الفلسفة.. ومغامرة «التفكير خارج الصندوق»
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
الفاهم محمد
أخبار ذات صلة «جدلية الفلسفة والأخلاق».. رؤية متعمقة عن الوجود والإنسان والقيمجاك ديريدا 1930- 2004 أحد أكبر الفلاسفة الفرنسيين الذين نالوا شهرة عالمية، حيث كان له تأثير كبير ليس فقط في المجال الفلسفي، بل أيضاً في مجالات أخرى على رأسها النقد الأدبي.
خرج من تحت عباءة مارتن هيدغر وفريدريك نيتشه، كي يدفع ببعض أفكارهما نحو اتجاهات قصوى.
يهودي الأصل، ولد في الجزائر، ثم انتقل للعيش في فرنسا، حيث سيصبح لاحقاً مدرساً في جامعة السوربون. وبعد ذلك محاضراً في جامعة جون هوبكينز الأميركية، ثم في جامعة ييل. ذاعت شهرته العالمية بفضل مجموعة من الكتب نذكر منها: في علم الكتابة، والكتابة والاختلاف، والصوت والظاهرة.
الفكر الغامض
كيف يمكن إذن الاقتراب من هذا الفكر الغامض والمتاهي، الذي يدعي أنه سيقوم بمراجعة شاملة للميتافيزيقا الغربية؟ في البدء كانت الكتابة إذا كانت البنيوية كما تبلورت مع دوسوسير ورومان جاكوبسون، قد حاولت أن تقدم نفسها باعتبارها دراسة علمية موضوعية للغة، كما لو أن هذه الأخيرة نسق خاضع لقوانين ثابتة. فإن ديريدا على العكس من ذلك، تنتمي فلسفته إلى تيار ما بعد البنيوية. بالنسبة له تظل اللغة ظاهرة غير مستقرة، مليئة بالاختلافات والمفارقات، وما هو غير قابل للتقرير، أو الإحصاء والتسمية.
بالنسبة لديريدا تبرز الدلالة ليس لأن هناك ذات تسعى إلى مثل هذه القصدية. بل إن الدلالة تخلق لأن الكلمات في حد ذاتها تنطوي على معانيها الخاصة. وهكذا فاللغة تظل قادرة على أداء أدوارها رغم غياب المتكلم، بل وغياب المرسل إليه. إن الكتابة إذن سابقة على الكلام، وليس العكس كما يعتقد غالباً. تماماً كما أن الإنسان يحمل تلك الكتابة البدئية في جيناته، أي المعلومات المتضمنة في حمضه النووي، قبل أن يتمكن من النطق والكلام.
يتجاوز ديريدا المنظور الثنائي الذي هيمن على اللسانيات السوسيرية، فهو يعمل على التركيز أكثر على الكتابة بدل الصوت، الذي ظل دائماً يحيل في الفلسفة الغربية على الحضور. لقد ظلت الكتابة على الدوام محتقرة في الفكر الغربي، ومستبعدة لصالح الكلام. فوظيفتها لاحقة للصوت، أو هي إضافة ثانوية له، بحيث تترجم العمل الأساسي الذي يقوم به الوعي.
لقد سمحت هذه الطريقة في تناول اللغة لديريدا من تجاوز المركزية الصوتية، التي يسميها أيضاً بميتافيزيقا الحضور، التي فضلت دائماً الوجود على العدم، والآني على المؤجل، والقريب على البعيد. رغم أن هناك انتقادات كثيرة وجهت له، بخصوص هذه النظرة المتعالية للكتابة، إذ اعتبرها بعضهم كنوع من أنواع التصوف أو اللاهوت الفلسفي.
التفكيك كاستراتيجية إذا كان لكل فيلسوف منهجية محددة اشتهر بها داخل تاريخ الفلسفة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الجدل الصاعد بالنسبة لأفلاطون، والفينومينولوجيا بالنسبة لهوسرل، والجينيالوجيا عند نيتشه... فإن المنهج الذي عرف به جاك ديريدا هو التفكيك، وإن كان فيلسوفنا قد رفض اعتبار التفكيك منهجاً على غرار المنهج الديكارتي الخاضع لقواعد محددة، بل هو في نظره استراتيجية، وممارسة قرائية مفتوحة. أو هي عبارة عن:«خلخلة وتفكيك لكل المعاني، وبالخصوص معنى الحقيقة». يتعلق الأمر بمفهوم تعود جذوره الأولى لفلسفة أستاذه هيدغر، إلا أن ديريدا يعمل على توظيفه بمعاني مغايرة. يدل التفكيك إذن على طريقة في قراءة النصوص الفلسفية والأدبية، بالشكل الذي يكشف عن تناقضاتها وما تخفيه داخلها، طريقة تعيد الحياة للنصوص، وتكشف عن إمكاناتها أو لا مفكرها، وإماطة اللثام عن إحراجاتها.
الدلالات الخفية
بطريقة أخرى يسعى التفكيك إلى استنهاض الدلالات الخفية في النصوص، وفتح المعاني على التعدد والكثرة، بل وجعل المعنى الكلي في حالة إرجاء دائم. وبهذا تصبح الفلسفة بحد ذاتها مغامرة فكرية، مفتوحة على الاستفهامات اللامتناهية. لهذه الأسباب يجيب ديريدا في رسالته للصديق الياباني، محدداً مفهوم التفكيك قائلاً: ما الذي لا يكون التفكيك؟ كل شيء ما التفكيك؟ لا شيء مغامرة الاختلاف أسس جاك ديريدا فلسفة تقع على النقيض من الفكر الميتافيزيقي، الذي ميز تاريخ الفلسفة الغربية. فإذا كانت الميتافيزيقا قد حاولت أن تقيم علماً نسقياً، يحيط إحاطة شامة بالوجود. فإن ديريدا على العكس من ذلك، بنى فلسفته كمغامرة للاختلاف الذي يتجاوز النسق، وجعل رحلة البحث عن الحقيقة مفتوحة على اللانهاية. إن مهمة تفكيك وتجاوز الميتافيزيقا عمل شاق، إذ لا يمكننا القيام بها بجرة قلم، وهذا هو ما دفع ديريدا إلى مراجعة التراث الفلسفي باستمرار، مقيماً في العديد من النصوص التي تعود لأسماء شهيرة مثل افلاطون، أرسطو، هيدغر وروسو... لقد كان شعاره في ذلك:«لا يوجد شيء خارج النص» وهي جملة أثارت الكثير من السجال، اذ يوحي ظاهرها أن ديريدا مثل البنيويين، الذين يريدون الاكتفاء بالبقاء داخل النصوص. غير أن ما كان يقصده ديريدا بهذا القول، هو غياب مرجعية واقعية ثابتة وواحدة، يمكن للجميع الاحتكام إليها. من هنا يصبح الاختلاف هو لعبة تعدد المعاني والدلالات، وتشتت التأويلات، والارجاء الدائم للحقيقة. نوع من التيه الذي لا يخضع لأي منطق، بل فقط لصدفة الاحتمالات.
تنطوي كلمة الاختلاف بالفرنسية على العديد من الدلالات، التي يعمل دريدا على استثمارها في فلسفته، ففي الكلمة هناك تأجيل وتأخير ومغايرة، هذه المغايرة التي تكون السبب الأساسي في خلق المعاني، ما دام أن الكلمات والعلامات المتطابقة، لا يمكن أن تقودنا إلى إبراز معاني جديدة.
تجاوز الميتافيزيقا
هكذا يعمل ديريدا على تجاوز الميتافيزيقا، التي هيمنت على تاريخ الفلسفة، وصنعت الحضارة الغربية. وديريدا يفهم الميتافيزيقا باعتبارها ذلك الفكر الذي يقوم على النسق المغلق، والتطابق والثبات، وهي كلها معاني أسهمت في تأسيس وهم التمركز الحضاري الغربي، وادعاء تفوقه واستعلائه على باقي الحضارات. كما سبقت الإشارة يسمي ديريدا هذا النزع من التفكير بميتافيزيقا الحضور، أي ذلك الفكر الذي لا يستمع إلا إلى ذاته، في اكتفاء جواني لباطنه، مستبعداً كل ما هو خارجي، ومعتبراً أنه منبع الحقيقة وموطنها الأوحد.
وقد ينظر بعضهم إلى جاك ديريدا كرجل يقبع داخل النصوص، كما لو أن فلسفته لا تنفتح على الواقع، بل هي مكرسة فقط لتجاوز الميتافيزيقا. لكن هذا غير صحيح بتاتاً، فقد خصص في أواخر حياته مجموعة من الكتب التي عملت على ملامسة قضايا اجتماعية شائكة، مثل ظاهرة الإرهاب وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومسألة التسامح والصفح، وأيضاً قضية الضيافة، ومسألة الآخر والعنصرية، بل إنه قام بتقديم مساءلة لراهنية الماركسية في كتابه أشباح ماركس، لكن رغم أهمية هذا المنعطف السياسي والأخلاقي في مسيرته الفكرية، إلا أن إسهامه الأساسي، يظل مرتبطا بالمراجعة الجذرية التي قام بها للميتافيزيقا الغربية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفلسفة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الفقر والجهل والمرض ثلاثية خطيرة تُغذي الفكر المتطرف
ألقى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، محاضرة بعنوان "التطرف وأثره على المجتمع"، بجامعة عين شمس، ضمن ندوة تثقيفية أقامتها الجامعة بحضور نخبة من القيادات الأكاديمية والطلابية.
وقد استقبل الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، فضيلة المفتي بكل حفاوة وتقدير، مشيرًا إلى دَور دار الإفتاء المصرية في تعزيز القيم الإنسانية ونشر الوعي الديني الوسطي. وأكد رئيس الجامعة أن الحوار هو السبيل الأمثل للقضاء على التطرف، وأن التعاون بين المؤسسات الدينية والأكاديمية ضروري لفهم هذه الظاهرة والتصدي لها.
صرَّح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن الحديث عن التطرف ليس من باب الرفاهية، بل هو من الأمور التي ينبغي أن تسير عليها المؤسسات، خاصة في ظل مواجهة المؤسسات الدينية باتهامات باطلة تربطها بالإرهاب.
وأضاف أن التطرف ليس مقتصرًا على الدين فقط، بل هو مجاوزة الحد في الفكر، سواء كان ذلك بالتشدد أو بالتحرر المبالغ فيه، حيث يدعو البعض إلى تمييع الدين واجتزاء النصوص، موضحا أن الغلو في التمسك بأمور خارجة عن المألوف يُعَدُّ من أشكال التطرف التي يجب التحذير منها.
وأضاف المفتي أنه عندما نتحدَّث عن التطرف يجب التفرقة بين الدين نفسه وبين أتباعه، فالحكم على الدين من خلال تصرفات المنتسبين إليه ظلم بيِّن، موضحا أن الدين جاء لتحقيق مجموعة من المقاصد، وإذا تمَّ الاعتداء على هذه المقاصد يكون ذلك تطرفًا فكريًّا واضحًا. فالمقاصد الكلية للدين إذا غابت، أدى ذلك إلى فساد الدنيا والدين معًا.
وأشار المفتي إلى أن هناك بعضَ أصحاب الأجندات المختلفة الذين يسعون إلى تشويه صورة الدين وتقليل قيمة العقل والاستهانة بالدماء، مؤكدًا أنَّ الدين في جوهره رسالة إصلاحية تحقِّق الصلاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، وتضع إطارًا للعلاقة بين الإنسان وربه، وأضاف أن هذا الدين العظيم لم يترك حتى العلاقات الإنسانية دون ضوابط دقيقة تنظِّمه، بل وضع أطرًا للتعامل مع الجميع.
وأكَّد المفتي أنه من الخطأ الكبير إلصاق التشدد بالدين، موضحًا أن أسباب التطرف بعيدة كل البُعد عن جوهر الدين. وأوضح أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بُعث بالحنيفية السَّمحة التي تراعي حقوق الله والكون والبلاد والعباد دون إفراط أو تفريط، معربا عن شُكره للمؤسسات التربوية والجامعات التي تهتمُّ بمثل هذه القضايا المهمة، لأن هذه المؤسسات تعدُّ من أهم الأماكن التي ينبغي أن تُعنى بتشكيل وعي الأجيال لمواجهة التطرف.
وأردف المفتي أن التطرف ليس ظاهرة حديثة، بل هو نتاج تراكمات اجتماعية وثقافية وتربوية وسياسية واقتصادية. قد تكون هناك أسباب دينية، لكنها ليست الأكثر تأثيرًا في نشأة التطرف وانتشاره. لذا، فإن مواجهة هذه الظاهرة تتطلَّب تكاتف جميع المؤسسات للعمل وَفْقَ رؤية واضحة وشاملة، وأكَّد أن الدين هو طوق النجاة للأمم، حيث نجد أنَّ الحضارات التي ازدهرت ماديًّا شهدت في الوقت نفسه انحدارًا أخلاقيًّا وسلوكيًّا، وهو ما يعكس أهمية الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية.
كما أشار المفتي إلى أن الله أيَّد الخلق بوحيين: الوحي المنظور وهو العالم الخارجي الذي نراه ونتأمله، والوحي المسطور وهو الكتاب السماوي. وبيَّن فضيلته أن هناك جوانب يتشابك فيها العلم مع الدين وجوانب أخرى تستقل كل منهما عن الآخر، وهذا يعكس التكامل بينهما لا التعارض.
وأكَّد أن الإنسان يجب أن يُترك للبحث دون قيود، ولكن في إطار أخلاقيات البحث العلمي حتى لا نصل إلى مرحلة "نشتري الموت بأيدينا".
وشدَّد المفتي على أن الإنسان قد غزا الفضاء، واستولى على البر والبحر، وحقَّق إنجازاتٍ عظيمةً ورفاهية غير مسبوقة، لكنه يبقى عاجزًا أمام سرِّ وجوده في الحياة الدنيا. وأشار إلى أنَّ العلم رغم تقدماته لا يمكنه تفسير كل شيء، وأن هذا يؤكد محدودية العلم، مضيفا أن {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] هي حقيقة علمية تؤكِّد أن الإنسان لا يستطيع إدراك كل ما يتعلق بالوجود.
وتابع قائلًا: إنه عندما يُقحم العقل في أمور ليست من مجاله، فإن ذلك يؤدِّي إلى الغلوِّ والتطرُّف. لذلك، يجب أن تسلط المناهج التربوية الضوءَ على محاسن الدين، الذي بدأ مع خلق الإنسان تحت شرائع مختلفة تدعو للتعايش والتسامح والتراحم. وأوضح أن الرسالات السماوية جاءت بالوصايا العشر التي يجب أن تكون جزءًا أصيلًا في المناهج التعليمية.
وأضاف فضيلةُ المفتي أنه على الرغم من وصولنا إلى القرن الواحد والعشرين، ما زلنا نواجه مشكلة الثأر، رغم أن أطراف النزاع قد يكونون من ذوي العلم والوجاهة. وقال إن العقلية التي تقول: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23] ما زالت سائدة في بعض البيئات التي تُحكم بالعادات أو الفهم الخاطئ لثقافة معينة، مما قد يُنتج تطرفًا فكريًّا.
مما يؤكد على دَور المورثات الخاطئة أيضًا في تفشي ظواهر التطرف لدى المجتمع.
كما أشار إلى أنَّ الصحبة لها تأثير كبير في تكوين الفكر، حيث إنَّ الكثير من العائدين من الجماعات الإرهابية أشاروا إلى أن الصاحب والصديق كانا البوابة الأولى للتطرف. لذلك، شدد المفتي على ضرورة تحري الصاحب الصالح الذي يأخذ بيد صاحبه إلى الحق والثبات عليه.
وفي حديثه عن العوامل التي تؤدي إلى التطرف، ذكر المفتي أن الفقر والجهل والمرض هي ثلاثة أضلاع خطيرة تهدد المجتمع، حيث إن الكثير ممن انضموا إلى الجماعات المتطرفة كانوا ضحية للفقر المدقع والجهل.
وأضاف أن الإعلام قد يكون أداة بناء أو هدم، حيث يمكن أن يُسهم في نشر القيم السلبية من خلال الترويج لمسلسلات وأفلام تدعو للمثلية والانحلال الأخلاقي.
كما أكد على ضرورة مواجهة الفكر بالفكر والآلة بالآلة، واستخدام المحتوى الإعلامي والتربوي لنشر القيم الصحيحة.
وأضاف أنَّ المؤسسات التعليمية والإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي يجب أن تتكاتف للتصدي للألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف والقتل وللحدِّ من تصدير الفكر المتطرف. وأشار إلى أن بعض القضايا قد تكون بسيطة، لكن بعض وسائل الإعلام قد تعمَّد إلى تضخيمها لتحقيق "الترند"، دون مراعاة للمآلات والآثار والنتائج؛ مما يستوجب من الإعلاميين تحرِّي المسؤولية في نشر الأخبار.
وتوجَّه المفتي للإعلاميين قائلًا: أنتم على ثغر خطير من ثغور الدين والوطن، فاتقوا الله فيما وضعكم فيه.
وفي ختام كلمته، أشار المفتي إلى أن الغلو والتشدد يؤديان إلى تضييق الحياة على الناس من خلال التكفير والتفسيق، مما يعطي مبررًا للتخريب بدلًا من الإعمار. وأكد أن العلم مفتاح التطور، ويجب الانفتاح على مختلف مجالاته، بما فيها علم الفلك، للاستفادة من أدواته لتحقيق التقدم والرقي.
وفي ختام الندوة تقدَّم رئيس الجامعة بالشكر له مهديًا إليه درع الجامعة في لفتة تقدير وامتنان لما يبذله فضيلة المفتي من جهود لنشر الوعي والفكر الوسطي.