الأهلى وفلومينينسى.. الهواية والاحتراف
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
مباراة الأهلى مع نظيره فلومينينسى البرازيلى فى نصف نهائى كأس العالم تكشف عن فريق هاوٍ «محلي» وآخر محترف، فريق يعرف ما يريده من المباراة وآخر يجرى ويجرى ويهدر الفرص وكأنّ تعددها «عدّاد أهداف» يحسم مواجهة بين فريقين.
فريق استغل مهارة لاعبيه وخبراتهم فى الحصول على ما يريدونه، فريق احترم المنافس وعرف ما يريده موفرًا الجهد والعرق لشوط ثانٍ للإجهاز على المنافس بعد أن ينال منه التعب، هى قراءة ليست فنية فقط من بطل البرازيل وأمريكا الجنوبية، وإنما دراسة بدنية و»مزاجية» من جانب مدرب فلومينينسى وكيفية الحد من أوراق الأهلى الرابحة، وأيضا قراءة تاريخية للفرق المصرية بما فيها المنتخب من تراجع بدنى وفنى مع مرور الوقت!
وعطفًا على ذلك الانتشار الإيجابى بالكرة وبدونها من جانب لاعبى البرازيل، دون الجرى طولًا وعرضًا سلبيًا، وهو الفرق بين الندين، وتحتاج خبرة ومهارة وفكرا تدريبيا.
كان فى الإمكان أن يسجل الأهلى هدفًا أو هدفين فى الشوط الأول، وتقدم الأهلى لا يعنى أنه سيُنهى المباراة بمكسب لأن المنافس لديه من المقومات والإمكانيات التى تجعله يغير «رتم المباراة» دفاعا وهجوما حسب ظروفها معتمدًا على أسلحة يمتلكها من مهارة وسرعة وتحول مفاجئ، وهذا لا يعنى أيضًا أن فلومينينسى فريق لا يقهر، ولكنه يملك أدواته ويعرف كيف يستغل كل أداة منها فى الهجوم والدفاع وترويض المنافس وتهديد المرمى.
وساعد فلومينينسى عدم تجهيز السويسرى كولر للاعبيه نفسيا فى ظل العُقد البرازيلية للأهلى والحد من طموحه فى الوصول للمباراة النهائية خلال مشاركاته الـ9 بالمونديال، ويظهر ذلك بوضوح فى إهدار أربع فرص سهلة أمام المرمى شبه مؤكدة، وإذا كانت ظاهرة الإهدار مشكلة واجهت كولر فى المباريات الأخيرة وقلصت من حظوظه فى الفوز بعدد منها، فإنها ظهرت جليًا فى مباراة فلومينينسى بسبب ضغوط المباراة وأهميتها فى التأهل لأول مرة لنهائى المونديال.
مباراة الأهلى وفلومينينسى تشبه- مع الفارق- مواجهة الأهلى لفريق فى وسط أو مؤخرة الجدول بالدورى المصرى، الأخير يحرج الأهلى فى الشوط الأول وقد يسجل هدفا أو هدفين، وتنقلب الصورة فى الثانى ويحول الأهلى الخسارة أو التعادل إلى فوز فى دقائق بفضل الخبرة والمهارة والفارق البدنى والفنى، وهو ما حدث فى مباراة فلومينينسي!
ودلالة أخرى على وجود فوارق كبيرة بين الكرة المصرية والبرازيلية أو بين بطلى أفريقيا وأمريكا الجنوبية نتائج المواجهات الخمس للأهلى فى المونديال أمام فرق برازيلية وآخرها أمام فلومينينسى، تفوق الأهلى فى مواجهة واحدة فقط مع بالميراس»2020»، لتحديد الفائز بالمركز الثالث، وجاء التفوق بركلات الترجيح «3/2» بعد التعادل السلبى.
بينما فى اللقاءات الأربعة الأخرى خسر الأهلى أمام إنترناسيونالى البرازيلى 2006، وكورينثيانز البرازيلى 2012 بنتيجة واحدة بهدف نظيف، وأمام بالميراس 2021 بهدفين نظيفين وبنفس النتيجة أمام فلومينينسى 2023.
ما يعطى مؤشرًا على أن المهارة ليست مجرد مراوغة وتخطى اللاعبين، وإنما بجانب ذلك عقلية وفكر وحلول وفروق وإمكانيات وثقل وجهد كبير من المسئولين عن الكرة لتقليل الفجوة والوصول بها إلى ندية الكبار وإنجاز متكرر لا استثنائيا ولا تلعب فيه الصدفة لعبتها!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل مباراة الأهلى فلومينينسي البرازيلي أمريكا الجنوبية
إقرأ أيضاً:
«الأبيض» يواجه عُمان بقوة «الأفضلية التاريخية»
الكويت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الكويت وقطر.. «مباراة مصيرية» اتحاد الكرة يُشارك في عمومية اتحاد كأس الخليج العربي خليجي 26 تابع التغطية كاملةيدخل منتخبنا الوطني مواجهة الجولة الثالثة والأخيرة بدور المجموعات لبطولة «خليجي 26» أمام شقيقه العُماني، باستاد جابر المبارك، في الساعة السادسة والنصف مساء اليوم بتوقيت أبوظبي، بطموحات كبيرة في حسم بطاقة التأهل إلى نصف نهائي البطولة، في ظل وجود فرصة قائمة لتصحيح الصورة، واللحاق بركب المنتخبات التي تسعى للوصول إلى «المربع الذهبي».
ويملك منتخبنا نقطة يحتل بها في المركز الثالث، بينما يملك الأحمر العُماني 4 نقاط.
ويحتاج «الأبيض» إلى الفوز بفارق هدفين، لنيل بطاقة مؤهلة إلى الدور المقبل، بغض النظر عن نتيجة مباراة الكويت وقطر، وذلك بعدما تعقدت حسابات المجموعة، في ظل وجود فرصة للمنتخبات الأربعة لحسم التأهل، وهو ما يعيد المعنويات العالية لـ «الأبيض»، في ظل حالة التلاحم بين أفراد البعثة، ومجلس إدارة اتحاد الكرة في مقر إقامة المنتخب وملعب التدريب. وتواجد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد بالكامل بصحبة المنتخب منذ اليوم الأول للبطولة، كما واصل الجهازان الفني والإداري دعم الفريق واللاعبين، بعد سيناريو الخسارة الغريب أمام الكويت 1-2، بأخطاء فردية في الجولة الماضية، وركز الجهاز الفني بقيادة باولو بينتو على النواحي النفسية لإعادة شحذ همم اللاعبين، ودفعهم للقتال من أجل أسم وسمعة المنتخب، لاسيما وأن المباراة المرتقبة اليوم صعبة في كل الأحوال، لأنها أمام منتخب مرشح للتأهل بنسبة كبيرة، ولكنها تتطلب أيضاً ضرورة القتال من أجل الفرصة المتاحة، سواء بالفوز بفارق هدفين، أو بهدف، شريطة أن يفوز المنتخب القطري أيضاً بالنتيجة نفسها أمام الكويت. وربما في حال التعادل يتم الاحتكام إلى الحسابات الخاصة بالتأهل، منها عدد الأهداف وفارق الأهداف، ثم البطاقات الملونة لكل منتخب، وفي حال التساوي يتم الاحتكام إلى القرعة لتحديد هوية المتأهل.
واهتم بينتو بشرح الأخطاء التكتيكية والفردية التي وقع فيها المنتخب أمام الكويت، لاسيما أكبر مشكلة هددت «الأبيض» في البطولة، وهي إضاعة الفرص السهلة، وطالب المدرب من اللاعبين بضرورة التركيز في «اللمسة الأخيرة»، وعدم الاندفاع إلى الأمام على حساب التأمين الدفاعي، لأن ذلك يصنع ثغرات يدفع ثمنها المنتخب، في ظل التوقعات بخوض عُمان للمباراة بطريقة متحفظة ودفاعية، نظراً لأنه يلعب على فرصتي التعادل أو الفوز. ويدرك لاعبو المنتخب أهمية اللقاء، خاصة أن الجهاز الفني لم يحصل على وقت كافٍ لأداء تدريبات مكثفة، لتصحيح الأداء أو تحركات بعض اللاعبين، وبالتالي سيكون التركيز على اختيار التشكيل الأنسب والعناصر القادرة على تنفيذ فكر الجهاز الفني خلال المباراة، والتي تفرض حسابات معقدة على سيناريو المواجهة المرتقبة.
من المتوقع أن يجري بينتو بعض التعديلات التكتيكية، لتعزيز الأداء الهجومي والدفاعي، مع التركيز على استغلال نقاط ضعف منتخب عُمان، كما يسعى اللاعبون لتقديم أفضل ما لديهم لتعويض الخسارة السابقة، واستعادة ثقة الجماهير، وأصبح بيمنتا متاحاً للمشاركة، إلى جانب محمد العطاس في قلب الدفاع، بينما يكون الدفع بخالد الظنحاني «قلب دفاع» خياراً متاحاً للجهاز الفني. على الجانب الآخر، يدخل عُمان المباراة بمعنويات مرتفعة، بعد فوزه على قطر، ويطمح إلى تحقيق نتيجة إيجابية تضمن له التأهل وتصدر المجموعة، ويتميز المنتخب العُماني بتنظيمه الدفاعي الجيد، والقدرة على استغلال الفرص الهجومية بفعالية، ومن المتوقع أن يحافظ المدرب رشيد جابر على التشكيلة الأساسية، مع إمكانية إجراء بعض التعديلات الطفيفة، لتعزيز السيطرة في وسط الملعب، ومواجهة الضغط المتوقع من «الأبيض».
تاريخياً، شهدت مواجهات المنتخبين في كأس الخليج تنافساً ممتداً عبر العقود، حيث التقيا في 21 مباراة، حقق «الأبيض» الفوز في 12 مباراة، بينما رجحت كفة «الأحمر» 3 مرات، وانتهت 6 مباريات بالتعادل، ومن المتوقع أن تشهد المباراة حضوراً جماهيرياً كبيراً من مشجعي المنتخبين، ما يضفي أجواء حماسية على اللقاء.