يتناول الدكتور محمد عبدالله سرحان، أستاذ الأدب المقارن بكلية الآداب جامعة بنها في كتابه "الرواية العربية.. دراسة نقدية إيكولوجية" الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة دراسات أدبية، مجموعة من الروايات العربية من منظور النقد الإيكولوجي، وقد ظهرت نظريات النقد الأدبي في مرحلة ما بعد الحداثة - بين سنوات الستين والتسعين من القرن العشرين - وركزت اهتمامها على مجموعة من المفاهيم الرئيسة، كالثقافة، والتأويل، والتفكيك، والاستعمار، والعرق، والجنس، والتاريخ، والتناص، والسياق، والقراءة، والطبقة، والمجتمع.

النقد الإيكولوجي علم يبحث في العلاقة بين الأدب والبيئة

فالنقد البيئي هو الذي يهتم بدراسة المكان، والبيئة، والطبيعة، والأرض، في النصوص والخطابات الإبداعية والأدبية والثقافية، وذلك بالتنظير والتحليل والقراءة والفحص والدراسة، ورصد رؤى الكتَّاب والمبدعين والمثقفين تجاه البيئة، وخاصة بعد ظهور الحركات والجمعيات والمنظمات والنوادي الداعية إلى الاهتمام بالبيئة، بعد تفاقم ظاهرة التلوث عالميا برا، وبحرا، وجوا، في حين يُعرف هذا النقد بمصطلحات ومفاهيم أخرى، كـ"الدراسات الثقافية الخضراء، و"الشعرية أو البويطيقا البيئية"، و"النقد البيئي الأدبي"، و"النقد الإيكولوجي؛ ويُعد "ويليام روكيرت" "أول من استعمل مصطلح النقد البيئي لدراسة العلاقات الموجودة بين الأدب والبيئة، بما فيها المكان، والطبيعة، والأرض، والحياة، وذلك في أواخر سنوات السبعين من القرن العشرين الميلادي، وبالتحديد في سنة 1978م.

ويحتوي الكتاب على ستة فصول، يمعن خلالها المؤلف تنظيرا في النقد الإيكولوجي، متقصيا في تأويل العلامة البيئية في عدد من الروايات العربية تطبيقا، فإن الهيكلة التي ينبني عليها جاءت كالتالي: الفصل الأول يشمل مدخلا إلى النقد الإيكولوجي، والثاني بعنوان: الأرض والأزمة الأخلاقية في رواية "أرض النفاق" للكاتب يوسف السباعي، والثالث: التحام ذرات الأرض في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للروائي الطيب صالح، أما الفصل الرابع يحمل عنوان: استرضاء الشجرة، وحرية الفعل والإرادة في رواية "أم المذور" للكاتب عبدالرحمن منف، والخامس: البيئة والعجز الإنساني في رواية "أحزان مدينة" للكاتب المسرحي والروائي محمود دياب، وينتهي بالفصل الخامس الذي يأتي بعنوان: الحلم والسراب في رواية "بيروت ٧٥" للروائية غادة السمان، ثم تتبعهم الخاتمة والنتائج التي أسفر عنها مؤلف الكتاب من خلال عصارة فصوله.

يحاول المؤلف من خلال دراسته الإجابة عن عدة تساؤلات وهي: كيفية تناول البيئة في الروايات العربية المدروسة؟ والدور الذي لعبته البيئة في حبكتها، والمشكلات والقضايا البيئية وكيفية مواجهتها، والقيم البيئية التي تناولتها تلك الروايات العربية؟

ففي الفصل الثاني، الذي يحمل عنوان "الأرض والأزمة الأخلاقية" في رواية "أرض النفاق" للكاتب والروائي يوسف السباعي، التي صدرت لأول مرة عام 1949م، والمصنفة ضمن الأعمال الأدبية الاجتماعية التي تغرس اهتماما في عمق المشاكل الاجتماعية، تتحدث عن المجتمع المصري والعربي في نهاية الأربعينات في إطار خيالي، لكنها واقعية في نفس الوقت، حيث تحولت هذه الرواية بعد ذلك إلى فيلم سينمائي في العام 1968، بنفس اسم الرواية الأصلية، ومن بطولة الفنانين: فؤاد المهندس، وعبدالرحيم الزرقاني، وشويكار، وسميحة أيوب، وحسن مصطفى، وإخراج فطين عبدالوهاب.

ويعرض "السباعي" في روايته أزمة أخلاقية تعاني منها البلاد، وهي سريان النفاق في كل صور الحياة، وذلك من خلال بطل الرواية الذي يلعب دور الراوي، حيث يعمل موظفا بإحدى المصالح الحكومية ويحاول التقرب من رئيسه بالعمل، فهو أحد أبناء المجتمع الذي يسري فيهم النفاق، فقد اختار السباعي "أرض النفاق" عنوانا لروايته، ومن الملفت للنظر بأن الأرض هي إحدى مكونات البيئة الطبيعية الأساسية الثلاث "الأرض، والماء، والهواء"، فالأرض يأمل الإنسان منها دائما أن تخرج له الخير المتمثل في الزرع والماء العذب، وما تكتنزه بطونها من معادن، ونفائس، والتي تظل تعطي للإنسان ما يشبع احتياجاته دون انتظار المقابل، لكن يصدمنا الكاتب كما صدم أيضا بتغير الأرض إلى النقيض، حيث يخرج منها سوى النفاق الذي يشمل سلوك الإنسان المسيء نحو الكون، والمشكلات التي نعاني منها.

البيئة والإنسان

ويشير "سرحان" إلى الكاتب يوسف السباعي، الذي ألقى الضوء من خلال روايته على الواقع حتى يصبح واضحا للأعين التي تحاول الهروب منه، وذلك لبشاعته، كما يربط بين الواقع البيئي السيئ والواقع الاجتماعي أيضا، إلى جانب التنبيه لضخامة التأثير السلبي على الأرض لدرجة أنه لم يرصد إلا النذر اليسير من هذه السلبيات، فإذا كانت العينة تعبيرا عن المجتمع الأصلي، فإن هذا المجتمع يعد بالغ السوء، ولذلك فلا ننتظر أن تأتي النتيجة حسنا وجمالا بل أتت فبيحة ومشوهة.

المشكلات البيئية والأزمة الأخلاقية

ينطلق "السباعي" في روايته من خلال الأزمة الأخلاقية التي تعيشها المجتمعات، هذه الأزمة هي التي خلقت المشكلات التي نعاني منها، ومن بينها الأزمة البيئية، هكذا يوضح "سرحان" في دراسته، مضيفا أن بطل الرواية يظهر متأثرا بالمجتمع الذي يعيش فيه، فهو دائم الشك فيمن حوله، ربما لضعف ثقته بنفسه أو لعدم ثقته في المجتمع الساري فيه قيم الغش، والخداع، والنفاق، ولذلك فما إن رأي الحانوت الذي وجد على بابه لافتة تاجر أخلاق بالجملة والقطاعي حتى نمت بذرة الشك داخله من المجتمع الذي يعيش أزمة أخلاقية كبيرة، فإن صاحب الحانوت الذي هو رمز للطبيعة السوية يتحسر لتكالب البشر على الشر، دون أن يملك فعل الرد والدفاع، لأن الخير لا يمكن أن يكون شرا، لكنه مع ذلك يود لو أنه يستطيع مدافعة هذا الشر، وزاده في ذلك أن يتحول الخير الذي يشمل جميع سكناته وجنباته لجزء يسير من الشر حتى يستطيع حماية نفسه والضعفاء ذوي الأخلاق والمبادئ، إذن أين يكون هذا الشر الذي لا بد عنه؟ إنه يكون في القوانين التي تحمي الضعفاء من قوة وطغيان الأقوياء.

القانون والسلطة والأزمة البيئية

تكمن حل المشكلة البيئية في العلاقة القوية بين السلطة والمواطنين، فهذه العلاقة يجب أن تسودها العدالة والشفافية بأن يكون كل إنسان على قدر المسئولية الموكلة إليه، وتكون التشريعات القانونية لها سلطة نافذة على جميع المواطنين بلا استثناءات او امتيازات، هكذا يوضح "سرحان" في دراسته، مؤكدا أن الدلائل تشير إلى أكثر الناس خرقا للقانون هم المخولون بتنفيذه، وهذا يخلق حالة من الضبابية وعدم الشفافية بين المواطنين والسلطة، فهو يتحايل عليها،  وفي النهاية تكون البيئة هي من يدفع الثمن.

الماء والنفاق

ترى الرواية أن الأزمة الأخلاقية أدت إلى وجود أزمة بيئية تمثلت في تلوث مياه نهر النيل بالنفاق، الذي قذفه رجال الدولة ليحصل الشعب على هذا النفاق الذي استأثر به المحاسيب وأهل السلطة، ويقرر الراوي سريان النفاق في كل شيء بالأجسام والنفوس، هكذا يشير مؤلف الدراسة إلى ذلك، موضحا أن تلوث الماء إذا كان بأي عنصر ملوث فإنه يرجع مرة ثانية للإنسان، إما من خلال الشرب أو النبات المروي بهذا الماء او الحيوان الذي يأكل النبات الملوث الذي يتغذى عليه الإنسان.

المشروعات التنموية والبيئة

إن المشىوعات التنموية تعد مطلبا ضروريا للمحافظة على البيئة، كمشروعات الصرف الصحي، ورصف الطرق، وتوفير مياه الشرب النظيفة وغيرها من المشروعات ذات المردود الإيجابي على البيئة والسكان، فيري الراوي في الرواية أن تفيذ المشروعات التنموية يؤدي إلى رخاء الشعب، وتنفيذها في صمت وعقلانية وحكمة، بلا ضجيج ولا دعاية وحفلات وزينات، ويوضح مؤلف الدراسة أن الراوي ينبه إلى ضرورة إيمان القيادات والحكومات بأهمية وجدوى المشروعات التنموية وتنفيذها بدافع المصلحة العامة وليس لمجرد الدعاية والظهور.

الأحياء الشعبية والتلوث البيئي

يسرد الراوي قضية التلوث البيئي في الأحياء الشعبية سردا تفصيليا ملقيا بالسبب على كل من الحكومة والأهالي، ويمد القارئ بصورة قاتمة لهذه الأحياء التي تزخر بالتلوث، ومع نقده للعملية الانتخابية وتشبيهها بأنها مسرحية ليس لها أدنى فائدة في إصلاح المجتمع إلا أنه لا يغفل الجانب البيئي فيها والمتمثل فيما تحدثه من ضجيج وإزعاج، وقد ساقها "السباعي" بوضوح في السرادق الانتخابي ل"حتحت باشا"، هكذا يشير مؤلف الدراسة إلى ذلك، مؤكدا أن يوسف السباعي لا يكتفي بعرض المشكلات البيئية بل أنه يضع حلولا بسيطة من الممكن تنفيذها بدون أي مجهود.

التسول كمشكلة بيئية

إن المتسول يختار المكان الذي يجلس فيه بعناية بالغة، فالمكان لا بد أن يكون مقصدا للسائرين والمارين، ولذا فإن هؤلاء المتسولين يحددون أماكنهم بكل دقة، فيلقن الشحاذ الراوي درسا عن موطن الإنفاق الصحيح، الذي لا يكون لهؤلاء المتسولين، بل يكون للمنفقين الذين يضعون أيديهم في جيوبهم الخالية ليعطوا السائلين، وهم أحوج ما يكونون إلى المال، ويوضح المؤلف أن المكان هنا تغير، فالجيوب بدلا من أن تكون مكانا للمال أصبحت مكانا للخواء، لأن أصحابها أصبحوا لا يملكون شيئا في الحقيقة وأصبح الشحاذون المخادعون هم من يمتلكون المال، مؤكدا أنه التحول وتبدل الأدوار الذي أجادها يوسف السباعي في صياغته، فالشحاذ أصبح هو من يعطي النصيحة للمنفق بعدما قدمها له عندما وصفه بالبؤس والتعاسة بعد خداعه له.

ومما سبق ذكره يؤكد "سرحان" أن رواية "أرض النفاق" للكاتب يوسف السباعي جاءت متضمنة لفظ البيئة صراحة أو ضمنيا، وذكرت البيئة بالأرض التي تعد أحد عناصر البيئة الطبيعية، كما يبدو "السباعي" واقعيا في تناوله لقضايا البيئة الحضرية، رغم أن الرواية تدور في إطار خيالي، فتعالج الرواية قضايا أيكولوجية قائمة في البيئة الحضرية المصرية مثل "مشكلة التلوث، وسوء التخطيط العمراني، والعشوائية، والفساد، والفجوة بين المسئولين وعامة الشعب"، وغيرها من القضايا التي تؤثر على البيئة.

وقد ظهرت بعض الإرهاصات للعدالة كقيمة بيئية في الرواية بقوة، حيث الفرق الشاسع بين الأغنياء والفقراء، وذوو السلطة والنفوذ والمال، وبين الذي يشعر ويحس لكنه ليست لديه قدرة الفعل، وهم الفقراء والبسطاء، لذا فإن دعوة "السباعي" هنا هي بمثابة أمنية بأن يحس الأغنياء والمسئولون بما يعانيه الفقراء وعامة الشعب البسطاء، كما نجد المكان ذا أثر بالغ في أحداث الرواية، فوصف يوسف السباعي تفاصيل الأمكنة ببراعة، وكان هدفه الإفصاح عن كل ما يريد قوله، كما تناول أيضا البيئة مجازيا في رواية "أرض النفاق"، وجعل الأرض تخرج النفاق من باطنها بدلا من إخراج النبات والثمار، لكنه استدرك ليوضح أن ما أخرجته الأرض إنما هو من غرس البشر، الذين وضعوا نبتة النفاق لتصبح شجرة كبيرة تحيط بكل الموجودات، وتهدد كل صور الحياة، فالدراسة تحمل العديد من الروايات تطبيقا وتنظيرا في النقد الإيكولوجي، وتقصيا في تأويل العلامة البيئية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرواية العربية الرواية العربية دراسة نقدية إيكولوجية الهيئة المصرية العامة للكتاب النقد البيئي النقد الإيكولوجي أرض النفاق يوسف السباعي الروایات العربیة أرض النفاق فی روایة من خلال

إقرأ أيضاً:

الرواية.. بين الانتصار للحقوق وإملاءات الجوائز

لا تزال الساحة الثقافـية بين ضفتي المتوسط مشغولة بقضية الكاتب الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل كمال داود، الحائز مؤخرا على جائزة «غونكور» الفرنسية، التي لا تتجاوز قيمتها المالية أكثر من عشرة يورو، ولكن للجائزة قيمة معنوية تمنح الرواية الفائزة شهرة واسعة فـي البلدان ذات الثقافة الفرنكوفونية، التي تُعد هذه الجائزة إحدى قواها الناعمة والمغرية للكُتّاب بلغة فولتير، مع أن هذه الجوائز تُخضِع الأدب القادم من العالم الثالث لمواصفات وشروط الذائقة الأوروبية والفرنسية على وجه التحديد، كما ذكر ذلك الكاتب الفرنسي جان ــ لو أمسيل فـي كتابه «اختلاق الساحل» الذي راجعه الكاتب بابا ولد حرمه ونشره فـي الموقع الإلكتروني لمركز الجزيرة للدراسات. ويرى الكاتب بأن ذلك الإبداع يستجيب «لشروط وهياكل مسبقة شيدتها فرنسا عبر شبكات تعاونها المتمثل فـي المراكز الثقافـية ووسائل الإعلام والجوائز الأدبية ودور النشر التي تخصص حيزاً كبيراً من جهودها لما يبدعه كتاب ومثقفون ومفكرون ذوو علاقات وطيدة مع النخب الثقافـية والعلمية فـي باريس». وقد عنون الكاتب الفصل الثاني من الكتاب « توطين المثقف الناطق بالفرنسية فـي الساحل» حيث ذكر المؤلف بأن « فرنسا تقتات ثقافـيا على إبداعات وطاقات أبناء القارة السمراء الطافحة بالوعود والحياة» ويتطرق المؤلف إلى تتبع خيوط الروايات الحائزة على الجوائز الأدبية وخاصة جائزة «غونكور» المهتمة بالأعمال المناهضة «للإسلاموية أو الرُهاب من الإسلام وما تخلفه هذه الأعمال من صدى، وما يُـذرف من دموع فـي أرجاء فرنسا حسرة وأسى على مصائر شخوصها من ضحايا الأبوية و«الإسلاموية» والتطرف المناقض للقيم الإفريقية «الأصيلة السمحاء».

هكذا إذن يُقيّم المثقف الأوروبي للجوائز الأدبية التي تمنحها الدول الاستعمارية لمستوطناتها القديمة، ويذُكرنا ذلك بالمثل الإنجليزي القائل «من يدفع للزمار يختار اللحن». فالجوائز الأدبية التي تُمنح الشُهرة للعمل الأدبي، قد تؤثر على المواضيع التي يتناولها الأدب ويُتهم كتابها بالسعي إلى الشهرة على حساب القيم الوطنية والنيل من مكانة الدولة، مع العلم بأن الكتابة التي تدين العنف وتفضحه وتعريه هي كتابة مرحب بها، نظرا لأن وظيفة الأدب ليست المؤانسة والإمتاع، وإنما وسيلة من وسائل الانتصار للمظلوم ورفع الضيم عنه، ولكن للأسف يتم أحيانا توظيف الكتابة لأجندة سياسية قذرة تُستغل وتتحول إلى وسائل ابتزاز وضغط على بعض الدول، وهذا أحد أسباب الجدال «حسب رأيي» حول رواية حوريات، التي منحها محكمو الجائزة ستة أصوات من أصل عشرة للجنة التحكيم.

وبصرف النظر عن مواقف الكاتب كمال داود من القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، فإنه لا يجوز محاكمة الكُتاب على أفكارهم شريطة ألا تتحول الكتابة إلى كآبة يتضرر منها آخرون كحال الشابة الجزائرية سعادة عربان (30 عاما) التي أفشت طبيبتها النفسية أسرارها لزوجها الكاتب كمال داوود وحكت الرواية قصتها الحقيقية، فأصبحت سعادة ضحية مرتين. مع التأكيد على أننا لم نكن لنعرف مأساة سعادة لولا رواية حوريات، كما لم نتعرف على مقتل الشاعرة الأفغانية ناديا انجومان التي قتلها زوجها عام 2005، لولا رواية حجر الصبر للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، الذي كشف المعاناة التي تتعرض لها المرأة فـي أفغانستان تحت حكم سلطات قامعة لكل حق فـي الحرية. وهنا تكمن سلطة الكتابة وسطوتها فـي التأثير على الرأي العام، وهنا لا بأس أن تتحول الرواية إلى ساحة جدال.

أما بخصوص الجوائز الثقافـية الغربية فتُعد المأساة الفلسطينية محكا لها وللفاعلين الثقافـيين من كتاب وإعلاميين وأكاديميين، فإما الانتصار للعدالة الإنسانية أو الخضوع لأهواء اللوبيات الداعمة للكيان الصهيوني، والتي تمارس نفوذها فـي المؤسسات الثقافـية الغربية، وهنا نستذكر ونُذكّر بحادثة الكاتبة والروائية الفلسطينية عدنية شبلي التي ألغى معرض فرانكفورت للكتاب حفل منحها جائزة «ليبراتور»، بسبب أحداث السابع من أكتوبر. لذلك لا ننتظر من المحكمين لجائزة «غونكور» تتويج أي عمل أدبي يتناول القصص الإنسانية للإبادة الجماعية فـي فلسطين وجنوب لبنان، وغيرها من قصص ضحايا الحروب التي مارسها الغرب حديثا فـي المنطقة العربية.

مقالات مشابهة

  • من هي الدولة العربية التي يُريد لبنان مشاركتها في مراقبة “أي اتّفاق”
  • من هو العلامة السعودي الذي وثّق جغرافية الجزيرة العربية؟
  • أبو الغيط: الجامعة العربية تحرص على الالتزام الثابت بالسلام والمبادئ الحقوقية والإنسانية التي تغذيها جروح التاريخ
  • الرواية.. بين الانتصار للحقوق وإملاءات الجوائز
  • صدور الطبعة العربية من كتاب "مياه افتراضية" بالقومي للترجمة
  • الرئيس التنفيذي لـ«ابدأ»: نحاول خلق بيئة صناعية للمستثمرين بالتكامل مع رؤية الدولة
  • «اليونيسكو» تدعو إلى الحفاظ على البيئة والمجتمع في أفريقيا
  • «أبوظبي للغة العربية» يناقش كتاب اليازية بنت نهيان «التثقيف زمن التأفيف»
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • «أبوظبي للغة العربية» يناقش كتاب اليازية بنت نهيان