لجريدة عمان:
2025-03-11@02:55:58 GMT

الحرب تتمدد خارج قطاع غزة

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

الحرب تتمدد خارج قطاع غزة

تمددت الحرب خارج نطاق قطاع غزة رغم حرص الكثير من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، أن لا تتمدد، وتبقى إسرائيل في مواجهة جبهة قتال واحدة فقط. كان قلق إسرائيل الأكبر، وكذلك أمريكا بالطبع، أن لا يدخل حزب الله طرفا مباشرا في الحرب؛ فإسرائيل، حتى بدعم أمريكي كامل، لا تستطيع فتح جبهة قتال جديدة بحجم جبهة حزب الله الذي تفوق إمكانياته العسكرية إمكانيات حركة حماس بعشرات المرات.

وبقيت أنظار العالم وحاملات الطائرات الأمريكية تراقب الجنوب اللبناني حتى لا تتحول العمليات المحدودة التي يقوم بها الحزب في الجبهة الشمالية إلى حرب شاملة ضد إسرائيل، ولم يتوقع أحد أن جبهة جديدة يمكن أن تُفتح ضد إسرائيل وسياساتها من مكان بعيد.. ولذلك لم يعر البعض التهديدات اليمنية التي أطلقتها جماعة «أنصار الله» الاهتمام الحقيقي.. حتى فاجأ العالم بقبضته على مضيق باب المندب.. أحد أهم الممرات المائية التي تعتبر معبرا استراتيجيا للتجارة العالمية.. وبشكل خاص لأوروبا التي تستقبل عبره النفط القادم من الخليج.

واللافت أن تمدد الحرب لم يكن بالقرب من إسرائيل، بل تمددت في مكان يبعد عنها بأكثر من ١٦٠٠ كم.. وفي منطقة صراع دام منذ أكثر من سبع سنوات.

ورغم أن أنصار الله أكدوا أنهم يستهدفون فقط حركة النقل المتجهة إلى إسرائيل انتقاما من الحرب التي تشنها ضد قطاع غزة إلا أن الغرب يرى أن الأمر أكثر تعقيدا من هذه التصريحات.. خاصة أن الأمر يتعلق بالاقتصاد.

استطاعت العمليات التي قامت بها جماعة «أنصار الله» استشعار الخطر الكبير، ولفت ما حدث في المضيق أنظار العالم أسرع بكثير مما لفتت الحرب على قطاع غزة رغم أن عدد الوفيات تجاوز ٢٠ ألفا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.. فالتجارة العالمية هي اللغة التي يفهمها العالم ويخشاها، وتمر من مضيق باب المندب حوالي ٤٠٪ من التجارة العالمية، وفي النصف الأول من العام الجاري مر من هذا المضيق حوالي ١٢٪ من كمية النفط المنقول بحرا في العالم.. وبعد أن حولت بعض شركات النقل العالمية أساطيلها إلى رأس الرجاء الصالح فالمتوقع أن تتضاعف تكلفة النقل إلى حدود ٣٠٪ ما يعني أن أسعار السلع والخدمات في أوروبا قد ترتفع إلى حدود ١٥٪ ما يعني كارثة جديدة تضاف على أوروبا إضافة إلى ما تكبدته بعد الحرب على أوكرانيا.. بهذا المعنى يتضح أن الأمر خرج من نطاقه الإقليمي إلى النطاق العالمي.

لكن السؤال المهم الآن، هل سيستطيع التحالف العسكري الذي أعلنت عنه أمريكا يوم الاثنين وحمل اسم «حارس الازدهار» أن يمنع تمدد الحرب؟ إن المشهد العام في المنطقة يشير إلى خلاف ذلك، وستكون مغامرة أمريكية غير محسوبة العواقب في حالة قامت أمريكا وحلفاؤها بعمليات عسكرية في اليمن، فأي صراع عسكري هناك من شأنه أن يزيد التوتر وقد يتضاعف استهداف السفن التجارية وكذلك العسكرية التي تمر في البحر الأحمر، ولا يمكن في هذا السياق نسيان ما حدث للمدمرة الأمريكية كول في عام ٢٠٠٠.

وقد يخرج الأمر من البحر الأحمر إلى مساحات أخرى في المنطقة. وأعلنت الثلاثاء إيران تدشين قوات الباسيج البحرية وهي قوات تتبع الحرس الثوري قومها وفق ما أكد الجنرال علي رضا تناسيتي قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، ٥٥ ألف مقاتل و٣٣ ألف قطعة بحرية جلها من الزوارق الحربية السريعة جدا.

إن التحالف الأمريكي الجديد من شأنه أن يزيد الصراع إلى جبهات جديدة ويتحول الهدف من «ضمان حركة الملاحة لكل البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين» كما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى صراع أوسع تدخل فيه قوى جديدة.. وتدمر فيه بلدان أخرى.

إن الخيار الآمن أمام أمريكا وحلفائها من الغرب بشكل خاص هو وقف الحرب على غزة فورا والسماح بدخول الإغاثة إلى قطاع غزة وفتح جميع المعابر وفتح مستشفيات ميدانية تستطيع تقديم المساعدة لأهالي غزة الذين خذلهم العالم أجمع وسمح بدعم واضح من الغرب بإبادتهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون

لم يجد رجل الأعمال مشعل محمود محمد مناصا من مغادرة الخرطوم بحري بعد اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023، متوجها إلى إثيوبيا.

كان مشعل يعمل في الخرطوم بالاتجار بقطع غيار آليات الورش، ونجح في تحقيق أرباح جيدة، وظل يعمل في هذا المجال حتى اندلاع الحرب، حيث خسر معارضه التجارية ومنزله وسياراته.

يقول مشعل لـ"الجزيرة نت" إنه خسر كل شيء، حيث سُرقت جميع محلاته ومعرضه في مدينة بحري (شمالي العاصمة)، مما دفعه إلى المغادرة في مايو/أيار 2023.

وبعد وصوله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برفقة أسرته، فكر على الفور في العودة إلى مجاله السابق، لكنه واجه واقعا تجاريا مختلفا تماما عن السودان من حيث رأس المال والإجراءات.

وبعد تفكير، يقول مشعل إنه اتخذ قرار افتتاح مطعم لإعداد الوجبات السودانية، خاصة أن الفترة تلك شهدت وصول أعداد كبيرة من السودانيين إلى إثيوبيا لاستكمال إجراءات السفر إلى دول أخرى.

وخلال شهر رمضان من العام الماضي، كان مطعم مشعل يلبي طلبات مواطني بلاده على الإفطار والعشاء بأطباق سودانية ذائعة الصيت، لاقت رواجا كبيرا، خاصة مع تقديم المشروبات الرمضانية السودانية المعروفة، ومنها "الحلومر".

إعلان

ويوضح مشعل لـ"الجزيرة نت" أن طبيعة العمل كانت في البداية صعبة للغاية في ظل الحاجة إلى تحضيرات متواصلة من دون توقف أو إجازات، حيث كان لزوجته الدور الأكبر في إدارة العمل وتحريكه بشكل رئيسي، ولذلك قرر تسمية المطعم بـ"البيت السوداني"، لأن زوجته تعدّ الطعام كما تفعل في المنزل.

وبالعودة إلى بداية العمل، يرى مشعل أنه كان مزدهرا، حيث كان عدد السودانيين كبيرا، لكنه تراجع حاليا مع تناقص الأعداد وتراجع أرقام العابرين إلى دول أخرى. ومع ذلك، يقول رجل الأعمال الشاب إن الأمور لا تزال تسير على ما يرام، إذ يستعد خلال شهر رمضان الحالي بتحضيرات نوعية، كما يسعى إلى جذب الإثيوبيين وغيرهم لتجربة الطعام السوداني.

الحرب دفعت رواد الأعمال إلى مواجهة خسائر قاسية والتكيف مع واقع اقتصادي صعب (الفرنسية) خير رمضان وكرمه

ويقول رجل الأعمال خالد بيرم، الذي يشغل أيضا منصب أمين مكتب الشؤون الخارجية للغرفة التجارية بمحلية عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، إن رمضان هو شهر الخير والبركة، وينعكس كرمه على الجميع.

ويؤكد لـ"الجزيرة نت" أن الحركة التجارية في الشهر الفضيل تُعرف بـ"الموسم"، حيث تزدهر بشكل ملحوظ ويتعاظم الطلب على سلع ومنتجات مختلفة.

ويضيف: "الأعمال والتجارة بشكل عام في السودان خلال الشهر الفضيل تكون في حالة انتعاش ونمو، وتبدأ دائما قبل حلول شهر رمضان بـ10 أيام تقريبا، أو حتى اليوم الذي يسبق بدايته، حيث تشهد الأسواق حركة مكثفة ونشطة".

ويوضح أنه عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية، فإن الناس يكونون على استعداد لشرائها، وغالبا ما ترتفع أسعارها.

أما فيما يتعلق بالغرفة التجارية في عطبرة، فيشير بيرم إلى أن التجار يقومون بتجهيز سلال للصائمين، تحتوي على المواد الغذائية الأساسية للصائم، كما يقوم بعض التجار بإخراج سلال إضافية لرمضان من أموالهم الخاصة.

إعلان

ويؤكد بيرم أن هناك حركة واسعة للأموال والتجارة والبضائع، وهذا يزيد الأرباح والدخل، مشيرا إلى أنه كلما زاد الدخل، زاد الإنفاق على الفئات الضعيفة من خلال الصدقات والإكراميات والسلال الغذائية وزكاة الفطر والتبرعات.

ويستطرد قائلا: "اسم رمضان كريم لم يأتِ من العدم، الله يوفّر احتياجات الناس، وهناك حالة من السعادة بين الجميع، بما في ذلك التجار ورجال الأعمال".

صعوبات جمة

لمجموعة "أبو الفاضل بلازا" في السودان صيت خاص، خصوصا عند حلول شهر رمضان المبارك، إذ يُعتبر الموسم الذي ينتظره آلاف السودانيين للاستفادة من التخفيضات وشراء المستلزمات المنزلية، حيث تتميز المجموعة بالاستيراد الراقي والأسعار المناسبة.

مجموعة أبو الفاضل بلازا خسرت الكثير بسبب الحرب (الجزيرة)

لكن الحرب ألقت بظلالها القاتمة على المجموعة في كل فروعها المنتشرة في مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري)، كما يقول هاشم أبو الفاضل لـ"الجزيرة نت"، حيث خسرت الشركة بضائعها بالكامل إما بالاحتراق أو السرقة أو النهب والتخريب، ولم يتمكنوا من إنقاذ أي شيء باستثناء البضائع التي كانت تحت التخليص الجمركي بالميناء.

ويروي هاشم لـ"الجزيرة نت" سلسلة معاناة صعبة عاشها رواد الأعمال في القطاع الخاص السوداني، بسبب الحرب التي اندلعت فجأة من دون أن يتمكن أصحاب الشركات، خاصة وسط العاصمة الخرطوم، من تدارك الأمر وإنقاذ ما يمكن من رأس المال.

ويشير إلى أن 90% من أصحاب الأعمال عادوا إلى نقطة الصفر، وفقدوا كل شيء تقريبا، ليصبح القطاع الخاص أكبر المتضررين من الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

ومع ذلك، يقول هاشم إنهم حاولوا النهوض مجددا والعودة إلى العمل، ورفضوا الخروج بما تبقى من رأس المال إلى خارج البلاد، فقرروا افتتاح فروع جديدة للمجموعة في بورتسودان والعودة للعمل في أم درمان بعد تحسن الأوضاع الأمنية جزئيا.

إعلان

لكنه يشكو من تعامل السلطات الحكومية، مشيرا إلى أنها تفرض رسوم جمارك وغيرها من الجبايات بأرقام فلكية، لا تراعي الخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع الخاص، ولا تضع في اعتبارها حرص رجال الأعمال على المساهمة في إعادة الإعمار.

ويشبه هاشم أوضاعهم الحالية بمن يمشي على النار، لكنه رغم ذلك يؤكد أنهم حريصون على مواصلة العمل وتجاوز الصعاب الحالية.

خسائر كبيرة

وإزاء الأوضاع الاقتصادية في السودان، يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية عبد العظيم المهل للجزيرة نت إن القطاع الخاص السوداني خسر الكثير في هذه الحرب قدرت في القطاعين الصناعي والخدمي في الخرطوم بـ90%، وفي ولاية الجزيرة تصل نسبة الخسائر إلى 88% ، أما في ولايات دارفور عدا الفاشر فتقدر الخسائر بـ80% في القطاعين.

ويشير إلى أن تقديرات جملة خسائر القطاع الخاص في كل القطاعات بحوالي 130 مليار دولار 90% منها لا تخضع للتأمين.

ويرى أن القطاع الخاص بحاجة لوقت كي يعود للعمل لكنه يتوقع عودته بنحو أسرع من القطاع العام.

ويأسف المهل لخروج بعض رواد الأعمال في القطاع الخاص من السودان والهجرة للخارج بينما نزح آخرون داخليا وهو ما قد يؤدي إلى تشتت الصناعة والخدمات بعيدا عن العاصمة.

ويرى المهل أن الفجوات تطال كل القطاعات التي ستبدأ من نقطة الصفر ويردف إذا تم ذلك فسوف ينهض الاقتصاد السوداني خلال نحو 3 أعوام، مؤكدا إمكانية التعافي والنهضة في حال وجدت السياسات المستقرة والإدارة الواعية والتكنولوجيا الحديثة في كل المجالات متبوعة بالقبضة الأمنية القوية والاستقرار السياسي.

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة يتسبب في إبادة جماعية
  • للتاريخ.. إسرائيل تعترف بهزيمتها المذلة في حرب العاشر من رمضان
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • إسرائيل: الآلاف من نشطاء حماس والجهاد في سوريا يريدون إشعال جبهة جديدة ضدنا
  • بعد تهديدات «ترامب».. إسرائيل تقطع الكهرباء عن قطاع غزة المحاصر
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • إسرائيل تصعّد في غزة.. خطة جديدة تضرب المساعدات وتعيد إشعال الحرب
  • ترامب يفتح جبهة جديدة ضد المساواة: هل تواجه النساء أكبر انتكاسة اقتصادية؟
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية 
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم