بوابة الوفد:
2024-10-02@01:10:12 GMT

هواها روسى

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

يتحرك ڤيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، داخل الاتحاد الأوربى الذى يضم ٢٧ دولة بينها المجر نفسها، بينما لسان حاله يقول: خالف تُعرف.. أو شيء من هذا القبيل.

آخر المرات التى فعل فيها ذلك، كانت يوم الجمعة ١٥ من هذا الشهر ، عندما دعا الاتحاد إلى اجتماع فى مقره فى بروكسل، وكان البند الأهم فى اجتماعه هو دعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا، وكان الدعم المقرر خمسين مليار يورو على أربع سنوات.

وحين التأم الاجتماع فى العاصمة البلجيكية، وافقت الدول الأعضاء جميعها على ما هو مقرر من دعم أوروبى للأوكرانيين فى حربهم مع الروس، إلا المجر،التى رفع رئيس وزرائها يده محتجًا ومعترضًا، ولأنه بادر إلى هذا الموقف، فإن الاجتماع فشل فيما كان قد جاء ليحسمه، وتقررت الدعوة إلى اجتماع آخر للهدف نفسه فى أول السنة المقبلة.

نعرف بالطبع أن المجر دولة أوربية شرقية، وأنها كانت تدور من قبل فى الفلك السوڤييتي، وأنها كانت عضوًا فى حلف وارسو الاشتراكى، الذى كان ينافس حلف شمال الأطلنطى الرأسمالي، وأنها انضمت إلى الاتحاد الأوروبى فى مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوڤييتى السابق، وأنها صارت من وقتها عضوًا مكتمل الأركان فى الاتحاد الذى يجمع الأوربيين ويحمى مصالحهم. 

ولكن السؤال هو: هل اتخذت المجر هذا الموقف عن هوى لديها تجاه الروس من أيام دورانها فى الفلك السوڤييتي، أم أن هذا الموقف وراءه مصلحة مجرية مجردة، وأن الحكاية لا علاقة بينها وبين الهوى الروسى القديم؟ 

رئيس وزرائها لم يشأ أن يخفى حقيقة دوافعه إلى موقفه من الدعم الأوروبى لأوكرانيا، وقال صراحةً إن صندوق الإنعاش الأوروبى كان قد وعد بلاده بدعم قيمته ثلاثون مليار يورو، وإن ثلث الرقم بالكاد هو ما وصل المجر، وإنه لا يزال ينتظر بقية الدعم، وإن قيادة الاتحاد فى بروكسل تتباطأ فى الموضوع، وإن هذا سر موقفه فى ملف أوكرانيا. 

هذا طبعًا صحيح، ولكن السؤال الآخر هو كالآتي: لماذا يتأخر الاتحاد الأوروبى أصلًا فى دعم المجريين، وهل يتأخر لسبب أم لغير سبب؟ 

أما السبب فهو موجود وتعرفه الدنيا كلها، لأن المجر هى الدولة الأوربية الوحيدة التى لم تأخذ بالعقوبات التى فرضها الأوروبيون على روسيا، بعد أن أطلق الرئيس الروسى عمليته العسكرية فى أوكرنيا فبراير قبل الماضى.. وهذا يدل فى حد ذاته على أن المجريين لا يزالون يحنون الى أيام أن كانوا مع روسيا تحت مظلة الاتحاد السوڤييتى السابق! 

المجر دولة هواها فيما يبدو روسي، حتى ولو راحت تتخفى وراء حكاية الدعم الذى لم يصلها بعد من بروكسل! 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط احمر ك ڤيكتور أوربان

إقرأ أيضاً:

وطنك لا يخذلك

قبل أن يغادر الأطالسة منطقتنا إلى مواجهات أكثر أهمية بالنسبة لهم، فى شرق أوروبا حيث روسيا وجنوب شرق آسيا حيث الصين وكوريا الشمالية، ها هم يدعمون إسرائيل بقوة من أجل إحداث تغييرات استراتيجية عميقة، تبقى لإسرائيل وجودها، وتمنحها ليست القدرة فقط وإنما الهيمنة.
اختفى إسماعيل هنية، واختفى حسن نصر الله، واختفت معهما قيادات وكوادر سياسية وعسكرية، وقبلهما اختفت دول وجيوش عربية، كانت تضع المواجهة مع إسرائيل عنوانا أبديا لها.
تصر إسرائيل على شرق أوسط جديد، وكانت تتوهم خلو الساحة من القوى العربية والإسلامية التقليدية، وهى مصر وسوريا والسعودية والعراق وإيران، وقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والقوى الداعمة لها والممولة أيضا.
ونجحت إسرائيل عبر الأطالسة، فى هدم العراق جيشا ودولة، وقوضته وأزكت فيه نار الطائفية. كما نجحت فى تقويض أركان سوريا سياسيا وعسكريا، وأصبحت سيادتها منتهكة يوميا.
ولا تكشف الهجمات المميتة على حزب الله فى لبنان، خللا أمنيا فحسب، وإنما تكشف خللا بنويا وتحديا وجوديا للحزب، الذى حصد نتائج تدخلاته فى الأزمة السورية الداخلية تارة، وتبعيته الهيكلية والسياسية لإيران.
ولا يمكن استدعاء البعد المذهبى وإلقاء التبعية على فصيل وحده دون الآخر.. فكما ظهرت ميليشيات شيعية، كانت هناك ميليشيات سنية استخدمت لهدم الدول السنية نفسها، وأكبرها كان تنظيم «داعش» الإرهابى الذى لم يوجه رصاصة واحدة نحو إسرائيل، وراح يحارب بالوكالة عنها. 
وتبقى مصر ثابتة فى محيطها الإقليمي، هى والجارة الشقيقة السعودية، التى تعرضت هى الأخرى قبل سنوات لابتزاز أمريكى غربى، كان هدفه نهب خيراتها.
وعندما وقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمسك بخريطتين ادعى أن إحداهما هى خريطة الخير والأخرى خريطة الشر، أظنه كان يسعى مجددا كما سعى دوما لوضع القوى السنية فى المنطقة فى مواجهة القوى الشيعية، واستدعاء البعد الطائفى فى معركته الشخصية مع إيران.
لكن قادة المنطقة أذكى من ذلك، خصوصا أن رجع الأنين من الغطرسة الإسرائيلية لا يزال يسمع فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والعراق.
تبقى كلمة وهى التمسك بالأوطان، والتماسك فى مواجهة القوى الاستعمارية.
فهذة القوى قد تأتى على ظهر بارجة حربية أو حاملة طائرات، وقد تأتى عبر أموال ضخمة تشترى السياسيين والمثقفين والإعلاميين، وقد تأتى عبر جهات مدنية أو قنوات فضائية تشتت الأفكار، وتؤلب المجتمعات على نفسها.
وأضم صوتى إلى صوت فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق فى بيانه الذى طالب فيه بالالتفاف حول الرئيس ومؤسسات الدولة فى هذة الفترة الحرجة، وحسن الولاء للوطن.. فوطنك لا يخذلك.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل في ذعر.. إبراهيم عيسى: إيران قادرة على على الرد والردع
  • محافظ المنوفية وسفير الاتحاد الأوروبى يتفقدان مدرستين فى تلا
  • قصة سفاح روسى قتل 11 امرأة أرملة ووضع جثثهن فى الفرن
  • صباح محمود شحاتة تثير الجدل بعد خبر وفاتها| ما القصة؟
  • وطنك لا يخذلك
  • أوربان يحشد دعم الصين والبرازيل في مبادرة جديدة لصنع السلام في أوكرانيا
  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»
  • «الفلاح».. المسئول عن إنتاج 80% من الألبان بمصر يطلب الدعم
  • نائب رئيس حزب الاتحاد: مصر تدفع بجهود ترسيخ السلام لصد عدوانية الاحتلال
  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها