى فهمه بشكل جيد، وهي حالة لن تتوقف تأثيراتها بانتهاء جولة الصراع، بل ستلاحق البحرية الأمريكية وسمعة “الردع” الأمريكي لفترة طويلة.
من الشواهد الجديدة على الهزيمة الأمريكية، ما أوردته بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بشأن انعكاس اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة على الوضع في البحر الأحمر، حَيثُ نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين وخبراء في الأمن البحري وقطاع الشحن، قولهم: إن هناك توقعاتٍ بتوقف العمليات البحرية اليمنية بعد توقف الحرب في غزة، وهو ما يترجم نجاح اليمن في فرض وتثبيت واقع العلاقة بين العمليات البحرية والوضع في غزة كحقيقة باتت واضحة تمامًا لشركات الشحن نفسها برغم كُـلّ المحاولات الأمريكية والغربية للتشويش على هذه الحقيقة، والقول إن وقف العمليات اليمنية مرهون بالتحشيد العسكري ضد اليمن.
وفي هذا السياق أَيْـضًا، ذهبت صحيفة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة بشؤون الملاحة البحرية إلى ما هو أوضح من ذلك، وقالت بصراحة: إن “إعلان وقف إطلاق النار يفتح الباب أمام إمْكَانية عودة حركة الشحن إلى مضيق باب المندب” وإن ” قطاعات صناعة الشحن التي أُجبرت على تغيير مسارها أَو اختارت ذلك بحرية لا تعتمد على الحراسة البحرية أَو المفاوضات الدبلوماسية لتقرّر ما إذَا كانت ستعود أم لا، بل تنتظرُ إشارة من الحوثيين أنفسهم” حسب وصفها، وهو ما يشير إلى أن القوات المسلحة لم تنجح فحسب في تثبيت واقع العلاقة بين الوضع في غزة والوضع في البحر الأحمر، بل ثبتت أَيْـضًا واقع سيطرتها التامة على الوضع؛ وكونها صاحبة القرار الحقيقي والنهائي أمام شركات الشحن، وهو ما يمثّل سقوطًا تاريخيًّا مدويًا لتأثير البحرية الأمريكية والقوات الغربية التي حاولت على مدى عام كامل أن تمسك هي بزمام الأمور، الأمر الذي يصدق على ما أكّـده السيد القائد عبدُالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير حول “النتيجة الحاسمة” التي حقّقتها عمليات الإسناد البحرية في السيطرة على الوضع وفرض الحظر التام للملاحة المرتبطة بالعدوّ في منطقة العمليات.
تأكيدات قطاع الشحن على أن صنعاء هي صاحبة القرار الحقيقي وأن معادلة الارتباط بوقف الإبادة الجماعية في غزة هي الأَسَاس لوقف العمليات اليمنية، تكاملت في الوقت نفسه مع اعترافات جديدة بالهزيمة التي لم يسبق أن واجهتها البحرية الأمريكية في تأريخها، حَيثُ اعترف وزير البحرية الأمريكية كارلوس ديل تورو، الجمعة، في خطاب وداعي بواشنطن بأن الهجمات البحرية اليمنية “ليست روتينية بأي حال من الأحوال” وقال إن الولايات المتحدة “تخوض في البحر الأحمر أطول عمليات قتالية بحرية متواصلة واجهتها منذ الحرب العالمية الثانية”.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في تصريحات نقلها موقع “ميليتاري” العسكري الأمريكي: إن اليمنيين “يمثلون تحديًا صعبًا بشكل خاص؛ لأَنَّهم سيكونون سعداء بتوسيع نطاق الحرب مع الولايات المتحدة” معتبرًا أن “فكرة شن عملية كبرى بأعداد ضخمة من القوات الأمريكية على الأرض في اليمن ليست خيارًا جَذَّابًا بشكل خاص”.
وفي حديثه عن استنزاف الذخائر الدفاعية المكلفة في البحر الأحمر، قال سوليفان: إن اليمنيين “يمكنهم بسرعة إنشاء أشياء أبسط كَثيرًا من تلك التي تنتجها الولايات المتحدة، صحيح أنها ليست بنفس الجودة، لكنها بالتأكيد جيدة بما يكفي لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة” حسب قوله.
وكان قادة في البحرية الأمريكية كشفوا بشكل رسمي أواخر الأسبوع الماضي أن البحرية الأمريكية استخدمت في البحر الأحمر 220 صاروخًا من ثلاث منظومات فقط هي (إس إم-2) و (إس إم-6) و (إي إس إس إم)، بتكلفة تتجاوز 650 مليون دولار، بدون الكشف عن تفاصيل بقية الذخائر الأعلى ثمنًا والتكاليف الأُخرى التي قدرتها مراكز أبحاث أمريكية في نوفمبر الماضي بأكثر من أربعة مليارات دولار.
والحقيقة أن لجوء المسؤولين الأمريكيين إلى اعتماد “الحرب العالمية الثانية” كمرجعية لقياس المواجهة في البحر الأحمر لم يعد سوى محاولة لتخفيف الواقع وتجاهل حجم الهزيمة؛ فالبحرية الأمريكية لم يسبق لها في التأريخ أن فشلت بهذا الشكل في مواجهة طرف واحد تصفه هي بأنه “جماعة غير حكومية”، وهذا يتجاوز المقارنة مع الحرب العالمية الثانية من حَيثُ طبيعة المواجهة ومن حَيثُ نتائجها.
وقد سلطت الاعترافات الأمريكية الجديدة المزيد من الضوء على الفشل العملياتي للبحرية الأمريكية وجوهره الكامن في عجز الأدوات المتطورة عن مواكبة التحدي اليمني غير المسبوق، حَيثُ قال وزير البحرية الأمريكية، ديل تورو، يوم الأربعاء الماضي: إن “المدمّـرات والطرادات التابعة للبحرية الأمريكية تحتاج إلى مغادرة ميدان المعركة الجارية في البحر الأحمر؛ مِن أجلِ إعادة تحميل خلايا صواريخها” مُشيرًا إلى أن ذلك “يتسبب بفجوة في الوجود ويشكل تحديًا حقيقيًّا، لا يقتصر على حملة البحر الأحمر فحسب، بل يمتدُّ أَيْـضًا إلى أية حربٍ مستقبليةٍ مع الصين عبر مساحة غرب المحيط الهادئ الشاسعة” وفقًا لما نقل موقع “ميليتاري” الأمريكي.
ويساهم هذا الاعترافُ في دحض الرواية المضلِّلة التي حاول البعضُ ترويجَها خلال الأشهر الماضية والتي تعيدُ سببَ الفشل الأمريكي في البحر الأحمر إلى عدم وجود قرار سياسي، حَيثُ تؤكّـدُ هذه الاعترافاتُ أن المشاكل التي تواجهُها الولاياتُ المتحدة في مواجهة اليمن تتجاوزُ قُدرةَ البيت الأبيض على حسمِها بأي شكل؛ لأَنَّ اليمنَ استطاع تجاوُزَ القدرات والتكتيكات والتقنيات الأمريكية نفسِها.