سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على قدرات جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) ودورها في إطار حرب غزة، وردها المتوقع على عملية "حارس الازدهار"، التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفائها في البحر الأحمر لحماية السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن التصعيد الحالي قد يعقد جهود السلام في اليمن.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الجماعة اليمنية لم تستغرق وقتا طويلا لإعلان رفضها إعلان الولايات المتحدة قيادة قوة عمل بحرية دولية لمواجهة الهجمات على السفن في البحر الأحمر، وفي غضون ساعات، كان مسؤول حوثي كبير يقوم بجولات على القنوات التلفزيونية العربية، واصفاً هجمات جماعته على السفن التجارية بأنها معركة عادلة لإجبار إسرائيل على إنهاء حصارها على غزة.

وسخر كبير مفاوضي الحوثيين، محمد عبد السلام، من إعلان تشكيل القوة، مؤكدا أن الجيوش الغربية أمضت أسابيع بالفعل في محاولة ردع أنصار الله، ولذا فإن فرقة العمل التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع "ليست جديدة".

وحذر عبدالسلام من أي محاولة لهجوم أمريكي على اليمن بشكل مباشر، لأن ذلك "قد يؤدي إلى تحويل الحرب في غزة إلى حريق دولي"، حسب وصفه.

وفي السياق، قال عبد الله بن عامر، وهو مسؤول حوثي رفيع المستوى في إدارة تابعة لوزارة الدفاع في صنعاء، التي تديرها أنصار الله: "الموقف اليمني واضح"، مشيرا إلى أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر سيتوقف عندما "تتوقف الحرب الإسرائيلية على أهل غزة".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن حرب غزة دفعت جماعة أنصار الله إلى دائرة الضوء العالمية غير المتوقعة، وبينما تعاملت العديد من الحكومات العربية مع الحرب من خلال المساعدات والدبلوماسية، شرع الحوثيون في هجوم عسكري ناري، ما زاد من شعبيتهم في جميع أنحاء المنطقة، خاصة بعدما أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على جنوب إسرائيل وتعهدوا بمنع جميع السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من المرور عبر مضيق باب المندب بالقرب من اليمن، وهو نقطة اختناق رئيسية للتجارة العالمية.

وبعد إحباط معظم هجماتهم، اختطف الحوثيون، الشهر الماضي، سفينة تجارية، وفي هذا الشهر ضربوا سفينة نرويجية بصاروخ، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

ودفعت هذه الهجمات أكبر شركات الشحن في العالم إلى إعادة توجيه السفن، ما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية وزيادة أسعار النفط.

ردع صعب

وقال يوئيل جوزانسكي، وهو مسؤول إسرائيلي سابق وزميل باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب: "المشكلة مع الحوثيين هي أنه من الصعب للغاية ردعهم"، مشيرا إلى أن سنوات الحرب الأهلية في اليمن صقلت قدرات الجماعة وأكسبتها شجاعة واضحة.

وفي عام 2014، استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، وأطلق التحالف الذي تقوده السعودية تدخلاً عسكرياً في محاولة لدحرهم، لكنه فشل في النهاية، تاركاً أنصار الله في السلطة بشمال اليمن، وهناك أنشأت الجماعة "دولة نموذجية فقيرة تحكمها بقبضة من حديد" حسب تعبير الصحيفة الأمريكية.

وحتى الزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان، الذي قاد الحملة العسكرية التي استمرت لسنوات ضد الحوثيين، وقال ذات مرة إنه "لن تقبل أي دولة أن تكون لها ميليشيا على حدودها"، بدا غير مهتم بمواجهتهم اليوم، إذ بات أكثر تركيزا على التنمية الاقتصادية.

اقرأ أيضاً

الحوثي يهدد باستهداف المصالح والبارجات الأمريكية في البحر الأحمر

وفي السياق، قالت ندوى الدوسري، الباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط: "كل هذا يعزز تصورهم بأنهم على الطريق الصحيح وأن الله إلى جانبهم".

وقبل الحرب في غزة، كان الحوثيون على وشك التوقيع على اتفاق مدعوم من الولايات المتحدة والسعودية يمهد الطريق لعملية سلام في اليمن، لكنهم كانوا يواجهون استياءً عامًا، حيث عانى اليمنيون من نقص الخدمات الأساسية وظل موظفو الخدمة المدنية لسنوات دون رواتب، ما ساهم في انتشار الجوع على نطاق واسع.

وقال فارع المسلمي، زميل باحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، وهي مجموعة بحثية مقرها في لندن، إن الحرب في غزة كانت بمثابة "حلم أصبح حقيقة" بالنسبة لأنصار الله.

ولعقود من الزمن، رسخ الحوثيون أيديولوجيتهم على العداء تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، ودعم القضية الفلسطينية، وجعلوا عبارات: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود" جزءا من شعار المجموعة.

كما أصبحت أنصار الله ذراعاً مهماً لـ"محور المقاومة" الإيراني، الذي يضم جماعات مسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقال محللون مقربون من الحكومة الإيرانية إن قاعدة الحوثيين في اليمن تجعلهم في وضع مثالي لتصعيد الصراع الإقليمي.

وفي السياق، قال المسلمي إن الحوثيين لديهم الآن فرصة ليعيشوا روايتهم، مضيفًا: "يمكنهم بالفعل الدخول في حرب مع إسرائيل".

ووصف الحوثيون هجماتهم البحرية بأنها محاولة لتأمين التدفق الحر للمساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يكافح أكثر من مليوني فلسطيني للحصول على الغذاء والماء.

وقال المسؤول الحوثي، بن عامر: "ما يحدث في باب المندب ليس سوى صدى أو نتيجة لما يحدث في غزة".

وبينما وصف إيلون ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، هجمات الحوثيين بأنها "نداء استيقاظ مهم"، مشددا على أنه "سيتم التصدي لتهديدهم"، نقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين يمنيين قولهم إن دوافع أنصار الله وتاريخها يعقدان محاولات ردعها، وهو درس تعلمه التحالف الذي تقوده السعودية خلال 8 سنوات من الحرب.

وبينت الصحيفة أن خطر نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا يلوح في الأفق بسبب الجهود المبذولة للتصدي للهجمات البحرية، حيث قال مسؤولان أمريكيان إن المخططين العسكريين الأمريكيين أعدوا أهدافا أولية للحوثيين في اليمن إذا أمر كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشن ضربات انتقامية على الرغم من أن مسؤولين عسكريين يقولون إن البيت الأبيض لم يظهر أي رغبة في الرد عسكريا على الحوثيين والمخاطرة بتصعيد أوسع.

حشد الحلفاء

وأضافت أن الحرب في غزة تثير الحزن والغضب بين المواطنين العرب وتلقي ضغوطا على زعماء الدول العربية، ولذا فإن الولايات المتحدة تجد صعوبة في حشد بعض الحلفاء، إذ انضمت دولة عربية واحدة فقط إلى القوة البحرية المشتركة، هي مملكة البحرين، وأعلن بعض مواطنيها عن خطط للاحتجاج على مشاركة حكومتهم في تلك القوة.

ووفق مصدر، أطلعه وسطاء التفاوض مع الحوثيين من سلطنة عمان، الذي تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، فإن الحوثيين لن يوقفوا هجماتهم إلا بوقف لإطلاق النار في غزة.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير، فيصل بن فرحان في مقابلة تلفزيونية هذا الشهر: "نحن ملتزمون بإنهاء الحرب في اليمن، وملتزمون بوقف دائم لإطلاق النار يفتح الباب أمام عملية سياسية"، كما قال تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، في مقابلة أخرى: "الجميع يبحث عن طريقة لتهدئة التوترات".

(())

ومع ذلك، فحتى قبل الحرب في غزة، كانت هناك دلائل على أن اتفاق السلام في اليمن الذي تسعى إليه السعودية والولايات المتحدة يواجه عقبات، بما في ذلك التوترات بين السعودية والإمارات، إذ تسيطر جماعة انفصالية مدعومة من الإمارات على جزء كبير من جنوب اليمن، وانتقدت عملية السلام علانية.

وقالت ندوى الدوسري: "إن الصفقة في حد ذاتها معيبة للغاية. فالرياض تريد أن تخلص نفسها من اليمن حتى لو كان ذلك يعني تسليم اليمن للحوثيين على طبق من فضة".

وفي أجزاء من الخليج، بدأ بعض المعلقين السياسيين يجادلون بأن السياسة الأمريكية تجاه الحرب في اليمن هي التي ساعدت الحوثيين على الازدهار، مشيرين إلى أنه مع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن ومجاعة الأطفال، ضغط المسؤولون الأمريكيون على السعودية لتقليص عمليات تحالفها العسكري.

وقال محمد بن الوزير العولقي، الذي ينحدر من عائلة بارزة في شبوة، وهي منطقة غنية بالنفط في اليمن، إن بعض الدول لم تغير موقفها تجاه الحوثيين إلا بعد الهجمات على السفن، وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أن التحالف البحري لردع الحوثيين هو في نهاية المطاف "دعوة للعودة إلى الحرب" في اليمن.

 وأبدى العولقي استياءه من دافعية قرار تشكيل القوة البحرية الحامية للسفن في البحر الأحمر، مشيرا إلى أنها "تجارية أكثر منها إنسانية أو سياسية".

وأضاف: "من الواضح أنه حتى لو اشتعلت النيران في المنطقة، فلا يوجد شيء أكثر أهمية من طرق الشحن الدولية".

وقال مسؤول حكومي يمني، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث الإعلامي، إنه لا يتوقع رؤية اتفاق سلام لبلاده في الشهر أو الشهرين المقبلين، مشيرا إلى أن الوسطاء الدوليين سيحصلون على إجازة بنهاية العام، ما يوقف جهود السلام في اليمن.

اقرأ أيضاً

قلق في البنتاجون: تكلفة باهظة لمواجهة مسيّرات وصواريخ الحوثيين

المصدر | نيويويرك تايمز/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن الحوثيين السعودية الإمارات الولايات المتحدة أنصار الله البحر الأحمر الصحیفة الأمریکیة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر السلام فی الیمن الحرب فی غزة مشیرا إلى أن أنصار الله

إقرأ أيضاً:

هاريس ضد ترامب… هل يتمكن الرئيس الأمريكي الجديد دفع الحوثيين بعيداً عن البحر الأحمر؟!

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”

المصدر: ميدل آيست آي

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في عام 2021 أن “هذه الحرب يجب أن تنتهي”، عندما علق الدعم العسكري الهجومي الأمريكي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

هدأت الحرب في اليمن عندما وافق حلفاء المملكة العربية السعودية في اليمن على هدنة بوساطة الأمم المتحدة مع الحوثيين في أبريل/نيسان 2022. وبمجرد زيارة المسؤولين الحوثيين للرياض للحديث عن تسوية دائمة للحرب، بدأوا في مهاجمة سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر. وأثارت تلك الهجمات، ردًا على الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، صراعًا يمنيًا أكثر تعقيدًا، مما أدى إلى جر الولايات المتحدة إلى عمق البلاد الممزقة أكثر من أي وقت مضى.

في أكتوبر/تشرين الأول 2024، قصفت قاذفات أميركية من طراز بي-2 منشآت تخزين أسلحة في مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون. وقد أبرزت هذه الضربات تورط الولايات المتحدة المتزايد في اليمن منذ بدأ الحوثيون في مهاجمة إسرائيل والسفن في البحر الأحمر بعد الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.

قالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، لموقع ميدل إيست آي، إن إدارة بايدن كانت عالقة في محاولة التوفيق بين هدفين متعارضين.

وقالت فاكيل إن “إنهاء الحرب في اليمن وحماية حرية الملاحة أمر متناقض إلى حد ما، لأن إنهاء الحرب بشكل حقيقي من شأنه أن يزيد من إضفاء الطابع المؤسسي على الحوثيين”.

وكان اليمن بمثابة خط صدع مبكر في نهج بايدن تجاه الشرق الأوسط.

لقد أثار الدعم الأمريكي للحرب التي تشنها المملكة العربية السعودية على اليمن، والذي يعود إلى عهد إدارة أوباما، غضب الديمقراطيين التقدميين. وفي سباق رئاسي متقارب في عام 2020 مع الرئيس السابق دونالد ترامب، جعل بايدن إنهاء الحرب هدفًا لحملته الانتخابية.

ولكن عندما وصل بايدن إلى البيت الأبيض، أثار انتقاده لحملة القصف التي شنتها المملكة العربية السعودية غضب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

أدى قرار الولايات المتحدة بتعليق عمليات نقل الأسلحة الهجومية إلى شريكها الغني بالنفط وسحب أنظمة الدفاع الجوي من المملكة عندما كانت لا تزال تتعرض لهجوم الحوثيين، إلى تأجيج شكوك المملكة في التزام الولايات المتحدة بأمنها.

توسطت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار في حرب اليمن في أبريل/نيسان 2022، وقضت إدارة بايدن العامين التاليين في إصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

وقال مسؤول عربي كبير سابق لموقع ميدل إيست آي: “إن سياسة بايدن في اليمن حددت في الواقع مسار الكثير من تصرفات أميركا في الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية. وسوف تتجه أنظار الجميع إلى كيفية تعامل الإدارة المقبلة مع الحوثيين”.

حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة الحوثيون بين طموح إقليمي وعبء ثقيل: هل ينجحون في خلافة حزب الله؟ (تحليل معمق) اليمن نقطة اشتعال.. مستقبل الشرق الأوسط عقب الرد إسرائيل على إيران الحوثيون يخفون شعور الضعف بالاعتقالات.. هل تسوء الأمور أكثر؟! الحوثيون يصعدون سلم “محور المقاومة”

الحوثيون هم أحد أعضاء ما يسمى “محور المقاومة”، الذي رعته طهران فيما تقول إنه تحدي المغامرات الإسرائيلية والأمريكية في الشرق الأوسط. وتتمتع طهران بدرجات متفاوتة من النفوذ على هذه الشبكة، وليس كل أعضائها متساوين في القوة والهيبة.

حزب الله في لبنان هو قوته الأولى.

وساعدت قوات حزب الله على الأرض ــ إلى جانب الدعم الجوي الروسي ــ في تحويل دفة الحرب الأهلية في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد.

وتباهى زعماء حزب الله علانية بالأموال التي أغدقتها عليهم إيران، مما ساعد الجماعة على إنشاء نظام رعاية وخدمات اجتماعية مترامي الأطراف في لبنان. حتى أن أبناء كبار قادة حزب الله تزوجوا من عائلات أصحاب النفوذ الإيرانيين. وكان ابن الرجل الثاني في حزب الله الذي قُتِل الآن متزوجًا من ابنة القائد الإيراني المقتول قاسم سليماني.

ولكن الحوثيين لم يتأثروا بالنوع من الاغتيالات التي طالت شخصيات بارزة أخرى في محور المقاومة. وهم يعملون على توسيع نفوذهم على نحو يتحدى الولايات المتحدة في ممر تجاري حيوي.

ويقول محللون إن دحر الحوثيين سيكون على رأس قائمة أولويات الإدارة الأميركية المقبلة.

اغتيال حسن نصر الله فرصة لزعيم الحوثيين هل سيلعب الحوثيون دورا أكبر في صراع الشرق الأوسط؟ حصري- الحوثيون يتخذون إجراءات جديدة وسط مخاوف اغتيال قادة الجماعة نهج هاريس وترامب تجاه الحوثيين في اليوم الأول للبيت الأبيض هاريس ضد ترامب بشأن الحوثيين

لقد أدى التعامل مع التهديد الحوثي إلى انقسام مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، وكذلك انقسام الولايات المتحدة عن شركائها العرب.

وفي أواخر العام الماضي، بدأت الولايات المتحدة في مرافقة السفن في البحر الأحمر. وفي يناير/كانون الثاني، أذن البيت الأبيض بشن ضربات ضد الحوثيين.

وعندما ذهبت إدارة بايدن للبحث عن شركاء محليين للانضمام إلى مهمتها، التي أطلق عليها اسم عملية حارس الرخاء، انضمت البحرين فقط.

ومن المرجح أن يواجه الرئيس الأميركي المقبل ضغوطا من مسؤولي الدفاع لتوسيع العمليات ضد الحوثيين.

وقال فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، لموقع “ميدل إيست آي” إن الحوثيين هزموا إدارة بايدن لأنها تفتقر إلى “الإرادة السياسية” لاستخدام القوة النارية الأثقل ضدهم.

وقال ماكنزي “انتصر الحوثيون. لقد فشلنا. إنهم يسيطرون على باب المندب”، في إشارة إلى المضيق الواقع جنوب البحر الأحمر بين اليمن والقرن الأفريقي.

وأضاف: “عاجلاً أم آجلاً، سوف يحالفهم الحظ ويقتلون أفراد الخدمة الأمريكية”.

لكن مسؤولين آخرين يشككون في إمكانية توسيع نطاق الصراع.

وقال جيرالد فايرستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن في عهد إدارة أوباما، لموقع “ميدل إيست آي” إن الطريقة الأكثر مباشرة للولايات المتحدة لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وقال فايرستاين لموقع ميدل إيست آي: “إذا انتهت هذه الحرب، فإن ذريعة الحرب ستزول. وسيكون من الصعب على الحوثيين تبرير هجماتهم”.

وأشار فاييرشتاين إلى أنه خلال الهدنة القصيرة بين حماس وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تم إطلاق سراح الرهائن في غزة، تراجعت هجمات الحوثيين بشكل كبير.

ويقول إن وقف إطلاق النار من شأنه أن يسهل على الولايات المتحدة إقناع شركاء مثل مصر والمملكة العربية السعودية بفرض عقوبات مالية على الجماعة، بالإضافة إلى تنسيق الجهود لوقف تدفق الأسلحة إلى الجماعة التي تمر عبر البحر الأحمر وسلطنة عمان، بحسب مسؤولين غربيين وأمريكيين.

في يناير/كانون الثاني، تراجع بايدن جزئيا عن قراره برفع تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. وردا على هجماتهم البحرية، أطلق على الجماعة اسم “إرهابي عالمي محدد بشكل خاص”، لكنه امتنع عن إعادة تسمية “منظمة إرهابية أجنبية” التي كانت متبعة في عهد ترامب، وهي أكثر صرامة. ومن شأن هذا التصنيف أن يجعل من الصعب تسهيل المساعدات الإنسانية لليمن الذي مزقته الحرب.

وقال الخبير اليمني محمد الباشا لموقع ميدل إيست آي: “إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فسوف يأتي ويدعم التحالف المناهض للحوثيين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وسوف يدعم شن ضربات أقوى وإعادة تصنيف اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية”.

وقال باشا إن إدارة هاريس من المرجح أن تندرج في “المعسكر البراجماتي” الذي يتبنى “التصعيد التدريجي” مع الحوثيين. ومن المرجح أن تضم إدارة هاريس جهات أكثر حذراً وتشكك في فعالية الضربات وتصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ويقول هؤلاء البراجماتيون إننا شهدنا عقداً من العقوبات والضربات والعمليات البرية، والحوثيون يواصلون النمو بقوة.

وقال باشا “إن إنشاء منظمة إرهابية أجنبية من شأنه أن يمنع الشركات التجارية من استيراد الغذاء، ولن يضر الحوثيين حقا لأن الحوثيين أنشأوا هياكلهم المالية الموازية وشبكاتهم غير المرتبطة بالعالم الغربي”.

وقال مسؤول أميركي سابق على اتصال بحملتها إن هذا الخط من التفكير سيجد صدى لدى فريق السياسة الخارجية التابع لهاريس.

فيليب جوردون، مستشار الأمن القومي لدى هاريس، هو مؤلف كتاب “خسارة اللعبة الطويلة: الوعد الكاذب بتغيير النظام في الشرق الأوسط”، وهو كتاب يشكك في قدرة الولايات المتحدة على تشكيل التغييرات في العواصم الأجنبية.

ولكن إدارة ترامب المستقبلية سوف تكون منقسمة أيضا بين صقور إيران مثل وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو والمشككين في “أمريكا أولا” في التشابكات في الشرق الأوسط، وبقيادة مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، جيه دي فانس.

بررت إدارة بايدن عملها العسكري ضد الحوثيين بالمادة الثانية من الدستور الأمريكي، والتي تسمح للرئيس باستخدام القوة العسكرية دون موافقة الكونجرس. وقد انتقد بعض أعضاء الكونجرس هذا المنطق. وعلى الرغم من أن المشرعين لم يفعلوا الكثير لكبح جماح العمليات الأمريكية، إلا أن أي إدارة جديدة قد تواجه التدقيق إذا وسعت نطاق الضربات.

ويشعر شركاء الولايات المتحدة في الخليج أيضا بالقلق من الانضمام إلى أي حرب جديدة في اليمن.

حصري- أبو علي الحاكم.. ذراع “استراتيجي” لأشد عمليات الحوثيين سرية!  هل نشهد فصلًا جديدًا من الصراع جنوبي اليمن؟ (تحليل معمق) هل تقصف إسرائيل صنعاء؟! مجلة أمريكية تابعة لإسرائيل تنشر قائمة ب25 قيادياً حوثياً تدعو لاغتيالهم نهج السعودية في ظل القيادة الأميركية الجديدة

ويقول محللون إن تجربة السعودية والإمارات في اليمن جعلتهما يشككان في نهج إدارة بايدن تجاه اليمن منذ البداية.

وقالت سينزيا بيانكو، الخبيرة في شؤون الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لموقع ميدل إيست آي: “لقد ثبط شركاء الولايات المتحدة في المنطقة – أي دول الخليج – أي استجابة عسكرية فقط، وخاصة الاستجابة التي لن تكون قصيرة وحازمة وحاسمة بل تكتيكية”.

وأضافت أن “حجتهم كانت أن مثل هذه الحملة [المحدودة] لن تردع الحوثيين بل ستشجعهم دون المساس بقدراتهم مرة واحدة وإلى الأبد. وهذا صحيح”.

وقال المحلل اليمني الباشا إن نهج السعودية تجاه اليمن من غير المرجح أن يتغير مع أي إدارة.

لقد شوهت الحرب الصورة العامة للمملكة العربية السعودية، ويحاول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمان عدم خروج برنامجه “رؤية 2030″، المصمم لجذب الاستثمار الأجنبي والسياح، عن مساره بسبب انخفاض أسعار النفط أو الحروب الخارجية.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم اختبار الهدنة بين السعودية والحوثيين، وقد صمدت. وعندما قصفت إسرائيل الحوثيين في يوليو/تموز ردا على هجوم بطائرة بدون طيار على تل أبيب، نأت السعودية بنفسها عن الهجوم، الذي من المرجح أنه عبر مجالها الجوي.

وكان حجر الزاوية في انسحاب المملكة العربية السعودية من اليمن هو قرارها استعادة العلاقات مع إيران في عام 2023، في صفقة توسطت فيها الصين.

وقال بلال صعب، المسؤول السابق في البنتاغون، لموقع ميدل إيست آي: “تعتقد السعودية أنها كسبت الوقت من خلال استرضاء الحوثيين، لكن هذا يتوقف على العلاقات السعودية الإيرانية التي قد تنفجر في أي وقت. على سبيل المثال، إذا قامت السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو وقعت معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة”.

وأجرت السعودية وإيران مناورات عسكرية مشتركة الشهر الماضي، في الوقت الذي حاولت فيه الرياض النأي بنفسها عن الهجوم الإسرائيلي على إيران.

ويقول محللون إن إحجام المملكة العربية السعودية عن التدخل في صراع إسرائيل مع إيران يعود جزئيا إلى المخاوف من أن الحوثيين قد يستأنفون الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على المملكة.

وبهذا المعنى، ساعد الحوثيون إيران على إضعاف بريق المظلة الأمنية الأميركية. وتحاول واشنطن تعزيز العلاقات العسكرية مع إسرائيل وشركائها في الخليج العربي.

ومع ذلك، فإن الأحداث المحلية في اليمن قد تقود في المستقبل حسابات الولايات المتحدة وشركائها العرب.

يمن مونيتور4 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام في ذاكرة القلب: رحلة في حنايا المشاعر المختبئة العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر مقالات ذات صلة 28 شركة طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر 5 نوفمبر، 2024 أكسيوس: أمريكا والسعودية تبحثان اتفاقية أمنية لا تتضمن إسرائيل 5 نوفمبر، 2024 دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين 5 نوفمبر، 2024 العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية 28 شركة طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر 5 نوفمبر، 2024 أكسيوس: أمريكا والسعودية تبحثان اتفاقية أمنية لا تتضمن إسرائيل 5 نوفمبر، 2024 دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين 5 نوفمبر، 2024 العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 هاريس ضد ترامب… هل يتمكن الرئيس الأمريكي الجديد دفع الحوثيين بعيداً عن البحر الأحمر؟! 4 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين 5 نوفمبر، 2024 العليمي والسيسي يناقشان في القاهرة أزمة البحر الأحمر 4 نوفمبر، 2024 اختيار “بن دغر” رئيساً لـ”التكتل الوطني للأحزاب والقوى اليمنية” في عدن 4 نوفمبر، 2024 خروج محطة كهرباء عدن عن الخدمة عقب نفاد الوقود 4 نوفمبر، 2024 الداخلية اليمنية تعلن وفاة 11 شخص من بين 16 واقعة انتحار 4 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 16 ℃ 22º - 14º 38% 1.72 كيلومتر/ساعة 22℃ الثلاثاء 20℃ الأربعاء 21℃ الخميس 22℃ الجمعة 22℃ السبت تصفح إيضاً 28 شركة طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر 5 نوفمبر، 2024 أكسيوس: أمريكا والسعودية تبحثان اتفاقية أمنية لا تتضمن إسرائيل 5 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬354 غير مصنف 24٬188 الأخبار الرئيسية 14٬951 اخترنا لكم 7٬063 عربي ودولي 6٬978 غزة 6 رياضة 2٬354 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬256 كتابات خاصة 2٬087 منوعات 2٬009 مجتمع 1٬841 تراجم وتحليلات 1٬802 ترجمة خاصة 82 تحليل 14 تقارير 1٬614 آراء ومواقف 1٬547 صحافة 1٬485 ميديا 1٬415 حقوق وحريات 1٬327 فكر وثقافة 903 تفاعل 816 فنون 481 الأرصاد 325 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enan

نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...

SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

مقالات مشابهة

  • دعوات في بلغاريا لتفويض نائبه في البرلمان الأوروبي للتفاوض مع الحوثيين
  • هاريس ضد ترامب… هل يتمكن الرئيس الأمريكي الجديد دفع الحوثيين بعيداً عن البحر الأحمر؟!
  • حميد الأحمر يفاجئ قواعد الإصلاح داخل وخارج اليمن بعقد صفقة جديدة بشأن غزة
  • حماس تدعو إلى تصعيد المواجهة بالضفة ردا على هجمات المستوطنين
  • قوات عسكرية ضخمة تدخل اليمن لاستكمال معركة تحرير الحديدة
  • تهديد مباشر للأمن القومي المصري: 6 مليارات دولار خسائر هجمات البحر الأحمر ومواجهة حتمية لاقتلاع الحوثي
  • حزب الله يشن هجمات صاروخية ونوعية على مواقع إسرائيلية: تصعيد متواصل واستنفار عسكري
  • البحرية الأمريكية تكشف عن تكلفة الذخائر ضد الحوثيين في البحر الأحمر
  • مصر تعلن خسارتها 6 مليارات دولار جراء هجمات الحوثيين ضد السفن
  • مصر تعلن حجم خسائرها بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر