تمر العقود والبيوت قبل البشر، حيث تشهد وتسرد قصص البطولة فى فلسطين، فهنا شهيد وهنا مصاب وهنا أسير، وبينهم آلاف القلوب المكلومة والمتألمة التى تضع معانى جديدة لكل مصطلح، فالشهيد بالجنة والمصاب جزاؤه خير والأسير بطل حر، ورغم ذلك تبقى القلوب متألمة، ورغم الظلام يظل أمل الحرية يعانق قلوب الأسر قبل الأسرى.

وفى بيت لحم تجلس امرأة شابة أُسر زوجها وشقيقاه، وتركوا 3 سيدات مع أطفالهن، دون معرفة التهمة، والأكثر رعباً هو انقطاع التواصل بينهم نهائياً بعد السابع من أكتوبر، لتعيش «أم ثائر» مع مخاوفها على زوجها، وقلبها يتذكر كل ما كان يسرده فى المرات السابقة كلما اعتقله الاحتلال لأشهر أو سنوات دون ذنب.

«أم ثائر» ودّعت زوجها أكثر من مرة بلا سبب: الاحتلال اعتقله وشقيقيه إدارياً

«بيقلعوهم هدومهم ويتركوا الكلاب تنهش لحومهم، ويعذبوهم أقسى العذابات»، تقول أم ثائر لـ«الوطن» وهى تحكى عما يتعرض له زوجها وشقيقته اللذان انقطعت أخبارهما منذ السابع من أكتوبر ولم يحالفهما الحظ ليفرج عنهما مع صفقات تبادل الأسرى.

حالة من الحزن تشعر بها أم ثائر عند الحديث عن زوجها وإخوته، خصوصاً وهى تتخيل ما يتعرضون له بعد تسريب بعض الأنباء من وراء القضبان عما يعانونه من ضربات انتقامية، وتجويع وتعذيب من أجل ما يحدث فى الخارج.

«أخذوا ملابسهم ولا يدخلون الطعام لهم ويكسرون عظامهم دون علاج وسط انقطاع كامل للتواصل معهم»، تقولها وهى تحبس دموعها، وتحمل فى قلبها هموماً كبيرة رغم عدم تجاوزها سن الثلاثين بعد، وتحكى عن قبضة قلبها كلما سألها ابنها الكبير ذو السبع سنوات عن والده الذى يختفى كل عدة أشهر ويعود بعد أن ذاق مر العذاب، فلا تجد رداً ولا تعلم بأى ذنب سُجن وبأى ذنب حُرم الطفل من والده، أما الطفلة الثانية فلم تدرك مأساتها بعد فتكتفى باحتضانها والبكاء.

مأساة أخرى تنقلها «أم ثائر» عن مشكلة سِلفتها، التى أنجبت طفلاً من ذوى الهمم (مصاب بمتلازمة داون) وأبوه بعيد عنه، فترعاه بمفردها هو وشقيقه، متحدثة عن مدى صعوبة الأمر، وخصوصاً حين تجتمع السيدات الثلاث فى محاولة لتدبير أمورهن، إذ إن المعاش الذى يتقاضاه أهالى الأسرى لا يكفى الفتات، بينما عليهن النجاة بأطفالهن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل

إقرأ أيضاً:

مدير مجمع الشفاء: الأسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي يمرون بأوضاع مأساوية

أكد مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية بعد الإفراج عنه أن الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب نقص الطعام والشراب والإهانات.

وأضاف أن مئات من الكوادر الطبية تعرضوا للاستهداف من قبل الاحتلال، وأن عدداً من الأسرى استشهدوا تحت التعذيب.

وكانت مصادر فلسطينية أكدت تعرض أبو سلمية لتعذيب وحشي خلال اعتقاله في سجون الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • ابو حمزة: الأسرى لدينا حاولوا الانتحار
  • أمنية البصرة تكشف عن اجتماع مرتقب يخص الكلاب السائبة
  • جرائم مُمنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين
  • كلب بـ 6 أرجل.. روبوت جديد ينير طريق ضعاف البصر في الصين
  • وزير الإغاثة الفلسطيني: الوضع في غزة يصل إلى المجاعة
  • غدا.. محاكمة 3 أشقاء لاتهامهم بالشروع في قتل شخص بالقناطر الخيرية
  • رئاسة الوزراء الإسرائيلية تكشف تفاصيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال
  • مدير مجمع الشفاء: تعرضنا للاعـتداء من الكلاب البوليسية.. وتركنا خلفنا آلاف الأسرى يذوقون عذابات الاحتـلال
  • مدير مجمع الشفاء: الأسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي يمرون بأوضاع مأساوية
  • مواقع النفايات.. ملاذ آمن للكلاب السائبة و حملات المكافحة.. بدائية