كورونا.. مسحوق لقاح صيني سحري للمناعة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
بغداد اليوم- متابعة
طور باحثون في الصين لقاحًا عبارة عن مسحوق يتم تناول جرعة واحدة عبر الاستنشاق مباشرة إلى الرئتين لإنتاج استجابة مناعية فعالة. ويمكن للقاح أن يقدم مستضدات متعددة، مما يعني أن جرعة واحدة يمكن أن توفر حماية واسعة النطاق ضد العديد من فيروسات الجهاز التنفسي، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nature.
تأثير أقل على انتقال الفيروس
أدى وصول جائحة كوفيد-19 إلى تقدم في تقنيات اللقاحات، بما يشمل لقاحات mRNA المعروفة الآن، والتي يتم إعطاء معظمها عن طريق الحقن في الذراع أو العضل، مما ينتج مناعة خلطية، أي تشتمل على سائل الجسم وتعتمد على الأجسام المضادة لتحييد الفيروس لكنها ليست مناعة خلوية. وفي حين ثبت أن اللقاحات عن طريق الحقن لسارس-كوف-2 تقلل من معدلات الإصابة بالمرض والوفيات بشكل كبير، فإن تأثيرها أقل على معدلات انتقال الفيروس.
سيطرة مبكرة على العدوى
يعد إنتاج استجابة مناعية في الأنسجة المخاطية للمجرى الهوائي أمرًا بالغ الأهمية للسيطرة المبكرة على العدوى، ويمكن أن يولد مناعة قوية وطويلة الأمد مع استجابات استدعاء سريعة. ولمعالجة المشاكل المرتبطة باللقاحات التي يتم إعطاؤها عن طريق الحقن، قام باحثون من معهد هندسة العمليات في الأكاديمية الصينية للعلوم بتطوير لقاح مسحوق جاف قابل للاستنشاق بجرعة واحدة.
كريات مجهرية وجزيئات نانوية
تجمع منصة اللقاح المبتكر بين الكريات المجهرية القابلة للتحلل مع جزيئات البروتين النانوية، والتي يمكن لسطحها أن يعرض مستضدات متعددة، وهي المواد التي تجعل الجهاز المناعي ينتج أجسامًا مضادة لها. إن وجود أكثر من مستضد واحد يوسع نطاق الحماية الفيروسية التي يوفرها اللقاح ويسبب استجابة مناعية واسعة النطاق. على سبيل المثال، يمكن أن يشمل مستضدات من سلالات سارس-كوف-2 المختلفة أو سارس-كوف-2 إلى جانب لقاح آخر لفيروسات الجهاز التنفسي.
مناعة خلطية وخلوية
بمجرد إطلاق جسيمات المستضد النانوية، يمكن للرئتين امتصاصها بكفاءة. ولأن الجسيمات النانوية تنطلق بشكل مستدام، فإنها توفر مناعة خلطية وخلوية ومخاطية طويلة الأمد باستنشاق جرعة واحدة. اختبر الباحثون لقاحهم المسحوق على فئران وحيوانات المختبر وكائنات غير بشرية، ولاحظوا الإنتاج القوي للأجسام المضادة واستجابة الخلايا التائية المحلية، مما يدل على الحماية الفيروسية الفعالة.
ترجمة سريرية قريبًا
وقال وي وي، أحد الباحثين في الدراسة: "إن مكونات هذا النظام النانوي الصغير تستخدم بروتينات طبيعية ومواد بوليمرية معتمدة، وقد تمت دراسة فعالية وسلامة اللقاح بشكل منهجي على الرئيسيات غير البشرية، مما يشير إلى إمكاناته الكبيرة للترجمة السريرية".
من وجهة نظر التصنيع، فإن كون اللقاح مسحوقًا جافًا يعني أنه لا يحتاج إلى التبريد، مما يقلل بشكل كبير من تكاليف التخزين والنقل ويجعله مناسبًا للاستخدام في المناطق التي لا يوجد بها مرافق تبريد محدودة أو بها مرافق تبريد محدودة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
هل أمراض المناعة الذاتية وراثية؟.. أستاذ مناعة يجيب | فيديو
أكد الدكتور عبد الوهاب لطفي، أستاذ المناعة والحساسية بجامعة الأزهر، أن العلماء بذلوا جهودًا كبيرة في محاولة فهم أسباب الأمراض المناعية الذاتية، ولكن لا تزال الأسباب غير واضحة تمامًا، موضحا أن أسباب هذه الأمراض متعددة، ولا يمكن تحديد سبب واحد وراء كل حالة، حتى في نفس المرض مثل "الذئبة الحمراء"، حيث يمكن أن تكون الأسباب مختلفة تمامًا بين المرضى.
وأشار أستاذ المناعة والحساسية بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في استعداد الشخص للإصابة بالأمراض المناعية الذاتية، ولكنه شدد على أن هذا الاستعداد الوراثي ليس العامل الوحيد، فهذه الأمراض تتطلب وجود محفزات بيئية أو سلوكية قد تؤدي إلى ظهور المرض عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، وهذا يعني أن المرض لا يعد وراثيًا بحتًا، بل هو "استعداد وراثي" قد يتفاعل مع عوامل أخرى.
وأضاف أن هناك ما يسمى بـ"التعديل الجيني" الذي يمكن أن يحدث بسبب أسلوب الحياة والعوامل البيئية، موضحا أن الجينات قد لا تتغير في تركيبها الأساسي، ولكن وظيفتها قد تتأثر نتيجة لتصرفاتنا مثل التدخين، سوء التغذية، أو التعرض للسموم، هذا التعديل الجيني يمكن أن يجعل الشخص أكثر عرضة للأمراض المناعية الذاتية.
كما نبه إلى أن بعض السلوكيات مثل التدخين أو التعاطي المفرط للأدوية قد يؤدي إلى تغييرات في وظائف الجينات، مما يساهم في حدوث هذه الأمراض، مؤكدا أن وجود بؤر صديدية غير معالجة أو تعرض الجسم لميكروبات بكتيرية أو فيروسية قد يزيد من عبء جهاز المناعة، ويجعله يتفاعل بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى ظهور الأمراض المناعية الذاتية.
اقرأ أيضاًأستاذ مناعة: الصداع وورم تحت الأبط من أعراض أمراض المناعة الذاتية