الأمم المتحدة: قلقون جداً بشأن التقارير التي تشير إلى تصاعد النزاع في منطقة دارفور

مع دخول الحرب في السودان شهرها التاسع، ومع سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة، بما في ذلك عاصمتها ود مدني، تشهد الأوضاع على الأرض تغيرات متسارعة. يسود الضباب وتباين في المواقف حول الخروج من هذه الأزمة المستفحلة التي أدت إلى مقتل 12 ألف شخص وتشريد نحو 8 ملايين حتى الآن.

وسيطرت قوات الدعم السريع، الاثنين الماضي، على بلدة رفاعة شرق ولاية الجزيرة السودانية وتوغلت في ود مدني عاصمتها، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، مع استمرار نزوح سكان المدينة التي كانت من الأماكن القليلة المتبقية في منأى من الحرب.

وفي غياب تام لأي معلومات أو بيانات من الجيش، الذي يتواجد قادته في مدينة بورتسودان على بعد ألف كيلومتر من الخرطوم، أكدت قوات الدعم السريع سيطرتها على جميع المدن الرئيسية في الطريق بين العاصمة ونهاية ولاية الجزيرة وجنوب ولاية سنار، على بعد أكثر من 300 كيلومتر.

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء التصاعد في أزمة التهجير القسري في السودان، حيث يفر مئات الآلاف من الأشخاص إضافيين نتيجة لتصاعد الصراع في ولاية الجزيرة الوسطى في السودان، جنوب شرق العاصمة الخرطوم.

وأضافت المنظمة الأممية في بيان لها، "قلقون جداً بشأن التقارير التي تشير إلى تصاعد النزاع في منطقة دارفور. وفي 16 من كانون الأول/ ديسمبر، أسفر القتال المتجدد في الفاشر، في شمال دارفور، عن إصابات وخسائر في صفوف المدنيين، وتشريد إضافي، تلاه نهب منازل ومتاجر واعتقال الشبان. في نيالا، في جنوب دارفور، تم الإبلاغ عن هجوم جوي أسفر عن وفيات وإصابات وتدمير منازل المدنيين.

وتم الإبلاغ عن قتال شديد، بما في ذلك غارات جوية وإطلاق نار، في ضواحي ودمدني، عاصمة ولاية الجزيرة، الأسبوع الماضي.

وبعد اندلاع النزاع في العاصمة السودانية في نيسان/ أبريل من العام الجاري، فر أكثر من نصف مليون شخص، بما في ذلك حوالى 7,000 لاجئ، إلى ودمدني قادمين من الخرطوم.

وأكدت منصات تابعة لقوات الدعم السريع سيطرتها عند نقاط الاستراتيجية في مدن الكاملين والحصاحيصا، ومناطق أخرى على الطريق غرب النيل الأزرق، بالإضافة إلى نقاط سيطرة في مدن الهلالية والجنيد ورفاعة وتمبول والمناطق الممتدة حتى مدينة ود مدني من الجهة الشرقية للنيل الأزرق.

وأفادت وسائل إعلام بتواجد قوات كبيرة داخل مدن استراتيجية في منطقة النيل الأبيض المجاورة لدولة جنوب السودان. وأعلنت منظمة التنمية في إفريقيا "إيغاد" عن تشكيل لجنة اتصال لتسريع نتائج القمة التي عُقدت في بداية كانون الأول/ ديسمبر، والتي تتضمن 6 نقاط للحل، مشيرة إلى إلى تلقيها التعهد من قادة الجيش والدعم السريع بلقاء مباشر بينهما، بهدف العودة إلى طاولة التفاوض من خلال منبر جدة الذي يقوده المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: السودان جنوب السودان اخبار السودان الصراع في السودان قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة

إقرأ أيضاً:

الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان

بورت سودان (السودان)"أ ف ب": يحل شهر رمضان الذي يتسم عادة بكرم الضيافة والتجمعات العائلية للعام الثاني في السودان حيث حجبت الحرب المدمرة هذه التقاليد جراء الصعوبات الاقتصادية الحادة وتفشي الجوع.

يشهد السودان منذ أبريل 2023، نزاعا داميا بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص وخلف أزمة إنسانية كارثية مع انتشار المجاعة في عدة مناطق.

وفي مدينة بورتسودان (شرق) التي بقيت نسبيا بمنأى عن أعمال العنف، لا تزال السلع الغذائية منتشرة في الأسواق، لكن أسعارها الباهظة تجعلها بعيدة المنال.

وبلغ سعر كيلو السكر، المكون الأساسي لمشروبات وحلويات رمضان، 2400 جنيه سوداني (دولار واحد).

كما ارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير، فوصل سعر كيلو لحم العجل إلى 24 ألف جنيه سوداني (10 دولارات)، وكيلو لحم الضأن إلى 28 ألف جنيه سوداني (11,6 دولارا)، بحسب مستهلكين.

وقال محمود عبد القادر لوكالة فرانس برس "نعاني من توفير السلع الرمضانية. الأسعار في السوق متفاوته، فثمن بعضها مرتفع وبعضها الآخر باهظ جدا".

وعبر عن شعور مماثل بالاحباط حسن عثمان بقوله إن "الأسعار مرتفعة للغاية".

في يناير، بلغ معدل التضخم 145% ، مقابل 136% في الشهر نفسه من عام 2024، بحسب المكتب المركزي للإحصاء، في حين يناهز متوسط الأجر الشهري الآن 60 دولارا فقط.

وعلاوة على ذلك، لم يتسلم موظفو القطاع العام في بعض المناطق رواتبهم منذ أبريل 2023.

والوضع أسوأ بكثير في المناطق التي تشهد معارك مدمرة.

ففي أجزاء من دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، انقطعت طرق ايصال المواد الغذائية وانتشرت المجاعة.

وتم الابلاغ عن المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال دارفور، بالإضافة إلى أجزاء من جبال النوبة (جنوب).

ومن المتوقع أن تطال خمس مناطق أخرى بحلول مايو، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وفي بعض مناطق دارفور، تعيش الأسر على قشور الفول السوداني وأوراق الأشجار، بحسب سكان.

وتواجه منظمات الإغاثة صعوبات جمة للوصول إلى هذه المناطق، مما سرع انتشار الجوع.

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّه اضطرّ إلى تعليق عملياته في مخيّم للنازحين ومحيطه في شمال دارفور في السودان، بسبب تصاعد العنف.

وقال عمر مناقو، أحد عمال الإغاثة في شمال دارفور، إن "الوضع هنا صعب جدا، هناك صعوبة في (ايجاد) مياه الشرب والطعام، لا يوجد شيء في الاسواق".

حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الخميس من أن السودان يواجه خطر السقوط في "الهاوية" ما لم تنته الحرب المدمرة في البلاد وتتدفق المساعدات.

وتابع المسؤول الأممي "نحن ننظر إلى الهاوية. تحذّر الوكالات الإنسانية من أنه في غياب جهود إنهاء الحرب ... فإن مئات الآلاف من الناس قد يموتون".

وفي المناطق المتضررة من الحرب، تعرضت الأسواق للنهب وأنخفضت بالتالي إمدادات الغذاء بشكل هائل.

وقال عمر مناقو إن معظم الأسواق في شمال دارفور لم تعد موجودة.

واوضح "كلها أحرقها الجنجويد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وفي العاصمة الخرطوم حيث اشتدت حدة القتال بين الجيش وقوة الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة، يقوم متطوعون بتوزيع المساعدات التي تمكنوا من جمعها، لكن الاحتياجات هائلة.

واشارت صابرين زروق (30 عاما) المقيمة في أم درمان، إحدى ضواحي الخرطوم، إلى أنه "من قبل كان ثمة مبادرات في الشوارع لتوزيع وجبات الإفطار على أولئك الذين لم يصلوا إلى منازلهم" في الوقت المحدد.

واضافت بحسرة "هذا لم يعد متوفرا".وينتاب العديد من السودانيين الحزن على فقدان التقاليد التي تميز شهر رمضان.

ففي السنوات السابقة، كانت العائلات تقوم بإعداد وجبات إفطار شهية، وتتقاسم الطعام مع الجيران، بينما تزدان الشوارع بالأضواء الاحتفالية.

ويقول محمد موسى، وهو طبيب يبلغ 30 عاما ويقضي أياما طويلة في أحد آخر المستشفيات العاملة في أم درمان، بحسرة "الفطور مع الاهل والاصدقاءوزينة رمضان أيضا، من الأشياء التي افتقدها".

مقالات مشابهة

  • للمرة الثالثة الدعم السريع يستهدف محطة مروي بطائرات مسيّرة وانقطاع الكهرباء في الولاية الشمالية
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» آلاف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» ألف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • في بيان رسمي.. مصر تعلن رفضها لحكومة سودانية موازية
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان