بوابة الوفد:
2024-12-25@15:00:53 GMT

لموا الكراريس!

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

 الضمير.. يبدو أنه موجود فقط فى خيالات الشعراء ووجدان المبدعين! سلعة بائرة لم يعد يبتاعها أحد فى العالم، الذى يسقط فى حرب إبادة غزة سقوطًا مخزيًا لا يحدثنا أحد اليوم عن الضمير، والمدنيين (!!) وعن مزاعم قيام حماس بعملية غير مدروسة، وأن هناك وسائل أخرى للمقاومة السلمية كان يمكن انتهاجها، على طريقة غاندى ومانديلا!

 نحن فى الجحيم وفى قلب أتون النار منذ سبعين عامًا، لم تتوقف خلالها المجازر والمذابح ضد الأبرياء والمدنيين العزّل من شعبنا العربى، تحت سمع وبصر العالم وضميره المزعوم، الذى كنا نضع له حسابًا! شاعر مثل صلاح جاهين كتب فى مبكية تلاميذ مدرسة بحر البقر -بالحسينية شرقية التى قصفها الصهاينة ٨ إبريل ١٩٧٠- «الدرس انتهى لموا الكراريس» : إيه رأيك فى البقع الحمرا/ يا ضمير العالم يا عزيزى/ دى لطفلة مصرية وسمرا/ كانت من أشطر تلاميذي/دمها راسم زهرة/راسم عار/ع الصهيونية والاستعمار/والدنيا اللى عليهم صابرة/وساكته على فعل الأباليس/.

  لو كان جاهين حيًا ما كان سيكتفى بأن يستبدل كلمة فلسطينية بالطفلة المصرية، ليكون معبرًا عن اللحظة القاتمة شديدة السواد والحلوكة، بل شديدة الغضب من فرط بقع الدم الحمرا التى رقعت رقعة غزة أو بالأحرى فلسطين كلها! كان سيكتب أنشودة حزن جديدة، مستلهمة من أرواح أكثر من ستة آلاف طفل، استشهدوا تحت وابل البارود والنار فى شوارع غزة وبيوتها.

 الاستعمار والصهيونية وضمير العالم الذى خاطبه جاهين عندما ضربت الفانتوم الإسرائيلية مدرسة بحر البقر فسقط شهيدًا من تلاميذها ثلاثون، ومن عمالها أحد عشر، وأصيب من الأطفال بجراح خمسون طفلًا، لم يطرأ عليه أى تغيير! السلطة للقوانين من ساسة الغرب والأميركان، والشعر والأدب وتطييب الخواطر للبسطاء وأصحاب القلوب والوجدان.. ولا عزاء للضمير.. مات وشبع موتًا.

- لموا الكراريس..إيه رأى رجال الفكر الحر/فى الفكرادى المنقوشة بالدم/إيه رأيك يا شعب يا عربى/إيه رأيك يا شعب الأحرار/ دم الأطفال جايلك يحـبى/يقول انتقموا من الأشـرار.

 مذبحة بحر البقر فجرت ينابيع الحزن فينا. كلنا نتذكرها، لكن من يعرف مستشفى النصر فى غزة؟ من مرَّ على غرفة الموت (العناية المركزة سابقًا) حيث تمدد الأطفال الرضع فوق الأسرة البيضاء وقد تعفنت جثثهم، وهى متصلة بأجهزة التنفس الصناعي! تسلل صحفى فلسطينى عابرًا أهوالًا ومخاطر ولحظات موت مرعبة ليصل إلى هذا الجناح فى المستشفى، ليوثق بالصور والفيديو عارًا جديدًا، ترتديه–كما الثياب الفاخرة–الصهيونية والاستعمار، كما لو أنه حلة جديدة قشيبة، رغم أنها مخضبة بالدم وبرائحة الموت والعفن، لكنها تتباهى بها كثياب العيد، فلا تأبه لضمير أو شيء من هذا الكلام الفارغ الذى تلوكه ألسنة الشعراء والروائيين والمفكرين الرومانسيين والصحفيين المنفصلين عن الواقع التعس الذى يحيط بهم، ويفرون إلى التمسك بمباديء ثورات فرنسية سقطت ومباديء إخاء توارت، ومواثيق ومعاهدات دولية وقانون دولى سقط عندنا فقط.. فى فلسطين، وفى منطقتنا العربية، عن عمد ومع سبق الإصرار!

  لم يعد أحد يخاطب ضمير العالم ب(عزيزي). الكيان الصهيونى مليء بالقتلة، لا يوجد مدنيون هناك، كلهم جيش احتلال تساعده الصهيونية العالمية والغرب القبيح كله.

 الدرس انتهى أيها العالم.. لموا الكراريس.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني الضمير غزة

إقرأ أيضاً:

تحديد جلسة لاستئناف سعد الصغير على سجنه 3 سنوات خلال أيام

تحدد محكمة استئناف القاهرة، خلال أيام جلسة لنظر الاستئناف المقدم من المحامي طارق جميل سعيد دفاع سعد الصغير المطرب الشعبي، على حكم أول درجة ضد سعد الذى قضى بالسجن المشدد 3 سنوات، لاتهامه بحيازة وتعاطى المواد المخدرة عقب ضبطه في مطار القاهرة، فور وصوله إلى البلاد قادما من الخارج.

وتسلمت محكمة استئناف القاهرة، الاستئناف المقدم من سعد الصغير وملف القضية المتهم فيها تمهيدا لتوزيعها على إحدى دوائر محكمة الجنايات المستأنفة.

ووفقا لنص المادة 367 من تعديلات قانون الإجراءات الجنائية التي أقرت في يناير 2024، تشكل في كل محكمة استئناف، محكمة أو أكثر تستأنف أمامها الأحكام الصادرة من دوائر جنايات أول درجة، وتؤلف كل منها من ثلاثة من قضاتها أحدهم على الأقل بدرجة رئيس محكمة استئناف، وتكون رئاسة المحكمة لأقدمهم.

كما جاء نص المادة 378 من ذات القانون "على رئيس محكمة الاستئناف عند وصول ملف القضية أن يحدد الدور الذى يجب أن تنظر فيه، وأن يعد جدول قضايا كل دور من أدوار الانعقاد، ويرسل صور ملفات القضايا إلى القضاة المعينين للدور الذى أحيلت إليه، ويأمر بإعلان المتهم والشهود باليوم الذى يحدد لنظر القضية.

كانت النيابة العامة أمرت بإحالة سعد الصغير محبوسًا إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته على ما أُسند إليه من ارتكابه جناية إحراز الحشيش والترامادول المخدرين بقصد التعاطي في غير الأحوال المصرح بها قانونا.

وفى 25 نوفمبر الماضى قضت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة في العباسية، برئاسة المستشار ناجى الحايس، بالسجن 3 سنوات وغرامة 30 ألف جنيه للمطرب الشعبي سعد الصغير.

وخلال شهر ديسمبر الجارى تقدم طارق جميل سعيد دفاع المطرب سعد الصغير، بطلب استئناف على حكم سجنه 3 سنوات، والتي ينتظر تحديد جلسة لنظر هذا الاستئناف.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • «رقم سرى» يناقش قضايا التكنولوجيا والابتزاز الإلكتروني
  • الغاية تبرر الوسيلة
  • الغدر الصهيونى
  • محافظ أسوان يوزع الهدايا الفرعونية لأعضاء فوج سياحى من دولة الهند
  • تحديد جلسة لاستئناف سعد الصغير على سجنه 3 سنوات خلال أيام
  • دوبلير «الجولانى»
  • تفاصيل مرعبة في واقعة مقتل عروس على يد زوجها صعقًا بالكهرباء بكفر الدوار
  • »ﺷﻔﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ« ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺣﺴﺎب اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ
  • سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات