دفاعاً عن أطفال غزة: ” الروافض” يقاتلون، والشيوعيون يتظاهرون، والمجاهدون السلفيون يتفرجون ..!!
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بقلم فالح حسون الدراجي ..
ليست هناك قضية ظُلمت في مزاد السياسة العربية كالقضية الفلسطينية، بعد أن بيعت عبر مراحل التاريخ بأثمان بخسة من قبل أدعياء العروبة وتحرير فلسطين، ولا ثمة شعب تعرض لأذى الأخوة والأشقاء أكثر مما تعرض له الشعب الفلسطيني على أيدي أخوته العرب، ولا أظن أن اسماً غير اسم فلسطين استخدم كلافتة دعائية، أو كاسحة ألغام، تزيل المتفجرات، وتؤمن الطريق أمام (الزعيم) ليعبر الى سدة الحكم عبر انقلاب عسكري أو ثوري، أو سَمّه بما تشاء، دون أي مخاطر أو معرقلات تواجهه !!
نعم، فقد كانت ولم تزل قضية (تحرير فلسطين)، نغمة مألوفة يعزفها أغلب السياسيين العرب في أول انقلاباتهم، بل وفي جميع أنشطتهم الدعائية أيضاً، لما فيها من سحر ونفوذ يؤثران جداً في الضمير والوجدان الشعبي العربي، لذلك ترى القادة والزعماء العرب يبدؤون ويختمون بها خطاباتهم الحماسية، وبياناتهم الثورية، فمثلاً كان صدام حسين حريصاً على أن ينهي كل خطاباته التسويقية بجملة (عاشت فلسطين حرة عربية)، بل وكان يستخدمها حتى في استجوابه أثناء جلسات محاكمته بعد سقوط نظامه وإلقاء القبض عليه في تلك الحفرة الشهيرة.
فها هو الزعيم جمال عبد الناصر يرفع اللافتة ذاتها عند قيامه مع مجموعة من تنظيم الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو عام 1952بشهادة رفيقه ووزير إعلامه محمد حسنين هيكل، الذي قال: (تسجل أجندة التاريخ العربي الحديث، أن فكرة الثورة المصرية الكبرى 23 يوليو 1952 ، ولدت على أرض فلسطين، في ظل مناخ عربي ملبد بسحب كثيفة من التبعية والإنكسار والترهل والعجز، وقد تكشفت مشاهده العبثية مع نكبة 1948 وتأسيس المشروع الصهيوني فوق الجغرافية الفلسطينية…. الخ ..!
ولم يترك الزعيم ناصر الحديث لهيكل فحسب، إنما كتب هو بنفسه قائلاً:
( إن فلسطين احتضنت أحلام الضباط المصريين الشباب لإنقاذ وطنهم بثورة، وأن فلسطين كانت «بوابة» ثورة 23 يوليو / تموز 1952 …الخ ..)!
-وللحق والإنصاف – فإن عبد الناصر حارب إسرائيل وسعى لتحرير فلسطين، رغم خسارته الكبيرة أمام الصهاينة في حربين مدمرتين، لكن انشغاله في حروب عبثية، كحربه في اليمن، ودعمه المحموم لعصابات المتآمرين وخونة ثورة 14 تموز في العراق، وانصرافه إلى مشاريع وهمية لا نفع منها ولا فائدة، كالوحدة والانفصال مع سوريا والسودان، وغيرها من الانشغالات والخصومات، والتنافسات بين ناصر والمشير عامر ، تسببت كلها في كارثة 5 حزيران .. وإذا كان عبد الناصر قد حارب إسرائيل فعلاً رغم فشله الذريع، فإن الزعماء العرب الذين أقاموا انقلاباتهم رداً على أسباب النكسة واغتصاب أرض فلسطين، وكانوا قد توعدوا اليهود برميهم في البحر، كانوا الأكثر ضرراً ودماراً على الفلسطينيين، فهم لم يرموا الصهاينة في البحر، بل رموا فلسطين وشعبها، وقضيتها في نار الفتنة وجحيم التصفيات، والمعارك الفلسطينية الفلسطينية، والإغتيالات المدفوع ثمنها من دماء ومستقبل الفلسطينيين أنفسهم. فحزب البعث/ فرعا العراق وسوريا / قاما بانقلابيهما في بغداد عام 1968 ودمشق عام 1970 من أجل تحرير فلسطين كما ورد في بياناتهما، وكذلك الرئيس السوداني العقيد جعفر النميري، فهو لم يقم بانقلابه (العروبي) على الحكومة المدنية برئاسة اسماعيل الازهرى عام (1969)، إلا من أجل عيون فلسطين أيضاً..!
ولنفس السبب، قام (الرائد) معمر القذافي بانقلاب (الفاتح من سبتمبر) عام 1969 .. حيث يقول القذافي نصاً: ( لقد جاءت الثورة الليبية رداً جريئاً صادقاً حاسماً وأميناً ضد النكسة والقواعد وضد التفريط والتخاذل، وضد اليأس الذي كان مخيماً على دنيا الواقع العربي جراء نكسة حزيران 1967″.. ولو عدنا لمراجعة بيانات رقم واحد لجميع (الثورات) العربية، لوجدناها جميعاً رفعت شعار تحرير فلسطين مثل أية لافتة ترفع في أغلب المناسبات والاحتفالات السياسية.. وهنا سأكتفي – لضيق مساحة المقال- بفقرة واحدة من أحد بيانات انقلاب حزب البعث العراقي عام 1968 حيث جاء فيه :
(يا أبناء شعبنا الابي..
يا أبناء أمتنا العربية ..
بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967 والتي اغتصب فيها الكيان الصهيوني غزة والضفة الغربية والقدس والجولان وسيناء إضافة الى أرض فلسطين العربية وقد تم هذا الاحتلال بفعل تخاذل أنظمة الهزيمة والاستسلام، والذي أدى الى شيوع حالة من اليأس والقنوط والتداعي في صفوف الجماهير العربية بسبب صدمة النكسة وما ولدته من مرارات في نفوس ابناء شعبنا العربي .. ولقد جاءت ثورة البعث في العراق في السابع عشر – الثلاثين من تموز عام 1968 رداً علمياً وثورياً وطنياً وقومياً حاسماً على نكسة الخامس من حزيران وصيرورتها قاعدة صلبة لنضال حركة الثورة العربية المعاصرة، وتقديمها الدعم اللا محدود للمقاومة الفلسطينية كتعبير عن الرد الثوري الوطني والقومي الحازم ضد النكسة الحزيرانية …الخ ).
والسؤال الذي لابد من طرحه : ماذا قدم البعث الصدامي، والبعث السوري، ومعمر القذافي والنميري وعلي عبد الله صالح وأحمد بن بيلا، وبقية المتشدقين من أدعياء العروبة، ورافعي لافتة تحرير فلسطين غير الدمار والقتل والتشريد ؟
فمثلاً، حين يختلف (الرفيقان اللدودان) صدام حسين وحافظ الأسد، كانا يصفيان حساباتهما بتفجير الساحة الفلسطينية في مخيمات لبنان، أو في تونس أو باريس أو روما أو في الضفة أو حتى غزة، وطبعاً فإن التحاسب يتم بواسطة الأدوات الفلسطينية وليس بغيرها، فهذا لديه منظمة الصاعقة الفلسطينية (ملك صرف) وصدام لديه جبهة التحرير العربية (طابو )، فضلاً عن توفر بعض المسدسات الفلسطينية الجاهزة للتأجير كمسدس صبري البنا (أبو نضال) ومسدس أبو العباس وغيرهما ..!
وللتاريخ، فأنا لا أساوي قطعاً أو حتى أقارن بين مواقف صدام (المجرم) ومواقف حافظ الأسد الكريمة والنبيلة مع المعارضين واللاجئين العراقيين.. إنما أتحدث هنا فقط عن ما أُلحقه صدام والأسد بالقضية الفلسطينية من اذى، وليس عن سلوكيهما وشخصيتيهما .
وعلى المنوال ذاته اشتغل القذافي في (تفاهمه) مع خصومه، وهم كثيرون في الداخل والخارج دون شك، بحيث لم يكتف القذافي باستخدام القضية الفلسطينية لمصلحته الشخصية، ولا بتأجير القتلة في ضرب المناوئين السياسيين فحسب، إنما استخدم المنظمات الفلسطينية في حروبه الخارجية أيضاً، كالحرب التي خاضها ضد تشاد في ثمانينيات القرن الماضي !
لقد استخدمت البندقية الفلسطينية للأسف في الدفاع عن نظام القذافي، وصدام والأسد وغيرهم بدلاً من استخدامها في تحرير فلسطين من نير الاحتلال الصهيوني ..!
وطبعاً أنا لم اتحدث عن بقية الأنظمة العربية، فبعضها معروفة بعلاقاتها (الودية والتاريخية) مع الكيان الصهيوني، مثل الأردن والمغرب و( لبنان الكتائب والميليشيات الانعزالية) وغيرها، وبعضها كالسعودية والكويت وغيرها من الدول الخليجية والعربية، فهي لم ترفع الشعارات (الثورية والقومية) قط، ليس لأنها غير معنية بها فحسب، بل ولأنها أيضاً تعرف حجمها، وتدرك أنها غير مستعدة وغير مؤهلة، بل وليست في مستوى شعارات كبيرة، مثل شعار (تحرير فلسطين) .. ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه – ويبدو أن الجماعة عرفوا جيداً قدر أنفسهم -!
إن الحديث هنا ذو شجون والأحداث المفجعة في غزة اليوم تثير شهية القلم لاسيما المحنة الدامية التي يتعرض لها الأطفال والنساء الذين لاحول لهم ولاقوة، على يد الصهاينة..
ولعل الأشد إيلاماً في محنة أهل غزة، هو هذا الصمت العربي الفظيع، لاسيما الأنظمة العربية..!
وإذا ما تركت جانباً عتبي على الأنظمة العربية والإسلامية المتفرجة، لأسباب، يتعلق بعضها بـ (جبن) الأنظمة ذاتها، وبعضها يتعلق بالبنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الأنظمة الهزيلة .. وثمة أسباب اخرى لا يسع المقال لذكرها جميعاً..
لذا فإني أتوجه فقط بالسؤال إلى المنظمات والحركات السلفية والجهادية الإسلامية التي صدعت رؤوسنا بالجهاد ضد اليهود منذ عشرات السنين، وبتحرير فلسطين أرض الأنبياء ومبعثهم، حيث عاش إبراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط ولوط وداود وسليمان وصالح وزكريا ويحيي وعيسي عليهم السلام.. إذ لا يعقل أن يدافع (الروافض) وحدهم عن غزة، وأهل غزة، و (حماس) غزة، بينما يلوذ المجاهدون السلفيون بصمتهم المخجل، تاركين ارض الانبياء يدنسها الكفار .. !!
ولا اعرف ماذا يقول هنا (المجاهدون) وهم يرون الشيوعيين واليساريين (الملحدين) يقلبون الدنيا بتظاهراتهم وأنشطتهم على رؤوس الصهاينة، وزعيمهم المجرم نتنياهو وهذا الأمر لم يتوقف على بلد معين، إنما شمل مختلف دول العالم، بل وحتى في إسرائيل ذاتها، بينما هم يصمتون صمت القبور ؟!
إذن، فـ(الروافض) الذين يكفرهم (مجاهدو الإسلام) يقاتلون دفاعاً عن الإسلام، والشيوعيون (الملحدون) بنظر المجاهدين، ينصرون غزة وشعبها بمختلف الوسائل دون أن يبان موقف أو مشهد، لأصحاب اللحى والثياب القصيرة الذين يتمنون الشهادة وتناول الغداء مع النبي..!!!
أليس من حقنا أن نقول: أين (مجاهدو ) القاعدة وداعش و “الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين”، وأين حركة طالبان وهيئة تحرير الشام، و”ولاية سيناء” في مصر أو “أنصار بيت المقدس”، أو ما كانت تسمى بجماعة التوحيد والجهاد المصرية، وكذلك “جند الإسلام” و”أجناد مصر” و”المرابطون، خاصة وأن المسافة بين مواقع هذه الجماعات، وأرض غزة مسافة قصيرة؟!.
وأين تنظيم ولاية خراسان الذي يعتبر جزءاً مهماً من تنظيم كبير يعمل على المستوى الدولي، ويمكنه أن يشن هجمات ضد إسرائيل ومصالحها في أي موقع تصل إليه أياديه الملطخة بدماء طالبات المدارس، والممرضات، وموظفات المستشفيات، بما فيها أقسام الولادة ..!
والسؤال يتعلق أيضاً بالمسلحين الجهاديين من حركة الشباب الصومالية، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا.. وجماعة أبو سياف الجهادية في الفلبين.. وجماعة”الحزب الإسلامي التركستاني ” الناشطة في إقليم شينجيانغ الصيني، علماً بأن هذه الجماعة قوية وقديمة، وقد سبق وأن أدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية لمدة عشرين عاماً، لكنها رفعت من القائمة العام الماضي.
وقد برز اسم هذا الحزب بشكل واضح في سوريا منذ عام 2014، حيث سافر الكثيرون مع أسرهم عبر تركيا إليها للقتال الى جانب قوات المعارضة ضد الحكومة حتى وصل عددهم إلى حوالي عشرة آلاف مقاتل، فلماذا لا يأتي نصف هذا العدد لمقاتلة الصهاينة في غزة، أم ان القتال ضد سوريا (أثوب) من القتال ضد إسرائيل ؟!
وهناك حركات وتنظيمات وفصائل جهادية سلفية متفرقة أخرى يتجاوز عددها السبعين، تنتشر في معظم أنحاء العالم، منها محلية مثل القاعدة في بلاد المغرب العربي، وأنصار الإسلام في إقليم كردستان العراق، وأنصار الشريعة في ليبيا وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا بزعامة أبو مصعب البرناوي وغير ذلك..
والسؤال مرة أخرى: لماذا لايتحرك هؤلاء المجاهدون لنصرة أخوتهم (المجاهدين) في حماس، وكلهم في (الجهاد) سوا .. سوا ..؟!
فالح حسون الدراجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات تحریر فلسطین
إقرأ أيضاً:
سياسيون لـ”الوحدة”: العدوان الصهيوني لن يخيف اليمنيين ويثنيهم عن نصرة فلسطين
العماري: من يقف مع العدوان ضد وطنه عميل وخائن ويمثل أدوات العدو الرخيصة
المسني: نعلن دعمنا للقيادة الثورية والسياسية في التصدي لهذا العدوان والتصعيد الأمريكي
الحاضري: العدوان الاسرائيلي سيفشل كما التحالف الأمريكي وشعبنا لن يرضخ
خالد الصايدي
أكد عدد من السياسيين اليمنيين، أن العدوان الإسرائيلي والتصعيد الأمريكي لن يثني اليمن عن مواقفه الثابتة في مساندة ونصرة غزة، بل سيزيد من صمود الشعب اليمني وإصراره على مواجهة كافة التحديات، مشددين على أن اليمن سيظل في صف القضايا العربية العادلة مهما كانت الصعوبات.
وأشاروا في استطلاع أجرته معهم صحيفة “الوحدة” إلى أن استهداف المنشآت المدنية من قبل الكيان الصهيوني يعكس فشله في تحقيق أهدافه العسكرية، وانه يسعى لإضعاف الروح المعنوية للشعوب المقاومة عبر استهداف المدنيين، لكن الشعب اليمني أثبت قدرته على الصمود أمام هذه الهجمات كما كان في السابق.
وأضافوا أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت قدرتها على الردع وتطوير قدراتها الدفاعية، وهو ما جعلها أكثر جاهزية في مواجهة التصعيد الصهيوني والأمريكي.. فإلى التفاصيل:
سياسة عدوانية
بداية، قال الدكتور خالد السبئي عضو مجلس الشورى والأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن التصعيد الإسرائيلي ضد اليمن يكشف عن طبيعة كيان الاحتلال العدوانية التي تستهدف الشعوب الحرة التي تتبنى مواقف ثابتة في دعم القضية الفلسطينية، معتبرًا إياه انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
وأكد السبئي، أن هذا العدوان غير مبرر، ويعكس استمرارية السياسة العدوانية للكيان الصهيوني في المنطقة، وأشارالسبئي إلى أن اليمن لن يتراجع عن دعم فلسطين، وأنه سيظل في صف القضايا العربية العادلة مهما كانت التحديات.
وفي ما يتعلق باستهداف الكيان الصهيوني للأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، قال إن الكيان الصهيوني يسعى إلى إضعاف الروح المعنوية للشعوب المقاومة عبر استهداف المدنيين، وهو ما يعكس فشله في مواجهة المقاومة المباشرة.
السبئي: الشعب اليمني يراهن على قيادته وقواته المسلحة وتماسك وحدته الوطنية
وأضاف السبئي، أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت قدرتها العالية على التصدي للعدوان بفضل القيادة الحكيمة وكفاءة أبنائها الذين نجحوا في صنع قدرات عسكرية متقدمة.
وفي ختام حديثه، أعرب عن أسفه تجاه بعض اليمنيين الذين يقفون إلى صف العدوان، داعيًا إلى توحيد الصفوف وتعزيز التضامن الوطني، وأكد على ضرورة الوحدة الداخلية لمواجهة التحديات، ودعا المرتزقة إلى العودة إلى الصف الوطني، مشددًا على أن اليمن هو ملك لجميع أبنائه المخلصين.
موقف ثابت
أما أحمد العماري أمين عام حزب الكرامة وعضو الهيئة التنفيذية للأحزاب المناهضة للعدوان، فقد جدد موقف الأحزاب السياسية الثابت من العدوان، حيث أكد بالقول “موقفنا هو الموقف الوطني والقومي والإسلامي المبدئي في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي والتصعيد على بلادنا”.
وأضاف “التفوق العسكري للعدو لن ينجح في تحقيق هدفه، وأنه لن يثني الشعب اليمني وقيادته الحكيمة عن موقفهم الثابت تجاه القضية الفلسطينية، بل سيزيدهم صمودًا وثباتًا”.
وتابع “يهدف العدوان الإسرائيلي من خلال قصفه المنشآت المدنية في اليمن إلى الإضرار بالاقتصاد والضغط على صنعاء لوقف دعمها لغزة، إلا أن هذا التقدير استراتيجيًا خاطئ، بل سيؤدي إلى تغيير جذري في المعادلة العسكرية لتصبح الحرب مفتوحة وغير مقيدة بأي قوانين.
وأضاف “أن القوات المسلحة اليمنية قادرة على الوصول إلى أي هدف داخل الأراضي المحتلة، وأنها مستعدة لمعركة طويلة، حيث أعدت لذلك”.
العماري: من يقف مع العدوان ضد وطنه عميل وخائن ويمثل أدوات العدو الرخيصة
ووصف العماري ما يحدث في غزة من حرب إبادة وتوحش إرهابي صهيوني يمثل عارًا على المجتمع البشري والأمة الإسلامية”، معتبرا أن غزة قد كشفت الأقنعة وعرت الخونة والعملاء والمطبعين، مؤكدا أن من يفرح مع العدو الإسرائيلي والأمريكي بغاراتهم ضد وطنه هم الخونة والعملاء، بينما تضع صنعاء بصمتها على شعوب العالم في دعم ونصرة غزة والشعب الفلسطيني.
ولفت الى أن إسرائيل هي أداة الصهيونية وقاعدة بشرية للإمبريالية العالمية في قلب الأمة، تهدف إلى ضرب آمال الأمة العربية والإسلامية في التحرر والوحدة والتقدم والاستقرار.
أجندات ومؤمرات
من جهته، يؤكد القيادي الجنوبي سمير المسني، أن التصعيد الأمريكي في اليمن يأتي في محاولة أخيرة لثني القوات المسلحة عن دعم الشعب الفلسطيني في غزة، إلى جانب محاولات إحداث شرخ مجتمعي يربك المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
موضحا أن القوى الوطنية السياسية في اليمن أعلنت موقفها الثابت والمبدئي في دعم القيادة الثورية والسياسية للتصدي للعدوان والتصعيد الأمريكي، مؤكدًا أن هذا الموقف سيظل مساندًا للخطوات المدروسة لقواتنا المسلحة في تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة آلة الحرب الأمريكية والاسرائيلية.
وأضاف المسني أن قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، لن تتمكن من تحقيق أجنداتها في اليمن، موضحا أن الشعب اليمني أصبح أكثر إدراكًا لخطورة المؤامرات التي تحيكها هذه القوى، وأنه قادر على إفشالها، خاصة من خلال موقفه الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ومساندة غزة حتى وقف عمليات الإبادة ضد الفلسطينيين.
وفي ما يتعلق باستهداف الكيان الصهيوني للأعيان المدنية، قال المسني إن ذلك يعد جزءًا من استراتيجيته لزعزعة الجبهة الداخلية وتحويل مسار الصراع لصالحه.
موضحا أن الشعب اليمني يراهن على حكمة القيادة وصلابة القوات المسلحة، وعلى تماسك الجبهة الداخلية واليقظة الأمنية لمواجهة هذه التحديات.
وأشار المسني إلى أن غياب الوعي الوطني والانتماء لدى بعض اليمنيين أدى إلى تفشي ثقافة العمالة والخيانة، وأن هؤلاء أصبحوا جزءًا من المؤامرة من خلال فرحتهم بالاعتداءات على بلدهم. وأضاف أن هؤلاء يساهمون في تدمير الوحدة المجتمعية وتحويل اليمن إلى حديقة خلفية للعدوان، وهو ما لن يتحقق.
المسني: نعلن دعمنا للقيادة الثورية والسياسية في التصدي لهذا العدوان والتصعيد الأمريكي
وأكد المسني في ختام حديثه لـ”الوحدة” أن المخططات الرامية لتمزيق النسيج المجتمعي ستفشل بفضل الله أولًا، ثم بفضل حكمة القيادة ووعي الشعب اليمني.
ودعا إلى تفعيل دور الرقابة المجتمعية، والاستمرار في اليقظة الأمنية، وتوحيد الصفوف. كما وجه رسالة للحكومة الوطنية لتفعيل مبدأ المصالحة والشراكة الوطنية بين كافة الأطياف السياسية والمجتمعية، باستثناء من تلطخت أيديهم بدماء اليمنيين، بهدف بناء يمن موحد وقوي.
جرأة وتحدٍ
أما الدكتور المحلل والباحث السياسي، يوسف الحاضري، يشير إلى أن العدوان الإسرائيلي الأمريكي على اليمن يعكس الضرر الكبير الذي أحدثه اليمن في عملياته العسكرية ضد الكيان الصهيوني في البحار والأراضي الفلسطينية المحتلة نصرة لغزة، مضيفا أن العدوان الصهيوني على اليمن يعكس فشل الحملة الأمريكية البريطانية على اليمن، موضحًا أن ما لم تستطع أمريكا تحقيقه في تسع سنوات من العدوان لن يتمكن من تحقيقه مهما حاول.
وأكد الحاضري، أن الشعب اليمني تحت قيادة السيد عبدالملك الحوثي لن يتوانى عن نصرة غزة، قائلاً: “إذا انطبقت السماء على الأرض، ما دام هناك إنسان يمني ينبض له قلب، سيتحرك لنصرة غزة”.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني لا يمتلك أهدافًا مؤثرة في اليمن، بل يستهدف الأعيان المدنية في محاولة للتأثير على الشعب اليمني، الذي تمرس على الحرب والحصار منذ سنوات. وأشار إلى أن اليمن يعيش حالة حرب دائمة، وهو ما يجعله قادرًا على الصمود أمام أي محاولات للضغط.
الحاضري: العدوان الاسرائيلي سيفشل كما التحالف الأمريكي وشعبنا لن يرضخ
وفي ما يتعلق بقدرات القوات المسلحة اليمنية، يجزم الحاضري، أن اليمن يمتلك أسلحة وجرأة استثنائية قادرة على ردع العدوان، موضحًا أن الثقة بالله والاعتماد عليه هما من أهم العوامل التي تجعل القوات المسلحة اليمنية قوية، مضيفا أن اليمن يمتلك أسلحة متطورة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات والغواصات، التي تُشعلها العزيمة والإيمان، مما يجعلها أقوى من أي سلاح يمتلكه العدو.
مبينا أن الجرأة اليمنية في الحق وصبر الشعب اليمني وثباته هما ما جعلا اليمن يصمد ويقاوم العدوان، مشيرًا إلى أن الردود العسكرية والهمجية للعدو لن تؤثر على الشعب اليمني، الذي يظل ثابتًا في موقفه مهما كانت التحديات.