قائد الثورة يُحذّر من مساعي أمريكا لعسكرة البحر الأحمر
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
صنعاء – سبأ :
حذر قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، من مساعي أمريكا لعسكرة البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، مؤكدا على مسؤولية كل البلدان الواقعة على شواطئ البحر الأحمر في التحرك ضد الموقف الأمريكي العدواني والمتطفل لما له من أضرار على الملاحة الدولية.
ودعا قائد الثورة في كلمته اليوم حول آخر المستجدات في فلسطين، الدول المطلة على البحر الأحمر لأن يكون لها موقف صريح ضد الموقف الأمريكي الذي ينتهك حقوق هذه البلدان ويهدد أمنها واستقرارها.
ووجه النصح لكل الدول التي يسعى الأمريكي لتوريطها بألا تورط نفسها، وألا تضحي بمصالحها وتخسر أمن ملاحتها خدمة للصهاينة.. لافتا إلى أن من يتحرك مع الأمريكي ويورط نفسه في حماية السفن الإسرائيلية فإنه يقدم خدمة لإسرائيل حصرا ويضر بالملاحة الدولية.
وقال” إن التحرك الأمريكي الأخير لن يثنينا نهائيا عن موقفنا الثابت والمبدئي والأخلاقي الذي أعلناه منذ البداية إلى جانب الشعب الفلسطيني”.. مبينا أن التحرك الأمريكي ليس بجديد فقد حرك منذ اليوم الأول البارجات وحاملات الطائرات وكل إمكاناته، لكنه يسعى الآن لتوريط الآخرين.
وأكد قائد الثورة، أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي إذا كان لدى الأمريكي توجه لأن يصعد أكثر وأن يرتكب حماقة باستهداف البلد أو بالحرب عليه، كما أن أي استهداف أمريكي لليمن سيقابله استهداف للبوارج والمصالح والملاحة الأمريكية بالصواريخ والطائرات المسيرة والعمليات العسكرية.
وقال :” لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يستهدفه، فنحن شعب يأبى الضيم، ويتوكل على الله ولا يخاف التهديد والعدوان الأمريكي المباشر”.
وطالب قائد الثورة من الدول العربية “أن تذر اليمن ليكون في حرب مباشرة مع العدو الإسرائيلي والأمريكي وإذا أرادوا أن يرقصوا فليرقصوا لكن لا يشتركوا عسكريا وماليا معهم”.. وقال :”إذا أراد العرب أن يكونوا جمهورا يصفق للأمريكي فليصفقوا، وإذا أرادوا أن يرقصوا على أشلاء الضحايا فليرقصوا، لكن لا يشتركوا مع الأمريكي في حربه علينا”.
وأضاف” طالما أن الأمريكي يريد الدخول في حرب مباشرة معنا فليعرف أننا لسنا ممن يخشاه، وأنه في مواجهة شعب بأكمله وليس فئة محددة، وإذا أراد أن يمنع الموقف اليمني تجاه فلسطين فهو في مشكلة مع كل الشعب اليمني”.
وتابع :”وإذا أرسل الأمريكي جنوده إلى اليمن فليعرف أنه سيواجه أقسى مما واجهه وعاناه في أفغانستان وفيتنام، كما أن عليه ألا يتصور أن بإمكانه أن يضرب ضربات هنا أو هناك ثم يبعث بوساطات ليهدئ الوضع”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن على الأمريكيين أن يعرفوا أن صهاينة أمريكا يسعون لتوريطها فيما ليس في مصلحتها بل خدمة لإسرائيل.. لافتا إلى أن ما يفعله الأمريكي في البحر هو خسارة عليه، فهو يطلق صاروخا بقيمة مليوني دولار للتصدي لطائرة مسيرة لا تتجاوز قيمتها ألفي دولار.
وأفاد بأن لدى الشعب اليمني نفس طويل للمواجهة والتصدي للعدو والثبات في مواجهة الاعتداءات، فقد صمد اليمنيون لتسع سنوات في مواجهة عدوان كبير.
موقف اليمن صحيح ومبدئي
وأوضح قائد الثورة أن الشعب اليمني تحرك واتخذ الموقف الصحيح على كل المستويات وأعلن تقديم كل أشكال الدعم الممكنة للشعب الفلسطيني.. وقال” شعبنا تحرك من منطلق المسؤولية الايمانية والاخلاقية والدينية ليعلن الحرب على العدو الصهيوني، ويحرك قوته الصاروخية وطائراته المسيرة لاستهداف العدو، وتحرك أيضا على مستوى البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ليمنع تحرك السفن الإسرائيلية والسفن المرتبطة بإسرائيل التي تحاول إيصال المؤن للإسرائيليين”.
وأضاف” قدمنا طلبا للدول التي تفصل جغرافيا بيننا وبين فلسطين المحتلة لتفتح منافذ برية ليتحرك عبرها مئات الآلاف من أبناء شعبنا إلى فلسطين، كما أن شعبنا مستمر في تقديم التبرعات المالية للشعب الفلسطيني رغم الظروف المعيشية الصعبة جدا، لأننا بالأساس شعب محاصر ولا زلنا في حالة حرب”.
ومضى قائد الثورة قائلا ” وعلى مستوى الموقف السياسي كان موقفنا داعم وتحركت جبهتنا الإعلامية بشكل أساسي لدعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه، أما على مستوى المسيرات فشعبنا يخرج كل جمعة خروجا مليونيا يملأ الساحات والجماهير تهدر بأصواتها ومواقفها المعلنة وتردد هتاف البراءة والصرخة في وجه المستكبرين بهذا الشعار الجريء والواضح وهو الموقف الذي يرقى إلى مستوى المسؤولية”.
ولفت إلى أن التحرك الشعبي في اليمن قد لا يكون له مثيل على مستوى العالم العربي والإسلامي وحتى بقية العالم، فهو موقف يحظى بإجماع كبير في أوساط الشعب بأكثر حتى من القضايا الوطنية، حيث لم يكن إجماع الشعب اليمني تجاه العدوان عليه كما هو عليه تجاه القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة.
وذكر قائد الثورة أن المسألة ليست تحركا يخص فئة معينة من أبناء الشعب اليمني، بل هو تحرك رسمي وشعبي يعبر عن إرادة الشعب حتى في المحافظات المحتلة التي يسيطر عليها تحالف العدوان، وهذا يعبر عن موقف وضمير وقيم الشعب اليمني المنسجم مع مبادئه وانتمائه وحريته وهويته الايمانية، وإذا شذت بعض المواقف من بعض المرتزقة فهي لا تعبر عن الشعب وإرادته.
وبين أن الشعب اليمني عبر بوضوح في ميدان السبعين من خلال الحضور الجماهيري المليوني عن هذا الموقف والسقف العالي لهذا الموقف.. وقال :” فما يأمله ويطلبه الشعب اليمني أكبر مما نفعله حاليا وإنما نحن نفعل ما نستطيع ونسعى لفعل ما هو أكبر وأشد ضد العدو الصهيوني”.
جهود لتطوير قدرات اليمن العسكرية
وكشف قائد الثورة عن الجهود والمساعي الحالية لتطوير قدرات اليمن العسكرية في ظل ما تقوم به بعض القوى في المنطقة من تصدي للضربات الموجهة للعدو الإسرائيلي.
وقال :”أحيانا تحاول أربع دول بينها دول عربية وقوى عسكرية إضافة إلى كيان العدو منع طائراتنا المسيرة وصواريخنا من الوصول إلى أهدافها”.. معبرا عن الأسف إزاء تجند بعض الدول العربية مع العدو الصهيوني وتحرك إمكاناتها العسكرية لحمايته من الصواريخ اليمنية بدلا من أن تتحرك لحماية الشعب الفلسطيني.
وأضاف ” نسعى لتطوير قدراتنا لتتجاوز أي عوائق وتحقق أهدافها ليرقى هذا إلى مستوى المسؤولية وتلبية لرغبة وإرادة الشعب اليمني وموقفه الواضح ضد العدو الصهيوني في عدوانه الاجرامي على الشعب الفلسطيني في غزة، ولم نستهدف أي دولة أخرى، وقد صبرنا على عمليات الاعتراض التي قامت بها بعض الدول العربية ولم نستهدفها”.
وتابع” هدفنا وتوجهنا هو لنصرة الشعب الفلسطيني وسكان غزة ومجاهديها، وهذا موقف محق ومشروع”.. مبينا أن “الأمريكي والبريطاني ومن معهم يأتون إلى منطقتنا وبحارنا ويساندون العدو الصهيوني في جرائمه ثم يستنكرون تحرك الآخرين في الموقف الإنساني”.
وأكد قائد الثورة أن الموقف الظالم والمجرم هو الموقف الأمريكي البريطاني، حيث وصل الحال إلى درجة أن بعض المسؤولين الأمريكيين قدموا استقالتهم بعد شعورهم بالخزي مما تفعله أمريكا.. مبينا أن المظاهرات خرجت في أمريكا وفرنسا وبريطانيا لاستنكار التوجه الرسمي هناك، فهذا التوجه هو الذي يتعارض مع مصالح الشعوب وقيمها.
وأشار إلى أن موقف الشعب اليمني هو الموقف المشرف والموقف الصحيح الذي ينسجم مع المسؤولية الإيمانية والإنسانية.. وقال” عار على أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكل الدول أن تقف مع العدو الصهيوني في قتله الأطفال والنساء وجرائمه البشعة جدا”.
وأضاف ” نحن لا نخجل في موقفنا بل نسعى لأن نصل فيه إلى أقصى مدى ممكن دون تحرج ولا تردد، ونراه موقفا يستحق التضحيات مهما كانت”.
موقف اليمن في البحر فاعل ومؤثر
وأكد قائد الثورة أن موقف الشعب اليمني في البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر لمنع تحرك السفن الإسرائيلية أو المرتبطة به، هو موقف فاعل ومؤثر.
وذكر أن بعض ذوي الجهل والدناءة كانوا يسخرون من موقف الشعب اليمني في البحر، حتى ضج العدو الصهيوني منه وصاح من تأثيره على اقتصاده، فالأمريكيين وأذرع اللوبي الصهيوني يصيحون من موقف الشعب اليمني في منع السفن الإسرائيلية من العبور في البحرين الأحمر والعربي.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن المجال مفتوح لحركة السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب، وقد استمرت حركة السفن بالمئات.. لافتا إلى أن تحرك اليمن لا يستهدف السفن العالمية ولا يضر بالملاحة الدولية، فالمستهدف حصريًا هو السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.
وقال” نستهدف السفن التي إما ملكيتها للإسرائيليين أو يملكون جزءًا منها أو تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة جالبة المؤن للعدو الصهيوني”.
وأضاف” موقفنا الفاعل المؤثر صاح منه العدو الإسرائيلي وطلب من شركائه في جرائم الإبادة أن يتحركوا في البحر الأحمر لمنع هذا التحرك.. مبينا أن الأمريكي كان يتحرك منذ البداية في البحر وسعى إلى حماية السفن الإسرائيلية المارة وكانت بوارجه تتحرك لحمايتها، لكن ما يسعى له الآن توريط الآخرين معه في هذا الأمر، مشيرا إلى أن التحرك الأمريكي ليس تحركًا لحماية الملاحة الدولية في باب المندب، فأكبر خطر هو التحرك الأمريكي الذي يسعى لعسكرة البحر الأحمر.
العدو يواصل ارتكاب أبشع الجرائم
وأشار قائد الثورة إلى أنه وعلى مدى 75 يوما يواصل العدو الصهيوني اليهودي الإسرائيلي عدوانه الوحشي الاجرامي الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مرتكبا أبشع وأفظع الجرائم التي يندى لها الجبين، وهي جرائم الإبادة الجماعية والقتل الجماعي للأطفال والنساء والكبار والصغار حيث قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن العدو الصهيوني يستهدف الشعب الفلسطيني بكل وسائل الإبادة، والقتل بكل الوسائل الوحشية، والتجويع والحصار ومنع الغذاء والدواء عنهم، حتى أنه جعل من المستشفيات أهدافا رئيسية معلنة لعملياته البرية والميدانية وكأنها قواعد عسكرية، في تصرف وسلوك لا سباق له.
وأفاد بأن الدول التي تتحارب عادة تعلن القواعد الاستراتيجية والعسكرية كأهداف لها، أما العدو الإسرائيلي فبكل وقاحة يعلن المستشفيات هدفا لعمليته العسكرية ويقتل ويدمر، وحينما يصل إلى المستشفى يستهدف الجرحى والمرضى والكوادر الطبية والمدنيين بكل إجرام ووحشية ثم يقدم ذلك كإنجاز عسكري يتباهى به.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الصهيوني يستهدف بالقنابل والصواريخ والمدفعية والدبابات المساكن والأسواق وتجمعات النازحين، حتى أصبحت محصلة جرائمه الوحشية لكل 24 ساعة المئات من الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء.. مبينا أن العدو الإسرائيلي مستمر في وحشيته، وعندما يفشل في معركة ميدانية يلجأ للقصف العشوائي للمدنيين في غزة.
ولفت إلى أن حالة التجويع وصلت في غزة إلى مستوى تسجيل وفيات من الجوع، ومنع وصول الأدوية بشكل تام، وشمل الاستهداف الصهيوني حتى الرضع والخدج في أقسام العناية بالمستشفيات، بنزعة إجرامية تعبر عن حقيقة الصهاينة اليهود، وما هم عليه في عقائدهم وسلوكهم وما يحملونه من حقد وعداء شديد وتجرد من كل شعور إنساني.
دعم أمريكي لامحدود للعدو الصهيوني
وأكد قائد الثورة أن الأمريكيين شركاء في هذا العدوان الذي بدأ قبل 74 يوما على غزة، حيث اشترك الأمريكي منذ اللحظة الأولى بشكل مباشر، وأرسل خبرائه العسكريين والمستشارين ليقوموا بالإرادة المباشرة للعمليات العسكرية ويكونوا هم من يخطط ويشرف على التنفيذ ومن يتابع تنفيذ تلك الجرائم والاعتداءات.
وبين أن الأمريكي زود العدو الصهيوني بالآلاف من القنابل المدمرة التي يستهدف بها المدنيين والاحياء السكنية وكذا الأسلحة المحرمة دوليا ومنها قنابل الفسفور الأبيض، وقدم له الدعم المادي بالمليارات من الدولارات لتمويل تلك العمليات العسكرية وأرسل الطائرات المسيرة والاستطلاعية ليساهم على مستوى المعلومات المباشرة وقدم كل أشكال الدعم والتعاون.
وذكر أنه وإلى جانب كل أشكال الدعم العسكرية والمالية قدم الأمريكيون الدعم السياسي لكيان العدو والحماية في المحيط الإقليمي لفلسطين، ووجهوا التهديد لكل دول المنطقة من أي تعاون مع الشعب الفلسطيني لكي يهيئوا الظروف الكافية للعدو الصهيوني لارتكاب ما يشاء من الجرائم دون اعتراض أو إعاقة من أحد.
وقال” حتى على مستوى المساندة الانسانية وإدخال الغذاء والدواء إلى الشعب فلسطيني في قطاع غزة لا يسمح بدخول شيء إلا بعد الموافقة الأمريكية والإسرائيلية، وأن يكون بشكل محدود جدا لا يسد رمق سكان غزة، كما هدد الامريكي دول المنطقة لكي لا تتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وتابع :”عندما نرى المشاهد المأساوية لآلاف الأطفال والنساء الذين قتلوا بالقنابل الأمريكية وحالة الجوع الشديد علينا أن نتذكر المساهمة الأمريكية في كل ذلك، وأن أمريكا هي ذراع آخر للصهيونية اليهودية العالمية التي تباهى الرئيس الأمريكي بانتمائه إليها وأنه يتحرك وفقا لذلك المنطلق”.
ولفت قائد الثورة، إلى أن الذين يتحركون في أمريكا لمساندة إسرائيل فيما تفعله بالشعب الفلسطيني هم الصهاينة الأمريكان، فاللوبي الصهيوني اليهودي يحرك أمريكا حتى فيما يتجاوز مصالحها ويسيء إليها في العالم، ويقدمها بشكل إجرامي بشع وهي تدعم ظلما وطغيانا يضاف إلى سجلها الإجرامي والفظيع.
وأشار إلى أن الأمريكي حوّل قواعده في المنطقة لتكون سندًا للعدو الصهيوني، وكل مخازن سلاحه، وكل قرار تحت عنوان وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة يعترض عليه الأمريكي ويصر على استمرار القتل والجرائم في غزة.. مبينا أن الأمريكي الذي قدم نفسه تحت عنوان أنه الراعي للسلام في الشرق الأوسط يعترض على أي قرار لوقف إطلاق النار في غزة ويصر على قتل المدنيين في فلسطين.
وذكر أن الأمريكي يمنع أي تحرك لحماية المدنيين في فلسطين، ويعيق أي مساعٍ لتوفير ما يحتاجه الشعب الفلسطيني من الغذاء والدواء.
وبين أن التحرك البريطاني الذي كان له السبق في إنشاء الكيان الصهيوني منذ البداية، يتحرك اليوم باستمرار في دعم العدو الصهيوني.. وقال” نرى أيضا في دعم الصهاينة تحرك بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا وإيطاليا وألمانيا، التي لكل منها تاريخ أسود ورصيد إجرامي بشع”.
وذكر أن الأنظمة والحكومات التي تدعم كيان العدو لها سجل إجرامي أسود، ومعروفة بإفلاسها الأخلاقي والقيمي، وهي من شطبت الأخلاق والقيم من قاموسها السياسي.. مبينا أنه عندما يحرك اللوبي الصهيوني الأنظمة الغربية يجعلها تتنكر حتى للقيم الليبرالية، فتتحرك كأنها مجنونة دون أي قيم إنسانية وكنتاج لسياسات الغابة.
ولفت قائد الثورة إلى أن المسؤولية كبيرة على العالم الإسلامي خصوصا في المنطقة العربية التي هي قلب العالم الإسلامي، كما أن المسؤولية على كل المسلمين حتى المتواجدين في البلدان الغربية باعتبار فلسطين جزءًا منهم على مستوى الجغرافيا والشعب، للتحرك الجاد لنصرة الشعب الفلسطيني ومنع هذا الظلم كمسؤولية دينية واخلاقية وإنسانية بمقتضى انتمائهم للإسلام ومبادئه وقيمه واخلاقه.
وأوضح أن بعض الدول العربية قطعت علاقاتها مع دول من الغرب لأنهم قالوا كلمة في وصف سلوكياتها أو أساؤوا إلى ملك أو أمير.. مبينا أن الدول التي تتصرف بشدة ضد أي بلد عربي أو مسلم، نراها في حالة فتور تام تجاه قضايا الأمة الكبرى كمظلومية الشعب الفلسطيني.
وقال” هذه الدول وصل بها الحال حتى إلى الانشغال بالرقص والغناء ومسابقات الكلاب وأشياء تافهة جدا وتجاهل للمجازر الكبرى في فلسطين”.. مؤكدا أن المسؤولية الكبيرة على كل المسلمين ليكون لهم صوت ومواقف جادة بمثل ما ينصرون به أي قضية يتفاعلون ويتحمسون لها بجد وأن يقدموا الدعم المادي وحتى الدعم العسكري.
وقال” تظهر أحيانا في الدول العربية أصوات بشعة لتلقي باللوم على الشعب الفلسطيني ومجاهديه وتسيء لأي موقف مساند له، ولم تكتفِ الدول العربية بالتنصل عن المسؤولية في مساندة الشعب الفلسطيني بل أصبحت تشمت به وبمجاهديه وتسيء إليهم وتشوه أي مساندة لهم”.
وأضاف” لا ننتظر من أمريكا والدول الأوروبية أي دور إيجابي لصالح الشعب الفلسطيني، فهم دائما في موقع الظلم والطغيان والاستكبار ونهب الشعوب”.
ولفت قائد الثورة، إلى أن الموقف على المستوى العام ومنها قمة الرياض كان موقفا ضعيفا، مجرد بيانات فيها مطالبة وينتهي كل شيء بعد البيان.. مبينا أن محور المقاومة يقف في مستوى الدعم العسكري والإعلامي والشعبي والخروج في المسيرات، أما في بعض الدول العربية منعت حتى المظاهرات.
وأكد أن محور المقاومة يقف في مستوى الدعم العسكري والإعلامي والشعبي والخروج في المسيرات، أما في بعض الدول العربية منعت حتى المظاهرات.
وتساءل ” هل هناك تحرك علمائي لأولئك الذين كانوا يفتون بوجوب الجهاد إذا كان الأمر يتعلق بفتنة في سوريا أو استهداف الشعب اليمني أو العراقي وغيرهم؟ أين هو الصوت العلمائي الذي يفتي بوجوب الجهاد نصرة للشعب الفلسطيني؟ وما الذي يبرر لهم هذا الصمت والتجاهل وحتى لوم الشعب الفلسطيني ومجاهديه؟.
وأكد قائد الثورة أن الشعب اليمني كلما حورب ازداد قوة، وكلما اعتدى عليه الأعداء طوّر قدراته العسكرية للتصدي لهم.. وقال ” لا يؤمل العدو أنه من الممكن أن يخضع شعبنا، فموقفنا ثابت، إنما نحن ننصح الآخرين بالحذر من التورط مع الأمريكي وأن يتركوه هو ليورط نفسه”.
وخاطب الدول الأوروبية بالقول” لا يوجد أي خطر على سفنكم التي لا تذهب إلى كيان العدو، لكن عندما تتورطون مع الأمريكي فأنتم تخاطرون بمصالحكم بكل ما تعنيه الكلمة”.
وعبر عن الأمل من العالم الإسلامي بأن يراجعوا حساباتهم وأن يتبنوا مواقف أقوى مما هم عليه في ظل استمرار الطغيان الأمريكي والإسرائيلي على غزة.. مشيدا بالموقف الماليزي الذي منع إحدى الشركات الصهيونية من موانئه ومنعها من ممارسة أي نشاط في موانئه.
صمود غزة يعبر عن إرادة إيمانية
ولفت قائد الثورة، إلى أن صمود الإخوة في غزة عظيم ويعبر عن إرادة إيمانية وعن مجاهدين يعتمدون على الله ويثقون به ويؤمنون بقضيتهم ويملكون من الأخلاق ما أهلهم للصمود والتفاني.. وقال” المجاهدون في غزة ينكلون بالعدو الصهيوني ويقتلون جنوده وربما هذه المسألة لا تحظى بالتغطية الإعلامية بما تستحق لكنه أمر مشرف ويبشر بالنصر”
وأضاف” نقول للشعب الفلسطيني وللإخوة المجاهدين في غزة العزة، لستم وحدكم، فالله معكم وهو خير الناصرين، وشعبنا اليمني معكم بكل ما يستطيع، ولن يثنينا الموقف الأمريكي ولا الوعيد ولا التهديد من الأمريكي أو من غيره عن موقفنا إلى جانبكم، وكل أحرار أمتنا إلى جانبكم، محور المقاومة حاضر في أدوار مهمة وفاعلة، حزب الله في جبهة مستعرة شمال فلسطين إلى جانبكم”.
وذكر أن كل شعوب العالم التي بقي لها شيء من الضمير الإنساني تهتف للشعب الفلسطيني ومظلوميته.. وقال” ثقوا بنصر الله تعالى ومهما تمادى العدو في جرائمه، فثباتكم وجهادكم سبب للنصر الإلهي مع مظلوميتكم ومعاناتكم التي هي بعين الله”.
وأكد السيد القائد، أن الأمريكي يسعى لحماية السفن الإسرائيلية لأنه يريد استمرار الجرائم في غزة، وإلا فالحل الصحيح هو وقف العدوان والحصار على غزة، ومهما كان الموقف الأمريكي في مساندة العدو الصهيوني فهو خاسر بخسارة الإسرائيلي، ولذلك مهما كان حجم المعاناة سيحظى المستضعفون بالنصر.
وجدد التأكيد على أن موقف الشعب اليمني مستمر، وهو الموقف الصحيح الذي ينبغي على كل دول العالم تبنيه والمتمثل في المطالبة بوقف العدوان على غزة.. موضحا أن تحرك الأمريكي في البحر الأحمر هو تحرك غير قانوني، بل عدوان وإجرام وبلطجة وتصرف متوحش يسعى لخدمة الإسرائيليين.
وحث الشعب اليمني على مواصلة كل الأنشطة والجهوزية لكل الاحتمالات.. وقال” شعبنا العزيز تبنى موقفه بجد وصدق وليس موقفا تكتيكيا، وعلى العدو أن يعرف ما نعنيه بالموقف الإيماني والمواقف المنطلقة من منطلق إيماني، ولن يتردد شعبنا أو يتراجع عن موقفه نتيجة التهديد والوعيد والضغوط”.
واختتم قائد الثورة كلمته بالتأكيد على أنه ” مهما فعل الأمريكي ضد شعبنا فنحن نعتمد على الله ونتصدى للأمريكي ونفضل أن تكون الحرب مباشرة مع الأمريكيين والعدو الصهيوني”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي السفن الإسرائیلیة موقف الشعب الیمنی بعض الدول العربیة العدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی للشعب الفلسطینی الموقف الأمریکی التحرک الأمریکی أن الشعب الیمنی العدو الصهیونی للعدو الصهیونی تحرک الأمریکی البحر الأحمر الأمریکی فی أن الأمریکی مع الأمریکی فی فلسطین أن التحرک هو الموقف على مستوى فی البحر مبینا أن على غزة عن موقف تحرک ا إلى أن على کل کما أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.
الجامع الأزهر: أعداؤنا يريدون شبابنا بلا هوية حتى يسهل عليهم النيل من أوطاننا التسامح في الإسلام.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” بتشادوأشار خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.
وقال إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.
وأشار خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.
وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.
وأردف وكيل الأزهر أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.