أكد النائب طارق الخولي وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وعضو لجنة العفو الرئاسي، أن الدولة المصرية بصدد حصاد كم كبير من الإنجازات التي تحققت على مدار العشر سنوات الماضية، وظهرت بداية الحصاد في مدى وعى الشعب المصري بأهمية المشاركة السياسية، مشيرا في حوار لـ«الوطن» إلى أن الدولة المصرية حققت نجاحا كبيرا في مجال الحريات بعمل لجنة العفو الرئاسي بجانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وإلى نص الحوار:

- ماذا تقول للرئيس السيسي في المرحلة الجديدة؟

أقول هل: لقد حصلت على ثقة المصريين لولاية ثالثة بعد الجهود التي جرت على مدار عقد من الزمان، وهذا يضع عليكم عبئا جديدا ومسؤولية كبيرة لمزيد من العمل والجهد، والتطلع من جانب الشعب المصري إلى تحقيق نجاحات كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأعانكم الله في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية فأنتم أهل للمسؤولية والحكمة والقرار الصحيح.

- ماذا عن مستقبل القضية الفلسطينية وموقف مصر؟

التحدي القائم في غزة والدور المصري الذي يعمل جاهدا لإيقاف كيان الاحتلال عن حربه الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني، ومصر بدأت مبكرا بالنداء لعلاج القضية الفلسطينية باعتبارها أم القضايا وفق القوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، الحرب في غزة كانت كاشفة بشكل كبير لازدواجية المعايير لدى العديد من المنظمات الحقوقية الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان، وعمل بعض المنظمات في إطار سياسي وغض النظر عن حقوق الإنسان الفلسطيني.

ماذا عن مصير ملف حقوق الإنسان في مصر؟

المشروع المصري لحقوق الإنسان لم يكن مشروعا لطرف معين، بل مشروع متكامل يسعى لاتخاذ خطوات جادة في ملف حقوق الإنسان، وهو في نهاية الأمر ملف تراكمي بناء على العمل الشاق والجهود في البنية الحقوقية في كل مؤسسات وأركان الدولية المصرية، وانطلقت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وتفعيل لجنة العفو الرئاسي وخروج العديد من الشباب ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء ولم يرتكبوا أعمال عنف، وكانت هناك تعديلات تشريعية خرجت من الحوار الوطني الذي ما زال قائما بتأكيد من الرئيس السيسي في خطابه بعد إعلان فوزه بولاية ثالثة، فقد أكد استمرار الحوار الوطني الذي نتطلع إلى أن يحقق مزيدا من النجاحات في مجال حقوق الإنسان وتطويره.

- ما الجديد لدى لجنة العفو الرئاسي الفترة المقبلة؟

لجنة العفو الرئاسي كانت من أهم الثمار التي حصدناها على مدار الفترة الماضية، وتخلق حالة من التسامح داخل المجتمع المصري، وتعطي رسائل طمأنة لكل أطراف العملية السياسية، ونتطلع من خلال ولاية الرئيس إلى مزيد من قرارات العفو ومزيد من العمل، والرئيس السيسي أولى لجنة العفو الرئاسي اهتماما كبيرا، وبرز ذلك من خلال عدد كبير من الشباب الذين جرى الإفراج عنهم وهم ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء ولم يرتكبوا أعمال عنف، وامتد ذلك إلى معاونة هؤلاء الشباب على الاندماج في المجتمع من جديد.

 - بصفتك عضوا في تنسيقية شباب الأحزاب ما هي أبرز أحلام الشباب الفترة المقبلة؟

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تمثل حلم جيل من الشباب من مختلف التيارات السياسية، وهذه التجربة أظهرت دورها ومكانتها على الساحة السياسية المصرية بشكل واضح، ومن خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة قدمت شكلا حضاريا في عملها فكان من بين أعضائها من هم أعضاء بالفعل في الحملات الرئاسية للمرشحين الأربعة، وأبرز ذلك مدى ما وصلت إليه التنسيقية من تنوع وتقبل الآخر وقدرة هذا الجيل على العمل بشكل مشترك رغم اختلاف الأيدلوجيات والتنوع الفكري، وشباب التنسيقية يتطلعون إلى مزيد من النجاحات التي تتحقق في العمل العام والسياسي، وتضع التنسيقية برنامجا قويا للعمل كل عام تنتصر من خلاله لتجربة جيل من الشباب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طارق الخولي العفو الرئاسي التنسيقية السيسي الانتخابات الرئاسية تنسیقیة شباب الأحزاب لجنة العفو الرئاسی حقوق الإنسان من الشباب

إقرأ أيضاً:

مقاربة ثقافية بين حادثتي زينب إيرا، وروزا باركس

مقاربة ثقافية بين حادثتي زينب إيرا، وروزا باركس
بقلم صلاح شعيب

حادثة الجدل بين الأستاذ إبراهيم البزعي والأستاذة زينب إيرا أعاد إلى ذهني الجدل الخمسيني بين الأميركان حول حادثة روزا باركس التي رفضت الإذعان لقانون الفصل العنصري. إذ لم تخل مقعدها لرجل أبيض، فكان ما كان. الفارق بين الحدثين في المقدار وليس النوع. فحالة زينب أدعى للبحث من خلفية ثقافية حقوقية، أما حالة بارك فإنما هي حالة تتصل بغمط الحقوق السياسية التي فرضها المجتمع العنصري على سائر الاميركان السود في ولاية ألباما، حيث تنتمي إليها روزا. والحالتان السودانية والأميركية المتعلقتان بحقوق النساء تشير إلى أن الإنسان مهما امتلك ما يراه ثقافة رفيعة فإنه يطغى، ويتكبر، على أخيه الإنسان بدافع يرتبط بتفوق ثقافي أفضل، كما هو مظنون.
صحيح أن مجتمعنا في غالبه تبدل مع الأيام، وصار أكثر تفضيلاً لارتداء الجلابية في حالة الرجال، والثوب في حالة النساء. وما من إقليم في السودان إلا ووجدنا الزيين القاسم المشترك في المناسبات الاجتماعية ملمحاً فيه، وفي الشارع أيضاً. ومع ذلك لم نفرض الجلابية في السنوات الأخيرة زياً للتلاميذ، والطلاب، أو حتى فرضها في مجالات العمل بوصفها زياً وطنياً.
للدواعي العملية في كل مراحل التعليم، ومجالات العمل العام والخاص، فضل الرجال ارتداء البنطال، والقميص. ومع ذلك بقي الثوب الأبيض والمزركش، والبلوزة والأسكيرت، الزي المفضل لبعض النساء. بل إن في مهن معينة لاحظنا أن المضيفات، والسسترات، والنظاميات، يفضلنا زياً يتعارف الناس عليه بوصفه "يونيفورم".
ومع كل ذلك كان العرف، وليس القانون، في أحيان كثيرة هو الذي يفرض زياً محدداً لكل مهنة. وفي مهن الإعلام جميعها لم يُحدد للإعلامي زيا ما. وكان التسامح مع الإعلاميين في تلفزيون السودان كبيراً. فالمذيعون، والمذيعات، يرتدون الجلابية حافية، أو بالسديري، والثوب، والبلوزة. ومع ذلك لم يوجد هناك قانون يمنع استعانة المذيع، أو المذيعة، بزي يعبر عن منطقة معينة من البلاد. وأذكر أن كثيراً من مقدمي البرامج يستعينون بالجلابية والسديري معاً، وهو ما استعرناه من أهل الشرق أنفسهم. ولم يقل لهم أحد بأن الزي الوطني إنما هو الجلابية وكفى، كما تعارف السودانيون على ارتدائها بالعمة، والشال، وأحياناً لا يرون الشال لازماً.
-٢-
واضح أننا كنا متسامحين في موضوع الزي اجتماعياً، ورسمياً، حتى إن جاءت الإنقاذ كادت أن تفرض الحجاب. وهو ليس من ثقافة رداء النساء السودانيات في المئة سنة الماضية. والأكثر من ذلك رأى مشرعو، ومنفذو قانون النظام العام في بنطلون الزميلة لبنى أحمد الحسين، ونديدات لها، شكلاً من الأزياء لا يوجد الحشمة. أو بالأحرى رأوه مثيرا للغرائز، ولذلك حق لنسائنا أن يبارحن محطة القناعة به كزي إسلامي.
زينب بزيها الجذاب، وملامح وجهها الشرقي، ما كان لأن تتعرض لهذا التضييق الثقافي عند الأسبوع الماضي. ذلك لولا أننا ما نزال نختلف حول حقوق ثقافية، إذا هي غُمطت في الماضي فينبغي ألا يستمر الفرمان في هذا الزمان . ففي الوقت الذي تبدوا الزميلة زينب بشكلها المحترم، إذ يمنحها الثوب وزركشتها حول عنقها حشمةً، وجمالاً، رأينا مذيعات يظهرن بأزياء أقرب للشامية، أو المصرية، ومنها الزي المحجب الذي وفد إلينا من الخارج. وهذا الأخير لم يمثل زياً وطنياً بعد اختراقه لثقافتنا كما هو حال "الجينز" حتى تثير ثائرة الأستاذ البرعي ليطالب الأستاذة زينب بأن تتخلى عما يميزها كفتاة من الشرق الحبيب. وهو إذن الإقليم الأكثر تعرضاً للظلم التنموي، والتعليمي، والتوظيفي، مقارنة بأقاليم أخرى. ولو كان الأستاذ البزعي يدرك ظلامات الشرق المرة، وهو ضيف عابر فيه، لمدى زمني قد يقصر، أو يطول، لمنح زينب تمييزا إيجابيا بأن يتركها في حلتها الشرقية وأن تستهل نشرتها بلفظة دبايوا. فما رأته المذيعة من اعتداد بملبسها، وتحيتها السلمية، هو جزء يسير من حقوق ثقافية تحتاج المجتمعات السودانية ذات اللغة الثانية أن تنالها بلا منة، أو أذى. فما دام أهلنا البجا شأنهم شأن النوبيين، والفور، ونوبا الجبال، والفونج وآخرون، قد ارتضوا الإسلام ديناً، والعربية لغةً قومية - متنازلين عن أديانهم السابقة، ومتسامحين بألا يتعلموا بلغات أمهاتهم - فليس هناك ما يمنع زينب، وغير زينب من المنتميات لهذه القوميات أن ينلن المزيد من التمييز الإيجابي في مؤسسات الدولة. وذاك هو الإجراء الذي يمنع تفجر الظلامات حروباً تقضي على كل ثمين في البلاد. ولا بد أن لحربنا الحالية علاقة بغمط حقوق هويات فرعية ما فتئت تستعلي عليها هوية مركزية قابضة بالقهر، والاستبداد، والتدليس.
الذي كان في أعقاب واقعة روزا هو أنها تعرضت للمحكمة بدفع غرامة مالية كون أن القانون لا يتيح لها الجلوس في البصات عند المقاعد المخصصة للبيض. لكن تلك الحادثة هيجت أبناء عمومتنا فنهض مارتن لوثر كنق، وخلفه المؤيدون للحقوق الإنسانية لمقاطعة بصات المدينة، ونجحت المقاطعات أيما نجاح. بل فتحت الحادثة الشهية لمقاطعات أخرى لمطاعم، ومحلات تجارية، احتجاجاً على استمرار قوانين الفصل العنصري. ومع الضغط السلمي تمكن نضال السود في إلغاء القانون الذي يمنح الرجل الأبيض الطلب من امرأة سوداء متعبة عائدة من العمل أن يجلس محلها. بل إن روزا صارت أيقونة نضال السود التي ألهمت أبناء وبنات جيلها، وكل الأجيال المتعاقبة بالثورة ضد الظلم الاجتماعي. ومع تصاعد الوعي لدى المجتمع الأميركي بأهمية مبارحة حقبة كئيبة من المظالم الإنسانية صار الأسود رئيسا كأغلى تقدير لملكة الإنسان في قيادة المجموع. أما روزا باركس فقد مُنحت في عام ١٩٩٩ ميدالية الكونغرس الذهبية على يد نائب الرئيس آل غور، وهو الوسام الأعلى الذي يتقلده المدنيون في البلاد نتيجة لعطائهم النوعي. والأكثر من ذلك أنه بعد وفاتها في ٢٠٠٥ أصدر مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي قرارا يقضي بتكريمها من خلال وضع جسمانها في القاعة المستديرة بمبنى الكابيتول، حيث ألقى الزوار نظرة الوداع عليه على مدى يومين. وكانت باركس أول سيدة وثاني شخص أسود يحظى بذلك التكريم في الولايات المتحدة.
-٣-
جهر زينب إيرا بقضيتها حرك عدداً من جماعات سياسية، وثقافية، في الشرق للاحتجاج على ما لاقته من تعنيف مدير التلفزيون. إن اقتحام بعض شباب الشرق لمبنى التلفزيون والرقص في استديوهات على إيقاع البيبوب تعبيراً عن عدم رضائهم لما حدث دون أن يحدثوا تخريباً لمعدات المبنى يشكل غضباً نبيلاً ينبغي أن يتبع بمساعٍ سلمية لاسترداد حقوق الشرق الثقافية، والسياسية. وهي جزء من حقوق أخرى لمجتمعاتنا الريفية، والمدينية، التي ترنوا إلى تاكيد سودانويتها المتعددة ثقافياً.
وكل المنى أن تستشعر الزميلة زينب إيرا أن نيل الحقوق الثقافية يتطلب وقوفها دائماً بجانب الداعين لإيقاف الحرب، وليس من المؤججين لنيرانها عبر عمل إعلامي يخدم سلطة الأمر الواقع. فأولوية المدافعات عن الحقوق الثقافية والسياسية الآن هو التضامن مع الطليعة التي توظف الإعلام الحر لإنهاء الحرب، وخلق سودان يحقق الاعتراف بالهويات الفرعية للهوية الجمعية. وليكن تفكير زينب منصبا دائما في التعبير عن ظلامات أهلها المحرومين من المياه النظيفة حتى في هيا، وأربعات، وجبيت، وطوكر، ومناطق أخرى. وذلك في وقت تدرك زينب أن ملايين الدولارات تُبذل الآن لاسترداد السلاح عبر الميناء لتأجيج الحرب.
ما بين حادثتي روزا بارك وزينب إيرا تكمن الكثير من العبر، والدرس. ومن أهمها أن الإنسان صائر كرهاً، أو طوعاً، إلى التنازل عن استعلائه الغشيم. فالكفاح لنيل الحقوق المدنية ستظل حاضرة في نضال الأجيال جميعها إلى أن تستوي الإنسانية على درجة من اعتناق المدينية، وعندئذ يبارح الإنسان أنانيته، وغلوه، وتطرفه، واستعلائه، حتى يُولد من جديد.
لقد استكتبت روزا باركس المؤرخين ليمنحوا ملحمتها النضالية في أعقاب نجاحها في إزالة قانون الفصل العنصري فصولاً مهمة لقدرة الإنسان في تغيير مجرى التاريخ. وعاشت رمزاً لنضال الحقوق المدنية للسود، وأسست معهداً للعناية بحقوق أهلها للتحرر، فهل تستطيع زينب إيرا بعد انتصارها الذاتي والجمعي لتكون صوتاً معبراً، حتى تسترد حقوق أهلها الذين ناصروها بتلك المخاطرة بحياتهم أمام عسف السلطة الأمنية؟

suanajok@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • سبب وفاة طارق الوحش نجم الإسماعيلي السابق.. عانى من مرض خطير
  • «العفو الدولية» في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب: جريمة بحق الإنسانية
  • ما سبب اهتمام العالم الكبير بـ«غزة» مقارنة بـ«شينجيانج»؟
  • «القوى العاملة» بالنواب توصي بمراجعة قواعد السفر لخدمات الحجاج
  • وزارة الشباب تستعرض ثمار نتاج القوافل التعليمية والتنوير بقرى «حياة كريمة»
  • بلجيكا.. يجب على أوكرانيا احترام حقوق الإنسان من أجل قبولها في الاتحاد الأوروبي
  • "التعاون الاسلامي" تناقش أثر الذكاء الإصطناعي على حقوق الإنسان
  • مقاربة ثقافية بين حادثتي زينب إيرا، وروزا باركس
  • مها أبو بكر: لا توجد دولة إنسانية أفضل من مصر
  • على الحكومة سرعة التدخل العاجل.. طلب إحاطة بشأن زيادة أسعار الزيت والعيش السياحي