هاي كونتري نيوز: فيضانات ليبيا الأخيرة تؤكد أهمية القيام بإزالة السدود
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
ليبيا- أكد تقرير تحليلي نشرته مجلة “هاي كونتري نيوز” الأميركية الضوء أهمية إزالة السدود لمواجهة تغير المناخ وما نتج عنه من كوارث.
التقرير الذي تابعته وترجمت أبرز ما ورد فيه من رؤى تحليلية علمية صحيفة المرصد أوضح أهمية هذا الأمر لتسبب هذه الموانع الصناعية في أضرار بيئية هائلة فيما تمثل إزالتها محاولة لإعادة تأهيل نظم البيئة المتضررة بشكل خطير.
وبين التقرير إن من بين أهمما سينتج عن هذه الإزالة تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وخاصة الميثان لا سيما وإن مشاريع سدود الطاقة الكهرومائية أن تطلق إجمالي دفيئات بقدر ما تطلقه المحطات التوليدية العاملة بالفحم.
وتابع التقرير إن إزالة السدود سيفضي إلى السماح للأنهار بالتعرج عبر الوديان والسهول والغابات التاريخية لتنقل المواد العضوية المحيطة مثل النباتات المتحللة والتربة إلى البحر ليغوص معظمها في قاع المحيطات وتتحول لتكوينات صخرية بمثابة بالوعات للكاربون.
وأضاف التقرير إن بناء السدود والخزانات يؤدي إلى تفاقم فقدان التنوع البيولوجي عن طريق إغراق النظم البيئية النهرية التي تعد نقاطا ساخنة لهذه التنوعات ما يعني إن الإزالة هامة في وقت تمثل فيه تمثل الغابات القديمة بالوعات رئيسية للكاربون في العديد من النظم البيئية.
وأشار التقرير إلى أن إزالة السدود عملية من شأنها إعادة هجرة الأسماك النهرية مثل السلمون البري فهي من الأسمدة الرئيسية للغابات الصحية حيث تسبح في اتجاه مجرى النهر وتموت ما يؤدي لتجديد التربة والنظام البيئي.
وبحسب التقرير تمنع السدود الرواسب الطبيعية من التدفق إلى البحر ما يعني إن إزالتها ستسمح للأخيرة بالوصول إلى مصبات الأنهار والسواحل حيث يمكن أن تساعد في توفير المواد اللازمة لإعادة بناء الشواطئ ومنع زحف المياه المالحة.
ووفقا للتقرير قد تتسبب السدود في القضاء على أعداد الأسماك التي تشكل مصدرا غذائيا رئيسيا للسكان فيما تسمح إزالتها للثروة السمكية بالتفريخ والتكاثر والهجرة بشكل طبيعي على طول مساحات شاسعة من الأنهار فمع اشتداد تغير المناخ تتزايد أهميتها في المياه العذبة.
وأشار التقرير إلى أن إزالة السدود وتخزين الماء في طبقات المياه الجوفية يجعل الإمدادات المائية أكثر مرونة في عالم يزداد حرارة في وقت قد يؤدي فيه تغير المناخ لتكثيف الطقس المتطرف بما في ذلك هطول الأمطار والفيضانات.
وأضاف التقرير إن إنشاء معظم السدود الكبيرة والصغيرة جاء بهدف تحملها مجموعة من الظواهر الجوية التي ربما لم تعد هي القاعدة فهي تحتاج إلى قدر متزايد من أعمال الصيانة والإصلاحات لتحمل الفيضانات الشديدة.
وتطرق التقرير للفيضانات الهائلة الأخيرة في ليبيا التي تسببت في انهيار هذه السدود على نطاق واسع ما يعني إن إزالتها يمكن أن يزيد من صحة وسلامة المستوطنات البشرية الواقعة على مجرى النهر في مسار تغير المناخ.
وتحدث التقرير عن ضمان إزالة السدود لتدفق الأنهار وبقائها أكثر برودة ونظافة وصحة في عالم يتغير بسبب المناخ فالإزالة تنطوي على هدم الهيكل والسماح باستعادة العمليات البيئية الطبيعية وتحفيز الحلول القائمة على الطبيعة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن من شأن تقليل عدد السدود التي تسد الأنهار يجب أن يكون ضمن استجابات متنوعة لأزمة المناخ المتصاعدة.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: تغیر المناخ التقریر إن
إقرأ أيضاً:
حوارات ثقافية| هجرة الصاوى لـ«البوابة نيوز»: أتفرغ للروحانيات فى رمضان.. روايتى المؤهلة لجائزة زايد تؤكد على الهوية العربية.. الطفل المصرى واعٍ ويبحث عما يجذبه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
_ إقبال الأطفال على معرض الكتاب يبشر بجيل واعٍ قارئ يبحث عما يجذبه
_ حتى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعي أن يباري براعة الكتابة الإبداعية عند البشر
الكاتبة هجرة الصاوي
"هجرة الصاوي".. أديبة وروائية متخصصة فى أدب الطفل، درست "التأليف والكتابة الإبداعية بالمعهد العالى لفنون الطفل، بأكاديمية الفنون، لها مساهمات كثيرة فى جميع المجلات الشهيرة الخاصة بالطفل، قدمت سلسلة من القصص المتنوعة لأعمال مختلفة للنشء واليافعين.
فازت بجائزة "إيسيسكو"، منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة، كأفضل قصة حوارية تتناول التنمر بالمدارس.
تأهلت روايتها لليافعين "ثعلب الديجيتال" للقائمة القصيرة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2025، والتى تُناقش الخلافات فى وجهات الرأى بين الآباء والأبناء من خلال الأحداث الدرامية المثيرة.
فى حوارها؛ طرحت "البوابة نيوز" بعض التساؤلات على كاتبة الأطفال هجرة الصاوي، فجاء الحوار على النحو التالي:
■ بما أننا فى الشهر الكريم.. احك لنا طقوسك فى رمضان ككاتبة للطفل؟
- شهر رمضان له طبيعة خاصة عن شهور السنة، أحاول إنهاء كل التزاماتى قبل أن يبدأ وأتفرغ لروحانيات القرآن الكريم وأوراد الذكر والتسبيح، وأكيد العزومات والأكلات المصرية التى لا نطبخها إلا فى رمضان.
■ روايتك ثعلب الديجيتال تأهلت للقائمة القصيرة لجائزة زايد للكتاب صفى لنا شعورك.. وحدثينا عنها باستفاضة؟
- الحمد لله عند اشتراكى فى المسابقة كان عندى أمل كبير فى ربنا أن تصل للقوائم الطويلة والقصيرة، والحمد لله تحقق الأمل فى الله سبحانه وتعالى. وأتمنى من كل قلبى أن تكمل على خير، لأنها رواية لليافعين تؤكد على الهوية العربية وارتباط الجيل الجديد بجذوره وأرضه وتراثه وإدراكه قيمته، وتناقش الخلافات فى وجهات الرأى بين الآباء والأبناء من خلال الأحداث الدرامية المثيرة.
■ فى رأيك.. لماذا يُنظر الى كُتَّاب أدب الطفل باعتبارهم من الدرجة الثانية؟
- هذا كان زمان قبل أن تهتم به الدولة وتخصص له الجوائز المحلية والدولية. الآن أخذ وضعه الحقيقى والدليل هو حرص الدولة فى معرض الكتاب على الاحتفال بشخصية المعرض من أدباء الطفل جنبًا إلى جنب مع أدب الكبار.
■ الكتابة للطفل تعد مهمة صعبة.. فى رأيك ما أهم المقومات التى يجب أن يتمتع بها كاتب أدب الطفل؟
- الإلمام بخصائص المراحل المختلفة التى يمر بها الطفل فى كل مراحل نموه وإدراكه المعرفى والسلوكي.. ومشاكل الطفل والتحديات التى يواجهها.. ولا بد من الموهبة والقدرة على التبسيط وعرض الموضوع بمقدار عالٍ من التشويق والجاذبية.
■ ما أهم التحديات التى تواجه كُتاب أدب الطفل؟
- منافسة الأدب الغربى والألعاب والميديا والوسائط المتعددة التى يراها الطفل منذ نعومة أظافره. فهم يملكون آلة ضخمة وحديثة من تكنولوجيا الجذب لا يملكها كاتب الطفل العربي.
فيعتمد على إمكانياته وتثقيف نفسه وعرض أعماله على دور النشر والمؤسسات المتخصصة ومواجهة الأفكار الغريبة التى يتلقاها الطفل من تلك القنوات الخارجية والتى تتعارض مع أخلاقنا وهويتنا.
■ فى عصر الشاشات والألواح الذكية، ماذا يبتكر كُتَّاب أدب الطفل من أساليب لجذب انتباه الطفل؟
- كاتب أدب الأطفال لابد له أن يدخل العالم الرقمى للطفل وينشر على مواقع القصص الرقمية ويسوق كتبه على منصات الكتب ليقابل الأطفال فى أماكنهم الجديدة على الهواتف الذكية وشاشات اللاب والآيباد. وليس فى مكتبة المدرسة أو البيت.
■ وهل لا يزال الطفل يقرأ؟
- الإجابة على هذا السؤال تجدينها فى معرض الكتاب من كل عام؛ حيث يحرص الأطفال على الحضور مع أسرهم، وشراء كتبهم الخاصة، من مصروفهم الخاص.. مشهد يملأ الساحات والممرات بالأطفال منظر يبشر بجيل واعٍ قارئ يحب القراءة ويبحث عما يشده ويجذبه.
■ يرى البعض أن كتب الأطفال تحتاج إلى دعم كبير من الدولة.. ما تعليقك؟
- بالطبع تحتاج إلى الكثير مع ما تبذله المؤسسات الثقافية من دعم لكتاب الطفل مثل الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة والمركز القومى لثقافة الطفل وكذلك المركز القومى للترجمة.
فهم يقدمون الكتاب الوسطى الذى يؤصل للهوية المصرية والتراث ويدعم الخيال بأنواعه وبنظرة على أجنحة الهيئات الحكومية فى معرض الكتاب سنعرف أهميتها فى جذب الأطفال لكتاب سعره مناسب وقيمته الأدبية مرتفعة تربى وجدانه على الأخلاق وحب الوطن والتفكير النقدي.
■ هناك نقاش حول توظيف الذكاء الاصطناعى لصناعة محتوى أدب هادف للطفل.. تعليقك؟
- التغيير قادم لا محالة وبدأ الفعل فى الخارج فى الدول الأجنبية نجد كتب تم إنتاجها بالذكاء الاصطناعى ولكن لابد أن يكتب عليها ذلك. وتقرأ عبارة "تم كتابة أو رسم هذا الكتاب بواسطة الذكاء الاصطناعي".
لأنهم بالخارج لديهم ميثاق شرف للنشر. ويجب علينا أن نتدارك الأمر وتهتم وزارة الثقافة واتحاد الناشرين بهذا الأمر حتى لا تختلط الأمور ونجد مؤلفين أو رسامين يستعينون بالذكاء الاصطناعى ولا يذكرون ذلك. ولكن حتى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعى أن يبارى براعة الكتابة الإبداعية عند البشر.