موقع 24:
2025-03-29@10:32:22 GMT

البحرية الأمريكية تواجه أزمة جديدة في السويس

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

البحرية الأمريكية تواجه أزمة جديدة في السويس

موجة الهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأحمر، وهو القناة الجنوبية الوحيدة إلى قناة السويس المصرية، تشكل تهديداً خطيراً على التجارة العالمية، كما تشير مجلة "إيكونومست" البريطانية في تقرير جديد.

وأطلق الحوثيون المدعومون من إيران، أكثر من 100 طائرة بدون طيار وصواريخ على سفن مرتبطة بأكثر من 35 دولة، لإظهار دعمهم الفلسطينيين أمام إسرائيل، لكن المجلة ترى أن حملتهم هي "إهانة لمبدأ حرية الملاحة، والتي هي بالفعل في خطر كبير على طول المسافة من البحر الأسود إلى بحر الصين الجنوبي"، مشددة على ضرورة التعامل مع هذا التهديد من قبل أمريكا وحلفائها بحزم ومن دون تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.


أزمة في التوريد

وتشرح المجلة  أنه يمر 20% من حجم الحاويات العالمية و 10% من التجارة المنقولة بحراً و 8-10% من الغاز والنفط المنقول بحراً عبر البحر الأحمر وطريق قناة السويس.

وبعد أسابيع من الفوضى، أوقفت أربع من أكبر خمس شركات شحن حاويات في العالم الرحلات عبرها، وأوقفت شركة "بريتيش بتروليوم" شحنات النفط مؤقتاً. 

وعلى الرغم من أن تأثير ذلك على أسعار الطاقة كان ضعيفاً بسبب وفرة الإمدادات، إلا أن أسعار أسهم شركات الحاويات ارتفعت، حيث يتوقع المستثمرون ضغوطاً على القدرات، فيما ارتفعت تكلفة شحن حاوية بين آسيا وأوروبا، لذلك إذا لم يتم حل الأزمة، فسوف تتسبب في أزمة في سلسلة التوريد.

ويقول التقرير إن مخزون الحوثيين من الطائرات بدون طيار والصواريخ، الذي توفره إيران، هو موضع "حسد" للعديد من الجيوش، إذ إن هذه الجماعة تعد واحدة من القوى بالوكالة التي تستخدمها إيران لمهاجمة المصالح والعربية والغربية.

في عام 2022 شن الحوثيون هجمات متعددة على منشآت أرامكو السعودية المسؤولة عن أكثر من 10% من إنتاج النفط العالمي، ما جعل العديد يتساءلون من أين تمتلك ميليشيا كهذه صواريخ باليستية قادرة على الطيران لمسافة 2000 كيلومتر وضرب الناقلات؟


نهج دفاعي

أمضت السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية أسابيع في تصدي طائرات بدون طيار وصواريخ من السماء، ففي 16 ديسمبر (كانون الأول) أسقطوا 15. ومع ذلك، من الصعب الحفاظ على هذا النهج الدفاعي.

وللحفاظ على النهج الدفاعي، توضح المجلة أن هذا يتطلب ثلاث خطوات. أولاً، وجود بحري دولي أكبر في الشرق الأوسط.

في 18 ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت أمريكا عن فرقة عمل جديدة مكونة من 10 دول للقيام بدوريات في المنطقة، وتتألف بشكل أساسي من الدول الغربية، والبحرين هي الدولة العربية الوحيدة التي وقعت على الاتفاقية، ومن المتوقع أن تنضم إليها دولاً أخرى في مقدمتها الهند، التي تعتمد على السويس ولديها سفن في المنطقة. 

Attacks on shipping threaten to upend peace talks in Yemen. The Saudis want to conclude their war with the Houthis, even as America may fight them milita https://t.co/sndkYe9LfQ ????

— The Economist (@TheEconomist) December 20, 2023

وتشير المجلة إلى أنه ما لا يقل عن 5 مدمرات أمريكية موجودة الآن في البحر الأحمر، بينما تستعد حاملة الطائرات الأمريكية دوايت أيزنهاور قبالة جيبوتي، بأسرابها الأربعة من الطائرات التي تطال نطاق أراضي الحوثيين، كما أنها تحمل نحو 600 أنبوب لإطلاق الصواريخ. وفي الوقت الحالي، ستلعب فرقة العمل الدولية هذه دور الدفاع.


الدبلوماسية

وأحد الخيارات بحسب المجلة هو توفير الحراسة المسلحة للسفن التجارية، كما فعلت أمريكا في الخليج في عام 1980 خلال ما يسمى حروب الناقلات، لكن مع مرور الوقت يتطلب هذا الكثير من السفن الحربية، فمن المرجح أن تنشئ فرقة العمل ممراً آمناً، مع دفاع جوي ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ. 

وهذا ينقلنا إلى الخطوة الثانية، وهي الدبلوماسية، إذ تقف السعودية على أعتاب اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار مع الحوثيين والذي قد ينهي حرب اليمن، ويمكن أن تشمل ضمن شروطها التزامات لإنهاء الهجمات البحرية، وقد يناسب ذلك أمريكا التي تحرص على تخفيف حدة التوترات الإقليمية، وتمدد أسطولها البحري، حيث إن هناك حاجة ماسة إلى حاملاتها في آسيا.

ومع ذلك، قد تفشل الدبلوماسية وقد لا يحترم الحوثيون أي اتفاق، لهذا السبب يجب على أمريكا وحلفائها الاحتفاظ بخيار شن ضربات على الحوثيين، على الرغم من أن إيران متهورة، إلا أنها ربما لا تريد حرباً إقليمية شاملة، وقد يتم إقناعها بكبح جماح عميلها جماعة الحوثي، لكن يجب أن تفهم أنه إذا فشلت في القيام بذلك، فإن الانتقام من الحوثيين أمر لا مفر منه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل اليمن بدون طیار

إقرأ أيضاً:

إيران تفتح باب التفاوض مع أمريكا.. ولكن!

27 مارس، 2025

بغداد/المسلة:

محمد صالح صدقيان

تترقب الأوساط الإقليمية والدولية باهتمام كبير ما ستؤول إليه العلاقة بين الإدارة الأمريكية الجديدة والقيادة الإيرانية علی خلفية البرنامج النووي الإيراني وذلك في أعقاب الرسالة التي وجّهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران وتولى نقلها إلى طهران المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات العربية المتحدة أنور قرقاش.

تقول مصادر إيرانية إنّ الرد الإيراني علی رسالة ترامب أصبح جاهزاً وأنه يتناول أربعة مجالات تطرقت إليها رسالة ترامب وهي الآتية:

الأول؛ المسألة النووية الإيرانية:

تُبدي إيران استعدادها للجلوس مع الجانب الأمريكي أو مع مجموعة 4+1 إذا وافق الأمريكيون على مبدأ العودة إلی هذه المجموعة لمناقشة الملف النووي الإيراني استناداً للتطورات التي حقّقها هذا البرنامج في السنوات الماضية، وبما يُساهم في إزالة قلق الدول الغربية حيال احتمال انتاج أو حيازة إيران للسلاح النووي.

الثاني؛ البرنامج الصاروخي الإيراني:

تقول إيران إنها لا يُمكن أن تناقش قوتها الدفاعية مع أي جهة أجنبية وأن هذه القوة سواء أكانت في إطار البرنامج الصاروخي أو الطائرات المُسيرة أو غيرها إنما هي قضية قومية إيرانية خصوصاً في ظل تحقُق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل دوري من عدم عسكرة البرنامج النووي الإيراني.

الثالث؛ النفوذ الإيراني إقليمياً:

تتمسك إيران بمقولة عدم تدخلها في قرارات أصدقائها في “محور المقاومة” وأنها تحترم خصوصيات كل حليف.. وبالتالي لكل حليف من الدوافع ما يضعه في مواجهة المشروع الإسرائيلي التوسعي وأيضاً التواجد الأجنبي في المنطقة، إضافة إلی أنها لا تريد ولا تسمح لنفسها أن تتفاوض نيابة عن هؤلاء الحلفاء، وهي لا تحتاج إلى أذرع في المنطقة ولا إلى من يُحارب بالنيابة عنها!

الرابع؛ التهديدات الأمريكية:

تعتبر إيران أن ما ورد من تهديدات في رسالة ترامب للقيادة الإيرانية إنما يُعطي مؤشراً إلی أن الجانب الأمريكي ما يزال يُراهن علی الخيارات العسكرية، وبالتالي، فإن إيران “مستعدة لمواجهة مصادر التهديد بقوة تجعل هؤلاء يندمون على فعلتهم”.

الرد الإيراني ربما يكون حاداً من حيث الشكل ولا يفتح باب المفاوضات، ذلك أن طهران قرأت الرسالة الأمريكية علی أنها “رسالة تهديدية”، كما قال وزير الخارجية عباس عراقجي، لكنها، وبرغم ذلك، تعاملت معها بإيجابية لأجل عدم إغلاق هذا المسار؛ بمعنی أنها قرّرت الرد علی الرسالة خلافاً لتعامل المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي عندما رفض استلام رسالة ترامب إبّان ولايته الرئاسية الأولی.

وفي خضم هذه التطورات، كانت طهران ترصد صدور تصريحات متناقضة لشخصيات في الادارة الأمريكية، فمبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال إن ترامب لا يريد الحرب مع إيران ولا يری مبرراً للجوء إلى الخيار العسكري معها، في الوقت الذي قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز في مقابلة تلفزيونية بعد 24 ساعة من تصريحات فيتكوف إن الولايات المتحدة ستُفكك برنامج إيران النووي كاملًا، “وعلى إيران أن تتخلى عن برنامجها النووي بطريقة يراها العالم أجمع. وإذا لم يفعلوا، فإن الوضع يتجه نحو التصعيد. جميع الخيارات مطروحة، وقد حان الوقت لإيران للتخلي تمامًا عن رغبتها في امتلاك سلاح نووي”. وفي هذا الإطار، كشفت تقارير أمريكية أن الكيان الاسرائيلي يسعی لانتزاع موافقة أمريكية لشن هجوم جوي يستهدف المنشأت النووية الإيرانية.

في ظل هذه الأجواء، تسعى طهران إلى تقييم ما يخرج عن واشنطن من مواقف، وهل يُمكن الارتكاز إلى تصريحات ويتكوف أم والتز أم يجب ان ننتظر لرؤية أي دخان سيخرج من مدخنة البيت الأبيض؟ ولسان حال طهران أن دبلوماسية الصبر هي ألفباء الفهم العميق للسيكولوجية السياسية للطرف الآخر، وهنا تكمن إشكالية فشل ترامب في التعامل مع إيران، على الرغم من براعته المزعومة في عقد الصفقات الكبری. زدْ على ذلك أن إيران ليست المكسيك وبالتالي لن تنجح استراتيجية الضغوط القصوى عليها.

إن تجاهل الثقافة السياسية الإيرانية التي تُقدّس مقاومة الهيمنة الأجنبية يُقوّض أي مسار للتقدم إلى الأمام، كما أن الإصرار الأمريكي على تبني سردية فوقية في التحدث مع إيران هو أمرٌ لا ينسجم مع السياق الإيراني، كما تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز. ‏ولطالما تمحورت السردية الإيرانية حول عناوين الفخر الوطني والاقتدار الوطني والمقاومة والكرامة. ومن غير المرجح أن تنجح أية استراتيجية دبلوماسية أمريكية طالما أنها تغفل هذه الروح الوطنية عند الشعب الإيراني. ‏

إن أمريكا تميل إلى التعامل مع الدبلوماسية من منظور إكراهيّ وتعامليّ – مع التركيز على “المكاسب” السريعة والتنازلات الواضحة – وغالبًا ما يتعارض هذا الأمر مع رؤية إيران الأكثر رمزيةً وتنوعًا للمشاركة.

في السياق الإيراني، لا تقل أهمية نبرة الدبلوماسية وإطارها وافتراضاتها الأساسية عن جوهرها. أي نهج يتجاهل هذه الأبعاد قد يُنظر إليه على أنه يفتقر إلى الاحترام أو الصدق.

و‏بدلاً من إضعاف عزيمة إيران بأشكال مختلفة، فإن حملة “الضغوط القصوی” التي وقّع عليها الرئيس ترامب تجعل من المستحيل سياسياً على أي زعيم إيراني – إصلاحي كان أم أصولي – قبول مبدأ التفاوض بهذه الطريقة المُهينة. وكما أوردنا أعلاه فإن أي نظام يستمد شرعيته من خلال الدفاع عن مشاعر الكرامة الوطنية ومقاومة التدخلات الخارجية.

ولا يمكن لأي شخصية سياسية إيرانية أن تبدو وكأنها تستسلم للتهديدات. صحيح أن “الضغوط القصوى” ولّدت صعوبات اقتصادية، لكنها رفعت أيضاً التكلفة السياسية للتنازلات.

وبالنسبة إلى طهران، فإن الكيان الإسرائيلي الذي يُمارس قادته أقصى الضغوط على ترامب من أجل اعتماد الخيار العسكري في مواجهة إيران، لم يعد مجرد منافس إقليمي، بل عدوٌّ وجوديٌ. وأيُّ مؤشر على أن المفاوضات تُنسَّق مع إسرائيل أو تتأثر بها يُعزّز الاعتقاد بأن دبلوماسية المفاوضات فخٌّ مُصمَّم لإضعاف إيران من الداخل، ولذلك فان مثل هذه المفاوضات لا تعتبرها طهران فرصةً، بل تهديدًا لها. ‏

وإذا كان ترامب يرغب في فتح باب المفاوضات مع إيران عليه التخلي عن القوالب القسرية واعتماد استراتيجية دبلوماسية متجذرة في التفاهم الثقافي، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة. وهذا يعني فصل عملية التفاوض عن نفوذ وتأثير اي طرف ثالث وبخاصة كيان الاحتلال، فكلما زاد وتيرة تدخله وعلت نبرته ازدادت شكوك طهران وتعمّقت أكثر فأكثر.

في الخلاصة، بات الجانبان الإيراني والأمريكي أمام تحدٍ صعبٍ، وتستطيع واشنطن ادارة مقاربة ناجعة لدفع عجلة المفاوضات وإلا ستبقى العملية الدبلوماسية مهمشة، وستظل المواجهة تُشكل سمة بارزة في العلاقات الثنائية بين واشنطن وطهران، حالياً ومستقبلاً، وكما كانت على مدى العقود الأربعة الماضية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. أمريكا تدخل على خط أزمة السودان بطموح تحقيق الحكم المدني
  • أمريكا تشن أكثر من 40 ضربة جوية استهدفت بها الحوثيين في اليمن
  • محللون: إسرائيل تواجه معضلتين مع الحوثيين و3 خيارات أمامها للرد
  • خطاب جديد مكرر لعبدالملك الحوثي: ''القطع البحرية الأمريكية تهرب منا إلى أقصى شمال البحر الأحمر''
  • جامعة كفر الشيخ تعقد ندوة بعنوان "التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية"
  • التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية.. ندوة بجامعة كفر الشيخ
  • إيران تفتح باب التفاوض مع أمريكا.. ولكن!
  • مجلة “فوريون بوليسي” الأمريكية: “الردع العسكري ضد الحوثيين غير مرجح نظرًا لاستقلالهم عن إيران”
  • عبد المسيح: دورة الصمود التي رُقِّي بموجبها 26 رتيبًا في أمن الدولة إلى رتبة ملازم تواجه اليوم خطر إلغاء مرسومها
  • افتتاح مكاتب صرف جديدة بمطار أحمد بن بلة والمحطة البحرية بوهران