قالت ندى ضياء، متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن مصر تلعب دوراً حيوياً وفعالاً للغاية منذ بدء الأزمة، ولطالما كان لها دور مؤثر فى تهدئة التصاعدات ما بين الجانبين، وانعكس ذلك جلياً فى الهدنة ما بين الطرفين.

وأوضحت «ندى»، خلال حوارها مع «الوطن»، أن دور مصر كبير وفعال للغاية؛ كونها الدولة الوحيدة ذات المعبر البرى الموصّل لمساعدات منظمات المجتمع الإنسانى والعالم للمدنيين فى القطاع، ما ساعد على دخول مئات الشاحنات من المساعدات الإغاثية للأفراد فى القطاع.

 

ندى ضياء: الوضع فى غزة يقترب بسرعة من كارثة إنسانية.. ونراقب معاملة المحتجَزين وظروف احتجازهم 

ما تقدير اللجنة للوضع الإنسانى فى قطاع غزة؟

- نحن مذهولون من المآسى التى نراها باستمرار فى المستشفيات، فعدد كبير للغاية من المدنيين الذين يعالجهم أفراد طاقمنا الطبى هم مجرد أطفال ممن فقدوا ذويهم بالكامل، كذلك عدد كبير من المرضى حينما يخرجون من المستشفى لا يملكون مكاناً يذهبون إليه، إذ دُمرت منازلهم، ويبقى الكثير منهم فى المستشفى، وينامون على السلالم وفى الممرات، على أمل أن يوفر لهم وجودهم داخل المستشفى بعض الأمان. ويفتقر مئات الآلاف من النازحين إلى الأساسيات مثل المأوى والغذاء والمياه والنظافة، حيث يقترب الوضع بسرعة من كارثة إنسانية.

هل تتابع اللجنة الدولية للصليب الأحمر أوضاع الأسرى الفلسطينيين؟

- فى 7 أكتوبر 2023، اتخذت السلطات الإسرائيلية قراراً بتعليق زيارات اللجنة الدولية إلى أماكن الاحتجاز حتى إشعار مستقبلى، ولم تتمكن اللجنة الدولية، منذ ذلك الحين، من زيارة أى فلسطينيين محتجزين فى أماكن الاحتجاز الإسرائيلية، وتقف اللجنة الدولية على أهبة الاستعداد لاستئناف زياراتها المنتظمة إلى أماكن الاحتجاز فى أقرب وقت ممكن لمواصلة، من بين أمور أخرى، مراقبة معاملة المحتجَزين وظروف الاحتجاز فى جميع المرافق ذات الصلة. ويظل هذا الأمر يمثل أولوية للجنة الدولية فى إسرائيل والأراضى المحتلة.

ما الضغوط التى تمارسها اللجنة من أجل تحسين الأوضاع عموماً؟

- نحن نمارس دورنا فى حوارنا الثنائى مع طرفى النزاع، وكذلك مع الأطراف المعنية ذات التأثير على قراراتهما، ونشير بصورة مستمرة فى حواراتنا إلى الوضع الإنسانى المتأزم والسبل اللازمة للحد منه، ونعمل باستمرار على تذكير طرفى النزاع بالقانون الدولى الإنسانى وما ينص عليه من حماية للمدنيين والمنشآت الطبية والمدنية للتخفيف من أثر النزاع على العُزل والحقوق التى يكفلها القانون الدولى الإنسانى لهم.

ما أبرز المساعدات التى قدمتها «الصليب الأحمر» للمدنيين فى غزة؟

- أرسلت اللجنة الدولية فريقاً متخصصاً فى جراحات الحرب للمرضى الذين خلّفهم النزاع. ويعالج الفريق المصابين بإصابات خطيرة فى مستشفى غزة الأوروبى، الكثير منها حروق تتطلب تدخلات طبية معقدة وصعبة، إلى جانب تقديم رعاية المتابعة التمريضية والدعم للمرضى، ومن ذلك تغيير ضمادات الحروق، كذلك تمكنا من تزويد الدفاع المدنى فى غزة، وكذلك الخدمة الطبية العسكرية، بالاحتياجات الأساسية من القفازات والضمادات والمياه المعقمة وأقنعة الأكسجين والبطانيات والمقصات والمواد اللاصقة، وغيرها من المعدات الطبية الضرورية للاستجابة.

كما أن لدينا إمدادات ودعماً عبر قافلة تحتوى على السلع الأولية والأدوية وآلاف من مجموعات المستلزمات المنزلية للعائلات والتى تشمل أدوات النظافة، وتحتوى المساعدات على أقراص الكلور التى يمكنها معالجة 50000 لتر من مياه الشرب. كما يسَّرت بعثة اللجنة الدولية فى القاهرة دخول 30 شاحنة إلى غزة تحمل أكثر من 239 طناً من المساعدات الإنسانية الأساسية والمعدات الطبية تبلغ قيمتها أكثر من 522 مليون جنيه مصرى لتلبية احتياجات المدنيين فى غزة، وسنقدم أيضاً مساعدات إنسانية إضافية وإمدادات طبية حيوية إلى غزة.

كيف تتعامل اللجنة مع النازحين فى الشمال؟

- قامت اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى بتوزيع المستلزمات المنزلية الأساسية، مثل البطانيات والقماش المشمع وطرود النظافة، على أكثر من 13000 شخص فى المنطقة الوسطى من غزة، مع استمرار توزيع المزيد من المساعدات. ويواصل الفريق تقديم الدعم بنقل المياه بالشاحنات، وشراء الألواح الشمسية لمخيمات النازحين داخلياً، ومولدات كهربائية لمبانى اللجنة الدولية بأفضل ما يستطيع، وتأمين المواد الحيوية من الموردين المحليين المتبقين وتسليمها إلى المواقع المطلوبة من خلال القوافل التى يتم إخطار اللجنة الدولية بها كلما أمكن ذلك.

دور اللجنة فى تنفيذ الهدنة 

تلعب اللجنة الدولية دور الوسيط المحايد، وهو جزء أساسى من كوننا منظمة مستقلة ومحايدة وغير متحيزة لأى من أطراف النزاع، ونحن نعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالفعل بين الطرفين. نحن لسنا جزءاً من المفاوضات، ولكن باعتبارنا وسيطاً محايداً، ودورنا هو تسهيل إطلاق سراح ونقل الرهائن أو المعتقلين الفلسطينيين. نحن على اتصال مع الأطراف. وكالعادة، نحن هنا بالفعل لتنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع، كذلك قامت فرقنا بتنفيذ عملية حاسمة تستغرق عدة أيام لتسهيل إطلاق سراح الرهائن، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل اللجنة الدولیة فى غزة

إقرأ أيضاً:

قبل مونديال 2026 وأولمبياد 2028.. فيفا واللجنة الأولمبية الدولية في مسارين مختلفين مع ترامب

تستضيف الولايات المتحدة الأمريكية أكبر حدثين رياضيين عالميين ويترقب منظمو كأس العالم لكرة القدم 2026 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2028 موقف البطولتين بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى لو لم يفكر فيهما الأخير بعد.

ويبقى كأس العالم والأولمبياد حدثين عالميين نادرين لتوحيد الشعوب، ولكن تبقى أمور شائكة ستكون مطروحة على طاولة ترامب مثل منح التأشيرات والضمانات الأمنية اللازمة.

ويبدو الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في وضع أفضل لاستئناف العلاقات الجيدة مع ترامب منذ ولايته الأولى، وذلك بفضل ردود الأفعال العلنية لمسئولي الفيفا خلال الفترة الأخيرة أو في فترات سابقة.

وهنأ جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر حسابه على شبكة انستجرام الرئيس الأمريكي ترامب قبل حسمه فوزه رسميا بالانتخابات، بينما التزم مسؤولو اللجنة الأولمبية الصمت رغم التزامهم بقواعد بروتوكولية أكثر رسمية.

واكتفى توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بزيارة واحدة إلى البيت الأبيض في يونيو/حزيران 2017 خلال الولاية الأولى لترامب، وهي الزيارة التي تشكل جزءا من التاريخ الأولمبي بسبب سوء الأمور التي جرت هناك.

وسمع لاحقا في اليوم التالي بمكالمة هاتفية وهو يقول "ادعوا من أجل عالمنا".

أما ترامب فقد أثار الجدل بقوله في تجمع انتخابي خلال الصيف الماضي بوصفه بطلتين أولمبتين في الملاكمة بأنهما رجلان، وقال إنه سيبعد الرجال عن الرياضات النسائية، وهو ما قد يشكل صداما واضحا مع اللجنة الأولمبية الدولية التي تستبعد بالفعل الرياضيين الذين مروا بمرحلة من البلوغ الذكوري من منافسات السيدات على مستوى الرياضات العريقة مثل ألعاب القوى والسباحة وركوب الدراجات.

أما "فيفا" فهو يبدو في تواصل مفتوح ومستمر مع ترامب بشأن مناقشة بعض التحديات المحتملة مثل التأهل المحتمل لإيران لكأس العالم والمضامين السياسة لذلك، حيث قال ترامب في يناير 2020 في المنتدى الاقتصادي العاملي في دافوس إن "إنفانتينو صديق رائع".

من جانبه قال مايكل باين المدير التنفيذي للتسويق ومستشار اللجنة الأولمبية الدولية منذ دورة لوس آنجليس 1984 "أرى أن ترامب سيكون ذكيا للغاية في التعامل مع الأمر تقديرا لكونه حدثا عالميا".

وأضاف باين لوكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب) "التحدي الأكبر سيكون العد التنازلي قبل عام من الدورة الأولمبية، وكيف لا تؤثر الأحداث على مشاركة الجميع في المنافسات".

وكانت إدارة دونالد ترامب حاضرة في فوز لوس آنجليس بتنظيم الأولمبياد في 2017، وتنظيم كأس العالم بالمشاركة مع كندا والمكسيك في 2018.

وقال الرئيس الأمريكي في بودكاست إذاعي بوقت سابق هذا الشهر "كنت مسؤولا عندما فزنا بتنظيم الحدثين".

ولم يكن ترامب الذي اجتمع مع إنفانتينو في البيت الأبيض خلال أغسطس 2018 يتوقع أن يخسر الانتخابات الأمريكية في 2020، وهي الخسارة التي سمحت له بالترشح مجددا بعد أربع سنوات، لتمنحه فرصة العودة لمنصبه قبل كأس العالم 2026.

وقال ترامب حينها "لن أكون هنا في 2026".

وكتب إنفانتينو الذي زار البيت الأبيض مرتين وحضر مؤتمر دافوس في تهنئته لدونالد ترامب "مبروك سيدي الرئيس، نتوقع كأس عالم لكرة القدم رائعة في وجودكم، ستكون فرصة لتوحد العالم".

في المقابل كانت أجواء اجتماع ترامب مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قبل سبع سنوات باردة للغاية، حيث لم يتم نشر أي صور أو رسائل رسمية من زيارة اللجنة الأولمبية القادم من سويسرا إلى البيت الأبيض، حيث لم يكن الرئيس الأمريكي حينها راضيا عن فكرة إلغاء التنافس بين باريس ولوس أنجلوس على استضافة أولمبياد 2024 و2028 بل إسناد الدورة الأولى لباريس والثانية للوس انجلوس.

وبررت اللجنة الأولمبية الدولية عدم اعترافها رسميا بفوز ترامب هذا الأسبوع، بأنها تلتزم الحياد التام وعدم الانحياز لأي طرف سياسي.

ومع ذلك فقد كان توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية حريصا على التواصل هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإشادة بفوزه الرائع بعد أيام من انتخابه لأول مرة في مايو 2017.

وتواجد ماكرون في الملعب لحضور تسلم المنتخب الفرنسي كأس العالم لكرة القدم 2018 في موسكو وسط أمطار غزيرة للغاية، حيث لم يتم توفير سوى مظلة واحدة محمولة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وارتبط إنفانتينو بعلاقات قوية مع الرئيس الروسي بوتين قبل وأثناء كأس العالم 2018 وتواجدا سويا في صورة رمزية بافتتاح البطولة خلال فوز روسيا على السعودية بنتيجة 5/صفر، وكان معهما الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الذي تستعد بلاده لإعلان استضافتها رسميا لكأس العالم 2034 في يوم 11 ديسمبر المقبل.

وفي النسختين الماضيتين بكأس العالم كانت تذكرة المباراة بمثابة تأشيرة دخول.

وتدرك روسيا وقطر وكذلك الصين التي استضافت الألعاب الأولمبية الشتوية في 2022 أن جماهير الرياضة والجهات الإدارية ووسائل الإعلام يهتمون كثيرا بالقوانين المحلية ويرونها من منظورهم الخاص.

مقالات مشابهة

  • «البيت الأبيض»: دور مصر وقطر أساسي في مفاوضات «حماس وإسرائيل»
  • فريق ترامب يدرس توسعة مراكز احتجاز المهاجرين استعدادا لترحيلهم
  • الصليب الأحمر: غزة بحاجة إلى تيار متدفق من المساعدات وليس مجرد فتات
  • الصليب الأحمر للحرة: غزة بحاجة إلى تيار متدفق من المساعدات وليس مجرد فتات
  • الصليب الأحمر للحرة: غزة بحاحة إلى تيار متدفق من المساعدات وليس مجرد فتات
  • إسرائيل تمنع زيارات الصليب الأحمر إلى غزة
  • الحكومة تتهم المنظمات الدولية بالسودان بالتواطؤ مع المليشيا
  • روائع العالم.. مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعرض أهم الأفلام الدولية
  • توزيع 1290 حصة غذائية من الصليب الأحمر في قضاء الزهراني
  • قبل مونديال 2026 وأولمبياد 2028.. فيفا واللجنة الأولمبية الدولية في مسارين مختلفين مع ترامب