البيت الأبيض: المناقشات بشأن هدنة إنسانية في غزة "جادة للغاية"
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن "المناقشات بشأن هدنة إنسانية في غزة وإطلاق سراح الأسرى، جادة للغاية"، مؤكدا على أنه "أصبح بالإمكان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع من الأردن".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد قالت يوم أمس، إنه "ربما تدعم واشنطن هدنة إنسانية ممتدة في قطاع غزة، إذا وافقت حركة حماس الفلسطينية على إطلاق سراح الأسرى".
وفي السياق نفسه، أوضحت الخارجية الأمريكية، أن "الولايات المتحدة سوف ترحب بقرار يدعم تلبية الاحتياجات الإنسانية لغزة، ولكن تفاصيل القرار مهمة".
وأضافت الخارجية الأمريكية، أن "أمريكا تعمل مع زملاء في مجلس الأمن لحل قضايا معلقة متعلقة بمشروع قرار خاص بغزة".
تجدر الإشارة إلى أنه لليوم الـ75 يواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة المحاصر، وسط قصف كثيف استهدف مختلف مناطق القطاع، وحرب إبادة جماعية يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين.
وشنت طائرات الاحتلال غارات كثيفة على عدة مناطق من قطاع غزة فجر الأربعاء. فيما استهدف قصف عنيف جباليا شمال قطاع غزة، بعد يوم من استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة أكثر من 70 آخرين في قصف إسرائيلي على بلدة ومخيم جباليا.
وارتفع عدد الشهداء إلى 19 ألفا و667 والجرحى إلى 52 ألفا و586، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة حماس الكيان الصهيوني قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا والسلاح الأبيض من مسافة ما تحت الصفر
للوهلة الأولى يُخيّل لمن يشاهد أو يسمع عن المواجهات الأخيرة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال، بأن الذخيرة قد نفدت من المقاومين حتى لجأوا إلى استخدام السلاح الأبيض للالتحام مع العدو من مسافة ما تحت الصفر، لكنها الشجاعة والإقدام التي يتحلى بها المقاومون والذين ما برحوا يحملون روحهم على أكفهم، ويزرعون الرعب في قلوب الجنود الصهاينة، إنها الجرأة والقدرة على التحكم بإيقاع ووتيرة الاشتباك.
مع تعاظم مجازر الإبادة التي ترتكبها القوات الغازية في شمالي غزة، وخاصة في مخيم جباليا وجباليا البلد، شهدت الفترة الأخيرة عمليات نوعية عديدة اتخذت أساليب جديدة، من الاقتحام المباشر واستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة إلى العمليات الاستشهادية في الإجهاز على ضباط وأفراد جنود العدو.
ولقد حملت هذه العمليات دلالات عديدة؛ أبرزها الروح الاستشهادية لمقاتلي المقاومة، والاستعداد الدائم للتضحية بالغالي والنفيس. وثانيها، أكدت على جرأة وشجاعة المقاتل الفلسطيني في مواجهة عدو مدجج بأحدث انواع السلاح والتكنولوجيا. وثالثها، أبرزت المهارات اليدوية والبدنية والقتالية التي يتمتع بها المقاتلون الفلسطينيون برغم مرور أكثر من 440 يوما على معارك طوفان الأقصى؛ وهذا ما لم يتوقعه القادة الصهاينة في أن تبلغ المواجهة إلى هذه المسافة ما تحت الصفرية. ورابعها، أشارت إلى قدرة المقاومة على الاستطلاع والمراقبة الدقيقة لتحركات العدو أفرادا أو آليات.مع تعاظم مجازر الإبادة التي ترتكبها القوات الغازية في شمالي غزة، وخاصة في مخيم جباليا وجباليا البلد، شهدت الفترة الأخيرة عمليات نوعية عديدة اتخذت أساليب جديدة، من الاقتحام المباشر واستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة إلى العمليات الاستشهادية في الإجهاز على ضباط وأفراد جنود العدو وخامسها، افتضاح الفشل الاستخباري الإسرائيلي أمام الجمهور الإسرائيلي، والذي أدى إلى فشل ميداني متكرر ما أفقد الثقة بقادة القوات الغازية. وسادس هذه الدلالات، امتلاك المقاومة عنصر المفاجأة وتوظيف التكتيك والتوقيت المناسب. ولقد أبرزت هذه العمليات امتلاك أفراد المقاومة المهارة التكتيكية الميدانية، والقدرة على المناورة والتمويه في ظروف بالغة التعقيد والخطورة، وتوظيف كافة الإمكانات المتاحة والاستفادة من طبيعة الأرض والبيوت المدمرة، والعمل وسط الأنقاض.
من ناحية أخرى، حملت هذه العمليات رسائل ومضامين عديدة:
أبرزها، بأن لدى المقاومة لا زال هناك الكثير في جعبتها لمواجهة قوات الاحتلال ومواجهة الضغط العسكري، الذي يمارسه نتنياهو للضغط على طاولة المفاوضات لفرض شروط جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى، والتأثير على مجرياتها. كما تحمل رسالة أخرى إلى الشارع الإسرائيلي، وخاصة إلى عائلات الأسرى لإظهار هشاشة، وضعف جنود الاحتلال، وعدم قدرتهم على القضاء على المقاومة، وانحطاط روحهم المعنوية، وتفشي الأمراض النفسية في صفوفهم، وحالات الهلع والرعب التي تنتابهم.
ولعل أهم الرسائل تكمن في فشل القوات الغازية في عزل شمال غزة عن جنوبه، وفشل حصاره وتهجير أهله على الرغم من مضي نحو 80 يوما، وخاصة فشله في مخيم جباليا الذي دُمّر نصفه والذي لا زال يشهد هذه العمليات والمواجهات النوعية برغم صغر المساحة الميدانية فيه؛ مما يعني أن المقاومة أفشلت ما سمِّي بخطة الجنرالات.
في واقع الأمر، إن ما تقوم به القوات الإسرائيلية في قطاع غزة هو مواجهات بلا أهداف عسكرية، بل هناك أهداف سياسية لدى نتنياهو موجهة نحو الداخل باتجاه عائلات الأسرى، وأخرى باتجاه المعارضة والأحزاب، التي تتربص به لإنهاء حياته السياسية وخروجه من المشهد نهائيا. ولكن في الوقت ذاته موجهة ضد شعبنا، بهدف تدمير حياته ومستقبله، وبالتالي تهجيره من خلال شن مجازر الإبادة الجماعية بكل أشكالها وصورها، من التجويع والتعطيش، ومنع الحصول على المساعدات، إلى نشر الأوبئة والأمراض وتلويث البيئة، وضرب البنى التحتية من مرافقٍ ومشافٍ، وكل ما له علاقة بجوانب الحياة.
في نهاية المطاف، يبقى صمود شعبنا الاسطوري هو الفيصل، وتبقى قوة إرادة المقاومين على المواجهة بسلاحهم الأبيض وكافة السبل، الكفيلة بهزيمة أهداف حرب نتنياهو الإجرامية.
[email protected]