الحرة:
2024-11-27@19:58:07 GMT

ضغوط كبيرة على مصر وسط احتشاد الغزيين قرب حدودها

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

ضغوط كبيرة على مصر وسط احتشاد الغزيين قرب حدودها

منذ بداية الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، أبدت مصر رفضها استقبال نازحين فلسطينيين على أراضيها، لكن تقريرا لصحيفة "واشنطن بوست" يرى أن القاهرة قد تضطر للتراجع عن موقفها "مع استمرار إسرائيل في هجومها على جنوب غزة".

الصيحفة نقلت عن دبلوماسيين سابقين، ومحللين عربا، قولهم، إن ظروف الحرب قد "تجبر القاهرة في نهاية المطاف على قبول النازحين من غزة، وهو ما قد يهدد السلام المستمر منذ عقود بين إسرائيل ومصر".

وبينما أصبحت مساحات كاملة من غزة في حالة دمار، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد نزحوا، استجابة للتوجيهات الإسرائيلية بالفرار إلى "أماكن أكثر أمانا"، لكنهم يجدون أنفسهم في مرمى النيران في كل مرة.

ويلجأ العديد من النازحين داخليا إلى مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب، على طول الحدود مع مصر، حيث يتم إيواء أغلبهم في مدارس وخيام، بينما ينام آخرون في الشوارع، حيث تنتشر الأمراض، في ظل شح المساعدات، بفعل القصف الإسرائيلي الذي يعيق وصولها.

الأمراض المعدية تفتك بسكان غزة .. والمستشفيات مكتظة بجرحى القصف الإسرائيلي "كلنا مرضى. جميع أطفالي يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وفيروس في المعدة"، تكافح سماح الفرا (46 عاما) من أجل الحصول على علاج لأطفالها العشرة في مخيم يؤوي فلسطينيين نازحين في رفح بجنوب غزة. 

وقال دبلوماسي مصري سابق تحدث للصحيفة دون الكشف عن هويته "لقد قدم الإسرائيليون تأكيدات بأن أي خطوات عسكرية يتم اتخاذها لن تمتد إلى الجانب المصري من الحدود، لكن الوضع الإنساني مروع" في إشارة إلى تغير المعطيات منذ بداية الحرب.

وأضاف "لا يزال هناك احتمال بتدفق الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، سواء حدث ذلك نتيجة لاستراتيجية عسكرية إسرائيلية متعمدة أو بشكل افتراضي".

وبينما تعزز البلاد حدودها في شمال سيناء، يضاعف كبار المبعوثين المصريين جهودهم لتجنب مثل هذا السيناريو والضغط من أجل وقف إطلاق النار.

وقد وفرت مصر ملاذا لملايين الأشخاص الذين فروا من الصراعات الأخيرة في السودان وليبيا واليمن وسوريا، لكن التهجير الجماعي للفلسطينيين خلال تأسيس إسرائيل عام 1948 إبان ما يعرف  بالنكبة لا يزال يلوح في الأفق. 

وتخشى الحكومات العربية من أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين الذين يغادرون غزة بالعودة بعد الحرب.

وفاقمت تصريحات سياسيين إسرائيليين دعت إلى إخراج الفلسطينيين من القطاع إلى تفاقم هذا القلق، كما فعلت وثيقة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، تم تسريبها في أكتوبر  "يبدو أنها اقترحت نقل الفلسطينيين بشكل دائم إلى مصر". 

وتعقد جماعات المستوطنين المتطرفين، الداعمين الرئيسيين لحكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، اليمينية، مؤتمرات للضغط من أجل إعادة التوطين الإسرائيلي في غزة.

ويؤكد نتنياهو وكبار مسؤولي الدفاع أن الهدف العسكري الإسرائيلي هو هزيمة حماس، وليس إخلاء القطاع من الفلسطينيين.

تعقيدات ومخاطر

قالت كسينيا سفيتلوفا، الزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلسي والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي "إنها فكرة تتبناها بعض القيادات اليمينية كخيار حقيقي، هم لا يفهمون التعقيد، ويتجاهلون المخاطر، ويفشلون في إدراك مدى حساسية الديناميكيات بين إسرائيل ومصر، وهي ديناميكيات تستحق الحفاظ عليها".

وسهلت مصر خروج آلاف المواطنين الأجانب والفلسطينيين من مزدوجي الجنسية، عبر معبر رفح منذ أواخر أكتوبر، لكن الذين ينجحون في العبور لا يُسمح لهم بالبقاء في مصر لأكثر من بضعة أيام.

وتشعر القاهرة بالقلق إزاء الوضع الأمني، إذ تخشى أن يتسلل مسلحو حماس إلى شمال سيناء.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منتصف أكتوبر الماضي "نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم" محذراً من أن نقل سكان غزة إلى سيناء يعني "نقل الهجمات ضد إسرائيل إلى الأراضي المصرية، ما يهدد السلام بين إسرائيل وإسرائيل" بلد يبلغ عدد سكانه 105 مليون نسمة".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قلقة، وفق الصحيفة، إزاء المناقشات الإسرائيلية في الأيام الأولى من الحرب حول فكرة دفع سكان غزة إلى مصر.

ورفض وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وغيره من كبار القادة، الفكرة، بشدة، حسبما قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لواشنطن بوست.

وقال بلينكن الشهر الماضي إن "الولايات المتحدة تعتقد أن أي اتفاق سلام نهائي يجب ألا يشمل التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، لا الآن، ولا بعد الحرب".

ويقول كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والعرب الذين عملوا بشكل وثيق مع نظرائهم المصريين إن موقف القاهرة بشأن هذه القضية لن يتزعزع.

وقال دبلوماسي أميركي رفيع، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته "لم يكن هناك أي غموض من جانب المصريين بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية.. موقفهم واضح".

الصحيفة عقّبت على ذلك بالقول "لكن الظروف على الأرض في غزة تدهورت بشكل كبير بعد أكثر من شهرين من الحرب".

وتابعت "يبدو أن مصر تشعر بالضغط، إذ أرسلت وزير خارجيتها سامح شكري إلى واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر لتأكيد موقف القاهرة، كما قادت القاهرة قرارًا غير ملزم الأسبوع الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال في الدوحة الأسبوع الماضي إنه يتوقع "انهيار النظام العام في غزة، بالكامل قريبا" ما قد يساهم، وفق الصحيفة "في زيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر".

ولن يكون "اختراق" الحدود المصرية المتوقع، هو الأول من نوعه، ففي عام 2008، هرع آلاف الفلسطينيين إلى مصر مؤقتا بعد أن قام مسلحو حماس بتفجير ثغرة في الجدار الحدودي.

"كانت تلك لحظة مؤلمة حقا بالنسبة للمصريين" تقول واشنطن بوست، التي أكدت أن المصريين "لا يريدون أن يتكرر هذا الحدث".

الصحيفة نقلت عن المستشار السابق لمنسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية، مايكل ميلشتين، والذي يشرف على سياسة إسرائيل المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، قوله "أنا متأكد تماما من أن الجانبين منسقان إلى حد كبير مع تقدم الجيش الإسرائيلي جنوبا".

فلسطينيون ينتظرون العبور إلى مصر عند معبر رفح الحدودي في قطاع غزة- أكتوبر 2023

وقال دبلوماسي عربي سابق  لم تكشف الصحيفة عن هويته "في نهاية المطاف، إذا اندفع الفلسطينيون عبر الحدود، لا يمكنك ترك الناس يموتون".

وتابع "الموقف السياسي شيء، لكن الضرورات على الأرض وما يُفرض على الأرض قصة مختلفة".

وأضاف أنه في هذه الحالة، من المرجح أن تسعى مصر للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة وإسرائيل بأن أي تهجير للفلسطينيين سيكون مؤقتًا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الفلسطینیین من بین إسرائیل إلى مصر غزة إلى من غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

هيئة البث الإسرائيلي: بايدن سيعلن وقف الحرب في لبنان.. الليلة

قالت هيئة البث الإسرائيلي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن عند الساعة العاشرة هذه الليلة عن وقف إطلاق النار في لبنان.

إلى ذلك أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء مبان في 4 أحياء في بيروت، هي رأس بيروت والمزرعة وزقاق البلاط ومصيطبه.

مقالات مشابهة

  • جمال شقرة: إسرائيل تستغل أحداث غزة لتنفيذ مخطط الدولة الواحدة على جثث الفلسطينيين
  • كاتب صحفي: إسرائيل قبلت بوقف إطلاق النار بلبنان لإكمال حربها في غزة
  • اتهامات لجمعيات فرنسية بـ"التواطؤ في إبادة الفلسطينيين"
  • جراء العدوان الإسرائيلي ‏على المعابر الحدودية… أضرار كبيرة تلحق بالجسور في ريفي حمص وطرطوس
  • جلالة الملك : المغرب سيواصل جهوده لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين لطاولة المفاوضات ووقف الحرب
  • زحمة سير كبيرة في بيروت بعد التهديدات الإسرائيليّة
  • هيئة البث الإسرائيلي: بايدن سيعلن وقف الحرب في لبنان.. الليلة
  • محللون: الدول العربية لديها فرصة كبيرة لوقف الحرب إذا كانت جادة
  • مصر: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين
  • 4 مشاهد تعكس صمود الفلسطينيين أمام حرب غزة.. بينها شابة أتمّت حفظ القرآن