نجح عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار العام الماضي في تشجيع سكان دولة الإمارات العربية المتحدة للعمل الجماعي عبر ثلاث مجالات رئيسية هي الاستهلاك المسؤول، والحفاظ على البيئة، والعمل المناخي.

وقد أدى العمل عن كثب مع الجميع من القطاعين الحكومي والخاص بما يتواءم مع المبادرات الوطنية والعالمية مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) وعيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات وبيت الاستدامة وغيرها من المبادرات الأخرى ضمن أجندة الاستدامة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ارتكز عام الاستدامة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله تحت شعار “اليوم للغد”، على إرث الأجداد وقدرتهم على التأقلم والعمل على حماية أرضنا اليوم وتخيل إمكانيات الغد.

استطاع عام الاستدامة خلال مرحلة الاستهلاك المسؤول وعبر العديد من الأنشطة والفعاليات التشجيع على ممارسات تقليل هدر الطعام، وتبني سلوكيات استهلاك كميات طعام مسؤولة، وتعزيز الأنظمة الغذائية النباتية من أجل عادات استهلاكية أكثر صحة واستدامة. كما ركز أيضًا على الدعوة نحو التحول للأزياء المستدامة بتشجيع السكان على التحول إلى الموضة البطيئة ودعم المزيد من العلامات التجارية الصديقة للبيئة.

وركزت مرحلة الحفاظ على البيئة إلى تشجيع السكان على تبني أسلوب حياة صديق للبيئة بتركيز الجهود على التحول إلى بدائل خالية من البلاستيك، وحماية النظم البيئية في الإمارات من المخلفات المتبقية، وفصلها وإعادة تدويرها، إضافة إلى تشجيع استخدام وسائل النقل العام.

كما دعت مرحلة العمل المناخي، والتي تزامنت مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، إلى دعوة الجماهير للالتزام بالعادات المستدامة في حياتهم اليومية، مثل اختيار وسائل النقل الصديقة للبيئة، وتقليل المخلفات وتوفير المياه والطاقة وكذلك زراعة النباتات في المنزل. كما ركزت المرحلة على التعريف بالتأثير المباشر للعمل الجماعي على المناخ.

وقال عيسى السبوسي، مدير مشروع عام الاستدامة : ” في بداية المشروع، أردنا التأكد من أنه سيتم تناول الجوانب المختلفة للاستدامة على مدار العام. حيث أن أغلب الأفراد يعرفون ما يتعين عليهم القيام به، لكنهم غير مطلعين على أسباب القيام بذلك، أو أهميته ضمن السياق المحلي والإقليمي. لقد قدم لنا علماء تغيير السلوك، الذين ساهموا في تصميم استراتيجية عام الاستدامة، خبراتهم من أجل تحفيز التغيير السلوكي المستدام ذي الصلة والذي يمكننا تحقيقه.

ومع اقترابنا من عام 2024، نشعر بسعادة غامرة إزاء العدد الكبير من الأبحاث والمشاركات العامة ضمن مفهوم الاستدامة. لقد تشكل لدينا فهم أعمق للتغيير الذي نحتاج إلى إجرائه بشكل جماعي، بالإضافة إلى تطوير المزيد من الأبحاث الكمية التي تشير إلى تحول مؤثر نحو تبني الاستدامة والالتزام بهذا النهج مدى الحياة.”

 

 

المحتوى التعليمي وأدلة الاستدامة وفعاليات العمل المجتمعي

قدم كل مجال من مجالات مبادرة عام الاستدامة دافعًا ماليًا أو صحيًا أو اجتماعيًا أو بيئيًا يوضح شكل الفائدة التي سوف تعود على الناس عند اتخاذ خيارات مستدامة، والتي هدفت إلى تحقيق المزيد من التأثير وتحفيز تغير سلوكي مستدام.

كما ساهم عام الاستدامة في تبسيط مفهوم الاستدامة عبر نشر مقاطع فيديو تعليمية ذات محتوى تفاعلي موجهة للجمهور تتضمن أمثلة يومية حول طرق تبني الأفراد لأسلوب حياة أكثر وعياً بالبيئة. وشجعت المبادرة الجمهور على إعادة التفكير في الاستدامة بطرق أبسط. على سبيل المثال، دعا أحد مقاطع الفيديو الخاصة بمبادرة عام الاستدامة الأفراد إلى التفكير في الاستدامة على أنها شكل من أشكال العافية الجسدية، وتحسين الصحة النفسية، وإعادة الاتصال بالطبيعة، وبالتالي جعل الاستدامة ممارسة متأصلة في حياتنا اليومية.

 

وتضمنت المقاطع الأخرى نصائح عملية من خبراء مقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة حول فوائد اعتماد السلوكيات المستدامة، وروايات أرشيفية غنية تعتمد على قيم الاستدامة الراسخة في البلاد، وتوفير حقائق وأرقام للجمهور لتمكينهم من فهم أهمية أفعالهم اليومية من أجل بناء مستقبل أفضل لكوكبنا.

كما قدمت سلسلة مقاطع خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “أمي تعرف أكثر” نظرة فكاهية حول ممارسات الاستدامة بين الأجيال وسعة الحيلة التي تتمتع بها جميع الأمهات. واستُلهمت مقاطع أخرى من شهر رمضان لتسليط الضوء على أهمية المشاركة وتجنب الإسراف والحفاظ على الموارد. كما سلطت إحدى المقاطع الضوء على ممارسة “النايبة”، وكيف احتضن أسلافنا أسس ممارسات الاستهلاك المسؤول.

ركز عام الاستدامة على قصص الأجداد وتدبيرهم لأمور الحياة من خلال سلسلة “إرث الاستدامة”، ومنها قصة امرأة إماراتية قامت بإعادة تدوير أعواد المصاصات واستخدامها لصنع البرقع، وهو أسلوب ذكّرت من خلاله مبادرة عام الاستدامة الجماهير بالتراث المستدام لدولة الإمارات العربية المتحدة، وغرست فيهم الشعور بالفخر بقيمنا المشتركة.

 

زراعة أشجار القرم

لتشجيع ممارسات الحفاظ على البيئة بشكل أكبر، تم تنظيم العديد من الفعاليات المجتمعية مثل “مشروع أشجار قرم عيد الاتحاد: اليوم للغد” الذي يسعى إلى استرجاع زراعة غابات القرم على طول سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن تعهدات دولة الإمارات العربية المتحدة بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.

 

دليل الاستدامة وشبكة الخبراء

انطلاقًا من إيمان راسخ بأن اتخاذ خطوات صغيرة يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير، أصدر فريق عام الاستدامة ثلاثة أدلة دعت الجمهور إلى تبني عادات أكثر استدامة من خلال تقديم نصائح عملية ورؤى لخبراء ومعلومات مفيدة لإلهام العمل الجماعي، والتي يمكن للجمهور الاطلاع عليها عبر الموقع الإلكتروني لعام الاستدامة. تتضمن هذه الأدلة، سلسلة من المداخلات من مجموعة مختارة من أعضاء شبكة خبراء الاستدامة، التي تتألف من خبراء مقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة ممن يحملون فهماً عميقاً بأجندة الاستدامة في الدولة.

 

موقع عام الاستدامة: رحلة غامرة للاستدامة

يأخذ موقع عام الاستدامة المستخدمين في رحلة غامرة لرواية قصة التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتداخل حكايات الموارد والناس والتجارة والابتكار المتجذرة بعمق في قيمنا.

تصور صفحة “عبر الزمن” رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تأخذ زوار الموقع عبر جولة في الماضي والحاضر والمستقبل لتسليط الضوء على تطور الدولة – بما في ذلك حلول المياه المبتكرة التي أدت إلى استدامة الحضارات حتى الموانىء التي جذبت الناس من جميع أنحاء العالم، والتي شكلت دليلاً على نهج دولة الإمارات الذي يركز على الإنسان والتطور الذي تشهده الدولة.

ودعت صفحة “كلنا معًا اليوم” زوار الموقع إلى إجراء اختبار تحليل الشخصية من أجل الاستدامة لتقييم بصمتهم الكربونية. وقام الاختبار بتذكير المستخدمين بتأثير أفعالهم اليومية في صنع مستقبل أكثر إشراقًا وتشجيعهم على البدء في رحلتهم الخاصة في مجال الاستدامة.

وقدمت صفحة “واجبنا” موارد تعليمية ومسارات وظيفية في مجال الاستدامة للجمهور ، فضلاً عن مبادرات عام الاستدامة التي يمكن للجمهور المشاركة فيها.

المشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (cop28):

 

بيت الاستدامة وبوب كوب

 

أطلق عام الاستدامة، بهدف تشجيع العمل المناخي الشامل وإشراك الجمهور في مؤتمر (cop28)، مبادرة بوب كوب – وهي عبارة عن مجموعة من فعاليات العمل المجتمعي التي تدعو جميع من يعتبرون دولة الإمارات العربية المتحدة وطنًا لهم لاستكشاف مستقبل أكثر جودة وازدهارًا لكوكبنا والتخطيط والعمل من أجله. وقد عقدت فعاليات بوب كوب في موقع بيت الاستدامة لإتاحة الفرصة للزوار للتعرف على الاستدامة بطريقة شاملة.

كما كان لعام الاستدامة حضور قوي في مؤتمر cop28، حيث أظهر التزامًا على مستوى الدولة تجاه الاستدامة من خلال بيت الاستدامة ومركز داعمي العمل المناخي في المنطقة الخضراء في إكسبو دبي.

قدم بيت الاستدامة والذي استقطب ما يقرب من 60 ألف زائر من أصل 130 ألف من الحضور في مؤتمر (cop28)، تجربة زوار متعددة الحواس عرضت مدى عمق رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو الحياد المناخي. وقد استلهمت التجارب المتنوعة التي قدمها المكان من صمود الأسلاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أتاحت فرصة فريدة للزوار من جميع أنحاء العالم لفهم قيم الاستدامة الراسخة في الدولة عبر تراثها الغني، وإلهام أجيال الغد من أجل مستقبل مزدهر مستدام بما قدمه الناشطون وصانعو التغيير الذين ساهموا في لحظات بارزة في رحلة التقدم الجماعية للوطن.

ومن خلال تجارب غامرة مثل “العشاء في 2050” و”حلول مع الطبيعة”، دعت المساحة الزائرين لاستكشاف تأثير تغيير خياراتهم اليوم مما يعزز من القدرة على الصمود الغذائي، وبالتالي تكرار دعوة عام الاستدامة نحو التغييرات السلوكية المستدامة. كما وضع مركز داعمي العمل المناخي الزوار – والواقع على الجانب الآخر من بيت الاستدامة – في طليعة المحادثات والعروض التقديمية وورش العمل والأفلام الوثائقية الملهمة للابتكار والاستدامة.

 

عيد الاتحاد الـ 52

تميز العرض الرسمي لعيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات في مدينة إكسبو بدبي، والذي تزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (cop28 باستخدام تقنيات مبتكرة وعروض آسرة، تجسد التراث الغني لدولة الإمارات والنسج الذي يصل معاني الاتحاد والاستدامة عبر التاريخ، التي رُمز إليها من خلال عناصر مختلفة من نسيج السدو.

وسلط العرض الضوء، انطلاقاً من جذور الثقافة والتراث الإماراتي، على تراث الأجداد والعلاقة الوثيقة بين عراقة التقاليد وحداثة التكنولوجيا، والذي عكس الالتزام المشترك برعاية عالمنا المترابط والحفاظ عليه. كما ركز العرض على رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبل مستدام مشترك يتعاون فيه العالم للتغلب على التحديات المناخية من خلال الابتكار، والعمل المشترك – مستلهمين من جهود داعمي العمل المناخي من دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء العالم.

حصل العرض على شهادة أيزو 20121، المعيار العالمي لإدارة الفعاليات المستدامة، في ظل تضمينه العديد من العناصر المستدامة في جميع مراحل إنتاجه. كما قدم خلال العرض 84 طالبًا وطالبةً من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة مجسمات مصنوعة من مواد مستدامة لعرض المناظر الطبيعية المفضلة لديهم تماشيًا مع “عام الاستدامة” والتراث الوطني الغني. وتضمن العرض تقنيات يدوية تحاكي التأثيرات الضوئية للألعاب النارية، صممت بغاية الاستدامة.

 

ماذا بعد ذلك؟ مواصلة إرث الاستدامة

وحول مواصلة نهجنا نحو الاستدامة، قال السبوسي: “لقد أظهرت لنا جهودنا هذا العام أن التغيير يستغرق وقتًا. إنها ليست مجرد فكرة يمكن تنفيذها خلال عام واحد فقط.فخلال عام 2023، انخرط الجمهور في أجواء طموحة تجاه العمل المناخي حيث تمكنوا من فهم ما يمكنهم المساهمة فيه في المعادلة الأوسع للعمل المناخي. والآن، يجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا الحفاظ على هذا الزخم والاستمرار فيه في العام المقبل وما بعده؟ ومع أخذ COP28 في الاعتبار، نتساءل، كيف يمكننا ضمان مواصلة هذه الجهود مدى الحياة؟

“وبعيدًا عن التغييرات السلوكية التي نجريها كأفراد، علينا أن نبقى على اطلاع والالتزام بممارسات مستدامة طوال حياتنا. إن تراث أسلافنا يعلمنا أن العيش مع الطبيعة يعني اعتماد إعادة التدوير واستخدام الموارد بعناية كأسلوب حياة.”

 

مع اقتراب عام 2023 من نهايته، تواصل مبادرة عام الاستدامة جهودها لتعزيز العمل الجماعي والتغيير السلوكي المستدام من خلال مشاريع مستمرة ومنها:

 

مختبر المواد

أطلق عام الاستدامة برنامجه “مختبر المواد”، وهو نموذج تعاوني للإنتاج المستدام، أشرك خلاله مبدعين ومبتكرين وشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة النظر في مفاهيم التصميم والإنتاج – من الفكرة إلى التصنيع. يضم نهج البرنامج ذو المستويين الإنتاج المستدام وإعادة استخدام المواد، حيث ركز هذا النهج على ابتكار مواد التصنيع وإعادة استخدام الموارد والمواد المتوفرة.

جاء مختبر المواد تتويجًا للتعاون مع مبدعين ومبتكرين محليين لإعادة اكتشاف المواد الموجودة في الطبيعة في دولة الإمارات والاستفادة من المخلفات الزائدة وغيرها لإنتاج مواد مستدامة وقابلة للتحلل البيولوجي أو مواد صديقة للبيئة وتعزز امكانية تغيير مفهوم الإنتاج في دولة الإمارات العربية المتحدة. قام المصممون والعلماء المشاركون في البرنامج بتوثيق وتقديم الابتكارات المادية من خلال دراسات الحالة التي توضح بالتفصيل الأبحاث والتقنيات والتجارب التي تم إجراؤها لتحقيق الابتكار والإنتاج والتصميم المستدام.

 

بضائع مستدامة

أطلق عام الاستدامة “دبوس الاستدامة “المبتكر والمصنوع من نوى التمر المهدر وفتات الصدف كما تم تغليفه بورق ممزق مُعاد استخدامه، والذي يستطيع الأفراد زراعته في حديقتهم. صمم الدبوس بناءً على رؤية جماعية وبحث وتعاون مع خبراء التصميم المحليين حيث تناولوا من خلاله رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للإنتاج المستدام المتكامل.

كما أطلق فريق عام الاستدامة بالتعاون مع “أ فريند أوف ماين” منتجاته الرسمية التي تم تصنيعها من خلال إعادة تدوير مجموعة المنتجات المتبقية من “عام الخمسين” لدولة الإمارات. وقد عملت المنتجات المُعاد تدويرها بمثابة مصدر إلهام للإنتاج للشركات المحلية، للاستفادة من المواد الفائضة الموجودة لإعادة تصميمها واستخدامها لإعادة الإنتاج.

وتأكيدًا على قيم الإنتاج والتصنيع المُستدامين المحليين، تضمنت المنتجات الرسمية لعام الاستدامة، منتجات مُتعددة الوظائف صالحة للارتداء، مثل القمصان والحقائب القماشية والجاكيتات.

مع نجاح عام الاستدامة ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (cop28) واستمرار جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في رحلتها لتحقيق الحياد المناخي، سيتم الإعلان عن تفاصيل مبادرة عام 2024 قريبًا.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

45.6 مليار درهم حجم سوق إدارة الفعاليات في الإمارات خلال 2024

يوسف العربي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة موزة بنت طحنون: الإمارات ستواصل شراكاتها مع المنظمات الإقليمية والدولية لتمكين المرأة شرطة أبوظبي تفتتح مكتب «الباقات المميزة»

يبلغ حجم سوق إدارة الفعاليات في الإمارات نحو 45.6 مليار درهم (12.43 مليار دولار) في عام 2024، حسب «موردر إنتيليجانس» لأبحاث السوق.
وتوقع التقرير، أن يصل حجم السوق إلى 82 مليار درهم (22.35 مليار دولار) بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.45% خلال الفترة (2024-2029).
وأكد التقرير أن دولة الإمارات تشتهر بفعالياتها المتقنة التي تجتذب كبار العملاء وكبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم مضيفاً أنه مع إدراك المزيد من الشركات والأفراد لقيمة إقامة الفعاليات لتعزيز صورة علامتهم التجارية وخلق تجارب خاصة للزوار، فمن المتوقع أن ينمو قطاع الفعاليات في الدولة بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة. 
وأوضح التقرير أهمية التوجه الحالي للتكامل مع تطبيقات التكنولوجيا لتعزيز تجربة الأحداث والفعاليات حيث يتضمن ذلك التكامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات العرض التفاعلية والواقع الافتراضي والمعزز والمزيد، علاوة على ذلك فإن التكنولوجيا لا توفر تجربة أكثر حيوية وتحفيزًا للزوار فحسب، بل توفر أيضًا معلومات قيمة لمنظمي الأحداث.
وتسارع نمو تبني الوسائط الرقمية والترفيهية في مجال تغطية الفعاليات والأحداث الرياضية وقام كل من القطاعين العام والخاص باستثمارات كبيرة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

إيرادات السوق 
ويتم تقسيم سوق إدارة الأحداث في الإمارات العربية المتحدة حسب النوع (المعارض والمؤتمرات، والمهرجانات، والرياضة، وأحداث الشركات والندوات، وأنواع أخرى) ووفق مصدر الإيرادات يشمل السوق (التذاكر، والرعاية، والإعلان، والبث، ومصادر الإيرادات الأخرى) وحسب المستخدم النهائي (الشركات والأفراد والعامة).
ونوه التقرير أنه طالما كان يُنظر إلى التخطيط للفعاليات في دولة الإمارات على أنه مهمة مثيرة للاهتمام والسبب هو أنه في عالم اليوم سريع الخطى، تعد إدارة الأحداث مثل الحفلات أو التجمعات العامة لأغراض محددة مثل العطلات مهمة جداً.
وقال التقرير إن دولة الإمارات هي إحدى أهم دول الخليج التي قدمت مساهمة كبيرة في قطاع الضيافة وساعد الموقع المتميز للبلاد، والتوسع السريع لشركات الطيران والبنية التحتية الأفضل للنقل على نمو قطاع الفعاليات حيث تبعد دولة الإمارات مسافة ثماني ساعات فقط بالطائرة عن ثلثي سكان العالم وتعد شركات الطيران الدولية مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران، التي توفر سفراً دولياً على مستوى عالمي، عوامل ذات أهمية متزايدة في توسع صناعة السياحة في البلاد.
وأكد التقرير أن الأحداث الرياضية تلعب دورًا كمحفز لنمو قطاع العاليات والسياحة ككل وكثيراً ما يجمع رواد الأحداث الرياضية هذا مع السياحة المحلية. 
وأضاف: تقع الرياضة في قلب المبادرات السياحية التي تهدف إلى توسيع قطاع الترفيه في دولة الإمارات ويمكن جذب السياح لممارسة الرياضات المهمة في أماكن مميزة بالدولة وتوجد فرص هائلة للشراكة والاستثمار والرعاية في كل جانب من جوانب سلسلة القيمة الرياضية (الأماكن أو المرافق، والرابطات أو الأندية الرياضية، ومحترفي الرياضة، والمعدات، والترويج) وذلك بفضل الأحداث واسعة النطاق ذات الشهرة العالمية التي تقام في الدولة.
ولفت التقرير إلى أن اللاعبين الرئيسيين العاملين في صناعة إدارة الفعاليات يستحوذون على الحصة الأكبر من سوق إدارة الفعاليات و تعمل الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم على زيادة تواجدها في السوق من خلال تأمين عقود جديدة والاستفادة من ديناميكيات السواق.

مساهمة قوية 
وفي فبراير الماضي أعلنت مجموعة أدنيك عن تضاعف قيمة المساهمات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة لقطاعات أعمال المجموعة السبعة مجتمعة في اقتصاد أبوظبي ودولة الإمارات، لتصل إلى 7.37 مليارات درهم في عام 2023، بنسبة زيادة قدرها 107% مقارنة بعام 2022 التي بلغت 3.56 مليارات درهم، لتكون الأكبر في تاريخ المجموعة منذ تأسيسها في عام 2005.
ووفق التقرير الصادر عن مركز دبي التجاري العالمي، ارتفاع إجمالي الناتج الاقتصادي للفعاليات الكبرى الذي بلغ 18.28 مليار درهم عام 2023 بفضل إقامة 76 معرضاً ومؤتمراً واجتماعاً دولياً من إجمالي 301 فعالية تم تنظيمها واستضافتها خلال العام الماضي، وبلغت القيمة الاقتصادية المحتجزة ضمن الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي 10.53 مليار درهم، بنسبة قدرها 58% من إجمالي الناتج الاقتصادي للفعاليات، كما أسهمت فعاليات المركز التجاري في دعم 69.281 وظيفة، وتحقيق دخلٍ أُسريِ بنحو 3.36 مليار درهم.

مقالات مشابهة

  • «دبي للثقافة» تستضيف جلسة حول كتاب «إمارات الخير»
  • 45.6 مليار درهم حجم سوق إدارة الفعاليات في الإمارات خلال 2024
  • كشف خمسة شروط خطيرة من الإمارات لوقف دعم قوات الدعم السريع في حرب السودان
  • إعادة انتخاب الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني
  • بوتين: روسيا تواصل جهودها لحل الصراع بين فلسطين وإسرائيل
  • مهتم بتاريخ حائل: تطوير المواقع التراثية بمواد طبيعية لتعزيز الاستدامة وجذب البعثات العلمية
  • 431 من طلبة 16 دولة عربية يشاركون في برامج موهبة الإثرائية الصيفية 2024
  • الإمارات والبرازيل تحتفلان بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية
  • “في إف إس جلوبال” تطلق خدمة “الفحص الطبي على عتبة داركم” بالتعاون مع “إيه إم إتش” في دولة الإمارات العربية المتحدة
  • الإمارات توقع مذكرتي تفاهم مع الجمهورية التركية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال العمل الاجتماعي