بوابة الوفد:
2025-02-09@00:58:43 GMT

لماذا الحرب؟

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

سنة 1932 كلفت عُصبة الأمم العالم «أينشتاين» لاختيار موضوع للمناقشة، فاختار موضوع «الحرب» ومن الغريب عندما اختار شخصاً من يناقشه فى الموضوع الذى اختاره، لم يختر شخصية سياسية إنما اختار أكبر علماء علم النفس فى ذلك الوقت «فرويد» صاحب نظرية «النشوء والارتقاء» حتى يتعرف على الأحوال النفسية لهذه الظاهرة. وإذا بـ«فرويد» يقرر مبدأ هاماً هو «أن صراعات المصالح بين البشر تسوى بالعنف، هذا المبدأ ثابت لدى مملكة الحيوانات ولا يمكن للبشر أن يَستثنوا أنفسهم منها» وعندما طرح «أينشتاين» سؤالاً على «فرويد» هل يمكن وقف الحروب بين البشر؟ رد وقال «إن المجتمع البشرى مُعقد فى حقيقته لأن المجتمع يتألف من عناصر قوة غير متكافئة، والحروب دائمًا تنتهى إلى منتصرين ومهزومين، ويتحولون بعد الحرب والمعارك إلى أسياد وعبيد، من ثم تُصبح العدالة حينئذ تعبيرًا عن قوة المُنتصر، وتضع القوانين، والحالة هذه لخدمته «تلك من أهم الأسباب التى وصفها فرويد فى رده على أسئلة أينشتاين، وتؤكد على أن اهتمام الأقوياء بالخاضعين ضئيل جدًا، وأن جماعة المنتصرين هم الأهم وما سواهم مجموعة رِعاع لا أكثر، ولن تخرج الحروب عن كونها قراراً من حاكم مُستبد فى حاجه إليها لبقائه فى الحكم.

لم نقصد أحدًا!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لماذا الحرب

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات الحروب .. بين قداسة الشعارات ودنس التنفيذ !

بقلم : حسين الذكر ..

كنا نقرا الثورات في ريعان الشباب مع ضغط الواقع وتشويه الحقائق بما ينسجم مع تزيف التاريخ وننظر للثورة الفرنسية بقدسية كبقية الثورات المصاغة بعناية فائقة في بطون أمهات الكتب .. بعد عقود الاعتجان بمحن السياسة وتطور الوعي بعيدا عن ربقة الموروث والتسليم التحميري جعلني اعيد قراءة الكثير والفهم بشكل مختلف تماما عن صناعة الابطال وفرضهم قهرا .. كما رفضت قاطعا سذاجة الثورة تاكل أبنائها ومنها معاجز (النابليونية ) المزعومة التي كانت وسيلة مفتعلة لاعادة رسم خارطة العالم بصورة شبيهة لما يسمى اليوم بولادة شرق اوسطي جديد ..
بعد انتهاء مجلس عزاء الثورة الفرنسية وثوارها بمسرحية ما قبل نابليون وبعده تم إعادة تقسيم حصص المستعمرين وقد تحققت لبريطانيا السيادة المطلقة منذ منتصف القرن التاسع عشر المتمثلة بسيطرتها على البحار العالمية والتجارة الدولية وسيطرتها على النظام المصرفي العالمي والتحكم فيه . بعد 1860 ظهرت بوادر انتعاش اقتصادي الماني ملفت للنظر .. وبما ان الدول الاستعمارية لا تنام ولا تغفل عن مقود بقاع ( العالم النائم او المشغول بتطير الحمائم او تفسير قدسية الغمائم ) .. تحرك البريطانيون للتاكد من التقارير الألمانية وبعد 1870 ثبت ان المانيا مست اخطر مسالتين تعني البريطانيين حينها المتمثلة بالسيطرة على البحار والتجارة الدولية وكذا المصارف ومعايير القيمة للعملة في العالم ..
في ثمانينات القرن التاسع عشر نشرت دراسات عن اكتشاف واهمية النفط المستخدم بديل عن الفحم كمشغل اول للسفن الحربية والتجارية وما يعنيه ذلك بحرب الهيمنة الاستعمارية وسباق التسلح الذي لا تهاون ولا دين ولا عوطف فيه وقد زاد الطين بلة اعلان المانيا عن بدا مشروعها بسكة حديد (برلين بغداد) الذي زعزع الأوساط الاوربية عامة والبريطانية خاصة .
بهذه النقطة تحديدا بدا الثور البريطاني بقمة هيجانه وصرح كبير مستشاري القيادة الاستراتيجية البريطانية الجنرال لافان : ( ان نظرة فاحصة لخارطة العالم ترينا التهديد الخطير الذي يشكله خط سكك برلين بغداد لمصالح التاج البريطاني ومستقبله في العالم كله ) .. لتبدا الاستعدادات وتشكل اللجان وتتحرك الأجهزة السرية سيما بعد اكتشاف النفط بكميات هائلة في الخليج الفارسي والعراق الذي اصبح محط اهتمام العالم الاستعماري من جديد بعد اكتشاف النفط لتنطلق الضغوط البريطانية بمختلف الاساليب المتجذرة بعقلية الغاية تبرر الوسيلة ..
حتى قال المستشار الالماني الشهير بسمارك ردا على الإجراءات البريطانية : ( ان الشرط الوحيد الذي يمكن ان يحسن العلاقات البريطانية الألمانية هو لجم وكبح تطورنا الاقتصادي وذلك غير ممكن ) .. من هنا انطلقت شرارة التحضير للحرب العالمية الأولى واعادت تقسيم ثروات العالم بين المستعمرين وفقا لنتائج الحرب المتوقعة .
تحركت الدبلوماسية بعقد خارطة تحالفات تنسجم مع الواقع والمستقبل كما حركت الاستخبارات البريطانية خيوط حرب البلقان تلك المنطقة الرخوة ( اليونان وصربيا وبلغاريا ) كخط شروع للحرب الكونية .. ثم جردوا الدولة العثمانية من كل شيء كما تم تعيين الشاب ونستون تشرشل كقائد للبحرية البريطانية فيما تم ايهام العرب بمشروع الثورة العربية الكبرى في الحجاز ..
فيما كانت الدول العظمى وقياداتها الوطنية تبحث عن مصالح بلدانها لما بعد الحرب القادمة . اصبح أهالي بغداد في احد الأيام بداية القرن العشرين – كما يروي د علي الوردي – على اعلان الاحتفالات العامة في بغداد وقد ملات الزينة شوارع ومقرات الدوائر العثمانية فيما كبرت الجوامع واطلقت المدفعية وتعالت الاهازيج بجموع الأهالي الذين خرجوا احتفالا باستقبال بعض شعيرات مقدسة من راس احد الاولياء مرسلة هدية الى العراقيين بوقت كانت حالات الطوارئ العالمية قد أعلنت للشروع بالحرب التي مثل اغتيال وريث العرش النمساوي فردينيناد في 28-تموز-1914 إيذانا باشعال فتيلها بين القوى العظمى لتقسيم عالمنا العربي الذي ما زلنا نائمين حد الثمل فيه .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • اللواء نصر سالم لـ «الأسبوع»: ظهور حماس بالأسلحة يمكن أن يعطي إسرائيل الذريعة لتواصل الحرب مرة أخرى
  • سيناريوهات الحروب .. بين قداسة الشعارات ودنس التنفيذ !
  • لماذا تمشي حرا؟.. مؤيدون لفلسطين يواجهون غالانت في نيويورك ويصفونه بـمجرم الحرب (شاهد)
  • لندن.. الشوارع تصلح نفسها ذاتيا دون تدخل البشر
  • إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثل الجيش فهذه حماقة أخرى
  • إطفاء الحروب لإشعالها
  • قصة هدف.. لماذ اختار راموس ارتداء رقم 93 مع مونتيري؟
  • فؤاد: من يصفون الشيخ الصادق الغرياني بأنه سبب الحروب “حمقى وأغبياء”
  • حَاجَتُنا لـ"ميسـون الكلبيَّة"
  • لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟