بوابة الوفد:
2024-10-02@02:09:10 GMT

لموا الكراريس!

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

 الضمير.. يبدو أنه موجود فقط فى خيالات الشعراء ووجدان المبدعين! سلعة بائرة لم يعد يبتاعها أحد فى العالم، الذى يسقط فى حرب إبادة غزة سقوطًا مخزيًا لا يحدثنا أحد اليوم عن الضمير، والمدنيين (!!) وعن مزاعم قيام حماس بعملية غير مدروسة، وأن هناك وسائل أخرى للمقاومة السلمية كان يمكن انتهاجها، على طريقة غاندى ومانديلا!

 نحن فى الجحيم وفى قلب أتون النار منذ سبعين عامًا، لم تتوقف خلالها المجازر والمذابح ضد الأبرياء والمدنيين العزّل من شعبنا العربى، تحت سمع وبصر العالم وضميره المزعوم، الذى كنا نضع له حسابًا! شاعر مثل صلاح جاهين كتب فى مبكية تلاميذ مدرسة بحر البقر -بالحسينية شرقية التى قصفها الصهاينة ٨ إبريل ١٩٧٠- «الدرس انتهى لموا الكراريس» : إيه رأيك فى البقع الحمرا/ يا ضمير العالم يا عزيزى/ دى لطفلة مصرية وسمرا/ كانت من أشطر تلاميذي/دمها راسم زهرة/راسم عار/ع الصهيونية والاستعمار/والدنيا اللى عليهم صابرة/وساكته على فعل الأباليس/.

  لو كان جاهين حيًا ما كان سيكتفى بأن يستبدل كلمة فلسطينية بالطفلة المصرية، ليكون معبرًا عن اللحظة القاتمة شديدة السواد والحلوكة، بل شديدة الغضب من فرط بقع الدم الحمرا التى رقعت رقعة غزة أو بالأحرى فلسطين كلها! كان سيكتب أنشودة حزن جديدة، مستلهمة من أرواح أكثر من ستة آلاف طفل، استشهدوا تحت وابل البارود والنار فى شوارع غزة وبيوتها.

 الاستعمار والصهيونية وضمير العالم الذى خاطبه جاهين عندما ضربت الفانتوم الإسرائيلية مدرسة بحر البقر فسقط شهيدًا من تلاميذها ثلاثون، ومن عمالها أحد عشر، وأصيب من الأطفال بجراح خمسون طفلًا، لم يطرأ عليه أى تغيير! السلطة للقوانين من ساسة الغرب والأميركان، والشعر والأدب وتطييب الخواطر للبسطاء وأصحاب القلوب والوجدان.. ولا عزاء للضمير.. مات وشبع موتًا.

- لموا الكراريس..إيه رأى رجال الفكر الحر/فى الفكرادى المنقوشة بالدم/إيه رأيك يا شعب يا عربى/إيه رأيك يا شعب الأحرار/ دم الأطفال جايلك يحـبى/يقول انتقموا من الأشـرار.

 مذبحة بحر البقر فجرت ينابيع الحزن فينا. كلنا نتذكرها، لكن من يعرف مستشفى النصر فى غزة؟ من مرَّ على غرفة الموت (العناية المركزة سابقًا) حيث تمدد الأطفال الرضع فوق الأسرة البيضاء وقد تعفنت جثثهم، وهى متصلة بأجهزة التنفس الصناعي! تسلل صحفى فلسطينى عابرًا أهوالًا ومخاطر ولحظات موت مرعبة ليصل إلى هذا الجناح فى المستشفى، ليوثق بالصور والفيديو عارًا جديدًا، ترتديه–كما الثياب الفاخرة–الصهيونية والاستعمار، كما لو أنه حلة جديدة قشيبة، رغم أنها مخضبة بالدم وبرائحة الموت والعفن، لكنها تتباهى بها كثياب العيد، فلا تأبه لضمير أو شيء من هذا الكلام الفارغ الذى تلوكه ألسنة الشعراء والروائيين والمفكرين الرومانسيين والصحفيين المنفصلين عن الواقع التعس الذى يحيط بهم، ويفرون إلى التمسك بمباديء ثورات فرنسية سقطت ومباديء إخاء توارت، ومواثيق ومعاهدات دولية وقانون دولى سقط عندنا فقط.. فى فلسطين، وفى منطقتنا العربية، عن عمد ومع سبق الإصرار!

  لم يعد أحد يخاطب ضمير العالم ب(عزيزي). الكيان الصهيونى مليء بالقتلة، لا يوجد مدنيون هناك، كلهم جيش احتلال تساعده الصهيونية العالمية والغرب القبيح كله.

 الدرس انتهى أيها العالم.. لموا الكراريس.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني الضمير غزة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم نفس عن محتوى "تيك توك": شخصيات استعراضية لا تمتلك مهارات للعمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، إن لاستخدامات وسائل التواصل الاجتماعى إيجابيات وسلبيات، وهذا يتوقف على نمط شخصية مستخدميها وحالتهم المزاجية وبنائهم النفسي ودرجة الثقافة فنجد الكثير ممن قام باستخدام برامج التواصل الاجتماعى كأداة لنشر محتوى علمى أو بعض المهارات الفنية أو مهارات الطهى أو تعلم لغة من اللغات أو حضارة تاريخية أو أماكن سياحية وغيرها من الأدوات والمهارات التى تنمى الوعى أو المعلومات العامة أو المتخصصة عند البعض، وبالتأكيد تلك المحتويات تجد جمهورها الذى يتتبعها ويحرص على متابعتها.

واضاف "فخري" في تصريحات لـ"البوابة نيوز": على الجانب الآخر نجد فئة أخرى ممن يتعاملون مع برامج التواصل الاجتماعى كما فى التيك توك ويسيئون الاستخدام من خلال المحتوى الهزلى الذى يقدمونه ويرجع ذلك لمجموعة من العوامل المتشابكة منها أن هناك بعض الشخصيات الاستعراضية كما فى اضطراب الشخصية الهستيرية حيث يسعون وخاصة النساء إلى  الإيحاءات الجنسية من خلال الملابس والحركات الجسدية والكلمات الإيحائية  وغيرها من السلوكيات غير المسؤلة التى تعبر عن نمط الاضطراب الهستيرى الذى تتميز به شخصياتهم ويجدون من خلال التيك توك المتنفس لتلك الشخصية المضطربة.
 

واشار الى أن هناك من يبحث عن المال وفكرة الثراء السريع ممن لا يمتلكون أى مهارات تؤهلهم للعمل فنجد الكثير منهم يلجأ للبحث عن عدد مشاهدات لجمع المال دون أى اعتبار للمحتوى الذى يقدمه او للأخلاقيات والمعايير الاجتماعية. 

أوضح فخرى أن هناك الشخصية المضادة للمجتمع التى لا ترعى أى أخلاقيات أو ضمير أو تنشئة من الأساس، وهؤلاء لا يبالون بأى قيمة اجتماعية بل على العكس يبذلون كل طاقتهم للعدوان على قيم وأخلاقيات المجتمع بشكل سافر. كما يوجد بعض المراهقين الذين يبحثون عن لفت النظر واستمالة رغبة الجنس الآخر لديهم بحثا عن الإعجاب أو الحب أو العلاقات الاجتماعية وغالبا نجد تلك الفئة ممن لا تجد الحنان والرعاية داخل أسرهم.

وتابع  هناك فئة خطيرة وهى الفئة المنحرفة ممن نطلق عليهم بنات الهوى أو الليل ممن يمتهنون مهنة الجنس لكسب المال ويستخدمون التيك توك لعرض أنفسهم من خلال الاستعراضات الجنسية والإيماءات وغيرها من الإيحاءات من أجل عرض أنفسهم على الآخرين.

وأضاف أستاذ علم النفس، من خلال استعراض بعض أنواع الاستخدام السيئ لبرامج التيك توك نجد أنه لا بد من تدخل فورى وحازم من الأجهزة الرقابية لتتبع تلك الفئات المنحلة أخلاقيا من أجل ضبط قيم المجتمع .

وقدم "فخري" روشتة علاجية  تتضمن قيام الأسرة بالتقرب من الأبناء وسد الفراغ فى العلاقات وفتح قنوات تواصل مستمرة وإيجابية، كما أوصى منظمات المجتمع الأهلية ووسائل الإعلام والتربية والتعليم بتقديم محتوى ثقافى وعلمى وترفيهى يناسب المراحل العمرية المختلفة كنوع من الجذب والتشويق لفئات الشباب والمراهقين وتقديم محتوى يتناسب مع قيم وثقافة المجتمع والحضارة المصرية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علم نفس عن محتوى "تيك توك": شخصيات استعراضية لا تمتلك مهارات للعمل
  • وطنك لا يخذلك
  • أمريكا تكذب ولا تتجمل!!
  • الظلم ظُلمات
  • السوبر الإفريقى زمالكاوى
  • تقرير أمريكي يرصد سيناريوهات ما بعد نصر الله
  • قصر النظر عند الأطفال في ازدياد حول العالم.. الأسباب والعلاج
  • اليونيسيف: انتباه العالم يتحول إلى لبنان لكن الهجمات على الأطفال في غزة لم تتوقف
  • عدوان برعاية أمريكية
  • القربة المخرومة!!