ثمن أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، التعاون الممتد بين الجامعة العربية وروسيا الاتحادية على كافة المستويات .

 قائلا أن روسيا الاتحادية تعد الشريك الدولي الفاعل الذي يربطنا به تاريخ مديد من العلاقات السياسية، فضلاً عن مقومات تاريخية وثقافية تمثل أرضية صلبة يمكن البناء عليها من أجل تدعيم أواصر العلاقات بيننا، ولتعزيز قدرتنا سوياً على مواجهة الأزمات والتحديات المشتركة.


وخاطب أبو الغيط خلال كلمته فــي الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي الذى عقد فى مراكش اليوم الاربعاء ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعـاون الإفريقي  والمغاربة المقيمين بالخارج بالمملكة المغربية ، و سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية ، مخاطبة .

"يطيب لي بداية أن أتوجه بخالص شكري وتقديري للمملكة المغربية على استضافتها الكريمة لأعمال الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي-الروسي في "المدينة الحمراء".. مراكش العريقة. 
وأضاف أبو الغيط ، اليوم. يكون قد مرّ عشرون عاماً على انطلاق التعاون بين جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية بتوقيع مذكرة تفاهم عام 2003. وأيضاً مرت عشرة أعوام على إطلاق منتدى التعاون العربي الروسي في موسكو عام 2013".


مؤكداً لقد أثبتت العلاقات العربية الروسية فعاليتها على مر التاريخ من خلال التعاون الوثيق والثقة المتبادلة.

 ولازالت جامعة الدول العربية تسعى للمزيد من تطوير هذه العلاقات وتعميقها.

وأوضح أبو الغيط إن العلاقة مع روسيا تقوم على أساس من الندية والاحترام المتبادل والفهم المشترك للقضايا محل الاهتمام من جانب كل طرف . وليس بخافٍ ما مرت به المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من تحديات أمنية وسياسية، وهزات تعرضت لها بعض دولها .

 مستطرداً إن تجاوز هذه الأزمات المعقدة، في سوريا واليمن والسودان والصومال، يحتاج إلى تفهم وتعاون من القوى الدولية الكبرى، ومن بينها روسيا بكل تأكيد. فهي شريك أصيل للكثير من دولنا. بالجغرافيا والتاريخ وإرث التعاون السياسي الوثيق.


ومن بين التحديات التي تواجه منطقتنا، تظل القضية الفلسطينية هماً رئيسياً وجُرحاً غائراً في قلب أمتنا. وجمعينا يُتابع الجريمة التي تُرتكب اليوم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . من قتلٍ لآلاف الأبرياء، جُلهم من النساء والأطفال. إلى تدمير مُتعمد للبُنية الأساسية من المستشفيات والمدارس وتهجير للناس وإخراجهم من بيوتهم.


وتابع أبو الغيط ، أقول إن العالم كله يُتابع وقائع هذه الجريمة النكراء، التي أعادت إلى الأذهان توحشاً وخروجاً على الحضارة كنا نظن أن البشرية تجاوزته وبرئت منه.


جريمة غزة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليست عاراً عليه فقط. وإنما عارٌ على من كل من شارك بالتأييد أو الدعم أو الصمت على الجرائم . لا مُسمى لما يجري في غزة سوى بأنه مذبحة وحرب إبادة وتطهير عرقي.


وأكد أبو الغيط كل من يقف ضد وقف فوري لإطلاق النار في غزة يحمل على يديه دماء الأبرياء الذين تزهق أرواحهم بلا جريمة أو ذنب.


مضيفاً إن خطة الاحتلال صارت واضحة، وهي تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة والقضاء على إمكانيات الحياة في القطاع لفترة طويلة . أو تهجير أهله قسرياً بحيث يتحقق فصل الشعب عن أرضه .

 وتنتهي القضية الفلسطينية ويتم تصفيتها . وهو ما لن يكون أبداً.


وشدد أبو الغيط ، إننا نُثمن عالياً الدول التي اتخذت، ومن البداية، خيار الانحياز للجانب الصحيح من التاريخ ، التي سمت الأشياء بمسمياتها. وعبرت بوضوح عن موقف متوازن جوهره أن الاحتلال واستمراره هو لب المشكلة وأصل القضية. وأن تاريخ الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر الماضي، بل قبل ذلك بكثير.


وأكد إن معالجة مأساة غزة ومنع تكرارها، يتطلب حلًا جذريًا لمسببات اشتعالها، وأعني هنا تطبيق حل الدولتين بأسرع وقتٍ ممكن؛ فغزة جزء من القضية الفلسطينية، ومعالجة مشكلتها لا تكون سوى بمعالجة القضية وتسويتها، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية . لا حل سوى أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم وأن تكون لهم سيادة على أرضهم تطبيقاً لحق تقرير المصير. الذي ما زال قادة إسرائيل يتنصلون منه، ويرفضونه ويعلنون على الملأ –وبلا خجل- أنهم سوف يستمرون في اغتصابه عبر ممارسة الاحتلال .

 وعلى كل من يسعى لتحقيق سلام مستدام، ومن بينها روسيا الاتحادية، لصالح شعوب المنطقة جميعاً، أن يُدرك أن الاحتلال هو أصل القضية، وأن انهاءه هو بداية الحل.

واستطرد أبو الغيط ، وعلى صعيد الأزمات العربية المستمرة اتسعت وبكل اسف رقعة المواجهة المسلحة في السودان وتزايدت التكلفة البشرية والمادية لتلك الحرب الدائرة منذ ابريل الماضي . ولا زلنا نأمل ان تسود الحكمة واعلاء المصلحة العليا للوطن السوداني ومؤسساته الوطنية ومصلحة الشعب السوداني العريق. مستطرداً ، إننا ندعو إلى استكمال مسار الحل السياسي في ليبيا، ومرافقة الليبيين لحين تحقيق كافة أهدافهم في استقرار بلادهم واستعادة سيادتها وأمنها.


كما ندعو لحل سلمي للأزمة اليمنية لصالح شعبها، ولصالح أمن المنطقة الذي يتعرض اليوم لتهديدات خطيرة في منطقة البحر الأحمر.


وندعم أي جهد يبُذل لمعالجة مسببات وتداعيات الأزمة السورية من مختلف جوانبها وهنا أخص بالذكر أهمية استمرار العمل الجاد بين لجنة الاتصال العربية من جهة وسوريا من جهة أخرى بهدف احراز تقدم في المسائل المنصوص عليها في قرارات مجلس الجامعة ذات الصلة.

وأضاف أبو الغيط ، لقد كانت روسيا الاتحادية داعمة لمواقف الشعوب العربية في المحافل الدولية. ولذا نحن نتطلع إلى تنسيق وتعاون أكبر لمواجهة مختلف التحديات مثل الإرهاب، وقضايا منع الانتشار النووي، ومسائل الأمن المائي، والأمن الدولي للمعلومات، والقضايا البيئية وغيرها.


إن العلاقات العربية الروسية لا تقتصر على البعد السياسي والاستراتيجي، بل تتعداها إلى المجال الاقتصادي الذي يشهد نمواً كبيراً، وإن كان أقل مما نطمح إليه، ولا يتوافق وعمق العلاقات التاريخية والثقافية والسياسية التي تجمع بيننا، ولا بحجم الإمكانات التي يتمتع بها الجانبان والفرص الاقتصادية الواعدة لدى الدول العربية. 


لقد كان حجم التبادل التجاري بين الجانبين وقت توقيع مذكرة التفاهم عام 2003 حوالي 3.5 مليار دولار، ليرتفع إلى 14 مليار دولار عام 2013 مع إطلاق الدورة الأولى للمنتدى، وصولاً إلى أكثر من 22 مليار دولار بنهاية عام 2022. 
ما زال حجم ما يمكن إنجازه كبيراً. خاصة بالمقارنة مع الدول والتجمعات التي تقيم معها جامعة الدول العربية منتديات للتعاون.

 

 وهنا فإنني أدعو إلى تشجيع ودعم مجلس الأعمال العربي الروسي، ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والروس؛ بما يحقق المزيد لصالح شعوبنا ويصل بنا لشراكة بناءة تخدم مصالح الطرفين.
وأوضح ، إن التعاون الثقافي والعلمي، على سبيل المثال، يتطلب مزيداً من الاهتمام والجهود المشتركة وأن نضعه على سلم أولوياتنا بهدف تعميق أواصر التقارب بين الدول العربية وروسيا الاتحادية. وأكرر هنا أهمية النظر في تنفيذ مقترح إقامة مركز ثقافي عربي في موسكو، الذي اعتمد في اجتماع الدورة الثالثة للمنتدى، ليكون ركيزة لمزيد من التعاون في المجالات الثقافية والعلمية ولتعميق أواصل التقارب بين الشعبين العربي والروسي؛ وقد اقترحنا في هذا الصدد تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء هذا المركز.

 

وتطلع أبو الغيط إلى نتائج ملموسة ومثمرة لتشكل قاطرة لتحقيق طفرة في العلاقات بيننا في جميع المجالات، بما يعود بالنفع على الجانبين ويدفع بعلاقاتنا نحو آفاق أرحب؛ متطلعين إلى عقد الاجتماع الوزاري السابع في روسيا الاتحادية لنواصل مسيرة التعاون الجماعي بما يخدم مصالحنا المشتركة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ابو الغيط الجامعة العربية الوفد بوابة الوفد المغرب روسیا الاتحادیة الدول العربیة العربی الروسی أبو الغیط

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تؤكد أهمية تضافر الجهود لمواجهة فقدان الأراضي الرطبة

أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،أهمية تضافر جهود الدول العربية لمواجهة فقدان الأراضي الرطبة وتدهور الأراضي.

جامعة الدول العربية: حذرنا كثيرا من تدخلات إيران في المنطقة منذ سنوات طلاب "سياسة المستقبل" يزورون جامعة الدول العربية

وحذرت الجامعة العربية في بيان اليوم الأحد بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة الذي يحتفل به العالم في الثاني من فبراير، من اختفاء الأراضي الرطبة في العالم بمعدل ينذر بالخطر، من خلال تحويل استخدام الأراضي، والتلوث من مياه الصرف، حيث أدت النظم الهيدرولوجية المتغيرة، وتغير المناخ إلى فقدان 35% من الأراضي الرطبة في العالم على مدى الخمسين عامًا الماضية، مع تسارع وتيرتها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يشير إلي أهمية العمل لوقف المزيد من التدهور واستعادة هذه النظم البيئية الثمينة. 

وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، في البيان ،إن موضوع الأراضي الرطبة يًعد من الموضوعات الهامة التي تتابعها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عبر إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية - الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، ومن خلال الفريق العربي المعني بمتابعة الاتفاقيات البيئية الدولية المعنية بالتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر، والذي يجتمع دورياً كل عام بغرض تنسيق المواقف العربية في هذا المجال، وتنسيق عمل الفرق العربية المشاركة في مؤتمر الأطراف للأراضي الرطبة.

وأشار إلى أن الاحتفال هذا العام له أهمية خاصة حيث يُعقد مؤتمر الأطراف الـ15 للأراضي الرطبة خلال الفترة 23 - 31 يوليو 2025 بزيمبابوى والذي يعقد كل 3 سنوات للاتفاق على خطة الثلاث سنوات لصون النظم البيئية القيمة والدفاع عنها. 

ويحتفل العالم باليوم العالمي للأراضي الرطبة في 2 فبراير، والذي تم تحديدهُ بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 317/75، والذى يوافق اعتماد الاتفاقية الدولية لصون الأراضي الرطبة في 2 فبراير 1971 ويهدف الاحتفال إلى التوعية بأهمية الأراضى الرطبة من أجل ازدهار حياة الإنسان والحفاظ على سلامة كوكب الأرض.

ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "حماية الأراضي الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك" ويسلط هذا الشعار الضوء على حيوية الأراضي الرطبة للبشر وللأنظمة البيئية الأخرى وللمناخ، حيث تتيح خدمات النظم البيئية الأساسية مثل تنظيم المياه، بما في ذلك التحكم في الفيضانات وتنقية المياه. ويعتمد أكثر من مليار إنسان في جميع أنحاء العالم - أي حوالي واحد من كل ثمانية أشخاص - على الأراضي الرطبة لبقاء الحياة علي كوكب الأرض وللتصدي لآثار التغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • ح‌ركة ‏حماس: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين لن تحطم إرادة شعبنا
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية تضافر الجهود لمواجهة فقدان الأراضي الرطبة
  • تفاصيل دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي.. أبو الغيـط يطالب بوضع وثيقة.. ووزير الاتصالات: التطورات التكنولوجية فرضت تحديات جديدة
  • أبو الغيط يفتتح دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي:
  • أبو الغيط: الاحتلال وظف تطبيقات الذكاء الاصطناعي الشريرة في حربه على غزة
  • خبراء يرصدون انهيار النظام الصحي بغزة ويحتجّون ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • الاحتلال الإسرائيلي يُفجر المنازل في مُخيط طولكرم
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • أطباء أمريكيون يشهدون على جرائم الاحتلال الإسرائيلي غزة: الأسوأ على الإطلاق
  • أطباء أميركيون: لم نشهد دمارا كما فعل الاحتلال الإسرائيلي بغزة