دفاعاً عن أطفال غزة: ” الروافض” يقاتلون، والشيوعيون يتظاهرون، والمجاهدون السلفيون يتفرجون ..!!
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بقلم فالح حسون الدراجي ..
ليست هناك قضية ظُلمت في مزاد السياسة العربية كالقضية الفلسطينية، بعد أن بيعت عبر مراحل التاريخ بأثمان بخسة من قبل أدعياء العروبة وتحرير فلسطين، ولا ثمة شعب تعرض لأذى الأخوة والأشقاء أكثر مما تعرض له الشعب الفلسطيني على أيدي أخوته العرب، ولا أظن أن اسماً غير اسم فلسطين استخدم كلافتة دعائية، أو كاسحة ألغام، تزيل المتفجرات، وتؤمن الطريق أمام (الزعيم) ليعبر الى سدة الحكم عبر انقلاب عسكري أو ثوري، أو سَمّه بما تشاء، دون أي مخاطر أو معرقلات تواجهه !!
نعم، فقد كانت ولم تزل قضية (تحرير فلسطين)، نغمة مألوفة يعزفها أغلب السياسيين العرب في أول انقلاباتهم، بل وفي جميع أنشطتهم الدعائية أيضاً، لما فيها من سحر ونفوذ يؤثران جداً في الضمير والوجدان الشعبي العربي، لذلك ترى القادة والزعماء العرب يبدؤون ويختمون بها خطاباتهم الحماسية، وبياناتهم الثورية، فمثلاً كان صدام حسين حريصاً على أن ينهي كل خطاباته التسويقية بجملة (عاشت فلسطين حرة عربية)، بل وكان يستخدمها حتى في استجوابه أثناء جلسات محاكمته بعد سقوط نظامه وإلقاء القبض عليه في تلك الحفرة الشهيرة.
فها هو الزعيم جمال عبد الناصر يرفع اللافتة ذاتها عند قيامه مع مجموعة من تنظيم الضباط الأحرار بثورة 23 يوليو عام 1952بشهادة رفيقه ووزير إعلامه محمد حسنين هيكل، الذي قال: (تسجل أجندة التاريخ العربي الحديث، أن فكرة الثورة المصرية الكبرى 23 يوليو 1952 ، ولدت على أرض فلسطين، في ظل مناخ عربي ملبد بسحب كثيفة من التبعية والإنكسار والترهل والعجز، وقد تكشفت مشاهده العبثية مع نكبة 1948 وتأسيس المشروع الصهيوني فوق الجغرافية الفلسطينية…. الخ ..!
ولم يترك الزعيم ناصر الحديث لهيكل فحسب، إنما كتب هو بنفسه قائلاً:
( إن فلسطين احتضنت أحلام الضباط المصريين الشباب لإنقاذ وطنهم بثورة، وأن فلسطين كانت «بوابة» ثورة 23 يوليو / تموز 1952 …الخ ..)!
-وللحق والإنصاف – فإن عبد الناصر حارب إسرائيل وسعى لتحرير فلسطين، رغم خسارته الكبيرة أمام الصهاينة في حربين مدمرتين، لكن انشغاله في حروب عبثية، كحربه في اليمن، ودعمه المحموم لعصابات المتآمرين وخونة ثورة 14 تموز في العراق، وانصرافه إلى مشاريع وهمية لا نفع منها ولا فائدة، كالوحدة والانفصال مع سوريا والسودان، وغيرها من الانشغالات والخصومات، والتنافسات بين ناصر والمشير عامر ، تسببت كلها في كارثة 5 حزيران .. وإذا كان عبد الناصر قد حارب إسرائيل فعلاً رغم فشله الذريع، فإن الزعماء العرب الذين أقاموا انقلاباتهم رداً على أسباب النكسة واغتصاب أرض فلسطين، وكانوا قد توعدوا اليهود برميهم في البحر، كانوا الأكثر ضرراً ودماراً على الفلسطينيين، فهم لم يرموا الصهاينة في البحر، بل رموا فلسطين وشعبها، وقضيتها في نار الفتنة وجحيم التصفيات، والمعارك الفلسطينية الفلسطينية، والإغتيالات المدفوع ثمنها من دماء ومستقبل الفلسطينيين أنفسهم. فحزب البعث/ فرعا العراق وسوريا / قاما بانقلابيهما في بغداد عام 1968 ودمشق عام 1970 من أجل تحرير فلسطين كما ورد في بياناتهما، وكذلك الرئيس السوداني العقيد جعفر النميري، فهو لم يقم بانقلابه (العروبي) على الحكومة المدنية برئاسة اسماعيل الازهرى عام (1969)، إلا من أجل عيون فلسطين أيضاً..!
ولنفس السبب، قام (الرائد) معمر القذافي بانقلاب (الفاتح من سبتمبر) عام 1969 .. حيث يقول القذافي نصاً: ( لقد جاءت الثورة الليبية رداً جريئاً صادقاً حاسماً وأميناً ضد النكسة والقواعد وضد التفريط والتخاذل، وضد اليأس الذي كان مخيماً على دنيا الواقع العربي جراء نكسة حزيران 1967″.. ولو عدنا لمراجعة بيانات رقم واحد لجميع (الثورات) العربية، لوجدناها جميعاً رفعت شعار تحرير فلسطين مثل أية لافتة ترفع في أغلب المناسبات والاحتفالات السياسية.. وهنا سأكتفي – لضيق مساحة المقال- بفقرة واحدة من أحد بيانات انقلاب حزب البعث العراقي عام 1968 حيث جاء فيه :
(يا أبناء شعبنا الابي..
يا أبناء أمتنا العربية ..
بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967 والتي اغتصب فيها الكيان الصهيوني غزة والضفة الغربية والقدس والجولان وسيناء إضافة الى أرض فلسطين العربية وقد تم هذا الاحتلال بفعل تخاذل أنظمة الهزيمة والاستسلام، والذي أدى الى شيوع حالة من اليأس والقنوط والتداعي في صفوف الجماهير العربية بسبب صدمة النكسة وما ولدته من مرارات في نفوس ابناء شعبنا العربي .. ولقد جاءت ثورة البعث في العراق في السابع عشر – الثلاثين من تموز عام 1968 رداً علمياً وثورياً وطنياً وقومياً حاسماً على نكسة الخامس من حزيران وصيرورتها قاعدة صلبة لنضال حركة الثورة العربية المعاصرة، وتقديمها الدعم اللا محدود للمقاومة الفلسطينية كتعبير عن الرد الثوري الوطني والقومي الحازم ضد النكسة الحزيرانية …الخ ).
والسؤال الذي لابد من طرحه : ماذا قدم البعث الصدامي، والبعث السوري، ومعمر القذافي والنميري وعلي عبد الله صالح وأحمد بن بيلا، وبقية المتشدقين من أدعياء العروبة، ورافعي لافتة تحرير فلسطين غير الدمار والقتل والتشريد ؟
فمثلاً، حين يختلف (الرفيقان اللدودان) صدام حسين وحافظ الأسد، كانا يصفيان حساباتهما بتفجير الساحة الفلسطينية في مخيمات لبنان، أو في تونس أو باريس أو روما أو في الضفة أو حتى غزة، وطبعاً فإن التحاسب يتم بواسطة الأدوات الفلسطينية وليس بغيرها، فهذا لديه منظمة الصاعقة الفلسطينية (ملك صرف) وصدام لديه جبهة التحرير العربية (طابو )، فضلاً عن توفر بعض المسدسات الفلسطينية الجاهزة للتأجير كمسدس صبري البنا (أبو نضال) ومسدس أبو العباس وغيرهما ..!
وللتاريخ، فأنا لا أساوي قطعاً أو حتى أقارن بين مواقف صدام (المجرم) ومواقف حافظ الأسد الكريمة والنبيلة مع المعارضين واللاجئين العراقيين.. إنما أتحدث هنا فقط عن ما أُلحقه صدام والأسد بالقضية الفلسطينية من اذى، وليس عن سلوكيهما وشخصيتيهما .
وعلى المنوال ذاته اشتغل القذافي في (تفاهمه) مع خصومه، وهم كثيرون في الداخل والخارج دون شك، بحيث لم يكتف القذافي باستخدام القضية الفلسطينية لمصلحته الشخصية، ولا بتأجير القتلة في ضرب المناوئين السياسيين فحسب، إنما استخدم المنظمات الفلسطينية في حروبه الخارجية أيضاً، كالحرب التي خاضها ضد تشاد في ثمانينيات القرن الماضي !
لقد استخدمت البندقية الفلسطينية للأسف في الدفاع عن نظام القذافي، وصدام والأسد وغيرهم بدلاً من استخدامها في تحرير فلسطين من نير الاحتلال الصهيوني ..!
وطبعاً أنا لم اتحدث عن بقية الأنظمة العربية، فبعضها معروفة بعلاقاتها (الودية والتاريخية) مع الكيان الصهيوني، مثل الأردن والمغرب و( لبنان الكتائب والميليشيات الانعزالية) وغيرها، وبعضها كالسعودية والكويت وغيرها من الدول الخليجية والعربية، فهي لم ترفع الشعارات (الثورية والقومية) قط، ليس لأنها غير معنية بها فحسب، بل ولأنها أيضاً تعرف حجمها، وتدرك أنها غير مستعدة وغير مؤهلة، بل وليست في مستوى شعارات كبيرة، مثل شعار (تحرير فلسطين) .. ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه – ويبدو أن الجماعة عرفوا جيداً قدر أنفسهم -!
إن الحديث هنا ذو شجون والأحداث المفجعة في غزة اليوم تثير شهية القلم لاسيما المحنة الدامية التي يتعرض لها الأطفال والنساء الذين لاحول لهم ولاقوة، على يد الصهاينة..
ولعل الأشد إيلاماً في محنة أهل غزة، هو هذا الصمت العربي الفظيع، لاسيما الأنظمة العربية..!
وإذا ما تركت جانباً عتبي على الأنظمة العربية والإسلامية المتفرجة، لأسباب، يتعلق بعضها بـ (جبن) الأنظمة ذاتها، وبعضها يتعلق بالبنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الأنظمة الهزيلة .. وثمة أسباب اخرى لا يسع المقال لذكرها جميعاً..
لذا فإني أتوجه فقط بالسؤال إلى المنظمات والحركات السلفية والجهادية الإسلامية التي صدعت رؤوسنا بالجهاد ضد اليهود منذ عشرات السنين، وبتحرير فلسطين أرض الأنبياء ومبعثهم، حيث عاش إبراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط ولوط وداود وسليمان وصالح وزكريا ويحيي وعيسي عليهم السلام.. إذ لا يعقل أن يدافع (الروافض) وحدهم عن غزة، وأهل غزة، و (حماس) غزة، بينما يلوذ المجاهدون السلفيون بصمتهم المخجل، تاركين ارض الانبياء يدنسها الكفار .. !!
ولا اعرف ماذا يقول هنا (المجاهدون) وهم يرون الشيوعيين واليساريين (الملحدين) يقلبون الدنيا بتظاهراتهم وأنشطتهم على رؤوس الصهاينة، وزعيمهم المجرم نتنياهو وهذا الأمر لم يتوقف على بلد معين، إنما شمل مختلف دول العالم، بل وحتى في إسرائيل ذاتها، بينما هم يصمتون صمت القبور ؟!
إذن، فـ(الروافض) الذين يكفرهم (مجاهدو الإسلام) يقاتلون دفاعاً عن الإسلام، والشيوعيون (الملحدون) بنظر المجاهدين، ينصرون غزة وشعبها بمختلف الوسائل دون أن يبان موقف أو مشهد، لأصحاب اللحى والثياب القصيرة الذين يتمنون الشهادة وتناول الغداء مع النبي..!!!
أليس من حقنا أن نقول: أين (مجاهدو ) القاعدة وداعش و “الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين”، وأين حركة طالبان وهيئة تحرير الشام، و”ولاية سيناء” في مصر أو “أنصار بيت المقدس”، أو ما كانت تسمى بجماعة التوحيد والجهاد المصرية، وكذلك “جند الإسلام” و”أجناد مصر” و”المرابطون، خاصة وأن المسافة بين مواقع هذه الجماعات، وأرض غزة مسافة قصيرة؟!.
وأين تنظيم ولاية خراسان الذي يعتبر جزءاً مهماً من تنظيم كبير يعمل على المستوى الدولي، ويمكنه أن يشن هجمات ضد إسرائيل ومصالحها في أي موقع تصل إليه أياديه الملطخة بدماء طالبات المدارس، والممرضات، وموظفات المستشفيات، بما فيها أقسام الولادة ..!
والسؤال يتعلق أيضاً بالمسلحين الجهاديين من حركة الشباب الصومالية، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا.. وجماعة أبو سياف الجهادية في الفلبين.. وجماعة”الحزب الإسلامي التركستاني ” الناشطة في إقليم شينجيانغ الصيني، علماً بأن هذه الجماعة قوية وقديمة، وقد سبق وأن أدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية لمدة عشرين عاماً، لكنها رفعت من القائمة العام الماضي.
وقد برز اسم هذا الحزب بشكل واضح في سوريا منذ عام 2014، حيث سافر الكثيرون مع أسرهم عبر تركيا إليها للقتال الى جانب قوات المعارضة ضد الحكومة حتى وصل عددهم إلى حوالي عشرة آلاف مقاتل، فلماذا لا يأتي نصف هذا العدد لمقاتلة الصهاينة في غزة، أم ان القتال ضد سوريا (أثوب) من القتال ضد إسرائيل ؟!
وهناك حركات وتنظيمات وفصائل جهادية سلفية متفرقة أخرى يتجاوز عددها السبعين، تنتشر في معظم أنحاء العالم، منها محلية مثل القاعدة في بلاد المغرب العربي، وأنصار الإسلام في إقليم كردستان العراق، وأنصار الشريعة في ليبيا وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا بزعامة أبو مصعب البرناوي وغير ذلك..
والسؤال مرة أخرى: لماذا لايتحرك هؤلاء المجاهدون لنصرة أخوتهم (المجاهدين) في حماس، وكلهم في (الجهاد) سوا .. سوا ..؟!
فالح حسون الدراجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات تحریر فلسطین
إقرأ أيضاً:
“روتشستـــر دبـــي” تسلط الضوء على دور الأسرة في الحفاظ على اللغة العربية بالإمارات
ألقت جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي الضوء على الأسباب الكامنة وراء التحول اللغوي للغة العربية، وكيف يمكن الحفاظ على اللغة الأم في دولة الإمارات بين الأجيال القادمة وذلك مع تزايد عدد الوافدين العرب في الدولة الذين يعتمدون اللغة الإنجليزيـــة كلغة أساسية للتواصل.
وتقول الدكتورة ريم رازم، الأستاذة المساعدة في الأنثروبولوجيا جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي ، إن الأداة الأساسية للحفاظ على اللغة العربية تتمثل في سياسة اللغة العائليــــة (الشراكــــة العائلية المحدودة)، وهي عبارة عن نهج تصاعدي من أسفل إلى أعلى، إذ يمكن أن تــــؤدي التغييرات الصغيرة في المنازل والمجتمعات إلى تحول مهم في التواصل المجتمعي. يلعب الأهــــل دور المحفز للتغيير المجتمعي غير الرسمي، في حين أنّ اللغة الأم تخلق صلة حيوية بين النسل وآبائهــــم، وتربط الأجيال بماضيهم ومستقبلهم.
وشرعت الدكتورة رازم في إجراء دراسة لاستكشاف مدى انتشار التحدث باللغة الإنجليزية لدى الجيل الثاني من العائلات العربية، مستلهمةً لهذا الغرض من ملاحظتها لأبنائها خلال جائحة كوفيد-19.
وأوضحت رازم، وهي مغتربة أردنية وأم باحثة: “لدي 3 أبناء يجيدون لغتين، وعندما اضطررنا للبقاء في منازلنا بدأت أتساءل عن سبب تحدث أبنائي باللغة الإنجليزية مع بعضهم البعض وأحيانًا يردون بالإنجليزية عندما أخاطبهم باللغة العربية. تطور هذا الأمر إلى مشروع بحثي ذاتي حيث قمت بتصوير محادثات أولادي أثناء فترة التباعد الاجتماعي. وقد كشف ذلك أنّ 30-40% من حديث أبنائي كان باللغة الإنجليزية، في حين أنّ المحادثات بيني وبين زوجي وعند مخاطبة أبنائنا كانت باللغة العربية بنسبة 90-95%”.
وتابعت رازم: “ثم استكشفت سبب استخدامهم للغة الإنجليزية في المحادثة في المنزل. عادةً ما كان ذلك للحديث عن القضايا المتعلقة بالتعلم عبر الإنترنت؛ ففي كل موضوع يتعلق باللغة الإنجليزية مثل القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية. كان الاتجاه الثاني مثيرًا للاهتمام، لأنه في كل ما يتعلق بالترفيه، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية أيضًا. سواء كانت الموسيقى، أو الأفلام، أو المسلسلات التي أرادوا التحدث عنها، كانوا يتحولون على الفور إلى اللغة الإنجليزية. وهذا يعني أنهم لم يكن لديهم الكلمات العربية لمناقشتها”.
ووسّعت الدكتورة رازم نطاق بحثها ليشمل مجتمع المغتربين الأردنيين الأوسع نطاقًا لاستكشاف ما إذا كانت العائلات الأخرى تشهد الظاهرة نفسها.
وأوضحت: “أنا جزء من مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي للأمهات الأردنيات في الإمارات العربية المتحدة، حيث لاحظت الكثير من المنشورات التي تتطرق إلى التحول اللغوي، وعدم رضا الآباء والأمهات وإحباطهم من فقدان اللغة العربية، وعدم فهم أطفالهم للغة العربية أو تقديرهم لها. كانت غالبية المنشورات حول هذا الموضوع تسعى للحصول على نصائح حول كيفية غرس حب اللغة العربية وتنشيط اللغة العربية والحفاظ عليها في تربية أطفالهم وتشجيعهم على استخدام اللغة العربية في المنزل وفي مجتمعاتهم”.
ووجدت الدكتورة رازم أنّ هناك عددًا من القضايا التي تؤثر على مهارات الكتابة والقراءة باللغة العربية، بما في ذلك التحول إلى اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم في المدارس والجامعات، مما يعني أنّ اللغة الإنجليزية أصبحت لغة التواصل والتعليم.
وأشارت أيضًا إلى تصرفات صغيرة غير واعية، مثل اختيار اللغة الإنجليزية على العربية في أجهزة الصراف الآلي، والتي ساهمت في انخفاض استخدام اللغة العربية.
وخلصت الدكتورة رازم إلى أنّ “هناك تقاطع بين دور الوالدين في المنزل ودور المجتمع المباشر، ثم الدور الحاسم للتعليم المدرسي. نحن بحاجة إلى اتخاذ خيار واعٍ للحفاظ على اللغة من خلال نهج تصاعدي من القاعدة إلى القمة. الأسرة هي نواة للتغيير الاجتماعي واتخاذ خطوات صغيرة لزيادة الوعي وممارسة اللغة العربية يمكن أن يساعد في خلق حركة واسعة النطاق. وعلى غرار تأثير الفراشة، حيث يمكن أن تؤدي رفرفة أجنحة صغيرة على ما يبدو إلى نتائج بعيدة المدى، فإنّ القرارات التي يتخذها الآباء والأمهات يوميًا، مثل اللغة التي يختارون التحدث بها في المنزل، والمدارس التي يختارونها، والممارسات الاجتماعية والثقافية اليومية التي يؤكدون عليها، تحمل القدرة على عكس التحول اللغوي والحفاظ على اللغة العربية كحجر زاوية للهوية والتراث”.