بعد شهورٍ من التفكير والتهديد بمغادرة اتحاد القارة العجوز الذي استبعده من منافساته إثر غزو القوات الروسية لأوكرانيا في فبراير 2022، صوّت الاتحاد الروسي لكرة القدم بالرفض على الانضمام إلى الاتحاد الآسيوي والخروج من نظيره الأوروبي (يويفا) الأربعاء.

ونقلت وكالة تاس للأنباء الروسية عن نائب رئيس الاتحاد أحمد أيداميروف قوله "قررنا عدم الانتقال (من الاتحاد الأوروبي) إلى آسيا.

لقد أيّد الجميع هذا القرار بالإجماع".

وقال ميخائيل غيرشكوفيتش، عضو اللجنة التنفيذية في اتحاد اللعبة المحلي "لقد صوّتنا بالإجماع ضده (الخروج) لأنه لا توجد ضمانات من (الاتحاد الدولي) الفيفا"، لقبول هذا التغيير، في حديثه مع الوكالة الروسيّة.

وأضاف " قررنا مواصلة الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي، وسنرى كيف يتطوّر الوضع في العام المقبل".

وكان من الممكن أن يكون للانتقال إلى الاتحاد الآسيوي عواقب ماليّة كبيرة على الأندية الروسيّة.

وأنُشئت بداية العام مجموعة عمل مع الاتحاد الأوروبي لمناقشة إمكانية عودة الأندية الروسية إلى المسابقات الأوروبية (دوري الأبطال، يوروبا ليغ وكونفرنس ليغ)، وعودة المنتخبات إلى البطولات القاريّة.

ولا يشارك أي نادٍ روسيّ في البطولات الأوروبية، كما لم تخض روسيا تصفيات كأس أوروبا 2024 التي ستحتضنها ألمانيا من 14 يونيو إلى 16 يوليو.

واستبعد الاتحاد الروسي من المشاركة في البطولات التي ينظّمها الاتحاد الأوروبي في 28 فبراير 2022، بعد أربعة أيامٍ على غزو القوات الروسية لأوكرانيا.

ومنذ ذلك الوقت، احتدم النقاش في روسيا بين المطالبين بالخروج من الاتحاد الأوروبي مع المخاطرة بعدم القدرة على العودة، والمدافعين عن الوضع الراهن في انتظار انتهاء الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربيّة.

وكان "يويفا" قد سمح بعودة المنتخبات الروسية تحت 17 عاماً إلى مسابقاته، وهو قرارٌ لم يُرضِ أوكرانيا وحليفتها بولندا، ممّا أثار مخاوف من مقاطعة اتحادَي البلدين للمسابقات الأوروبية.

وعاد الاتحاد القاري عن هذا القرار، لأنه "لم يتم التوصل الى حل فني من أجل السماح للفرق الروسية باللعب".

وسارع الاتحاد الأوكراني إلى الترحيب بقرار الاتحاد القاري، قائلاً "لن يسمح +يويفا+ للفرق الروسية دون 17 عاماً بالمنافسة. نشكر شركاءنا الأوروبيين على دعمهم لأوكرانيا".

وكان القرار الصادر في سبتمبر سيسمح لجميع الفرق الروسية تحت 17 عاماً من ذكور وإناث بالعودة الى مسابقات الاتحاد الأوروبي "خلال هذا الموسم.. حتى لو كانت القرعة (لمسابقاته) قد أجريت".

ومع ذلك، قال الاتحاد الأوروبي حينها إن الفرق الروسية لن تتمكن من اللعب على أرضها، كما لن يُسمح لها برفع علم البلاد وعزف نشيدها وارتداء الزيّ الرياضي الوطني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالة عن النظام العالمى المضطرب، تصبح الديمقراطيات المتوسطة الحجم والمتحضرة فريسة سهلة للمتنمرين. حان الوقت لإعادة تأكيد قوة أوروبا.

وقال الكاتب «لورينزو مارسِلي» أننا فى عالم تسيطر عليه الأوليجارشية الأمريكية والاستبداد الروسى والصيني، تبدو الديمقراطيات الأوروبية وكأنها بقايا من عصر غابر.

الحماس الجماعى والتفكير القطيعى الذى صاحب تنصيب دونالد ترامب الشهر الماضى قد يكون إما نذيرًا بعصر ذهبى جديد للولايات المتحدة أو فقاعة مفرطة فى الغرور محكومة بالانفجار.

الصين قد تنجح فى إعادة تشكيل العالم على صورتها، أو قد تنهار تحت وطأة التراجع الديموغرافى والركود الاقتصادي.

أوروبا، رغم كونها ليست الوحيدة عند مفترق طرق تاريخي، إلا أنها تبدو الأكثر غرقًا فى التشاؤم واليأس والشك الذاتي.

فى عام ١٤٩٢، وبينما كان كريستوفر كولومبوس يكتشف العالم الجديد وإسبانيا تنطلق فى عصرها الذهبي، كانت القوات الإسبانية تستعد للسيطرة على أجزاء كبيرة من إيطاليا.

فى ذلك الوقت، كانت فلورنسا وميلانو والبندقية من أغنى مدن أوروبا، لكنها، رغم ازدهارها، كانت غارقة فى هوياتها المستقلة، رافضة تشكيل دولة موحدة، النتيجة كانت تقسيم شبه الجزيرة الإيطالية، إذ لم يعد هناك مكان لدول المدن فى عالم تحكمه الأمم.

الوضع اليوم ليس بعيدًا عن ذلك، فأوروبا تواجه عالمًا تهيمن عليه «دول الحضارة»، التى تُبنى على أسس ثقافية بدلًا من السياسة، لتحل محل الدول القومية التقليدية.

والاعتماد على أن التوسع العسكرى الروسي، أو الهيمنة الصناعية الصينية، أو التهديدات الجمركية الأمريكية، سيدفع أوروبا نحو الطموح والاستقلالية يبدو أمرًا واهيًا، إذ إن الخوف وحده لا يمكن أن يكون دافعًا للحركة.

يتحدث قادة الاتحاد الأوروبى عن «استجابات قوية» للتهديدات الأمريكية، لكن الحقيقة أن أوروبا لم تتجاوز مرحلة جلد الذات والخضوع للقوى الكبرى، المطلوب اليوم هو استعادة الجرأة والطموح، والتخلى عن بعض المجاملات فى عالم لم يعد يُبد أى احترام للأدب الدبلوماسي.

نعم، يجب أن تظل أوروبا مخلصة للمبادئ الأخلاقية التى نادى بها الفيلسوف الألمانى إيمانويل كانط، وأن تؤمن بعالم تسوده القوانين والمساواة. لكن فى الوقت نفسه، يجب أن تحتفل بإنجازاتها المشتركة وتدافع عنها بكل قوة.

فى حين تستعد الولايات المتحدة لاستعمار المريخ، تتجاهل مسئوليتها فى الحفاظ على كوكب الأرض وسط أزمة مناخية متفاقمة.

وفى حين يستثمر العالم فى الذكاء الاصطناعي، تعانى المدن الأمريكية من أزمات الإدمان والفقر المدقع.

رغم هذه التحديات، لا تزال أوروبا متقدمة فى عدة مجالات، فهى رائدة فى الطاقة المتجددة، والسياسات المناخية، والاقتصاد الاجتماعى الذى يحد من تجاوزات الرأسمالية المتوحشة.

صحيح أن الإنتاجية الاقتصادية تتراجع، وأوروبا تخسر سباق التكنولوجيا أمام الصين والولايات المتحدة، كما أنها تعانى من ضعف عسكرى واعتماد طاقي، لكن كل هذه العقبات يمكن تجاوزها من خلال خطوة واحدة: تعزيز الوحدة الأوروبية.

إذا تمكن الاتحاد الأوروبى من استغلال أسواقه المالية الضخمة والمجزأة، فسيكون قادرًا على تمويل نهضته الاقتصادية والتكنولوجية والحد من التأثير الأجنبى على ديمقراطياته.

وعلى الصعيد العسكري، فإن التعاون الدفاعى بين الدول الأوروبية يمكن أن يحولها إلى قوة لا يُستهان بها؛ إذ أنفق أعضاء الاتحاد الأوروبى ٣٢٦ مليار يورو على الدفاع فى ٢٠٢٤، مقارنة بـ ١٤٥ مليار يورو فقط أنفقتها روسيا لعام ٢٠٢٥.

وإذا تحدثت أوروبا بصوت واحد، فإنها ستكون قادرة على إبرام اتفاقيات دولية، كما حدث مع تكتلات مثل «ميركوسور» فى أمريكا الجنوبية والمكسيك، بما يعزز مصالحها ومصالح العالم.

على سبيل المثال، يمكن لأوروبا التعاون مع الصين فى وضع خطة تمويل مشتركة لدعم التحول البيئى فى البلدان النامية، مما يسهم فى نشر توربينات الرياح الأوروبية وأنظمة البطاريات الصينية فى دول مثل فيتنام وإندونيسيا وكينيا وبيرو، مثل هذه الشراكات قد تُحقق مكاسب للطرفين وتساعد فى إنقاذ الكوكب.

مقالات مشابهة

  • يويفا يخطط لثورة جديدة في دوري أبطال أوروبا 
  • الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني
  • يويفا يخطط لثورة جديدة في دوري أبطال أوروبا
  • تقارير: يويفا يدرس إلغاء الوقت الإضافي في الأدوار الإقصائية بدوري أبطال أوروبا
  • الاتحاد العراقي لكرة القدم يعلن الاستعداد لمواجهة المنتخب الكويتي والفلسطيني
  • الاتحاد السوداني لكرة القدم يعلن إيقاف مدرب فريق الرابطة كوستى مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط رياضي ومنعه من دخول جميع الإستادات الرياضية بالبلاد بسبب عبارات عنصرية أطلقها أثناء المباراة
  • ناشئات القادسية يتوجن بكأس الاتحاد السعودي لكرة القدم
  • محترف الأهلي يقترب من الرحيل الى أوروبا
  • هاني أبو ريدة يلتقي رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم
  • أبو ريدة يستقبل رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم