لم تضع معركة واترلو عام 1815 التي جرت في أراض بلجيكا الحالية، حدا نهائيا لطموحات نابليون بونابرت فحسب بل وتحولت جثث آلاف من جنوده القتلى إلى تجارة مربحة للأسنان الطبيعية.
إقرأ المزيدبعد المعركة الفاصلة التي ألحق فيها البريطانيون بنابليون هزيمة قاسية، تحولت أرض المعركة إلى مقبرة مترامية الأطراف لجنود هذا القائد الشهير.
الفرصة استغلها تجار عديمو الضمير كمنجم لثروة كبيرة، فقام البعض باستخراج الجثث وانتزاع الأسنان من الجنود الشبان القتلى وبيعها لاستعمالها في طواقم أسنان للأغنياء يستعملونها بديلا عن الأسنان المهترئة.
في تلك الحقبة ظهر مصطلح "أسنان واترلو"، للتخفيف من وقع هذه التجارة المثيرة للاشمئزاز والنفور، ولا يزال هذا التعبير يزين العديد من الملاحظات التوضيحية المرفقة بمعروضات المتاحف ذات الصلة.
أسباب ازدهار تجارة أسنان الموتى:
الطلب على الأطراف الصناعية ازداد في تلك الحقبة. وعلى الرغم من أن أولها ظهر في بداية القرن التاسع عشر، إلا أنها كانت هشة للغاية وغير مريحة، لذلك تم استخدام أسنان بشرية حقيقية في كثير من الأحيان كأطراف اصطناعية.
كان ميدان معركة "واترلو" واسع جدا مع سقوط عدد كبير جدا من القتلى، وخاصة من الشباب الأصحاء، وهؤلاء يعدون مصدرا مثاليا لمثل هذه الأطراف البديلة.
الجدير بالذكر أن الأسنان التي نزعت من القتلى في معركة "واترلو"، أرسلت بشكل أساسي إلى المملكة المتحدة، حيث بيعت للحرفيين المحليين.
الحرفيون قاموا بفرزها وغليها وصقلها ثم ربطوها بقاعدة مصنوعة من أنياب فرس النهر أو عاج الفيل.
نماذج من مثل هذه الطواقم البديلة المصنوعة من أسنان جنود نابليون لا تزال معروضة في متحف الأسنان البريطاني.
أما سبب إقبال الأثرياء على اقتناء أسنان طبيعية بديلة فتعود قصته إلى حقبة اكتشاف الأوروبيين السكر في جزر الهند الغربية.
ترسخت في تلك الحقبة الزمنية عادة غريبة لمعايير الوجاهة تمثلت في التباهي بالأسنان السوداء التي نخرها السوس، على اعتبار أنها علامة على الثروة والرقي.
الأغنياء كانوا يستهلكون بكثرة السكر الغالي الثمن. وحين يرى الفقراء المعدمون الذين لم يتذوقوا طعم السكر في حياتهم، أسنان المترفين السوداء المتآكلة بالتسوس، ربما يحسدونهم على ذلك المظهر.
هذه "الموضة" الغريبة لم تدم طويلا لحسن الحظ،، وواجهت نخبة الأثرياء المترفين مشكلة في تلك الفترة الزمنية من القرن التاسع عشر، وذلك لأن ثرواتهم مهما كانت كبيرة لن تمكنهم من استعادة أسنان بيضاء سليمة. مع بروز هذه الحاجة ظهرت صناعة أطقم الأسنان.
في البداية كانت أطقم الاسنان الصناعية من الخشب ثم تحولت إلى العاج، ويمكن تخيل مظهر فم من يحمل مثل هذا الأطقم، فاتجهت الأنظار إلى الأسنان الطبيعية.
أدرك الحرفيون المتخصصون في هذه المهنة وجود إمكانية للحصول على أسنان من الفقراء، وهؤلاء لن يمانعوا في سبيل الحصول على المال، في التضحية بسن أو أكثر وخاصة أنهم قليلا ما يستخدمونها!
ثم جاءت معركة "واترلو" التي كانت بمثابة منجم للأسنان. هرعت جموع غفيرة إلى أرض المعركة وانهمكت في البحث عن الجثث واقتلاع الأسنان منها في تجارة ازدهرت على حساب الموتى والقيم الإنسانية التي تختفي تماما أحيانا عند البعض، كما جرى في تلك المناسبة.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف نابليون فی تلک
إقرأ أيضاً:
عضو بـ«الشيوخ»: مصر تخوض معركة دبلوماسية لدحض أي مخطط للنيل من الأمن العربي
أكد الدكتور جمال أبوالفتوح عضو مجلس الشيوخ، أن القيادة السياسية تخوض معركة دبلوماسية من المستوى الرفيع من أجل دحض كل المخططات التي تنال من الأمن العربي، من خلال التوصل لموقف عربي موحد يسهم في تحقيق السلام الدائم والحفاظ على التوازن السياسي بالمنطقة، في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي عاشها الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب على غزة، واشتعال بؤر الصراع التي تفاقمت خلال العام الماضي بين أذرع حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
احتواء الصراعات والأزمات المتلاحقة على المنطقةأضاف أبوالفتوح في بيان، أن تحركات وخطوات الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتسمت بالتوازن والحكمة لاحتواء هذه الصراعات والأزمات المتلاحقة على المنطقة، التي كادت أن تضعها على حافة الهاوية، لولا نجاح الجهود المصرية بالتعاون مع بعض الأطراف الإقليمية لنجاح المفاوضات وإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي جعلت المنطقة تلتقط أنفاسها بعد أكثر من عام في الصراعات التي كبدت الوطن العربي خسائر اقتصادية وأسهمت في تهديد الأمن القومي للبلدان العربية.
أشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القاهرة تحرص دائما على التعاون مع مختلف البلدان العربية من أجل احتواء تطورات الأوضاع الإقليمية، التي تكون لها مردود سلبي على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، موضحاً أن الرئيس السيسي أثبت خلال مواقفه التاريخية لدعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب السوداني في محنته الأخيرة بأن مصر هي رمانة الميزان بالمنطقة، وأنها بالفعل صمام الأمان والاستقرار للشرق الأوسط، من خلال حضورها القوى في مختلف المحن والأزمات التي تعرقل طريق الوطن العربي .
أوضح الدكتور جمال أبوالفتوح، أن مصر دائما وسيطاً نزيهاً وشريفاً لإنهاء أي أزمة مهما كان حجمها، وخير دليل على ذلك دورها في إتمام اتفاق وقف إطلاق النار، بخلاف موقفها التاريخي للدفاع عن الفلسطينيين متسلحة بقوتها السياسية والدبلوماسية المعهودة، مشيراً إلى أن الجهود المصرية لا تزال قائمة الآن لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع غزة، بما في ذلك تبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية لتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.