فيما هنأوا سموه بتولي مقاليد الحكم خلفاً لسمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، أبدى عدد من الشعراء والأدباء والمثقفين ثقتهم بقدرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد على إعادة «درة الخليج» إلى مكانتها المرموقة، مؤكدين أن «سموه (النوخذة) الذي سيقود (بوم الكويت) إلى شواطئ الأمان، لما يمتلكه من خبرات تراكمية، عبر مسيرته الطويلة والزاخرة بالإنجاز».

طالب الرفاعي: حلمٌ وقائد!

عبدالعزيز البابطين... رجل الثقافة والسلام 16 ديسمبر 2023 وفاة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين 15 ديسمبر 2023

قال الروائي القدير طالب الرفاعي: «منذ بدء حضور الكويت الأول عام 1613 يوم كانت الكويت والكويتيون يتنفسون حضورهم الأول على أرض بلادهم، منذ ذلك التاريخ، تشكّلت علاقة الحاكم بالمحكوم، وتشكّلت علاقة أسرة آل صباح بمن حولهم من أبناء شعبهم، ولم يكن مجلس الشورى الأول عام 1921، أو سنة المجلس عام 1938، إلا أشكال ناطقة لعشق الكويتيين للديموقراطية، ودائماً كانت تأتي بأسرة الصباح، وليس أدلّ على ذلك من العدوان العراقي الغاشم عام 1990، حين عجز الغازي البربري عن إيجاد كويتي يطمح بغير الصباح حكّاماً للكويت. جاءت كل هذه المشاهد برأسي، وأنا أرى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة».

وأضاف «هي قدرية الحياة أن يتقلّد سموه حكم البلاد في ظرف خليجي وعربي وإسلامي وعالمي غاية في البؤس وغاية في الانعطاف. والشأن المحلي ليس ببعيد عن ذلك، فجميع الكويتيين في غاية الشوق واللهفة والحلم للكويت التي عرفوا: كويت المنارة الثقافية، كويت السبق، كويت المشاريع الفكرية والاقتصادية والتجارية والفنية والرياضية الرائدة. كويت الحرية وسقف الديموقراطية العالي، الذي كنا وما زلنا نفاخر به في وجه الدنيا».

وأردف الرفاعي: «يا سمو الأمير، يا والد الصغير والكبير، كلنا آمال بعهد جديد يكون كفيلاً بإرجاع وجه الكويت الباسم، وجهها المشرق، وجهها الذي عُرفت به بين الأمم، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بتجاوز ما نحن فيه الآن بدءاً من تشوّهات الشوارع، مروراً بكل ما يمس روح الوطن والمواطن».

وختم بالقول: «الأمانة ثقيلة كما تفضل سموّكم، ولكن عون الله معك، وكلنا معك، كل في ميدانه ومعرفته وعطاء روحه، ومعاً نردد: ليحفظ الله الكويت وشعبها، ويجعل رايتها خفّاقة بين الأمم. سمو الأمير، نحن نعيش لحظة حلم كبير، وسموّكم أميراً وقائداً في مقدّمة هذا الحلم».

بدر بورسلي: هذا الوطن يحكمه كابر بعد كابر

الشاعر بدر بورسلي، قال: «نحن في نعمة كبيرة لأننا تحت راية وحكم أسرة الخير آل صباح، والحمد لله أن هذا الوطن يحكمه كابر بعد كابر. وحضرة صاحب السمو أمير البلاد كان واضحاً في خطابه السامي، لهذا علينا نحن جميعاً كمواطنين كويتيين أن نلتف حوله، ونحقق ما يأمله منا».

أمل عبدالله: أياديه السمحاء ممدودة بالخير

الإعلامية أمل عبدالله، قالت: «صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خير خلف لخير سلف، فهو ابن أسرة الخير الذين جبلوا على العطاء والتضحية لهذا الوطن، كما أنه قد عاصر خمسة حكام، كل واحد منهم ترك بصمة وأثراً لا تمحوه الأيام. نسأل الله أن يوفقه لخير الأمور وأن يسدد خطاه من أجل كويت العز والأمان لتزداد عزاً وأمناً ونماء».

وتابعت: «نبارك له ونبايعه لأنه عوّدنا دائماً أن أياديه السمحاء ممدودة بالخير لهذا الوطن، ورحم الله أميرنا الراحل وأسكنه فسيح جناته، وأطال في عمر أميرنا مشعل وأضاء له طريق الخير والعز».

ليلى العثمان: القضاء على الفساد

باركت الكاتبة والأديبة ليلى العثمان لحضرة صاحب السمو توليه مسند الإمارة، سائلة الله أن يطرح البركة فيه.

وأضافت «نحن كشعب كويتي لدينا ثقة كبيرة بأنه سيواصل المسيرة التي سار عليها أسلافه. وأتمنى فعلاً أن يكون حازماً في بعض الأمور التي تحتاج لذلك، خصوصاً في ما يختص بموضوع الفساد، إذ إن الكويت بحاجة إلى القضاء على هذا الأمر. الله يوفقه ويأخذ بيده ويسخره لخدمة هذا الشعب».

حامد زيد: عازمون على توريث محبة آل صباح

قال الشاعر حامد زيد: «أبارك لسيدي صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح توليه مقاليد الحكم خلفاً لوالدنا الراحل الشيخ نواف الأحمد ،رحمه الله، سائلين الله عز وجل أن يعينه على حمل المسؤولية العظيمة».

وأضاف «الشيخ مشعل هو خير خلف لخير سلف، وقد أجمع الشعب الكويتي على حب هذه الأسرة الكريمة منذ نشأة الكويت، ونحن عازمون على توريث هذه المحبة لأبنائنا ولأحفادنا».

سالم سيار: رجل الإنجاز والتطور والإنصاف

استهل الشاعر سالم سيار كلامه قائلاً: «نبارك للشيخ مشعل الأحمد الصباح توليه مقاليد الحكم، وأعانه الله على حمل الأمانة. رجل الإنجاز والتطوّر والإنصاف والعدل، وهو ليس ببعيد عن الحكم في حياته، إذ كان الأكثر معيناً لإخوانه حكام الكويت».

وأهدى سيار لسمو الأمير أبياتاً جزلة المعنى عميقة المضمون، جاءت على النحو التالي:

عانــــك الله ســــم بـــسم الله وقود

‏قـــــود السفـــينة يالأمير ابن الأمير

‏ذريـة مبــــارك مهــــابة من الجدود

‏يجـــي كبــــير إذا رحـل شـيخ كبير

‏سيف يــــردّ للغمـد والأســـرة تجود

‏سيف يجي بعده على الشدة شطير

‏ذريــــة مبـارك مهـــابة مـــن الجدود

يجـــي كبــــير إذا رحـــل شـيخ كبير

ســـيف يـــــردّ للغمد والأســرة تجود

سيف يجـي بعده على الشدة شطير

عادل المشعل: الوقوف خلف القيادة الجديدة

قال الكاتب عادل المشعل: «نبايع ونبارك لسمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد تولي قيادة الكويت في هذه الظروف المحيطة بها، وكلنا ثقة بقدرته على حفظ الكويت وتحقيق الرخاء، خصوصاً أنه يمتلك خبرة تراكمية تمنحه القدرة على النهوض بالكويت لتعود إلى مكانتها المرموقة».

وأكمل: «على الرغم من كل ذلك، إلا أن الشعب الكويتي تقع عليه مسؤولية كبيرة في الوقوف خلف القيادة الجديدة، فسمو الأمير حفظه الله بمثابة الوالد ونحن أبناؤه، وهو بمثابة النوخذة ونحن البحرية المطالبون باتباع أوامره كي تصل (بوم) الكويت إلى شاطئ الأمان».

ومضى المشعل: «مثلما لدينا الدستور الذي تغبطنا عليه العديد من دول المنطقة، فإن مبدأ فصل السلطات وفق الدستور بات أمراً حثيثاً، وعلى الحكومة ومجلس الأمة التعاون لتأصيل فصل السلطات، وتطبيق القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية».

وختم بالقول: «رغم أن المشهد السياسي يستحوذ على اهتمام الكثير من أهل الكويت، إلا أن الجانب الاقتصادي والتعليمي والصحي وبقية الخدمات بات مهماً، إضافة إلى الجانب الثقافي بشكل عام والفنون التشكيلية بشكل خاص، علماً بأن الثقافة بمفهومها العام كانت قوى ناعمة عربياً وتكفي الإشارة إلى مجلة (العربي) التي كانت تدخل قلوب وعقول المواطن العربي، بعيداً عن تعقيدات الحدود».

هيثم بودي: خطاب من نور وتنوير

قال الكاتب الروائي هيثم بودي: «إن خطاب حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد خطاب من النور والتنوير والشجاعة لهذا البلد الطيب، ومواجهة ما تراكم لسنوات من الظلمة ودهاليز الصراع. هنيئاً يا كويت، هنيئاً يا كويت بعصر جديد من الطمأنينة والسكينة والتقدم وترميم شخصيتنا المجتمعية والتقدم نحو الأمام والرخاء والمجد».

فهد السليم: نحن عياله... وذراعه

تحدّث عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق، الدكتور فهد السليم، قائلاً: «نستبشر خيراً في أبينا سمو الشيخ مشعل، الله يحفظه، وأنا على يقين أنه بحنكته سوف يقودنا إلى بر الأمان، مع المحافظة بصورة طيبة على العلاقات الخارجية».

وتابع: «في الخطاب السامي الذي سمعناه من سموه، كانت الرسائل واضحة لكلتا السلطتين التشريعية والتنفيذية، كما كان واضحاً بأنه قد وضع النقاط على الحروف، وأن هناك عهداً جديداً وحزماً ومحاسبة، وأن كل ذي حق سيأخذ حقه، وسيكون هناك تطبيق للقانون بمسطرة واحدة تحكم الكل».

وزاد: «اللافت أيضاً هو حرص سموه على المواطن، في التطوير من مستوى معيشته، وما يقوم به سموه ما هو سوى استكمال لمسيرة سمو الأمير الراحل. الله يعينه على حمل المسؤولية، ونحن عياله وسوف نقف بصفه دائماً ونكون ذراعه في تطبيق القانون».

نادية الخالدي: معروف بالحكمة والعطاء والحزم

لم تُخفِ الكاتبة والروائية الدكتورة نادية الخالدي تفاؤلها بمستقبل الكويت وازدهارها ونهضتها بقيادة «مشعل الخير».

وقالت الخالدي: «في البداية نهنئ أنفسنا والشعب الكويتي لتولي حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الصباح مسند الإمارة، خلفاً لخير سلف».

وتابعت قائلة إن «أميرنا معروف بالحكمة والعطاء والإنجاز وكذلك الحزم، ونسأل الله له السداد والتوفيق وأن يعينه على حمل الأمانة والمسؤولية».

مبارك الحجيلان: نسأل الله أن يمد سموه بعونه وتوفيقه

الشاعر مبارك الحجيلان، قال: «أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائدنا ووالدنا سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح بمناسبة أدائه اليمين الدستورية أميراً للبلاد، ونسأل الله العلي القدير أن يمد سموه بعونه وتوفيقه، وأن يرزقه البطانة الصالحة الناصحة النافعة، لما فيه الخير للكويت وشعبها».

وكتب الحجيلان بيتين من الشعر بهذه المناسبة:

قادك سمو التواضع واستمر المسار

في عزه الدار تبقى في أمان ورغد

قادك سموه وحنا من كبار وصغار

خلفه وندعي عساه يدوم عمره مدد

فهد العدواني: رحلة مليئة بالسلام والازدهار

قال الشاعر فهد العدواني: «نبارك لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح توليه مسؤوليات الحكم، ونتمنى له النجاح والتوفيق في قيادة البلد العظيم، ونعدكم بالوقوف معكم في كل مرحلة من مراحل تطوير الكويت ورفعة شأنها، ونتمنى له رحلة حكم مليئة بالسلام والازدهار».

سالم الرميضي: نبايع سموه على السمع والطاعة

بعث أمين سر رابطة الأدباء الكويتيين سالم الرميضي أسمى آيات التهنئة والمباركة لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وقال: «نبايع سموه على السمع والطاعة، راجين من المولى القدير له التوفيق والسداد وأن يقيض له البطانة الصالحة».

سارة خلف: مزيد من التقدم والازدهار

قالت الكاتبة الأديبة سارة خلف: «نتقدم من مقام سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالتهنئة بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم، سائلين الله تعالى أن يسدد خطاه في قيادة دولة الكويت ويتحقق على يديه المزيد من التقدم والازدهار».

المصدر: الراي

كلمات دلالية: الشیخ مشعل الأحمد الجابر الصباح صاحب السمو الشیخ مشعل سمو الشیخ مشعل الأحمد لسمو أمیر البلاد مقالید الحکم لسمو الأمیر سمو الأمیر هذا الوطن على حمل

إقرأ أيضاً:

المطران جورج شيحان يترأس قداس عيد الميلاد بكاتدرائية القديس يوسف المارونية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس، مساء أمس الثلاثاء، المطران جورج شيحان رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، صلوات قداس عيد الميلاد المجيد،وذلك بكاتدرائية القديس يوسف المارونية بالقاهرة. 

وألقى المطران "شيحان" كلمة روحية خلال قداس عيد الميلاد المجيد، جاءت كالتالي: "أيها الإخوة والأخوات، لنقف أمام المغارة، ولننظر إلى الجوهر فيها: لنذهب إلى ما أبعد من الأنوار والزينة، التي هي جميلة ولنتأمل في الطفل.ولندع الدهشة تستولي علينا ولو انتابنا شيء من الشك. الذي يَسَعُ الكون، بحاجة إلى أن يُحمل على ذراعين. والذي خلق الشمس، بحاجة إلى الدفء. وهو الحنان مُشَخّصًا، بحاجة إلى ملاطفة. حبُ لا متناهٍ، قلبه قلب صغير، يخفق وخفقاته ضعيفة. الكلمة الأزلي صغير لا ينطق. خبز الحياة، بحاجة إلى من يغذيه. خالق العالم، لا مسكن له. اليوم كل شيء معكوس: الله جاء إلى العالم صغيرًا. وعظمته ظهرت في صغره. 

وتابع خلال كلمته: "تحدي عيد الميلاد اليوم: أظهر الله نفسه، لكن البشر لم يفهمونه. جعل نفسه صغيرًا في عيون العالم، ونحن نستمر في البحث عن العظمة بحسب العالم، وربما حتى باسمه. تنازل الله، ونحن نريد أن نصعد على قاعدة لكي نظهر. أشار العليّ إلى التواضع، ونحن ندَّعي الظهور. ذهب الله يبحث عن الرعاة، غير الظاهرين، ونحن نريد أن يرانا الناس. ولد يسوع ليَخدم، ونحن نقضي السنين في السعي وراء النجاح. لا يطلب الله القوة والسلطة، بل يطلب الرفق والصغر الداخلي." 

وأضاف قائلًا: "فيجب أن نطلبه من يسوع في عيد الميلاد، أن نعرف أن نكون صغارًا. لكن ماذا يعني عمليًا أن نستقبل الصغر؟ يعني أن نؤمن أن الله يريد أن يأتي في الأمور الصغيرة في حياتنا، ويريد أن يعيش في حقائق حياتنا اليومية، والمبادرات البسيطة التي نفعلها في البيت وفي العائلة، وفي المدرسة، وفي العمل. هو يريد أن يحقق أمورًا غير عادية في حياتنا العادية. هذه رسالة رجاء كبيرة: يدعونا يسوع إلى أن نقدّر الأمور الصغيرة في حياتنا ونكتشفها من جديد." 

وأشار خلال كلمته قائلًا: "لا يريد يسوع أن يأتي فقط في الأمور الصغيرة في حياتنا، بل في نفس صِغَرِنا: في شعورنا بضعفنا، وهشاشتنا، وعدم كفاءتنا، وربما حتى في أخطائنا. أختي وأخي، إذا أحاط بكم ظلام الليل، كما في بيت لحم، وإذا شعرتم ببرودة اللامبالاة من حولكم، وإذا صرخت الجراح التي تحملونها في داخلكم: «أنت لا قيمة لك، ولا تساوي شيئًا، ولن يُحبّك الناس أبدًا مثلما تريد»، في هذه الليلة، إذا شعرت بهذا الله سيجيب. سيقول لك في هذه الليلة: «أنا أحبك كما أنت. لا يخيفني صغرك، ولا يقلقني ضعفك. صرت صغيرًا من أجلك. وحتى أكون إلهك، صرت أخاك. أيها الأخ الحبيب، والأخت الحبيبة، لا تخف مني، ستجد عظمتك فيَّ. أنا قريب منك، وأسألك هذا فقط: ثق بي وافتح لي قلبك». " 

وتابع: "فمحبة يسوع، أي أن نخدمه في الفقراء وفي الآخرين. هم الذين يشبهون، أكثر من غيرهم، يسوع الذي ولد فقيرًا. وفيهم هو يريد أن نكرمه. في ليلة المحبة هذه. يهاجمنا خوف واحد، وهو: أن نجرح محبة الله، باحتقارنا الفقراء بلا مبالاتنا. إنهم المفضلون لدى يسوع، الذين سيستقبلوننا يومًا في السماء. كتبت شاعرة، قالت: من لم يجد السماء هنا، لن يجدها هناك في العُلى (لا تغِب السماء عن نظرنا، ولنعتنِ بيسوع الآن، ولنلاطفه في المحتاجين، لأنه تماهى معهم). " 

وشدد المطران شيحان على ضرورة أن ننظر مرة أخرى إلى المغارة ونرى كيف أن يسوع عندما ولد كان محاطًا بالصغار والفقراء، كانوا الرعاة. كانوا أكثر الناس بساطة وأكثرهم قربًا إلى الرب يسوع. لقد وجدوه لأنهم كانوا يبيتون في البرية، يتناوبونَ السَّهَرَ فِي اللَّيل على رَعِيَّتِهم» (لوقا ۲: ۸). كانوا يعملون، لأنهم كانوا فقراء ولم يكن في حياتهم أوقات خاصة، بل كانت تعتمد على القطيع. لم يكن باستطاعتهم أن يعيشوا كيفما يريدون وأينما يريدون بل نظموا أنفسهم بحسب احتياجات الخراف التي يعتنون بها. ووُلِدَ يسوع هناك، بالقرب منهم، وبالقرب من المنسيّين في الأطراف الهامشية. يأتي يسوع حيث تكون كرامة الإنسان في محنة. يأتي ليمنح كرامة للمستبعدين، ولهم يُظهر نفسه أولًا: وليس للشخصيات المثقفة والمهمة، ولكن للناس الفقراء الذين يجدون ويعملون. سيأتي الله في هذه الليلة ليملأ قساوة العمل بالكرامة. إنه يذكرنا كم هو مهم أن نعطي كرامة للإنسان عن طريق العمل، ولكن أيضًا أن نعطي كرامة لعمل الإنسان، لأن الإنسان سيّدُ وليس عبدًا للعمل في يوم الحياة هذا لنردّد: كفى موتى في العمل ولنلتزم بهذا.

وأضاف: "لننظر مرة أخيرة إلى المغارة، ولنوسّع أنظارنا إلى أقصى حدودها، حيث يمكننا أن نَلمح المجوس، وهم في رحلة حج ليسجدوا للرب يسوع، لننظر ونفهم أن كل شيء حول يسوع يجتمع معًا في وحدة واحدة: لا يوجد فقط المهمشون، والرعاة، بل أيضًا المتعلمون والأغنياء، والمجوس في بيت لحم، يقف معًا الفقراء والأغنياء، الذين يسجدون مثل المجوس والذين يعملون مثل الرعاة، كل شيء يجد مكانه.

وأشار إلى أنه عندما يكون يسوع هو المركز: وليس أفكارنا عن يسوع، بل هو نفسه الحي. لهذا، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لنعُد إلى بيت لحم، ولنعُد إلى الأصول: إلى جوهر الإيمان، وإلى الحبّ الأول، وإلى السجود والمحبة. لننظر إلى المجوس الحجاج ولنذهب، كنيسةً سينودسيةً بدأت مسيرة، إلى بيت لحم، حيث الله في الإنسان، والإنسان في الله. وحيث الرب يسوع في المقام الأول ويُسجد له. وحيث يجلس المهمشون في المكان الأقرب إليه. وحيث الرعاة والمجوس يقفون معًا في أخوة أقوى من أي تصنيف، ليمنحنا الله أن نكون كنيسة ساجدة وفقيرة ومترابطة بعضها مع بعض. هذا هو الأساس. لنعد إلى بيت لحم. حسنٌ لنا أن نذهب إلى هناك، مُطيعين لإنجيل الميلاد، الذي يقدم العائلة المقدسة، والرعاة، والمجوس: كلهم في مسيرة. 

وتابع قائلًا:"أيها الإخوة والأخوات، لننطلق في مسيرتنا نحن حجاج الرجاء في هذه السنة اليوبيلية، لأن الحياة هي حج. لننهض، ولنستيقظ لأن نورًا سيضيء في هذه الليلة، إنه نور لطيف يذكرنا أننا في صغرنا نحن أبناءٌ أحباء، أبناء النور (1 تس ٥:٥). أيها الإخوة والأخوات، لنبتهج معًا، لأنه لن يُطفئ أحد أبدًا هذا النور، نور يسوع، الذي سيشع في العالم ابتداءً من هذه الليلة."

وأضاف خلال كلمته قائلًا:"نسأل الرب يسوع طفل المغارة، رسول السلام، السلام لشرقنا، لبلدنا مصر. نسأله حُسن التدبير لحُكامنا والمسؤولين بيننا، مدنيين وروحيين مُقتدين بعلامات المغارة وما تحمل الينا من معانٍ روحية." 

واختتم كلمته قائلًا:"لتكن قلوبنا مغارة، وبيوتنا وعائلاتنا مغارة، مدارسنا ومصانعنا، إداراتنا كلها مغارة، يشع منها السلام والفرح والحب. تشملنا نعمة الصغر وجمال الطفولة ببركة الرب يسوع طفل المغارة".

مقالات مشابهة

  • محطات في حياة الشيخ مصطفى إسماعيل.. صباح الخير يا مصر يحيي ذكرى رحيله
  • جواز سفر أزرق اللون.. وزير داخلية الكويت يوضح مصير من سُحبت منهم الجنسية
  • الأمير فيصل بن بندر يطّلع على جهود وإنجازات جامعة شقراء وجمعية “نقاء” لمكافحة التدخين
  • الأمير فيصل بن بندر يطّلع على جهود وإنجازات جامعة شقراء
  • المطران جورج شيحان يترأس قداس عيد الميلاد بكاتدرائية القديس يوسف المارونية
  • لحصد طلبتها المركز الأول بمسابقة الذكاء الاصطناعي.. الأمير فيصل بن مشعل يهنئ رئيس جامعة القصيم
  • البنك السعودي الأول يدشن مركز الأمير فيصل بن مشعل لحفظ وإكثار النباتات المحلية بالتعاون مع جمعية وعي البيئية
  • البنك السعودي الأول يدشن مركز الأمير فيصل بن مشعل لحفظ وإكثار النباتات المحلية
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود والشيخ فهد الصباح يبحثان تعزيز التعاون الأمني
  • الشيخ مبارك الصباح يزور المركز الإعلامي لبطولة خليجي 26 ويشيد بدور الإعلام