بكتيريا المقاومة تنتصر لغزة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
المتأمل فى أحوال الأمم والشعوب، والراصد لمسيرة الطغاة الظالمين، سيجد أن الله لهم بالمرصاد وأنهم جميعا تكون نهاياتهم مأساوية على قدر ما جنت أيديهم، ولنا فى نمرود بن كنعان عبرة كونه أول جبار فى الأرض، حكم مملكة بابل فى العراق، وأول من وضع التاج على رأسه وتجبر فى الأرض، وادعى الربوبية ورفض الانصياع لأوامر الله.
فما كان من المولى عز وجل إلا أن أرسل عليه وعلى جنوده بعوضًا من كثرتها حجبت ضوء الشمس، وأكلت لحومهم وشربت دماءهم، ولم يبق منهم إلا العظام، وأرسل الله إلى النمرود الذى تركه حيا ليشهد ما أصاب جنوده بعوضة دخلت من أنفه إلى رأسه، فمكث 400 عام يُضرب بالمطارق والنعال على رأسه حتى تهدأ البعوضة التى ظلت تعذبه حتى هلك ومات من كثرة الضرب بالنعال.
وأهلك الله قوم فرعون بالغرق بعد تكذيبهم لرسالة الإيمان، أما قائمة الطغاة على مر التاريخ فهى طويلة ومزدحمة وتجف الأحبار قبل الانتهاء من سرد شرورهم وأفعالهم، فهناك جايوس أشهر طاغية فى التاريخ الإنساني، والإمبراطور نيرون الذى حرق روما، وفلاد الثالث الذى لقب بدراكولا، وأبو طاهر القرمطى والذى قام بنهب القوافل وقتل الحجاج وهاجم مكة ونهب الكعبة وسرق الحجر الأسود، وغيرهم الكثيرون أمثال فودى سنكوح، تشارلز تايلور، هوشى منه، وموسوليني، أنتيفلتش، بجى خان، عيدى أمين، جوناس مالهير، هيد بكى توجو، سوهارتو، توتو، بريجينيف، كيم أبل سونج، هتلر، ستالين، وآخرون.
وأخيرا تيودور هيرتزل مؤسس الصهيونية رأس الأفعى، وأساس فساد وبطش الصهاينة حتى اليوم، والحديث عن الصهاينة الذين ارتكبوا أبشع الجرائم على وجه الأرض منذ بدء الخليقة حتى الآن يقودنا إلى ما يحدث على أرض غزة من جرائم يرتكبها طغاة العصر، لكن الله لهم بالمرصاد.
الجنود الإسرائيليون المصابون فى غزة وهم كثيرون، ابتلاهم الله بأمر عجيب يدلل به على قدرته وحده دون غيره ليكونوا عبرة، ورغم التعتيم على الأمر إلا أن مسؤولى الصحة فى إسرائيل حذروا من أن الجنود المصابين فى غزة يعانون من جراثيم مقاومة للأدوية.
وكشفت جمعية الأمراض المعدية «أى أى دي» الإسرائيلية، أنه تم العثور على العديد من مسببات الأمراض المقاومة للأدوية خاصة فى إصابات الأطراف بما فى ذلك السلالات البكتيرية شديدة المقاومة من الكليبسيلا، الأشريكية القولونية، فطريات الرشاشيات.
وقالت البروفوسير جاليا راهاف، رئيسة الجمعية، إن تقارير جميع المستشفيات تفيد بأن الجنود عادوا من ساحة المعركة مصابين بعدوى مقاومة، ويتطلب الأمر أحيانا التدخل الجراحى مثل التنظير لإزالة الأنسجة المصابة.
وفى سياق متصل، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إنه يصعب علاج هذه الالتهابات، الأمر الذى يزيد من خطورة انتشار الأمراض الوخيمة والوفيات.
وليست هذه المرة الأولى التى تستهدف الأمراض فيها جنود الاحتلال، فوفقًا لصحيفة تيلغراف فقد وردت تقارير الشهر الماضى عن تفشى مرض الزحار، بين الجنود الإسرائيليين فى قطاع غزة مع زيادة حالات الإسهال والأمراض المعدية التى تتطلب إجلاء لتلقى العلاج الطبى.
باختصار.. هناك حكمة رومانية تقول «لا تسأل الطغاة لماذا طغوا بل اسأل العباد لماذا ركعوا»، ونؤكد أن الله يمهل الظالمين لكنه لا ينساهم، فالبعض يرى حسابه فى الدنيا ويحصد نتائج سوءاته، والبعض الآخر يؤجل حسابه إلى يوم تجتمع عند الله الخصوم، وفى كل الأحوال إذا كانت دولة الظلم ساعة، فإن دولة العدل حتى قيام الساعة، وسوف يفنى اليهود إلى الشتات كما جاؤوا أول مرة، وستبقى فلسطين أبية عربية وقلب العروبة النابض بالحياة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار ضوء الشمس
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة حق مشروع ونحن على العهد يا قدس
الثورة نت/..
أكد أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن “هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يهزم لأنه صاحب حق ونحن موعودون في كتاب الله بهذا النصر”، موضحا أن هناك “اليوم مقاومة فلسطينية مسلحة متجذرة تريد التحرير من البحر إلى النهر”.
وقال الأمين العام لحزب الله، في كلمة له بثها تلفزيون المنار اليوم السبت بمناسبة “يوم القدس العالمي”، إن الإمام الخميني أعلن عن يوم القدس العالمي من أجل التضامن مع القدس وفلسطين والمستضعفين في العالم بمواجهة الطواغيت الذين يحاولون قهر الشعوب.
وتابع ان “الإمام الخامنئي أعلن أن القضية الفلسطينية بالنسبة لإيران ليست قضية تكتيكية أو قضية استراتيجية سياسية، وإنما هي قضية عقائدية قلبية وإيمانية، وهذه الأمور تبين الأبعاد التي تتمتع بها هذه القضية”.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنه “يمكننا أن نفهم ما حصل في منطقتنا منذ إعلان الإمام الخميني عن يوم القدس في العام 1979 وحتى يومنا هذا”.
وأوضح “سنجد أن هناك تغييرات كثيرة حصلت لمصلحة تحرير فلسطين، منها أن إيران كانت إيران الشاه وفزاعة للجميع وشرطي الخليج بالتعاون مع الكيان الإسرائيلي، ولكن الأمور انقلبت ولم يعد لهذه القوة الكبيرة في منطقة الخليج أي تعاون ودعم لإسرائيل، وإنما حصلت التغيرات لصالح دعم المقاومة”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن “هذه التغييرات حولت القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية”.
وتابع “في لبنان أصبح هناك مقاومة قوية وقادرة، وكذلك في اليمن وفي العراق هناك قوة تعطي دفعاً إضافياً للمقاومة، بالإضافة إلى دول وشعوب المنطقة، وأيضاً في العالم هناك شعوب ودول تضامنت ودعمت”.
ورأى أن “كل هذه الأمور هي متغيرات إيجابية لصالح القضية الفلسطينية ونحن أمام تحول كبير سيؤدي دوره بشكل كامل”.
وشدد الشيخ قاسم على أن “العدو الاسرائيلي غدة سرطانية بيد أميركا، ونحن أمام عشرات السنوات من الأهداف التوسعية “الإسرائيلية”، وكانت تتراجع في بعض المراحل لأنها تواجه ضغطاً ومقاومة”.
وأضاف “حتى الضفة الغربية يريد العدو الاسرائيلي السيطرة عليها، ولا شيء اسمه فلسطين بالنسبة للعدو الاسرائيلي”.
وقال الشيخ قاسم إن “موقفنا كحزب الله هو أننا نؤمن أن هذه القضية الفلسطينية هي قضية حق، وهناك أربعة عناوين تجعلنا نتمسك بهذا الحق: أن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين. نحن نؤمن بالحق أن الشعب الفلسطيني صاحب حق ويجب نصرته بمواجهة الباطل. نحن نلتزم بالأمر الشرعي بقيادتنا المتمثلة بالإمام الخامنئي على نهج الإمام الخميني، وهذا النهج الشرعي يتجاوز كل الاعتبارات والحدود. نحن نعتبر أن مصلحتنا في نصرة المستضعفين وفلسطين وهذا يرتد خيراً على لبنان وفلسطين وكل المنطقة، ولنا مصلحة في مناصرة هذا الحق”.
وأضاف “لذلك نعلن دائماً أننا على العهد يا قدس مهما كانت التعقيدات، ولدينا إيمان في تحرير فلسطين ومصلحة في حماية لبنان”، مضيفا “لقد اجتمع لدينا المصلحة والإيمان”، لافتا إلى أن “حزب الله قدم دعماً مهماً لفلسطين وبلغ أعلى مراتبه في شهادة سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصر الله كتعبير حقيقي أننا مع القدس”.
وأوضح الشيخ قاسم “ليكن معلوماً أن لبنان على لائحة الضم الإسرائيلي، بالحد الأدنى جنوب لبنان، ضماً واستيطاناً، ولدينا تجربة سابقة مع جيش عملاء لحد لإنشاء شريط محتل كجزء لا يتجزأ من الكيان الإسرائيلي”.
وتابع “هذا الهدف لا يزال موجوداً، العدو الاسرائيلي يريد أن يحتل وأن يضم أرضاً لبنانية ويريدون التوسع”، مضيفا “ألم نسأل أنفسنا لماذا لم يخرجوا من لبنان عام 2000 إلا بالمقاومة على الرغم من وجود قرارات دولية؟ ببساطة لأنهم يريدون الاحتلال”.
وقال “نحن واضحون في موقفنا أن “إسرائيل” عدو توسعي ولن يكون لديها حد، ومقاومتنا حق مشروع وحق دفاعي والمقاومة يجب أن تستمر، صحيح أن المقاومة تمنع الاعتداء، ولكن يمكنها أن تحبطه وتمنعه من تحقيق أهدافه”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن “هناك قدرة استطاعت أن تمنع العدو الاسرائيلي من تحقيق أهدافها، فذهب العدو إلى وقف إطلاق النار”، مؤكدا “نحن في حزب الله التزمنا بالاتفاق بشكل كامل لكن العدو لم ينسحب ولا يزال يعتدي على لبنان في كل يوم”.
وتابع “لا يمكن أن نسمي اليوم ما يقوم به العدو الاسرائيلي خروقات بل هو عدوان تجاوز كل حد وكل التبريرات لا معنى لها”.
ورأى أن “على الدولة اللبنانية أن تتصدى وما زال الوقت يسمح بالمعالجة السياسية والدبلوماسية”.
وشدد على أن “مسؤولية الدولة أن تخرج عن الدائرة الدبلوماسية في لحظة معينة لمواجهة الاحتلال”.
وشدد الشيخ قاسم على أنه “إذا لم يلتزم العدو الاسرائيلي وإذا لم تقم الدولة بالنتيجة المطلوبة فلن يكون أمامنا إلا العودة إلى خيارات أخرى”.
واضاف “ليعلم العدو الاسرائيلي أنه لن يأخذ بالضغط لا من خلال احتلال النقاط الخمس أو عدوانه المتكرر ما يريده”.
وتابع “لن نسمح لأحد أن يسلبنا حياتنا وأرضنا وعزتنا وكرامتنا ووطنيتنا”، مؤكدا “لسنا ضعفاء في مواجهة مشاريع أمريكا والعدو الإسرائيلي”.
على صعيد الشأن اللبناني، قال الشيخ قاسم إن “حزب اللّه وحركة أمل أنجزوا نقلة نوعية بانتخاب رئيس الجمهورية وبإكمال عقد الحكومة وبالاندفاع لبناء الدولة”.
ولفت إلى أن “لبنان لا ينهض إلا بجميع أبنائه ولا يفكر أي أحد أنه قادر على إلغاء أي طرف”، مؤكدا أن “من حق الشعب اللبناني على دولته أن تعمر ما هدمه العدو الإسرائيلي”.
وفيما يتعلق بالأحداث التي شهدتها الحدود اللبنانية السورية، قال الشيخ قاسم “يحاول البعض اتهام حزب اللّه ببعض ما يحصل في الداخل السوري والحدود السورية ولكن هذا غير صحيح”.
وأكد أن “على الجيش اللبناني تقع مسؤولية حماية المواطنين من الاعتداءات التي تحصل على الحدود اللبنانية السورية”.