مواقف النخب الغربية من حرب الإبادة في غزة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
من المنزلقات المعرفية غير الحصيفة التعميم الفج بوضع النخب الغربية من مفكرين وأكاديميين ومثقفين وعموم أوساط «الإنتلجنسيا» الغربية كلها ضمن إطار فكري أو أخلاقي واختزالهم تحت «يافطة» محددة ومعينة إزاء أزمة ما. ولكن، يصعب أيضا تقبل فكرة المبادئ المنتقاة والأخلاقيات المجزأة، عندما تتعلق القضية باتخاذ موقف أخلاقي أو مبدئي من صراع تجمع على فداحة راهنيته وبشاعة تفاصيله بالصورة التي تتعرض لها غزة الآن من إبادة إسرائيلية وحشية وممنهجة خرجت عن كل دين وعُرف وأخلاق، وهي ليست ببعيد عن تلك المسافة الشنيعة من الهولوكوست ضد اليهود أنفسهم خلال الحقبة النازية في التاريخ الألماني، بل هي أشنع وأصعب، عندما يرتكبها ذات الأشخاص والضحايا وأجيال الذين اكتووا بنار النازية ومعسكرات الاعتقال وكل ذلك التاريخ من الإقصاء والتنكيل بحقهم في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ البشري التي خرج منها ما يُسمى الآن بالنظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بكل تجلياته العسكرية والسياسية والفكرية والعلمية.
على السياق ذاته، ليس من المستغرب أن تتخذ حكومات الغرب والولايات المتحدة مواقف سياسية وعسكرية عدائية ضد العالم العربي، سواء لضمان أمن إسرائيل أولا وتأمين منابع النفط، والحصول عليه بسعر رخيص، وصد منافسيهم عن ذلك بكل الوسائل السياسية حميدها وقبيحها، فهي مسألة تنبع من رؤية هذه الكتل لمصالحها في الجغرافيا العربية، ولا يعنيها غير ذلك وليذهب ما سواه إلى الجحيم! كما تقتضي البراجماتية السياسية الغربية وهي الثابت الوحيد إن جاز التعبير.
ورغم جذور النهوض والحداثة الغربية والجهود التاريخية لرواد التنوير، أمثال جون لوك وديفيد هيوم وجان جاك روسو وتوماس جيفرسون وإيمانويل كانْت وغيرهم، في مساعيهم للدفع بالمجتمعات الغربية وغيرها إلى سفوح العقلانية والفكر العلمي وحقوق الإنسان، ومساهمتهم في إشعال الثورة الفرنسية والأمريكية، التي سعت لبناء مجتمعات أقرب لقيم العدالة والمساواة وحكم القانون وفصل تدخل الدين المسيحي عن مؤسسات الدولة في الغرب، إلا أن الفجوة بين تلك القيم والممارسة السياسية للغرب لم تستطع أن تقاوم وهج السلطة والقوة الباطشة ونداءات الهيمنة وإقصاء القوى الأضعف.
وعند النظر لمواقف النخب و«الإنتلجنسيا» الغربية ضد الحرب في غزة، نجدها متباينة ومتناقضة جدا في كثير من الأحيان، حيث ترى على سبيل المثال أحد أبرز الفلاسفة وعلماء الاجتماع الألمان الأحياء يورجان هابيرماس (Juergen Habermas) الذي ارتبط بمدرسة فرانكفورت والنظرية النقدية إلى جانب ثيودور أدورنو وماركس هوركهايمر، يلاحظ أنه يتخذ موقفا مؤيدا لإسرائيل حيث نشر رسالة مشتركة بتوقيعه ونيكول دايتلهوف (Nicole Deitelhoff) البروفيسور في العلاقات الدولية ونظريات النظام العولمي بجامعة جوته ورئيسة معهد بحوث السلام في فرانكفورت وراينر فورست (Rainer Forst) - بروفيسور في النظرية السياسية والفلسفة بجامعة جوته يؤكدون فيها تضامنهم مع إسرائيل وأن ردة الفعل الإسرائيلية «مبررة من حيث المبدأ». وشدد يورجان على أنه لا ينبغي الافتراض أبدا أن إسرائيل تتقصد ارتكاب الإبادة بحق المدنيين الفلسطينيين! ومن المفارقات أن حشدا من مختلف الأطياف العلمية والفكرية، رد على يورجان هابيرماس والأكاديميين الألمان المصطفين معه، ووجّهوا خطابا جماعيا نشرته صحيفة الجارديان بتاريخ 22 نوفمبر الماضي أقتبس منه: «إننا نشعر بقلق بالغ حيال حدود التضامن الذي عبّرت عنه الأسماء المذكورة («بيان المبادئ» المنشور على موقع Normative Orders research centre at Goethe-Universität) بتاريخ 13 نوفمبر 2023، إذ أن بيانهم حول الكرامة الإنسانية لا يشمل كفاية المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يواجهون الموت والتدمير بل ولا يشمل كذلك المسلمين في ألمانيا الذين يعانون من المد المتصاعد لظاهرة «الإسلاموفوبيا»، إن هذا الأمر يستوجب منا الاعتراف والاستجابة لمعاناة كل الأطراف المتضررة من الصراع المسلح». وقد وقّع العريضة نخبة من الأكاديميين المنتمين لجامعات أوروبية وغربية عريقة، منهم على سبيل المثال لا الحصر آدم تووز (Adam Tooze) بروفيسور في علم التاريخ بجامعة كولومبيا وسامويل موين (Samuel Moyn) بروفيسور في علم القانون والتاريخ بجامعة ييل الأمريكية والبروفيسورة آميا سيرنيفاسان (Amia Srinivasan) أستاذة النظرية الاجتماعية والسياسية بجامعة أكسفورد وبييت روزلر (Beate Roessler) بروفيسور في علم الفلسفة بجامعة أمستردام.
ولا يمكن إغفال معارضة المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي ومواقفه المبدئية الراسخة تجاه البطش الإسرائيلي والغربي ويعد من أشد منتقدي خطاب الهيمنة الأمريكي في مقابل مثقفين مؤيدين حتى النخاع للحرب الإسرائيلية أمثال عالم النفس الكندي الشهير «جوردان بيترسون» الذي غرّد بتاريخ 7 أكتوبر 2023 في منصة إكس مخاطبا «نتانياهو» يحثه أن يلقي على (الفلسطينيين) الجحيم فقد بلغ السيل الزُّبى!
ومع انتقال السجال حول غزة إلى «الثغور الثقافية» في الغرب، والجدل حول خروج آلة القتل الإسرائيلية من مرحلة الدفاع عن النفس، وتحولها إلى حرب إبادة متوحشة، فقد تسللت حملة الإقصاء السياسي الأمريكي، لتطال الجامعات الأمريكية وقام الكونجرس الأمريكي باستدعاء رئيسة جامعة هارفارد ورئيسة جامعة بنسلفانيا ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بشأن تهم تتعلق بمعادة السامية في حرم تلك الجامعات خلال المظاهرات ضد الحرب في غزة، بل إن أكثر من سبعين مشرعا أمريكيا طالبوا بإقالة رؤساء تلك الجامعات، وفق تغطية رويترز بتاريخ 8 ديسمبر الجاري حول «التهمة» ذاتها وهو أمر يذكر «بالمكارثية» الأمريكية التي استهدفت المشتبه بانتمائهم إلى الحزب أو الفكر الشيوعي في الولايات المتحدة قبل نحو سبعين عاما.
لقد فجرت حرب الإبادة ضد الفلسطينيين جدلا واسعا على الساحة الدولية وأعادت القضية من عنجهية السياسة والبطش والمساومات إلى أروقة المبادئ والأخلاق والمشتركات الإنسانية التي حركت مشاعر ملايين البشر عبر العالم رغم منطق القوة ورغم اصطفاف الحكومات الغربية وراء الحكومة الإسرائيلية (بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين نحو ١٩ ألف شخص وأكثر من ٥٢ ألف مصاب وفق قناة الجزيرة نقلا عن المكتب الصحي بغزة حتى كتابة هذا المقال فيما تشكك المصادر الغربية في الأرقام وطريقة احتسابها من جانب حماس).
رغم ذلك كله، ورغم أطروحات رموز التنوير ودعاة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب، من ديفيد هيوم وإيمانويل كانْت، وصولا إلى نعوم تشومسكي، فإن ذلك يضرب به عرض الحائط، ولا يهز شعرة في مفرق السياسة الغربية ومواقفها، حينما يأتي الأمر على إسرائيل والعلاقة الوجودية والعروة المصيرية الوثقى بين تلك الحكومات وتأثير اللوبي اليهودي على مفاصل قوتها، الأمر الذي يجعلنا نتساءل لماذا فشلنا كعرب حتى في الاستفادة من هذه التجربة الفريدة تاريخيا إن صح التعبير؟ حيث نجحت جهود اللوبي الصهيوني في اختراق القرار السياسي والثقافي في الجزء الغربي من الكوكب إلى حد بعيد من بعد الحرب العالمية الثانية، في مقابل الجهود العربية الغرائبية التي شرعت في عمل لوبيات مصالح وتمويل جماعات ضغط في واشنطن ولندن، جرى استغلالها لاحقا «ويا أسفاه» من أجل تشويه وضرب مصالح دول عربية منافسة في خضم المراهقات السياسية العربية، ومن المضحك المبكي أن تكون تل أبيب أقرب إلى قلوب ووجدان بعض الأنظمة العربية ورموزها من جيرانها العرب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بروفیسور فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الشعب اليمني يتوج مواقف الصمود والتضامن مع الشعب الفلسطيني بمسيرات غير مسبوقة
الثورة نت/,,
توج الشعب اليمني موقفه العظيم والمشرف في مساندة الشعب الفلسطيني بمسيرات مليونية غير مسبوقة اليوم، في العاصمة صنعاء والمحافظات تحت شعار “مع غزة.. ثبات وانتصار”.
حيث اكتظ ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء بطوفان بشري غير مسبوق تأكيدا على ثبات الموقف والاستعداد لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الإسرائيلي، ومباركة للانتصار التاريخي على الكيان المجرم.
وجددت الحشود في العاصمة صنعاء، التأكيد على الاستمرار في مناصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة وزوال الكيان الصهيوني المجرم.. مشيدة بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في مواجهة العدو الصهيوني.
وخلال المسيرة أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، عن تنفيذ أربع عمليات عسكرية، استهدفت القوة الصاروخية في العملية الأولى أهدافاً حيويةً تابعةً للعدو الإسرائيليِّ في منطقة أمِّ الرشراش المحتلة بأربعة صواريخ مجنحة، فيما نفذ سلاح الجو المسير عمليتين استهدفت الأولى أهدافاً تابعة للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقة يافا المحتلة بثلاث طائرات مسيرة، واستهدفت الثانية هدفاً حيوياً للعدوِّ في منطقة عسقلان المحتلة بطائرة مسيرة.
وذكر العميد سريع أن العمليات الثلاث تزامنت مع عملية رابعة نفذتها القوات البحرية ضد حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” شمالي البحر الأحمر بعدد من الطائرات المسيرة.. موضحا أن هذا الاستهداف للحاملة هو السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر، مؤكدا أن كافة العمليات حققت أهدافها بنجاح.
فيما شهدت محافظة صنعاء، مسيرات ووقفات جماهيرية استمرارًا في نصرة الشعب الفلسطيني، وإعلانا للجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني.
إلى ذلك خرج أبناء محافظة صعدة في 35 مسيرة جماهيرية بمركز المحافظة والمديريات، مباركين للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة صمودهم وثباتهم الأسطوري في مواجهة العدو الصهيوني، كما باركوا لقائد الثورة والشعب اليمني الثبات في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وأكد مسيرات صعدة أن الشعب اليمني سيبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل فلسطين والمقدسات من دنس الصهاينة المحتلين.
بدورهم احتشد أبناء محافظة الحديدة، في 133 ساحة بعموم المدن والأرياف، تتويجا لمواقف الصمود والتضامن مع الشعب الفلسطيني، في مسيرات “مع غزة.. ثبات وانتصار”.
المسيرات باركت ما تحقق من نصر في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” نصرة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن مواقف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي المشرفة وتوجيهاته الحكيمة قد أسهمت في تعزيز الجهود الداعمة لغزة والمقاومة الفلسطينية.
وفي محافظة الضالع أقيمت 20 مسيرة ووقفة جماهيرية في مديريات دمت والحشاء وقعطبة وجبن، أكد المشاركون فيها أن الشعب اليمني سيبقى حاضرا على الدوام إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال الصهيوني، مباركين للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة صمودهم وثباتهم الأسطوري في مواجهة العدو الصهيوني.
في السياق ذاته أكد أبناء محافظة المحويت في مسيرات جماهيرية، الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني، والجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني، المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا.
وشهدت محافظة ذمار 31 مسيرة حاشدة، تأكيدا على الاستعداد لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي أمريكي، وأن الشعب اليمني مستمر في مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ضد أي عدوان قد يقدم عليه العدو الصهيوني.
من جهتهم بارك أبناء البيضاء في مسيرات حاشدة بمركز المحافظة والمديريات، انتصار غزة على الكيان الصهيوني، مشيدين بالصمود الأسطوري للشعب والمقاومة الفلسطينية على مدى أكثر من 15 شهرا في مواجهة أعتى عدوان.
وشهدت محافظة حجة أيضا 220 مسيرة حاشدة تأكيدا على الجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني الأمريكي، وأي تصعيد من قبل أعداء الأمة.
وجدد أبناء المحافظة التأكيد على الاستمرار في التحشيد والتعبئة استعدادا لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.. مشيدين بصمود وتماسك الشعب الفلسطيني ومقاومته الذي توج بالنصر العظيم على العدو الصهيوني.
وخرج أبناء محافظة تعز في 33 ساحة بمركز المحافظة ومختلف المديريات تأكيداً على الإسناد المستمر للشعب الفلسطيني لمواجهة العدو الصهيوني.
كما شهدت محافظة إب، 114 مسيرة حاشدة دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني، بارك المشاركون فيها انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة على الكيان الصهيوني وإجباره على وقف العدوان ورفع الحصار، مؤكدين على الجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني.
على ذات الصعيد أكد أبناء محافظة ريمة في أكثر من 80 مسيرة جماهيرية الثبات على الموقف المساند للشعب الفلسطيني.. مباركين الانتصار التاريخي للمقاومة على العدو الصهيوني، مؤكدين في ذات الوقت مواصلة الجهاد في مواجهة أعداء الأمة أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا.
وفي محافظة لحج احتشد أبناء مديرية القبيطة في مسيرة جماهيرية نصرة لغزة وتأكيداً على الجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني.. مباركين الانتصار الذي حققته المقاومة على كيان العدو.
وشهدت محافظة عمران 61 مسيرة جماهيرية كبرى تأكيدا على ثبات الموقف اليمني إلى جانب الأشقاء في فلسطين حتى تطهير كل شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد أبناء عمران الاعتزاز والفخر بصمود وانتصار المقاومة الفلسطينية وتضحيات الشهداء القادة على طريق القدس.. مباركين ما تحقق من نصر في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” نصرة للشعب الفلسطيني.
واحتشد أبناء محافظة مأرب في 15 مسيرة جماهيرية وعشرات الوقفات، باركوا خلالها للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة الانتصار التاريخي على العدو الصهيوني.. مؤكدين الاستمرار في التعبئة والتحشيد والالتحاق بمعسكرات التدريب والتأهيل استعدادًا لأي جولات صراع جديدة مع العدو الإسرائيلي.
من جانبهم بارك أبناء الجوف في مسيرات حاشدة بعاصمة المحافظة والمديريات الانتصار التاريخي الذي حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة على العدو الصهيوني.
وأشادوا بالصمود الأسطوري الذي سطره الفلسطينيون على مدى أكثر من 15 شهرا في وجه آلة القتل والحصار الصهيوني، وما قدموه من تضحيات جسيمة أثمرت في تحقيق هذا النصر الكبير.. مؤكدين أن الشعب اليمني الذي انخرط في معركة “طوفان الأقصى” إسنادا للشعب الفلسطيني سيظل في أتم الجهوزية لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو.
وأوضح بيان صادر عن المسيرات المليونية أنه وفي جولة من أكبر جولات الصراع مع العدو الاسرائيلي، والتي استمرت أكثر من خمسة عشر شهراً من العدوان والإجرام الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكب العدو فيها أبشع جرائم الإبادة الجماعية بشكل لا مثيل له في هذا العصر، قابله صمود أسطوري لا مثيل له، وثبات إيماني عظيم من الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، تحطمت عليه مخططات العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي.
وأكد أن العدو الإسرائيلي تلقى في هذه الجولة أقوى الضربات وأشد الاستنزاف في تاريخ احتلاله المؤقت، وجسدت هذه الجولة أقوى صور الوحدة والأخوة الإيمانية من خلال جبهات الإسناد التي امتزجت فيها دماء الأمة في مختلف ساحات المواجهة والإسناد.
وأشار البيان، إلى أن الشعب اليمني خرج اليوم في مسيرات مليونية استجابة لله ولرسوله وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وجهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، ونصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، وتتويجاً لموقف اليمن المشرف المستمر والمتصاعد منذ بدء عملية طوفان الأقصى والذي سيستمر بإذن الله وتوفيقه حتى يتحقق الوعد الإلهي المحتوم بزوال الكيان الغاصب.
وتوجه بالحمد والشكر لصاحب الفضل الأول والأخير، ملك السماوات والأرض، الذي كانت رعايته حاضرة، وعونه ملموسا، وفضله لا يعد ولا يحصى فنصرنا وهزم أعتى جبابرة الأرض المجرمين الصهاينة والأمريكان وأعوانهم من دول الغرب الكافر، وأخزى أذنابهم من الخونة.
وبارك البيان، للشعب الفلسطيني المجاهد الصابر الصامد في غزة وفي كل فلسطين هذا الانتصار العظيم، كما بارك للمجاهدين الأبطال في حركات المقاومة الفلسطينية في كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة هذا الانتصار الإلهي التاريخي الناجز، والذي كان ثمرة من ثمار الجهاد في سبيل الله والتضحية والصبر؛ فأرغم العدو على القبول بشروط المقاومة صاغراً، وما كان ذلك ليحصل لولا هذه التضحيات، وهذا الصبر والصمود في سبيل الله تعالى.
وأوضح أن في مقدمة ذلك تضحيات الشهداء القادة العظماء وعلى رأسهم القائد الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهيد يحيى السنوار وغيرهم من القادة العظماء الذين كانوا أول المضحين مع شعبهم، ثم تضحيات وصبر أبناء غزة الذين تحملوا أبشع جرائم الإبادة في العصر الحديث.
وبارك البيان الانتصار لقوى المقاومة وجبهات الإسناد التي كان في مقدمتها المجاهدون في حزب الله الذين دفعوا أغلى التضحيات من القيادات والأفراد ومن الشعب اللبناني وفي مقدمتهم شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، وكذا جبهة المقاومة الإسلامية في العراق التي ساهمت وقدمت التضحيات في سبيل الله ونصرة للشعب الفلسطيني.
كما بارك “لقائد المسيرة القرآنية هذا الانتصار الإلهي العظيم الذي ما كان ليتحقق لولا فضل الله، ومنه علينا بأن هدانا للعودة الصادقة إلى القرآن الكريم، ووفقنا للانطلاقة الجادة على أساسه، وبجهاد وتضحية الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي أعادنا إلى هويتنا الإيمانية فوجدنا فيها العزة والكرامة، وجهادك وصبرك يا قائدنا وباهتمامك ونذرك نفسك لهذا الشعب ولهذه الأمة “.
وأكد البيان، الاستعداد للتحرك الشامل في مواجهة أي تصعيد عدواني إسرائيلي، سواء خلال هذه الأيام أو ما بعدها، واليقظة الدائمة لكل مخططات الأعداء تجاه بلدنا أو بلدان المنطقة لإغراقها من جديد في أي صراعات تصرفها عن قضيتها الأساسية والمركزية، وكذا الاستعداد لمواجهتها وإفشالها، والتطوير الدائم لكل عوامل القوة الإيمانية والمادية بالتوكل على الله والاعتماد عليه.
كما أكد “للأخوة في فلسطين التمسك المستمر بالقضية الفلسطينية والوقوف الدائم والصادق والجاد معهم، وبأنهم لن يكونوا وحدهم فالله معهم، والشعب اليمني معهم، وسيبقى على الدوام معهم حتى تحرير كل فلسطين وزوال الكيان المغتصب”.