تمددت الحرب خارج نطاق قطاع غزة رغم حرص الكثير من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، أن لا تتمدد، وتبقى إسرائيل في مواجهة جبهة قتال واحدة فقط. كان قلق إسرائيل الأكبر، وكذلك أمريكا بالطبع، أن لا يدخل حزب الله طرفا مباشرا في الحرب؛ فإسرائيل، حتى بدعم أمريكي كامل، لا تستطيع فتح جبهة قتال جديدة بحجم جبهة حزب الله الذي تفوق إمكانياته العسكرية إمكانيات حركة حماس بعشرات المرات.
واللافت أن تمدد الحرب لم يكن بالقرب من إسرائيل، بل تمددت في مكان يبعد عنها بأكثر من ١٦٠٠ كم.. وفي منطقة صراع دام منذ أكثر من سبع سنوات.
ورغم أن أنصار الله أكدوا أنهم يستهدفون فقط حركة النقل المتجهة إلى إسرائيل انتقاما من الحرب التي تشنها ضد قطاع غزة إلا أن الغرب يرى أن الأمر أكثر تعقيدا من هذه التصريحات.. خاصة أن الأمر يتعلق بالاقتصاد.
استطاعت العمليات التي قامت بها جماعة «أنصار الله» استشعار الخطر الكبير، ولفت ما حدث في المضيق أنظار العالم أسرع بكثير مما لفتت الحرب على قطاع غزة رغم أن عدد الوفيات تجاوز ٢٠ ألفا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.. فالتجارة العالمية هي اللغة التي يفهمها العالم ويخشاها، وتمر من مضيق باب المندب حوالي ٤٠٪ من التجارة العالمية، وفي النصف الأول من العام الجاري مر من هذا المضيق حوالي ١٢٪ من كمية النفط المنقول بحرا في العالم.. وبعد أن حولت بعض شركات النقل العالمية أساطيلها إلى رأس الرجاء الصالح فالمتوقع أن تتضاعف تكلفة النقل إلى حدود ٣٠٪ ما يعني أن أسعار السلع والخدمات في أوروبا قد ترتفع إلى حدود ١٥٪ ما يعني كارثة جديدة تضاف على أوروبا إضافة إلى ما تكبدته بعد الحرب على أوكرانيا.. بهذا المعنى يتضح أن الأمر خرج من نطاقه الإقليمي إلى النطاق العالمي.
لكن السؤال المهم الآن، هل سيستطيع التحالف العسكري الذي أعلنت عنه أمريكا يوم الاثنين وحمل اسم «حارس الازدهار» أن يمنع تمدد الحرب؟ إن المشهد العام في المنطقة يشير إلى خلاف ذلك، وستكون مغامرة أمريكية غير محسوبة العواقب في حالة قامت أمريكا وحلفاؤها بعمليات عسكرية في اليمن، فأي صراع عسكري هناك من شأنه أن يزيد التوتر وقد يتضاعف استهداف السفن التجارية وكذلك العسكرية التي تمر في البحر الأحمر، ولا يمكن في هذا السياق نسيان ما حدث للمدمرة الأمريكية كول في عام ٢٠٠٠.
وقد يخرج الأمر من البحر الأحمر إلى مساحات أخرى في المنطقة. وأعلنت الثلاثاء إيران تدشين قوات الباسيج البحرية وهي قوات تتبع الحرس الثوري قومها وفق ما أكد الجنرال علي رضا تناسيتي قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، ٥٥ ألف مقاتل و٣٣ ألف قطعة بحرية جلها من الزوارق الحربية السريعة جدا.
إن التحالف الأمريكي الجديد من شأنه أن يزيد الصراع إلى جبهات جديدة ويتحول الهدف من «ضمان حركة الملاحة لكل البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين» كما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى صراع أوسع تدخل فيه قوى جديدة.. وتدمر فيه بلدان أخرى.
إن الخيار الآمن أمام أمريكا وحلفائها من الغرب بشكل خاص هو وقف الحرب على غزة فورا والسماح بدخول الإغاثة إلى قطاع غزة وفتح جميع المعابر وفتح مستشفيات ميدانية تستطيع تقديم المساعدة لأهالي غزة الذين خذلهم العالم أجمع وسمح بدعم واضح من الغرب بإبادتهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ليلة المفاجآت: أسرار أول دقيقية لطوفان 7 أكتوبر في إسرائيل ولقطات جديدة لعملية اغتيال حسن نصر الله | عاجل
شهدت الساعات الماضية توالي الكشف عن أسرار جديدة تخص عملية طوفان الأقصى في الدقائق الأولي.. وإعلان قيادات غسرائيلين عما جرى في غزة وتل أبيب، فضلا عن أسرار عملية اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله.
كشف جالانت وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي السابق في أول مقابلة له منذ 7 أكتوبر 2023 عن تفاصيل جديدة تظهر للعلن لأول مرة عن صباح يوم السابع من أكتوبر، وردة فعل القيادة الأمنية الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال «جالانت»، إنه استيقظ في ساعات الصباح الأولى يوم 7 أكتوبر على مكالمة من ابنته تخبره أن هناك إنذارات في تل أبيب، وبعد دقيقة واحدة تواصل مع رئيس الأركان، هارتسي هاليفي، فأخبره «إنها قادمة من غزة، لكن ليست مجرد صواريخ، هناك شيء ما يحدث، سوف أقوم بتقييم الوضع».
عدم فهم يسيطر على إسرائيلوأكد خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، إنه رأى عدم فهم يسيطر على إسرائيل، لكن ليس فقدان للأعصاب، بل شعور واضح بعدم الفهم، ولا أحد يعرف ماذا يحدث.
وأوضح أيضًا أنه أخبر الجميع بأن ما يحدث هو «حرب»، وأمر بتجنيد كل من يستطيع، العاديين والاحتياطين، وإرسال الجنود وفتح مستودعات الأسلحة، وكان يرى أن «حماس» لن تحارب بمفردها، لذلك كان عليه التركيز أيضًا على الشمال، حيث يقع حزب الله اللبناني.
نتنياهو في مزاج كئيب للغايةوعن المقابلة الأولى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ذلك اليوم، قال: «أعتقد أن رئيس الوزراء كان في مزاج كئيب للغاية، ليس فقط في ذلك اليوم، بل وأيضًا بعده، كانت النظرة متشائمة للغاية، حيث نحتاج إلى التركيز واليقظة من أجل إجراء تقييم صحيح للوضع».
كما قال يوآف جالانت أن الجميع كان يسأل سؤالًا واحدًا فقط، وهو «أين الجيش؟»، موضحًا أنه يشعر بالمسؤولية تجاه أحداث السابع من أكتوبر.
لقطات جديدة من عملية اغتيال حسن نصر اللهكشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية لقطات جديدة لحظة اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني السابق حسن نصر الله، وهي مشاهد لم تُنشر من قبل، وأظهرت اختراق الصواريخ للأرض وحالة من الذعر الشديد.
كما أظهرت اللقطات تحرك سيارة من مكانها بسبب قوة الصواريخ التي استهدفت مكان حسن نصر الله.
مشاهد جديدة تظهر لحظة اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله pic.twitter.com/tvFtkdpZiS
— موسكو MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) February 6, 2025 العثور على جثة حسن نصر اللهوبعد وقت قصير من عملية الاغتيال، عثر عناصر حزب الله على جثة «نصر الله» في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية، إلى جانب جثة المسؤول الكبير في حزب الله علي كركي، وبعدها بساعات، أكد حزب الله اغتياله.
وقالت «معاريف»، إن إسرائيل كانت على علم بمكان تواجد حسن نصر الله خلال الأشهر القليلة التي سبقت اغتياله، لكنها اختارت عدم تنفيذ عملية الاغتيال حتى نهاية شهر سبتمبر من العام الماضي.
80 قنبلة لاغتيال حسن نصر اللهوبحسب التقارير الإعلامية، تم إسقاط نحو 80 قنبلة تزن الواحدة منها طنًا على مقر القيادة العليا لحزب الله اللبناني بضاحية بيروت الجنوبية.
وكان «نتنياهو» أعلن في وقت سابق خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، إن الموافقة على عملية اغتيال حسن نصر الله كان خيارًا صعبًا بسبب مخاوف من فشل العملية واشتعال الحرب على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل، وأنه اتخذ القرار حين كان في زيارة لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
مُراجعة إجراءات المطارات في الولايات المتحدةأكدت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، مُراجعة إجراءات المطارات التي تشهد حركة مكثفة للطائرات والمروحيات بعد حادث تصادم الطائرتين في واشنطن، وفق نبأ عاجل أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية».
حادث تصادم طائرتين في واشنطنأثارت النتائج الأولية للتحقيق في حادث الاصطدام المميت بين طائرتين، إحداهما مروحية عسكرية في واشنطن، العديد من الأسئلة، بعدما تمكن المحققون من استخراج الصندوق الأسود والحصول على بيانات مبدئية.
وكان الحادث هو الأكثر دموية في تاريخ اطيران الأمريكي منذ ما يقرب من ربع قرن، حيث كانت الرحلة رقم 5342 تقترب من مطار ريجان الوطني في العاصمة الأمريكية، عندما اصطدمت بها المروحية العسكرية، قبل أن تسقطا معًا في نهر بوتوماك.
وفاة 64 شخصا في حادث تصادم طائرتين في واشنطنوجرت عملية بحث وإنقاذ واسعة فوق النهر، عقب الحادث، بعد تأكيد وفاة 64 شخصًا، إذ فتشت المروحيات والشرطة المياه والأرض، ونزل الغواصون في النهر لتمشيط حطام الطائرتين، وانتشلوا نحو 42 جثة حتى الآن، وتم التعرف على هوية 38 منها.
وتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي من العثور على الصندوق الأسود في قمرة القيادة على عمق 8 أقدام، ومسجل بيانات الرحلة من الطائرة، بحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية، ونظام التحذير من اقتراب الطائرة من الأرض، وإرسالها إلى مختبر في واشنطن العاصمة للتقييم.