بوابة الوفد:
2024-09-11@04:20:52 GMT

سيادة العنف

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

فى سبتمبر عام 1932 بعث عالم النفس الكبير سيجموند فرويد برسالة إلى عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، ضمن حوار متصل بين قمتين عالميتين حول مستقبل العالم فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، وخلال الأزمة الاقتصادية العالمية مطلع ثلاثينيات القرن الماضى.. المتأمل للأفكار المطروحة برسالة فرويد سيجد ارتباطًا كبيرًا بين فكر هذا العالم، وبين ما نعيشه اليوم بعد قرابة القرن من رسالته لأينشتاين.

يرى فرويد أن العالم المشغول فى هذا الوقت «قبل مائة عام تقريبا»  بإنشاء عصبة الأمم حماية للبشرية من الحرب والدمار، هو فى الحقيقة عالم سيتجه أكثر وأكثر نحو مزيد من الحروب المدمرة. وقد بدأت رسالة فرويد بسؤال حول العلاقة بين الحق والقوة، وقال إنه من الصواب أن نصحح السؤال بأن يكون عن العلاقة بين الحق والعنف. ويرى فرويد أنه لا تناقض بين الحق والعنف لأن كليهما كمعنيين قد انبثق من الآخر. الناس تلجأ لاستخدام العنف لحل النزاعات من بدايات التاريخ حتى اليوم، والفارق فقط فى أدوات العنف التى تطورت من استخدام العضلات وصولا اليوم لكل أدوات الدمار.

وهنا يشرح فرويد لصديقه أينشتاين أن رحلة الإنسان عبر التاريخ قد يتصورها البعض رحلة من أزمنة العنف إلى عصر الحق والقانون، ولكنها فى حقيقتها تحول من عنف الفرد والقبيلة إلى عنف الدولة والتجمعات الدولية – إننا حسب وصف فرويد نعيش زمن سيادة العنف وليس سيادة القانون.

الحقيقة أن ما كتبه وسجله فرويد فى رسالته لصديقه أينشتاين «وثيقة تاريخية» تؤكد تطور الفكر الاستعمارى الغربى من عنف الدولة، إلى عنف الجماعة. لقد ظلت أوروبا من القرن الخامس عشر الميلادى تتصارع فيها الدول على السيطرة باستخدام العنف ضد بعضها البعض حينا، وضد الآخرين من خارج أوروبا أحيانا أخرى.

وبعد حروب وصراعات أكلت قلب أوروبا، بدأ التفكير المنظم فى استخدام «العنف» بديلا عن الحق لفرض السيطرة ومنطق الاستغلال.. إسرائيل أو الكيان الصهيونى كمكون أوروبى بالأساس والذى تم فرضه على فلسطين هو مرحلة من مراحل توظيف العنف الأوروبى لفرض السيطرة.. أمريكا والغرب عموما يتحدثون لغة واحدة عن حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس، ثم تطور المفهوم إلى دعوة إسرائيل باحترام قوانين الحرب. المعنى الحقيقى المستقر فى الفكر الغربى الاستعمارى، هو مساعدة إسرائيل بتنظيم عمليات القتل إمعانا نحو مزيد من السيطرة على فلسطين.

ويرى فرويد فى موضع من رسالته أن التوسع فى استخدام العنف، يؤكد أن الحروب لم ولن تكن يومًا وسيلة للسلام، ولكنها تفتح شهية تجار العنف لمزيد من التدمير. إنها حلقة جهنمية لا يمكن السيطرة على قوانينها، حيث لا قانون للدمار سوى الدمار.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح حول مستقبل العالم الحرب العالمية الأولى

إقرأ أيضاً:

عاجل - هاريس عن حرب غزة: حماس منظمة إرهابية وإسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها

أكدت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، في سياق المناظرة الرئاسية لعام 2024، موقفها الصارم تجاه الصراع في غزة، واصفة حركة حماس بأنها "منظمة إرهابية" تهدد الاستقرار في المنطقة. 

وأشارت هاريس إلى أن إسرائيل تمتلك الحق الكامل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات التي تستهدف أمنها وسلامة مواطنيها. وأضافت أن الولايات المتحدة تلتزم بدعم حليفها الإسرائيلي، مع التشديد على ضرورة إيجاد حل دائم يحقق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مع حماية حقوق المدنيين في كلا الجانبين.

تجري هذه المناظرة قبل أقل من شهرين على موعد الانتخابات في نوفمبر، حيث تبث مباشرة من مركز الدستور الوطني بفيلادلفيا عبر شبكة ABC News، وسط قواعد صارمة لمنع المقاطعات، مما يضمن نقاشًا منظّمًا يمتد لمدة 90 دقيقة.

مقالات مشابهة

  • عاجل - هاريس عن حرب غزة: حماس منظمة إرهابية وإسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها
  • هاريس: ترامب حال فوزه بالرئاسة سيجرم الحق في الإجهاض
  • مصدر لبلومبرغ: إسرائيل عرضت منح السنوار ممرا آمنا للخروج من غزة مقابل التخلي عن السيطرة على القطاع والإفراج عن المحتجزين
  • الموقف الإثيوبى الصعب
  • حنون يهيب بالمنظمات الدولية لاعتماد مبدأ سيادة العدل محل مبدأ سيادة القانون
  • مجلس التعاون الخليجي: ندعو إيران لضرورة الالتزام بمبادئ حُسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها
  • عاجل - الرئيس السيسي يؤكد أهمية احترام سيادة السودان ومؤسساته الوطنية
  • أبيي أحمد يتوعد بـإذلال كل من يجرؤ على تهديد سيادة إثيوبيا
  • برلماني: قانون العفو يمنح سرّاق المال العام الحق بارتكاب جرائمهم دون عقاب
  • القاضية عون: أنت الأقوى عندما تكون مع الحق